|
Re: توقيع اتفاقية سلام الشرق في اسمرة بحضور ضيوف دوليين (Re: محمد عبدالقادر سبيل)
|
سلام الشرق.. التنمية قادمة رصد: عبد المنعم ابو ادريس
تم امس في قصر الدولة بالعاصمة الاريترية أسمرا التوقيع على الاتفاق النهائي لسلام شرق السودان بعد مباحثات امتدت لخمسة اشهر، اذ بدأت في مايو الماضي ، وقد جاء التوقيع وسط حضور رسمي وشعبي ، يتقدمه رئيس الجمهورية عمرالبشير ونائبه الاول الفريق سلفا كير ميارديت وعدد من الوزراء وقيادات حزبية على رأسها السيد محمد عثمان الميرغني ، رئيس التجمع الوطني والحزب الاتحادي، اضافة الى حضور عربي تمثل في امين عام الجامعة العربية ، ووزراء خارجية اليمن ، مصر ، وليبيا ، كما كان هناك النائب الثاني لرئيس الوزراء القطري عبدالله العطية ، ووزير الدولة بالخارجية الاماراتي ، ووزير الثقافة السعودي ، وبحضورالرئيس الجيبوتي اسماعيل عمر قيلي . هذا على مستوى الحضور الرسمي ، ومن الخرطوم غادرت مابين العاشرة صباحا والواحدة ظهرا طائرتان ، واحدة تقل الرئيس وكبار مرافقيه ، والثانية بها الوفد الشعبي والرسمي ، وسبقهم الى أسمرا وفد جبهة الشرق ، الذي وصل الى هناك نهار امس الاول ، وضم مائة وخمسين شخصا من الولايات الثلاث كسلا، القضارف ، والبحر الاحمر . ومنذ وقت باكر تم اعداد مكان الحفل في حديقة القصر ، التى زينت بعلمي السودان واريتريا، ووضعت المقاعد على شكل دائرة في وسط اشجار النخيل ، التى تكثر في الحديقة ، وكان الزي البجاوي المكون من الجلابية والصديري هو الغالب ، ووضعت المنصة بعد درج مبنى القصر ، وبجوارها منضدة التوقيع ، وجلس وفد جبهة الشرق على رأسه موسى محمد احمد ، ومبروك مبارك سليم ، وآمنة ضرار ، وفي مقدمة الوفد الحكومي كان مصطفى عثمان ، وصلاح قوش ، ومالك عقار .وعندما جاءت الساعة الخامسة وخمس وعشرين دقيقة بتوقيت السودان ، اطل من داخل مباني القصر ركب ضم الرئيسين اسياس افورقي ، واسماعيل عمر، والفريق سلفا كير ، والرئيس عمر البشير ، ومن بعد بدأ الاحتفال بكلمة للوسيط الاريتري في المفاوضات ، يماني قربي ، والذي وصف الاتفاق بانه خطوة في معالجة مشكلة شرق السودان من جذورها ، ورغم انه ليس هناك اتفاق مرضٍ لاي طرفين خاضا نزاعا مسلحا ، الا ان هذا الاتفاق وجد قبول ورضاء الحكومة وجبهة الشرق ، وذلك لانه تم بارادتهما ودون ضغوط خارجية ، لذا جاء عادلا ومنصفا ، وهناك حرص من الطرفين على تنفيذه وفق الجدول الزمني المتفق عليه . وقال الوسيط الاريتري ، ان الذي تحقق كان نتيجة لجهد سوداني ، واقتصر دورنا على تسهيل الحوار . اما موسى محمد احمد ، فقد وصف اختيار منبر أسمرا بالموفق ، لان العلاقة مع اريتريا علاقة استراتيجية ، اضافة الى معرفتها بجذور مشكلة الشرق ، واضاف ان هذه الميزات اعطت المنبر قبولا لدى الطرفين ، مؤكدا ان هذه الميزات جعلته ينجح في ان يتجاوز الطرفان العقبات ، واصفا الاتفاق بانه اعطى الشرق مكاسب معتبرة لم تتحقق من قبل ، وهو لايرضي طموحنا ، ولكننا تجاوزنا بعض القضايا الجوهرية حتى لانعرقل التفاوض ، وسنعمل على تحقيق الاشياء التى تجاوزناها ، وذلك عبر المصداقية والتنفيذ السريع . وعرج بعد ذلك نحو جبهة الشرق ، وقال اننا سنبنيها حزبا سياسيا للدفاع عن قضايا الشرق ، وسنعمل على اعماره متخذين الشفافية والديمقراطية ، وسنسهم مع الحكومة في حماية السودان وكرامته ، وسنساعد في حل مشكلة دارفور . مشددا ان الاتفاق سينشط التجارة الحدودية مع أسمرا التى تتميز العلاقة معها بالامتدادات الاثنية . ومن بعده جاء الدكتور مصطفى عثمان رئيس الوفد الحكومي ، واكد ان الذي تم حوار سوداني افضى الى التوصل لاتفاق في وقت وجيز . وتابع «اكدنا على وحدة السودان ، ووضعنا في الاتفاق خارطة طريق لتنمية واستقرار الشرق ، والذي هو بوابتنا الاقليمية ، وقد حرصنا على تمثيل احزاب حكومة الوحدة الوطنية ، وولايات الشرق الثلاث ، ومضى قائلا، ان تنزيل الاتفاق على ارض الواقع يحتاج لمزيد من التفاهم ». وفي الخامسة وسبع وخمسين دقيقة بدأت كلمة الرئيس عمر البشير، الذي وصف خطوة أسمرا بانها تضع بصمة في تاريخ القارة الافريقية ، وتقدم علامة فارقة ونموذجا لحل النزاعات، وسنبادلها وداً بود ، لان سلام واستقرار الاقليم هدف استراتيجي لاحياد عنه ، ومن بعد اكد على الالتزام بتنفيذ الاتفاقات الموقعة بعد اجازتها من الاجهزة المعنية ، معلنا الالتزام بستة محاور ، اولها تحويل اموال الحرب لتنمية الشرق ، وثانيها ترسيخ مبادئ الديمقراطية ، وحماية الفئات الضعيفة من نساء واطفال ، ومحاربة الارهاب والوصول الى تعريف جديد له ، وفي خاتمة كلمته ترحم على الشريف زين العابدين الهندي ، الذي وصفه برائد المبادرات الوطنية . وبعد كلمة الرئيس ، توقف الحفل لتناول افطار رمضان ، وعاد مرة اخرى بكلمة قصيرة للرئيس اسياس افورقي ، الذي دعا الحكومة والشعب السوداني للالتزام بسلام الشرق وتطبيقه ، ثم عرج على الهجوم على الولايات المتحدة ، مكررا ما فعله في مايو الماضي في يوم الاحتفال بعيد الثورة الاريترية، واصفا الدول العظمى بانها تحاول تحويل المنظمات الدولية الى ملحقيات تابعة لها تديرها عبر اجهزة المخابرات ، داعيا شعوب العالم لمناهضة هذا . وفي السابعة واربع واربعين دقيقة ، دعا يماني قربي رئيسي الوفدين للتوقيع على الاتفاق ، حيث وقع عن الحكومة الدكتور مصطفى عثمان ، وعن جبهة الشرق موسى محمد احمد ، وبعد ان صافحا افورقي والبشير ، دخل الجميع في عناق ، وانطلق الغناء البجاوي ، والجميع يردد رائعة ابن الشرق الراحل كجراي (اريتريا يا جارة البحر ، يا منارة الجنوب ، من اجل عينيك الجميلتين ، يأتي زحفنا لأقدس الدروب ) ، وهكذا انقضى يوم بنكهة البن والقهوة البجاوية ، وبعده تبدأ رحلة في البناء والحرب على الجهل والفقر . http://www.alsahafa.info/index.php?type=3&id=2147507054
|
|
|
|
|
|
|
|
|