|
Re: فلسفة " المعنى" بين النظم والتنظير (Re: ابو جهينة)
|
2 – في معنى المعنى 2-1 المعنى كما يراه فقهاء اللغة الأجانب : توزعت دراسة ( المعنى ) على أكثر من فرع لغوي أو علم من علوم اللغة واللسانيات في المدارس الأمريكية والبريطانية على نحو خاص ، وحسب طبيعة هذا المبحث يمكن عرض آراء (العلماء ) في هذا الصدد على نحو موجز كما يأتي : ( أ ) تحت عنوان اختلاف المعنى diversity of meaning كتب جون لاينز مايأتي مترجما الى العربية : ( يعنى علم الدلالة بدراسة المعنى ، ولكن ماهو المعنى ؟ لقد ناقش الفلاسفة هذه المسألة مع رجعة مخصوصة صوب اللغة كما يزيد على ألفي سنة مضت ، لكن لم يستطع أحد منهم حتى الآن تقديم اجابة مقنعة على هذا السؤال .اذ ان أحد أسباب ذلك قد يكمن في طبيعة السؤال ، على النحو الذي يطرح به ، ومن غير الممكن الاجابة عليه ) (2 ) ( ب ) ذهب عالم ( علم اللغة الاجتماعي ) الدكتور هدسن Hudson الى القول : ( ربما يكون التعميم الوحيد الصحيح الذي نستطيع أن نطلقه على المعنى هو أنه كيان ذهني وأنه قد يكون مفهوما Concept أو اجراءً Procedure ) ( 3 ) ( ج ) أما عالم علم الدلالة اف . آر . بالمر F. R. Palmer فيقف موقفا متحفظا من هذه المشكلة اذ يقول : ( وطبيعي ان لفظة المعنى أكثر إلفةً لنا جميعا ، غير ان القاموس سيقترح عددا من المعاني المختلفة لكلمة معنى أو بعبارة أدق للفعل " يعني " ) ( 4 ) ثم يذكر : ( واستطاع أوغدن و ريتشاردز أن يدرجا ما لايقل عن ستة عشر معنى مختلفا يحبذّها باحثون معروفون وليس من أهداف هذا الكتاب – يقصد: علم الدلالة- أن يفحص كل التعاريف الشائعة والعلمية لهذه اللفظة ولا حتى التعرّف على ما اذا كان لكل معاني " يعني " و"المعنى" شيء مشترك ). ( د ) في تفسير ملاحظة بالمر عن أوغدن وريتشاردز في الفقرة ( ج ) السابقة نعود الى جون لاينز (الفقرة أ ) لنجده يوضح لنا هذه الاشارة كما يأتي : (يذكر أوغدن و ريتشاردز في كتابهما " معنى المعنى " مالايقل عن ستة عشر معنى للفظة " معنى " سواءً أكانت اسما أم فعلا ، مما يجعل هذه المعاني المتعددة في مستويات مختلفة حسب أهميتها اللغوية ) ( 5 ) ( ه ) ينقل بالمر أيضا رأي ليونارد بلومفيلد ( السلوكي ) ويتحفظ عليها كما يأتي : ( يتألف المعنى حسب رأي بلومفيلد من العلاقة بين الكلام ( المبين في رد فعل لغوي " رل" يعمل عمل منبه لغوي " مل " ) ( والحدثين العمليين : المنبه " م " الذي يسبق الكلام ٍStimulus ورد الفعل " ر " Reaction ( اللفظة Response ) بمعنى استجابة وهي أكثر استعمالا حاليا من Reaction ( 6 ) ( و ) يتحفظ جون لاينز من جانبه على نظرية بلومفيليد فيقول : ( إن جوهر مناقشتنا العامة للسلوكية هو انها فشلت حتى الآن في تقديم نظرية عامة مُرضية للمعنى . ولايعنى ذلك ، وهذا مايجب تأكيده ، الأهمية أو الفائدة من صيغة ( المنبه – الاستجابة ) للسلوك اللغوي لكنه يعني فقط ضرورة الاقرار بمحدوديتها ، وضرورة قصر لفظتي " الاستجابة " والمزاج يستجيب " على ردود فعل محددة ، وتحت ظروف يمكن تحديدها ) ( 7 )
.... يتبع ...
|
|
|
|
|
|
|
|
|