|
Re: فلسفة " المعنى" بين النظم والتنظير (Re: ابو جهينة)
|
الثالث : يعني بدلالة اللفظ على المضمون والمحتوى واظهار ماتضمنه اللفظ من مراد ، وهو رأي الراغب وابن منظور وفخر الدين الطريحي وهو مانأنس اليه في تحديد المعنى لغة . وعلى هذا فالمعاني لغة تعني بدلالة الألفاظ على مضامينها ومقاصدها، وما يظهر منها لغة عند التبادر في الاطلاق لدى العرْف العربي العام . وهو أجنبي عن المصطلح الفني " للمعاني " التي يعرف بها حال اللفظ العربي في مطابقته لمقتضى الحال لا في دلالته على معنى معين .. ) ( 12 ) وفي مذهب آخر للعلاقة بين النحو والمعاني نتمعن في هذه الاشارات : (السيرافي اذ قال : معاني النحو منقسمة بين حركات اللفظ وسكناته ، وبين وضع الحروف في مواضعها ، وبين تأليف الكلام بالتقديم والتأخير ) ( 13 ) ثم وفي الموضع نفسه نقرأ : ( ويستوقفنا حقا ما أفاده أحمد بن فارس حينما عقد بابا وسماه ( معاني الكلام ) وهي : عند أهل العلم عشرة : خبر واستخبار ، واصرار ونهي ، ودعاء وطلب ، وعرض وتحضيض ، وتمنٍ وتعجب ) ( 14 ) ( وهنا يجب التنبه ان نظرية " النظم " عند الجرجاني تنظر الى النحو نظرة نظرة خاصة ومتطورة ، تتعدى حدوده التعريفية وعلاماته الاعرابية الى خصائصه الفنية ولايقصد بالنحو معناه الضيق الذي فهمه المتأخرون وانما يريد المعاني الاضافية التي يصورها النحو . وبذلك رسم في " دلائل الاعجاز " طريقا جديدا للبحث النحوي تجاوز أواخر الكلمة وعلامات الاعراب ، وبين ان للكلام نظما وان رعاية هذا النظم واتباع قوانينه هي السبيل الى الابانة والافهام ) ( 15 ) - من الواضح تماما وقوف الجرجاني في مواجهة جومسكي ( راجع 2 – 1 – ز ) ان لم يكن على النقيض منه ! في ( مستوى ) العلاقة بين النحو والمعنى ، فبين ان يكون ( النحو أساس المعاني ) أو أن ( تكون المعاني قاعدة النحو ) بون شاسع في البنية وما يتفرع منها وفي الدلالة وما يرتبط بها ، ولكن عندما يتوقف العمل بأيّ من ( النظريتين ) منهجيا ويبدأ النظم شعرا وتبدأ الكتابة تأليفاً على قاعدة ( جعل ) لكل جملة معنى ، تركيبيا ومفرداتيا معا فإن (مستوى ) ( المعنى ) يصبح معلّقا بين الوضوح والغموض ، أي التقليدي والبلاغي ،وليس ثمة نظم أو تأليف من غير معنى في آخر الآمر ، فماذا يرى جمع المثقفين في هذا الوضع حديثا ؟
|
|
|
|
|
|
|
|
|