الذي وافق علي اضفاء الطابع الديني علي كتشنر وجيوشه الغازية
..... هذه ...المعلومة خاطئة ولا أدري من أين تحصل عليها هيكل ....هيكل لم يعائش تلك الفترة بالتأـ كييد ...وهو موثق ومحلل ممتاز لما عائشه من أحداث.......ولكنه ليس مؤرخ..... ....السيد علي دخل السودان عن طريق سواكن عام 1901 راجع مؤ لفات أبوسليم......وقد.كان المرحوم محمد طه محمد أحمد يردد مثل هذا القول ثم عاد وأعتذر......بينما الانجليز دخلوا عبر النيل 1898 عنه ......هل سمع أحدكم أن أهالي الشا ئقية والجعليين أصطفوا علي النيل لاستقبال مرشد الختمية القادم علي بواخر الانجليز? ....الانجليز فكروا في الاستعانة بالافغاني ثم الزبير باشا ولكن كل هذا لم يحدث...... ...ولا أدري لماذا يخطئ الموسوعة هيكل فيما يتعلق بالسودان....فقد أساء تقدير ثورة أكتوبر وأساء للثوار وو عد بعدها الايكتب قي الشأن السوداني ....وغمز من شأن السادات لأن أمه سودانية .......
10-07-2006, 11:15 AM
ASAAD IBRAHIM
ASAAD IBRAHIM
تاريخ التسجيل: 11-26-2003
مجموع المشاركات: 3920
Quote: لكن بالجد يا كمال انت ما معاي في انو السيدين الجليليين
قد اتيا بافعال عجيبةغريبة
زي تهنئة ملك انجلترا بانتصاره ؟؟
شوف التهنئة حدثت فعلا والوفد كان يضم السيدين والشريف يوسف الهندي
وأبو سن شيخ الشكرية والشيخ علي التوم شيخ الكبا بيش وغيرهم من أعيان وزعماء البلد .... ....هنا ك منطق براغمتي خلف هذا الموقف فقد وعدت أنجلترا المستعمرات التي تساندها بالحكم الذاتي ثم الاستقلال....وقد وقفت مصر والهند وشريف الاردن والعراق مع أنجلترا بل وحاربوا معها هل ذكر هيكل هذا ?? كان هذا هو موقف السادة والوفد السوداني الذي قام بالتنهئة ...ولاز ا لت هناك تحفظات حول سفره علي الرغم المسوغات والتبرير ولكن الموقف غير المبرر هو موقف هولاء الزعماء السلبي من ثورة 1924 .. أخي أسعد أرجو أن تنتبه لحديثه في الحلقةالتالية حول ثورة 1924 ببلادنا وخذلان الجيش المصري وحكومة مصر لثوار 1924 بعد وضعوهم في و جه المدفع..... ??? ..... ......
(عدل بواسطة kamalabas on 10-07-2006, 04:32 PM) (عدل بواسطة kamalabas on 10-07-2006, 05:44 PM) (عدل بواسطة kamalabas on 10-07-2006, 05:49 PM)
تحياتى اعتقد ان البقر قد تشابه على صاحبنا وان الميرغنى الكبير دخل مع جيش اسماعيل وهذا قول ولكن من كان فى جيش كتشنر!!!! واما تاكيدة بجهل المصريين المقيت عن السودان فهذه حقيقه والى الان!!! برضاء تام اقر ان محمد نجيب من ام سودانيه ويرجح الناس ذلك بخروج النوبيين والسودانيين عند استقالة نجيب فى مظاهره مشهورة! انور السادات افرج عنه الملك من تهمته الآولى بتدخل مباشر من محمد احمد السلمانى صاحجب الكريزى هورس والبستان ون وتو فى نمرة اتنين باعتبار انه (ولدنا) وقد رد الجميل السادات بتسهيل رجعة السلمانى الى السودان بفلوسه دون تعرض من احد!! ( قد أحس باحساس الزوجة الثانية أو الزوجة القديمة ) وهذا تعليق الرجل الساخر وصديق هيكل المرحوم داوود عبداللطيف احد افذاذ الخدمة المدنية تالسودانية ولك الود
10-07-2006, 09:25 PM
Elmoiz Abunura
Elmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008
My dear old friend Kofi You wroteبرضاء تام اقر ان محمد نجيب من ام سودانيه ويرجح الناس ذلك بخروج النوبيين والسودانيين عند استقالة نجيب فى مظاهره مشهورة Your information is correct. The late General Mohamed Naguieb mother's was from Berber city. He wrote that in his memoirs. He kept his relationship, and contacts with many Sudanese families after the Egyptain authorities relaxed the conditions for his house arrest in 1971. I rememberd that he wrote to us to extend his condolences after the death of my maternal grand father Dr. Mekki Shibeika in 1980. Some members of my maternal family visited him when he was under house arrest in Almaraj Alkabeir in 1981 Regards
10-07-2006, 10:04 PM
Walid Safwat
Walid Safwat
تاريخ التسجيل: 01-15-2003
مجموع المشاركات: 1227
Quote: ولا أدري لماذا يخطئ الموسوعة هيكل فيما يتعلق بالسودان....فقد أساء تقدير ثورة أكتوبر وأساء للثوار وو عد بعدها الايكتب قي الشأن السوداني ....وغمز من شأن السادات لأن أمه سودانية
ياليتها كانت هفوة من الرجل الملقب زورا بالموسوعة فالرجل سوج لاكاذيبه في السابق ووجه بهجوم يفند ادعاءاته مما حداه بالتوقف عن ذكر السودان واموره التي كان ومازال يجهلها
ومن يقراء كتاباته خاصه عن حرب الخليج/عاصفة الصحراء يجد الكثير من الاكاذيب والتزوير خاصة عندما ينقل عن الصحف الغربية واحتجاجه بان تلك اخطاء عادية في الترجمة هو العذر الاقبح فما يسميه اخطاء عادية كانت تقلب المعاني بصورة تسمح لهيكل بان يستغل المعني لاثبات تحليلاته وتنبؤاته. ورغم اعترافه بتلك التزويرات التي يسميها"اخطاء ترجمية عادية" فلم يتم التصحيح في اي من الطبعات التالية لكتابه "الملف الاسود" لان اي تعديل لتوضيح الترجمات الحقيقية ينسف معظم مزاعمه.
وقد قام الدكتور محمد جلال كشك (رحمه الله) بالرد عليه في كتاب بعنوان "الجنازة حارة" مفندا اكاذيبه وموضحا الترجمات الصحيحة ورفض هيكل مواجهة كشك او الدفاع عن ادعاءاته معللا بانه "هيكل المدرسة" وذاك "كشك الصحفي المتطلع للنجومية"
فشكرا لجهله بامور السودان فالسودان في غنى عن شهادات هذا المزور...
10-07-2006, 10:08 PM
kamalabas
kamalabas
تاريخ التسجيل: 02-07-2003
مجموع المشاركات: 10673
Quote: اعتقد ان البقر قد تشابه على صاحبنا وان الميرغنى الكبير دخل مع جيش اسماعيل وهذا قول ولكن من كان فى جيش كتشنر!!!!
دخل الميرغني الكبير جد مراغنة السودان عام 1818 ..... التاريخ غير دقيق ..... ولكنه حدث قبل الفتح التركي و ذلك في عهد دولة الفونج والشاهد.في هذا مناظرته مع علماء الدولة السنارية بأمر من السلطان
العزيز كمال عباس رمضان كريم اعتقد ان هيكل يشير للعودة بعد هزيمة المهدية ودخول الانكليز ، اى دخول المرغنى بعد خروجهم عن طريق كسلا لمصوع ومنها للحجاز والاستقرار فى مصر ثم العودة عند هزيمة المهدية وبداية الاحتلال الثنائى ولكم الود
10-08-2006, 09:51 AM
kamalabas
kamalabas
تاريخ التسجيل: 02-07-2003
مجموع المشاركات: 10673
Quote: العزيز كمال عباس رمضان كريم اعتقد ان هيكل يشير للعودة بعد هزيمة المهدية ودخول الانكليز ، اى دخول المرغنى بعد خروجهم عن طريق كسلا لمصوع ومنها للحجاز والاستقرار فى مصر ثم العودة عند هزيمة المهدية وبداية الاحتلال الثنائى ولكم الود
وهذ ا أيضا قول مردود.... .....
Quote: هذه ...المعلومة خاطئة ولا أدري من أين تحصل عليها هيكل ....هيكل لم يعائش تلك الفترة بالتأـ كييد ...وهو موثق ومحلل ممتاز لما عائشه من أحداث.......ولكنه ليس مؤرخ..... ....السيد علي دخل السودان عن طريق سواكن عام 1901 راجع مؤ لفات أبوسليم......وقد.كان المرحوم محمد طه محمد أحمد يردد مثل هذا القول ثم عاد وأعتذر......بينما الانجليز دخلوا عبر النيل 1898 عنه ......هل سمع أحدكم أن أهالي الشا ئقية والجعليين أصطفوا علي النيل لاستقبال مرشد الختمية القادم علي بواخر الانجليز?....الانجليز فكروا في الاستعانة بالافغاني ثم الزبير باشا ولكن كل هذا لم يحدث......
كمال
10-08-2006, 11:26 AM
Yasir Elsharif
Yasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 49087
تحية طيبة لك وللأخ أسعد صاحب البوست؛ وأنا أيضا تابعت حلقة "مع هيكل" الأخيرة ولدي تعليقات كثيرة سأرجئها حتى ينزل نص الحلقة في قناة الجزيرة بالكتابة.. مثلا أنكر هيكل أن مصر كان لها دور في تجارة الرقيق وأثبته فقط للتجار البريطانيين، وهذا غير صحيح.. لقد فتح محمد علي السودان من أجل الحصول على العبيد الذي يصلحون للجندية، ومن أجل الذهب.. وفيما بعد رضخت مصر للموقف الدولي "بريطانيا خاصة" من تجارة الرقيق فابطلته في عقد السبعينات من القرن التاسع عشر.. ثم أنه لم يكن في السودان إبان الحكم التركي تجار بريطانيون يعملون في تجارة الرقيق.. لقد كان هناك تجار من جنسيات مختلفة ولكن معظمهم مصريون وقد ذكرهم نعوم شقير في كتابه وأشهرهم عموري الذي كان الزبير باشا يعمل في تجارته قبل أن يستقل بنفسه..
قولك:
Quote: ....السيد علي دخل السودان عن طريق سواكن عام 1901 راجع مؤ لفات أبوسليم......وقد.كان المرحوم محمد طه محمد أحمد يردد مثل هذا القول ثم عاد وأعتذر......بينما الانجليز دخلوا عبر النيل 1898 عنه ......هل سمع أحدكم أن أهالي الشا ئقية والجعليين أصطفوا علي النيل لاستقبال مرشد الختمية القادم علي بواخر الانجليز?
أرجو أن تذكر ما كتبه المؤرخ أبو سليم في مسألة دخول السيد علي الميرغني للسودان لأن قصة دخوله مع الجيش مشهورة لدى عامة السودانيين مع أنه لم يتعد العشرين من العمر في ذلك الوقت؛ ولا أظن أن هناك غبار على عودته إلى بلده بعد أن لجأ إلى مصر مع والده هربا مما حدث أثناء المهدية التي حاربت الطريقة الختمية.. كتشنر والقادة البريطانيون كانوا على رأس جيش من المصريين وكثير من الجنود كانوا سودانيين.. هذه حقائق تاريخية.. تمويل الجيش كان من الحكومة الخديوية التي كانت بدورها تحت الاحتلال البريطاني.. يعني بريطانيا جعلت حكومة الخديوي تنفق على "إعادة الفتح".. وهناك حقيقة تاريخية أخرى هي أن سلطة الحكم الاستعماري قد استقطبت السيد علي الميرغني في العقدين الأولين للحقبة الاستعمارية، لدرجة أنها منحته لقب "سير" و"باشا" وكان يعرف بـ "السير علي الميرغني باشا".. وفيما بعد لجأت أيضا إلى استقطاب السيد عبد الرحمن المهدي وقد منحته أيضا لقب باشا كنوع من المكر ومحاولة كسب طائفة الأنصار.. يجب أن نتذكر أن السلطة الاستعمارية الجديدة قامت بإخضاع دارفور في عام 1916 ويبدو أن السيد عبد الرحمن قد كان له دور في عدم تشجيع أنصار المهدية هناك على المقاومة.. طبعا اكتشف السيد عبد الرحمن عدم جدوى المقاومة المسلحة للسلطة الاستعمارية من وقت مبكر..
وشكرا
ياسر
10-08-2006, 04:07 PM
kamalabas
kamalabas
تاريخ التسجيل: 02-07-2003
مجموع المشاركات: 10673
Quote: أرجو أن تذكر ما كتبه المؤرخ أبو سليم في مسألة دخول السيد علي الميرغني للسودان لأن قصة دخوله مع الجيش مشهورة لدى عامة السودانيين مع أنه لم يتعد العشرين من العمر في ذلك الوقت؛
قرأت هذا لأبوسليم ولايحضرني ا لمصدر الان وقد ا لاستاذ محمد طه يردد مثل هذا الكلام أيأم الديموقراطية ثم عاد وأعتذر مستشهدا بأ بي سليم ..... عموما يا د كتور ياسر موضوع أن مجئ السيد علي مع الا ستعمار لا ينفع معها منطق انها مشهورة جدا عند السودانين ينفع معها أ يراد المصدر وهو مهمة من يتهم لا من يدافع !!!! .....فقد كان مشهورا جدا ( بلاسند) أن الاستاذ محمود مدعي لنبوة وأنه ينكر الصلاة وأن الجمهوريين زنادقة وأن الخاتم عدلان هتف علي أعتاب الجامعة :أضرب ..أضرب يا أبو ا لقاسم..... لكن كل هذا تم بلا سند أولمجرد للمكائدات السياسية !!! ......يا عزيزي ياسر.هل سمعت أن أجدادك وكبار الجعليين والشائقية وقفوا علي ضفاف النيل يستقبلون الميرغني القادم علي بواخر الانجليز!!!?? ....
10-08-2006, 05:09 PM
Yasir Elsharif
Yasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 49087
عندما طلبت منك ذكر المصدر لم أكن أقصد اتهامك.. فانا لم أكن أعرف بما كتبه أبو سليم، وكنت أريد التوثيق لهذه المعلومة من مؤرخ محترم والسبب أن المعلومة الأخرى مشهورة على مستوى النقل الشفاهي.. لا أعتقد أن دخول السيد علي مع الحكم الجديد يعيبه.. فمهما كانت نوايا الحكام الجدد فقد استطاع السيد علي أن يكون له دوره الإيجابي دائما.. وحقيقة أنا لا أعرف مصدر المعلومة التي تقول بدخول السيد علي مع الجيش الزاحف، سوى المصدر الشفاهي. لقد وجدت أن صفحة السيد علي الميرغني في موسوعة ويكيبيديا المفتوحة:
Quote: يا عزيزي ياسر.هل سمعت أن أجدادك وكبار الجعليين والشائقية وقفوا علي ضفاف النيل يستقبلون الميرغني القادم علي بواخر الانجليز!!!??
لا أظن أن السودانيين في شمال السودان كانوا في معرض استقبال الشاب علي الميرغني ولكنهم كانوا في غالبيتهم مؤيدين لعودة الحكم المصري، فقد كانوا كارهين لحكم المهدية ولا زالت في ذاكرة الكثير منهم كتلة المتمة وغيرها من المعارك بينهم وبين جيوش الأنصار..
ولك مني عامر المودة..
ياسر
10-08-2006, 05:41 PM
kamalabas
kamalabas
تاريخ التسجيل: 02-07-2003
مجموع المشاركات: 10673
Quote: قد ذكرت المعلومتين جنبا إلى جنب.. ففي المرة الأولى قالت أن السيد علي دخل السودان عن طريق سواكن عام 1901.. وبعد سطرين قالت أنه دخل السودان مع جيش كتشنر..
.....المعلومة الاولي هي ما قرأت والثانية سمعتها مشافهة ولم أقف علي مصدرها.....لم أقل أنك أتهمتني وأنما قصدت أتهام الميرغني... ....معك في.ضرورة التوثيق وأرجوا من يملك مصدرها من كتابات أبوسليم وغيره أنزالها......وحقيقة أقف النقد لرموز تاريخنا المعا صر لذا تراني أنتقدت موقف السادة والزعماءالسلبي من ثورة 1924 ولك ودي كمال
10-08-2006, 05:58 PM
Yasir Elsharif
Yasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 49087
سلامات.. قولك لم أقل أنك أتهمتني وأنما قصدت أتهام الميرغني...
نعم أنت لم تقل وإنما أنا الذي فهمت أنك تقصد أنني أتهمك.. وأرجو أن يكون قد وضح لك أنني لا أتهم السيد علي الميرغني.. ولا حتى في دوره ودور السيد عبد الرحمن المهدي في الموقف من ثورة 1924.. فتلك كانت حركة لصالح مصر أكثر من أنها لصالح السودان.. ولو نجحت لما استطاع السودانيون التخلص من النفوذ المصري بسهولة.. ولكن على كل حال عاد نفوذ المصريين بالشباك بعد أن كان قد خرج بالباب.. ولذا أنا أختلف معك فيما قلته:
وحقيقة أقف النقد لرموز تاريخنا المعا صر لذا تراني أنتقدت موقف السادة والزعماءالسلبي من ثورة 1924
مصر يعود إليها العامل الأكبر فيما جرى في السودان بعد الاستقلال.. وسأعود لهذا إذا وجدت الوقت..
مسألة ثورة 24 عبارة عن أسطورة صدقها المتعلمون السودانيون..
ولك ودي ياسر
10-08-2006, 06:01 PM
kamalabas
kamalabas
تاريخ التسجيل: 02-07-2003
مجموع المشاركات: 10673
السيد علي الميرغني (1873-1968م) زعيم ديني وسياسي سوداني. سليل أسرة الميرغنية المعروفة والتي عرف عدد من أفرادها بدراسة العلوم الإسلامية وعنيت بنشر الإسلام ، استقرت أسرته في كسلا وسواكن وقد كانت تناصب المهدية العداء واستقطبت عدداً من سكان الشرق للطريقة الختمية.
ولد السيد على الميرغنى فى جزيرة مساوي فى ديار الشايقية ومنها الى مدينه كسلا وعند حصار الانصار للمدينه خرج مع والده الى سواكن حيث درس العلوم الاسلاميه على يد عمه السيد تاج السر الميرغنى ومنها الى مصر وبعد الفتح الانجليزى المصرى للسودان عام 1898 بثلاث سنوات عاد للسودان عام 1901 عن طريق سواكن ومنها الى كسلا،وساهم في نشر الإسلام
درس المرحلة الابتدائية بكسلا. ذهب إلى عمه السيد محمد سر الختم بمصر وهناك انتسب للأزهر وعمل على معارضة المهدية مع عدد من الضباط والتجار السودانيين. وعند الغزو الثنائي عاد للسودان مع الجيش الذي كان بقيادة الجنرال كتشنر. وقد رأت سلطات الحكم الثنائي أن محاربة المهدية والأنصار لن تتم إلا بمساعدة الطرق الصوفية التي حاولت المهدية منعها، فوقفت إلى جانب الطريقة الختمية. ترأس الوفد الذي ذهب إلى بريطانيا عام 1919م لتهنئتها بانتصارها في الحرب العالمية الأولى. انتخب رئيساً لحزب الأشقاء الذي كان يدعو للاتحاد مع مصر.
كان سنداً للاتحاديين واختلف مع إسماعيل الأزهري ولما انقسم الحزب الاتحادي وقف مع حزب الشعب الديمقراطي. أنشأ جريدة "صوت السودان". كان مهتماً بالعلم. أصيب بداء في كليته فاستأصلت، الى أن توفاه الله عام 1968م ودفن بمسجده العامر بالخرطوم بحري.
السيد على الميرغنى بن السيد محمد عثمان الميرغنى حفيد الامام الختم مؤسس الطريقه الختميه التى انتشرت من بلاد البرنو غربا وحتى سواحل البحر الأحمر ومن الإسكندريه شمالا حتى بلاد الصومال جنوبا
الاستاذ.ياسر هاك هذه ا لمعلومة( وجدتها.قبل لحظات )
Quote: ....صدرت الطبعة المحققة لهذا الكتاب القيم عن مطبعة دار الجيل عام 1991م تحت عنوان "الإبانة النورانية في شأن صاحب الطريقة الختمية" تحقيق محمد إبراهيم أبو سليم. وقبل أن يحقق أبو سليم مخطوط الإبانة النورانية نجده قد نشر أبحاثاً متفرفة عن سيرة السيد علي الميرغني (1880-196، ثم أخيراً جمعها ورتبها في بحث واحد تحت عنوان "السيد علي الميرغني وقيادة الختمية"، نشره ضمن أبحاث أخرى في كتابه "بحوث عن تاريخ السودان" الذي أصدرته مطبعة دار الجيل عام 1992م. في هذا البحث يتحدث أبو سليم عن ميلاد السيد علي في جزيرة مساوي بمنطقة الشايقية، وهجرته مع والده إلى كسلا، وسواكن، ثم القاهرة في عام 1885م، حيث توفى والده ودفن في مقبرة باب وزير، وأضحى قبره مزاراً للسادة المراغنة ومريديهم من المصريين وأهل السودان المقيمين بأرض الكنانة؛ ويتطرق المؤلف أيضاً إلى عودة السيد الميرغني إلى السودان نافياً قول خصومه السياسيين الذين يزعمون أن السيد كان ضابطاً في المخابرات المصرية، عاد إلى السودان مع الجيش الغازي. ينفي أبو سليم هذه الفريَّة بقوله: "عاد السيد علي بعد قضاء خمس سنوات في مصر، ثم عاد إلى سواكن "ليشغل نفسه بالحرب الدائرة وشئون طائفته أبو شوك يكتب عن الراحل المقيم أبو سليم في أربعينه المصدر ......
سلامات يا عزيزي كمال عباس.. شكرا على ما أوردته مما كتبه أبو شوك.. لاحظت أن أبو شوك قد نقل من أبي سليم ما يفيد بأن ميلاد السيد علي كان في عام 1880.. وأنه هاجر مع والده إلى مصر في عام 1985، يعني أن عمره كان وقتها حوالي 5 سنوات.. يقول أبو شوك في معرض كلامه عن أبي سليم:
ويتطرق المؤلف أيضاً إلى عودة السيد الميرغني إلى السودان نافياً قول خصومه السياسيين الذين يزعمون أن السيد كان ضابطاً في المخابرات المصرية، عاد إلى السودان مع الجيش الغازي. ينفي أبو سليم هذه الفريَّة بقوله: "عاد السيد علي بعد قضاء خمس سنوات في مصر، ثم عاد إلى سواكن "ليشغل نفسه بالحرب الدائرة وشئون طائفته
فبملاحظة القول السابق من أن السيد علي خرج من السودان عام 1885، والقول الذي وضعت تحته خطاً بوصفه نصا من أبي سليم، بأن السيد علي عاد بعد خمس سنوات، يعني أنه قد عاد في عام 1890 [يعني في عمر 10 سنوات].. وهذا غير صحيح طبعا.. ولا أعرف ما هي الحرب التي عاد ليشغل بها نفسه وما هي شئون طائفته في عام 1890.. يبدو أن هناك بعض الأخطاء في هذه الكتابة..
سأعود لبقية تعليقك في المداخلات الأخرى..
ياسر
10-09-2006, 11:01 AM
kamalabas
kamalabas
تاريخ التسجيل: 02-07-2003
مجموع المشاركات: 10673
Quote: ..ويتطرق المؤلف أيضاً إلى عودة السيد الميرغني إلى السودان نافياً قول خصومه السياسيين الذين يزعمون أن السيد كان ضابطاً في المخابرات المصرية، عاد إلى السودان مع الجيش الغازي. ينفي أبو سليم هذه الفريَّة بقوله: "عاد السيد علي بعد قضاء خمس سنوات في مصر، ثم عاد إلى سواكن "ليشغل نفسه بالحرب الدائرة وشئون طائفته
أعتقد أنه يعني 15 عاما أعتقد آن العودة للمصدر "بحوث عن تاريخ السودان" الذي أصدرته مطبعة دار الجيل عام 1992م سوف تفيد كثيرا كمال
10-08-2006, 06:35 PM
kamalabas
kamalabas
تاريخ التسجيل: 02-07-2003
مجموع المشاركات: 10673
وحقيقة أقف النقد لرموز تاريخنا المعا صر لذا تراني أنتقدت موقف السادة والزعماءالسلبي من ثورة 1924
مصر يعود إليها العامل الأكبر فيما جرى في السودان بعد الاستقلال.. وسأعود لهذا إذا وجدت الوقت..
مسألة ثورة 24 عبارة عن أسطورة صدقها المتعلمون السودانيون
في الواقع كنت لامست هذا المعني في مداخلة سابقة في عاليه
Quote: أخي أسعد أرجو أن تنتبه لحديثه في الحلقةالتالية حول ثورة 1924 ببلادنا وخذلان الجيش المصري وحكومة مصر لثوار 1924 بعد وضعوهم في و جه المدفع..... ??? .....
شباب 1924 كان مبهور بثورة 1919 المصرية وكان را فعا لشعا ر وحدة وادي االنيل رافضا للأنجليز ولكنهم خذلوا ...... ....لو كان منطق الزعماء مثل منطقك هذا لما تصديت له كان منطقهم أن الثوار " مولدين" وأنهم ليسوا أولاد بلد ولاقيمة لهم....كانت الصحف وقتها تغمز في أصول علي عبد اللطيف والماظ...... من حقنا أن نحفظ لهولاء ا لشباب تساميهم علي الجهويةوا لعرقية والقببية وأرتفاع الحس القومي عندهم..... رهانهم علي الدور المصري (حينها) لم يكن صائبا.....وقد وعي هولاء الد رس وأختاروا الطريق الادبي والثقافي والاهتمام بأيقا ظ الوعي ثم أنخرطوا في مؤتمر الخر يجن مع الاجيال الجديدة وواصل الثورة ولكن بأسلوب أخر كمال
10-08-2006, 10:07 PM
welyab
welyab
تاريخ التسجيل: 05-08-2005
مجموع المشاركات: 3891
Quote: ....لو كان منطق الزعماء مثل منطقك هذا لما تصديت له كان منطقهم أن الثوار " مولدين" وأنهم ليسوا أولاد بلد ولاقيمة لهم....كانت الصحف وقتها تغمز في أصول علي عبد اللطيف والماظ......
لا أظن أن أحدا من الزعيمين صرح بمثل هذا التصريح.. نعم، كتبت صحيفة حضارة السودان تعليقا يدعو فيه كاتبه: "إلى اجتثاث المشاكسين من أبناء الشوارع المتشردين" ويواصل: "أي أمة منحطة تلك التي يتزعمها أمثال علي عبد اللطيف؟ ومن أي أصول ينحدر هذا الرجل لينال هذه الشهرة؟ ولاي قبيلة ينتمي؟".. وبما أن صحيفة "حضارة السودان" تعود ملكيتها إلى السيدين فقد أخذ بعض المؤرخين هذا القول عليهما، واعتبروه معبراَ "عن آرائهما أو لا يتعارض معها على الأقل".. والنص الذي وضعته بين قوسين وتحته خط كان تعليقا من الدكتور فرانسيس دينق في كتابه "صراع الرؤى"..
مرة أخرى، إذا كان لديك وثيقة تثبت أن السيدين قالا عن ثورة 24 ما نقلته أرجو أن تطرحه..
ولك شكري.. ياسر
10-08-2006, 11:38 PM
فارس موسى
فارس موسى
تاريخ التسجيل: 12-01-2004
مجموع المشاركات: 1357
موضوع حى كشخصك وجبت لينا د ياسر ومعاهو كمال عباس فى صينيه (اقصد بوست ) واحد .
لى عوده لهيكل، تابعت حلقاتو الاولى (عن الديمقراطيه إتخيل) هيكل بنظر للديمقراطيه ؟!!! كمال عباس سلامات ورمضان كريم انا اتفق معك تماما عن ذلك الجانب لحركة 24 ويا ريت تكثف الإضاءات حوالين الحته المتجاوزه دى ، من شرزمة جماعة كشه والتجاوز فى الخطاب (منبتين ، واولاد ايه؟ ما بتذكر !!). لحدى الصدام وإستشهاد الماظ ، وإعتقال عبد اللطيف وبقية العقد،ولو حصلت ما كتبه عرفات اخوان تكون اديتنا عيديه مبكره .وبس !! بس دى للتهوين من الطلب التقيل دى مع نهارات رمضان !
لكن براك جبت السيره !
دياسر رمضان كريم وعبرك للاسره والاحباب.
اسعد خارج البوست قول لصاحبك انا منتظر الفطور حقى إنشالله ليوم التيسوعا!! حليل كمال اوسلى.
تحياتى للاولاد.
10-09-2006, 09:09 AM
Yasir Elsharif
Yasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 49087
Quote: كمال عباس سلامات ورمضان كريم انا اتفق معك تماما عن ذلك الجانب لحركة 24 ويا ريت تكثف الإضاءات حوالين الحته المتجاوزه دى ، من شرزمة جماعة كشه والتجاوز فى الخطاب (منبتين ، واولاد ايه؟ ما بتذكر !!). لحدى الصدام وإستشهاد الماظ ، وإعتقال عبد اللطيف وبقية العقد،ولو حصلت ما كتبه عرفات اخوان تكون اديتنا عيديه مبكره .وبس !! بس دى للتهوين من الطلب التقيل دى مع نهارات رمضان !
نعم للأسف وصف ثوار 1924 بالمنبتين.والمولدين و..... ...لكم كنا.أتمني أن أ رفدك بمصادر موثقة ولكنها لاتحضرني الان وسا أعود لهذا الامر حالما عادت الوثائق ولـك التقدير كمال
10-09-2006, 06:43 AM
kamalabas
kamalabas
تاريخ التسجيل: 02-07-2003
مجموع المشاركات: 10673
Quote: كمال عباس سلامات ورمضان كريم انا اتفق معك تماما عن ذلك الجانب لحركة 24 ويا ريت تكثف الإضاءات حوالين الحته المتجاوزه دى ، من شرزمة جماعة كشه والتجاوز فى الخطاب (منبتين ، واولاد ايه؟ ما بتذكر !!). لحدى الصدام وإستشهاد الماظ ، وإعتقال عبد اللطيف وبقية العقد،ولو حصلت ما كتبه عرفات اخوان تكون اديتنا عيديه مبكره .وبس !! بس دى للتهوين من الطلب التقيل دى مع نهارات رمضان !
نعم للأسف وصف ثوار 1924 بالمنبتين.والمولدين و..... ...لكم كنا.أتمني أن أ رفدك بمصادر موثقة ولكنها لاتحضرني الان وسا أعود لهذا الامر حالما عادت الوثائق ولـك التقدير كمال
10-09-2006, 06:43 AM
kamalabas
kamalabas
تاريخ التسجيل: 02-07-2003
مجموع المشاركات: 10673
Quote: كمال عباس سلامات ورمضان كريم انا اتفق معك تماما عن ذلك الجانب لحركة 24 ويا ريت تكثف الإضاءات حوالين الحته المتجاوزه دى ، من شرزمة جماعة كشه والتجاوز فى الخطاب (منبتين ، واولاد ايه؟ ما بتذكر !!). لحدى الصدام وإستشهاد الماظ ، وإعتقال عبد اللطيف وبقية العقد،ولو حصلت ما كتبه عرفات اخوان تكون اديتنا عيديه مبكره .وبس !! بس دى للتهوين من الطلب التقيل دى مع نهارات رمضان !
نعم للأسف وصف ثوار 1924 بالمنبتين.والمولدين و..... ...لكم كنا.أتمني أن أ رفدك بمصادر موثقة ولكنها لاتحضرني الان وسا أعود لهذا الامر حالما عادت الوثائق ( المصادر الاصلية صحيفة حضارة السودان.. أدارة.جسين شريف وتاريخ ا لسودان لمحمد عمر بشير...() ولـك التقدير كمال
Quote: صحيفة "حضارة السودان" تعود ملكيتها إلى السيدين فقد أخذ بعض المؤرخين هذا القول عليهما، واعتبروه معبراَ "عن آرائهما أو لا يتعارض معها على الأقل"..
شكرا أخي ياسر .. الجريدة مملوكة للسادة وخطها العام و أفتتاحيتها تعبران عنهما بطبيعة الحال....... وأعتقد أن مانقلته عن فرانسيس دينق هو ما أخذه الناس عليهما ........وفوق هذا فقد وقف الساد ضد.الثورة وهو مالم أ تحسبه أنت عليهما ...... .....بالمناسبة أرجو أن تكون أطلعت علي مانقلته مؤثقا عن أبو سليم في أحدي مداخلاتي الاخيرة .... أنقل لفائدة الحوار دراسة ناقشها المؤرخ القدال . محمد سعيد القدال لم يخطر على بال ثوار 1924م ان حركتهم سوف تلقى اهتماماً من باحثين في اليابان، ذلك البلد القصي على ساحل المحيط الهادي، ولكن يبدو أن في تلك الحركة ما يثير اهتمام الباحث. فتصدت له اليابانية يوشيكو، واختارت بعضاً من بحثها ودراسات أخرى جمعتها في كتاب بعنوان: «علي عبد اللطيف وثورة 1924م: بحث في مصادر الثورة السودانية. وتولى مركز الدراسات السودانية في القاهرة نشره في العام 1997م، وكُتبت له المقدمة التالية: تعتبر الدكتورة يوشيكو كوريتا الباحثة اليابانية الوحيدة التي تعمقت بجهدها الاكاديمي في تاريخ السودان. بل لعلها تشمخ بين الباحثين السودانيين والاجانب في هذا المضمار، وقد امضت سنوات في السودان جوَّدت فيها لغتها العربية مخاطبة وقراءة وكتابة. وجاست بدأب بين الوثائق والكتب، واتصلت بالشخصيات ذات الوزن التاريخي مسجلة أحاديثهم بصبر وتؤدة، حتى إمتلكت ناصية بحثها الذي حصلت به على درجة الدكتوراة من جامعة طوكيو في اليابان. ويشتمل الكتاب على ثلاثة أبحاث للدكتورة كوريتا جمعتها في كتاب واحد لما يربط بينها من صلات متشابكة ولأنها تكمِّل بعضها البعض، فالبحث الاول عن مفهوم الوطنية عند جماعة اللواء الابيض، والثاني عن دور العناصر الزنجية المنبتة قبلياً في المجتمع السوداني بين عشرينات واربعينات القرن العشرين والثالث عن حياة علي عبد اللطيف. توضح اتجاهات الدراسات الثلاث اهتمام الباحثة الذي انصب على ثورة 1924م وهي ثورة تثير الكثير من الجدل بين الباحثين لما اكتنفتها من ملابسات، ولما اعتراها من تناقضات، ولإحداثها العاصفة التي أضاءت وهنا ثم خمدت. وتدرك الدكتورة كوريتا وعورة الدرب الذي ستسلكه عند تناولها لاحداث 1924م تناولاً مجرداً من الانفعال، فقالت إن تناولها قد «يجرح مشاعر الناس الذين ما زالوا يعزون ذكرى هذه الحركة الوطنية. ولكن يجب أن نبدأ من إدراك تناقض الحركة الوطنية وليس فقط بتمجيدها اذا اردنا التفكير بجدية في مسألة الوطنية. وامتد اهتمام الباحثة ليشمل العناصر الزنجية الذين اطلق عليهم البريطانيون العناصر الزنجية المنبتة قبلياً negriod but detribalised people وعرفوا تلك العناصر بأنهم الزنوج الذين تحرروا من الرق، والذين تعود جذورهم الى قبائل جنوب السودان وجبال النوبة، ولكنهم استقروا في مجتمع شمال السودان بعد ان فقدوا جذورهم القبلية الاصلية من طول اغترابهم في الشمال، فلا روابط قبلية ولا تقاليد ولا مهن يركنون إليها، واحس البريطانيون أن جرثومة القومية السودانية موجودة بين تلك العناصر، بينما الإنتماء القبلي بين أهل الشمال يصطدم بشكل مباشر مع المشاعر القومية، ويقف حجر عثرة امام انصهار اهل السودان في بوتقة الامة. لذلك كان البريطانيون يجلدون كل من يكتب في شهادة ميلاده انه سوداني حتى يرعوي عن ذلك الطيش ويثوب الى رشده. وقد لعبت تلك العناصر ذات الاصل الزنجي دوراً قيادياً وبطولياً في أحداث 1924م، مثل علي عبد اللطيف وعبد الفضيل الماظ وزين العابدين عبد التام، مما شد من انتباه الدكتورة كوريتا اليهم. ولكن اهتمامها لم يقتصر على ثورة 1924م، بل امتد لتقصي دورهم في المجتمع السوداني حتى ظهور الكتلة السوداء فى اربعينات القرن العشرين، وتواصل جهدها الى انفجار قضية الجنوب بشكلها الدرامي المأساوي. إن الانتماء الى السودان والانصهار فيه لا يخلو من تعقيد، ففي العقد الثالث من القرن الثامن عشر برزت الكينونة السياسية للسودان الموحد. وكانت تحمل في احشائها بعض مقومات الامة ومن بين العوامل التي دفعت بتلك الكينونة نحو الانصهار اختلاط الحواجز بين القبائل. ثم جاءت الثورة المهدية «1881-1885م»، وأسهمت في عملية الانصهار، فقد كانت فكرة المهدي المنتظر هي التعبير الايديولوجي للنزوع نحو الانصهار، إذ وجدت القبيلة والطائفة والاقليم، مكاناً تستظل به. ولكن إسهام الدولة المهدية في عملية الانصهار كان محدوداً، فالدعوات التي تنطلق من مواقع التعصب الديني دعوات ضيقة الافق، رغم انها مشحونة بعواطف جياشة تشكل مصدر إلهام لقطاعات واسعة، ولكن سرعان ما يخبو أوارها ويتلاشى بريقها عندما تصطدم بحقائق الواقع ومرارات التجربة وتعقيدات الحياة. إن التعصب الديني يعوق عملية الإنصهار، لأن الانصهار يحتاج إلى درجة كبيرة من التسامح حتى يمضي رخاءً. وعندما جاء الحكم البريطاني زاد من تفكك الروابط القبلية، ليس لان البريطانيين كانوا يسعون إلى اضعاف تلك الروابط وهم الذين سعوا جاهدين فيما بعد لبعث المؤسسة القبلية لتلبي احتياجات الإدارة الاهلية، ولكن لان هيمنة الدولة المركزية وبروز السوق القومي وتسرب الاقتصاد السلعي النقدي إلى خلايا المجتمع، فرض واقعاً يعلو على الحواجز القبلية. وألغى البريطانيون الرق في السودان. فبرزت العناصر «الزنجية المنبتة قبلياً». وهذه العناصر بجذورها الزنجية لها ثقلها في المجتمع السوداني. ولكن التعصب العرقي أدى الى مواجهة حاسمة وجريئة حتى تخرج القضية الى دائرة الضوء، بدلاً من التستر عليها إما استعلاء عليها أو استحياء منها. وهذا ما اقدمت عليه الدكتورة كوريتا. فاخرجت القضية من هامشيتها الاجتماعية الى مركز الصراع الاجتماعي. ولن ينصهر السودان ليصبح أمة، ما لم يتلاش الحاجز الذي يطل من فوقه اهل الشمال على العناصر الزنجية باعتبارهم عبيداً، بينما العبودية وضع اقتصادي اجتماعي وليست صفة عرقية ملازمة للعناصر الزنجية. وتناولت الدكتورة يوشيكا في بحثها الاول قضايا شائكة، ولكن بأسلوب يستحق الاشادة، رغم اننا لا نتفق مع بعض ما ذهبت إليه. ولكن الحياة الاكاديمية ازدهرت بسبب هذا التنوع في التناول، مع احترام الاداء الجيد الذي افرزه ذلك التنوع. ولم تنتعش الحياة الاكاديمية لأن الاجتهادات تنطبق على بعضها وقع الحافر على الحافر، وإلا غدت الجامعات مؤسسات لتخريج الدعاة وليست مؤسسات لأفكار الاستنارة التي سطعت في سماء أوربا منذ القرن السادس عشر. تحدثت الباحثة عن بروز تيارين بين دعاة الوطنية السودانية، الاول بقيادة الزعماء الدينيين وزعماء القبائل، وهم الذين قوى البريطانيون من شوكتهم، فملكوا الأرض وارتبطوا بمشاريع القطن، وقالوا بتفويض السودانيين للبريطانيين للتحدث باسم السودان. وقادت جمعية اللواء الأبيض التيار الثاني. ومن أجل فهم هذا التيار، ترى الباحثة ضرورة تحليل العلاقة بين جمعيتي الاتحاد السوداني واللواء الأبيض. وناقشت الأسباب التي أدت الى انقسام جمعية الاتحاد السوداني، وبروز جمعية اللواء الأبيض، واختلاف وجهة نظر الجمعيتين بشأن وحدة وادي النيل. وخرجت من تناولها عن ما كان سائداً حول ذلك الخلاف. ثم تناولت مفهوم الوطنية عند علي عبد اللطيف. ولأنه من أصل غير شمالي، فقد كان حريصاً على أن تكون الأمة السودانية موحدة تضم أهل الشمال والجنوب. وترى أن هذا الفهم يطرح سؤالاً حول قبول علي عبد اللطيف في جمعية الاتحاد السوداني التي يقودها عبيد حاج الأمين. وتناولت الدكتورة شعار وحدة وادي النيل وما يحمله من تعقيدات. وقد أشرت على تلك التعقيدات في كتابي «تاريخ السودان الحديث» (ص434- 435). ولعل كثيراً من الباحثين لم يلتفت إلى دلالات اللون الأبيض الذي اتخذته الجمعية شعاراً لها في اسمها وعلمها. ولكن الدكتورة كوريتا تناولت أمر هذه الدلالة. ثم تناولت تحليل وانشطة جمعية اللواء الابيض، وتمايزها عن الحركات الاخرى التي نشطت عند العام 1924. فقد كانت هناك تنظيمات اخرى في الساحة السياسية شاركت في الثورة بجانب اللواء الابيض. ولم تلق تلك الجمعيات كثير اهتمام من الباحثين، لأن اللواء الابيض خطفت بريق اللحظة التاريخية. ويتناول البحث الثاني دور العناصر الزنجية المنبتة قبلياً في المجتمع السوداني خلال ربع قرن. وأبدت الدكتورة دهشتها من قلة الاهتمام الذي لقيته تلك العناصر في الدراسات السودانية الحديثة. وترى أن دراسة تلك العناصر قد يكشف لنا جوانب مهمة من التغييرات التي ادخلها التحديث في السودان. ثم استعرضت جذور تلك العناصر في العهد التركي- المصري، الذي استرق مجموعات من العناصر الزنجية وكوَّن منهم الجهادية وبعد انتصارات الثورة المهدية تحول الجهادية الى صفوفها المقاتلة ولعبوا دوراً حاسماً في حروبها الداخلية والخارجية. وظلت علاقة المهدية بالقبائل الزنجية غائمة وتأرجحت بين ما سميته «الانتماء والاغتراب». (راجع دراستي عن علاقة الدولة المهدية بجنوب السودان في كتاب «الانتماء والاغتراب»). وبرزت تلك العناصر أكثر جلاءً في ظل الحكم الثنائى بعد أن ألغى الرق في السودان. ولكن لم يستطع ذلك الحكم أن يؤثر بفعالية على هامشية تلك العناصر في المجتمع. كما أن البريطانيين كانوا مرتابين من الدور الذي يمكن أن تلعبه تلك العناصر مما قد يعكِّر صفو الأمن. وقبيل استقلال السودان وجد التعبير السياسي لتلك العناصر آخر مظهر له في جمعية الوحدة السودانية (1942)، ثم خلفتها الكتلة السوداء (194 وتحولت تلك العناصر بعد ذلك لتصبح جزءاً من الطبقة الوسطى في المدن. ومنذ بداية الخمسينات من القرن العشرين، انتهى دورهم كقوة مؤثرة سياسياً، وتحوَّل الصراع الى صراع بين الشمال والجنوب. ونتناول في المقالة التالية البحث الثالث عن سيرة علي عبد اللطيف. 2 محمد سعيد القدال نواصل تقديم البحث الثالث من كتاب الباحثة اليابانية الدكتورة يوشيكو كوريتا بعنوان: «علي عبد اللطيف وثورة 1924: بحث في مصادر الثورة السودانية». ولعل بحثها الثالث هو الاول من نوعه الذي يتناول علي عبد اللطيف الانسان: حياته العائلية والفكرية والسياسية. إن التاريخ يصبح اكثر حيوية وقرباً من النفس إذا غشيته مسحة انسانية وتجسدت بعض الجوانب من حياة ابطاله. هذا الجانب الانساني يقرب الاحداث ويجعلها تنبض بالآدمية، وهذا ما اقدمت عليه الدكتورة كوريتا. ونجد في هذا البحث مزيداً من التوضيح للدور المصري في احداث 1924. فقد اخذت الصحف المصرية تضفي على علي عبد اللطيف صفة «الزعيم»، اسوة بالزعيم سعد زغلول. ولعل في هذا الوصف جرعة خارجية فوق قدرات الواقع السوداني حينئذاك. إن وصف سعد زغلول بالزعيم كان افرازاً لطموحات البرجوازية المصرية في ثورتها العاصفة عام 1919. ولكن تلك الطموحات لم تجد في السودان أساساً اجتماعياً متيناً ترتكز عليه. فكانت صفة الزعيم اقحاماً على بنية ذلك المجتمع. إن الزعامة تخرج من داخل حركة اجتماعية وليست لقباً يمنح من الخارج. وتناولت الباحثة دور كل من عبيد حاج الامين وعلي عبد اللطيف في قيادة الجمعية والثورة. وكنت من الذين يميلون الى عبيد حاج الامين كان المفكر بالنسبة للجمعية والثورة وان علي عبد اللطيف كان الزعيم الشعبي. ولكن الدكتورة كوريتا ترى أن علياً القائد الفعلي فكرياً وشعبياً. ولعلنا نحتاج الى عقد مقارنة دقيقة لدور كل منهما. ويستوقفني في هذا الصدد المنشور السري الذي وزع في العام 1920 بامضاء «وطني ناصح أمين»، الذي اصبح من المؤكد ان كاتبه هو عبيد حاج الامين. ثم اعقبه في العام 1922 مقال علي عبد اللطيف «مطلب الأمة». والوثيقتان نبضهما واحد. وتعرضت الدكتورة بشئ من التفصيل الى حالة علي عبد اللطيف العقلية، نسبة لما راج عن اصابته بحالة من الجنون. ويبدو ان علياً كانت تمر به منذ صباه لحظات ينتابه فيها نوع من الشطح، الذي يتخذ احياناً طابع التنبؤ. ثم جاء وقع هزيمة الثورة ثقيلاً على شباب يمتلئون زهواً وتنفتح في اشرعتهم رياح رومانسية عاتية، وربما دفعت حالة الاحباط ببعضهم الى اضطراب نفسي. وكنت قد اشرت إلى حالة المثقفين بعد هزيمة الثورة فقلت: «اما مثقفو الطبقة الوسطى، فقد خرجوا من رحى المعركة يخيم عليهم بؤس شديد وإحباط اشد. فبعد صخب المظاهرات ودوى الرصاص وهدير المدافع، عاد كلٌّ الى داره، وقبعت حفنة في السجون او المنفى، وانطوى جسد الشهداء فى الثرى. لقد انتصر البطش الاستعماري على الطموح الرومانسي، واخذ مثقفو الطبقة الوسطى في التراجع دون انتظام.. لقد تحول كثير مِنْ مَنْ اشتركوا في انتفاضة 1924 الى عناصر يائسة وزاهدة في جدوى الكفاح ضد الاستعمار. وانحصر نشاط الخريجين في الجمعيات الادبية او من يطرقون ابوابها. وانغمس بعضهم في الخمر يغرقون فيها اعلام طموحاتهم المنكسة. (تاريخ السودان الحديث ص453). ان الاصابة بالاضطراب العقلي ليست سبة، ولا تقلل من الدور التاريخي لعلي عبد اللطيف. بل لعل فيها تأصيلاً لذلك الدور. فعندما واجهته تحديات وصعاب لم يقو على احتمالها، جنح عقله بعيداً عن الواقع الذي تبدى امامه قاتم الافق وبالغ التعقيد. وهذه سمة لعقل يقظ وضمير حي. تبقى ثلاث ملاحظات أثارها هذا الكتاب. أولها ان ابناء الرقيق السابقين الذين عادوا من مصر، قد وجدوا في رحابها مناخاً بعيداً عن التعصب العرقي. ان مصر من البلاد القليلة التي لا تعرف التفرقة العنصرية، فعندما عاد اولئك النفر الى السودان كانوا يعتدون بلهجتهم المصرية، ولعلهم وجدوا فيها حماية من الاضطهاد العنصري. وكانوا اسرع استجابة لبعض مقتضيات العصر من تعليم وعادات اجتماعية من ملبس ومأكل، واكثر استجابة للافكار الجديدة التي اخذت تزحم اجواء السودان. ويمكننا ان نذكر على سبيل المثال ان عبد الوهاب، وهو ابن زين العابدين عبد التام صديق علي عبد اللطيف وأحد ابطال ثورة 1924، اصبح في العام 1946 أول سكرتير للحركة السودانية للتحرر الوطني، وهي اول تنظيم لحزب شيوعي في السودان. الملاحظة الثانية، ان الباحثة لا تشير بشكل جلي الى الجذور الطبقية التي ينتمي لها علي عبد اللطيف وبقية قادة اللواء الابيض. ولعل مثل هذه الاشارة قد تعيننا لنستبين توجهات الحركة وجوانب نجاحها واخفاقها، وتساعدنا على قراءة افكار قادتها. إن دراسة الاساس الطبقي للحركات الاجتماعية ليس واجباً مقدساً، ولكن الابحاث التي تخلو من هذه الدراسة، قد تغدو مسرحاً لتقديرات ذاتية ليس لها من شُكال يكبح جماحها. وفي هذا الصدد يقول البروفيسور بترفيلد، وهو مؤرخ بريطاني غير ماركسي، «توجد أدلة عديدة لوجود روح جديدة في الدراسات التاريخية، التي يمكن ان تعزى الى نفوذ ماركس. لقد اسهمت الماركسية في كل الدراسات اكثر مما يعترف به غير الماركسيون. لقد صححت الفهم القديم الذي يتحاشى القضايا الاساسية بمعالجة التاريخ كحقل لنشاط افكار مجردة»، ويتبعه البروفيسور فنلي، وهو أيضاً اكاديمي بريطاني غير ماركسي، معلناً: «أن الماركسية قائمة في تجربتي الفكرية.. لقد وضع ماركس نهاية للاستنتاج القائل بأن مختلف اوجه النشاط البشري من اقتصادي وسياسي وثقافي وديني، يمكن معالجتها بمعزل عن بعضها البعض». (ورد النصان في كتاب البروفيسور جون لويس «ماركسية ماركس» في الفصل عن ماركس والتاريخ. راجع مقالتي بعنوان «المدرسة التاريخية: المنهجية والايديولوجية»، مجلة المؤرخ العربي 32، 1987). إن هذه الدراسة خرجت عن نمط الدراسات الاكاديمية التي تسود في العالم العربي، والتي قال عنها الكاتب المصري صلاح عيسى: «إن الاكاديميين العرب خضعوا الى رزيلة ضيق الافق، فجاءت معظم اسهاماتهم مجرد قدرة مذهلة على حشد كمية مهولة من التفصيلات التي لا تنسجم في أي مسار او تخضع لأي مفهوم كلي شامل، غير مدركين ان هذا التجميع المفتقر تماماً لأي تنظير، يؤدي نفس الدور الديماغوغي. فالتاريخ هنا لم يعد علماً لفهم الماضي والتأثير على الحاضر وامتلاك المستقبل، ولكنه اصبح حوادث وحكايات يتسلى بها الناس ولا يفيدهم كثيراً ألا يعرفونها». (المصدر السابق). ولابد لنا ان نقف عند هذا النقد. ولن يجدي كثيراً إذا انبرينا لكاتبه واستنفرنا كل قبيل التاريخ وطردناه من قداسة الاكاديمية. ان الوقفة عند حديثه اجدى من المتمترس خلف جدران الاكاديمية الرفيعة التي قد لا تتعدى جدران قاعة المحاضرات، بل قد تقف دون ذلك. الملاحظة الاخيرة خاصة بالمراجع التي اعتمدت عليها الدكتورة كوريتا. وهنا يمكننا ان نقول إن الباحثة استوفت كل اهم المراجع من وثائق وكتب وروايات شفاهية، ولعل بحثها في هذا الصدد يشكل مصدراً للباحثين للإفادة منه واقتفاء اثره. ولكن استوقفني اعتمادها على سليمان كشة. فرغم أن له دوره في الاحداث يجعل منه مصدراً اولياً، إلا أن له مواقف اخرى تجعل الاعتماد عليه يحتاج لتحفظ شديد. فهو الذي يكتب يقول: «انها أمة وضيعة التي يقودها أمثال علي عبد اللطيف. ومن هو علي عبد اللطيف، والى أية قبيلة ينتسب»، وهذا حديث انفعالي وينضح بالاستعلاء العرقي البغيض. وبعد، فهذه دراسة شيقة وجهد اكاديمي متميز. وقد تشرفت بكتابة هذه المقدمة له ومازلنا ننتظر المزيد من الدكتورة كوريتا لإثراء تاريخ السودان الحديث.
10-09-2006, 09:53 AM
welyab
welyab
تاريخ التسجيل: 05-08-2005
مجموع المشاركات: 3891
من المؤكد ان لاستفزاز هيكل للمشاعر دور كبير في ظهور هذا الكم الهائل من المعلومات المكتنزة ..( واللذين يكتنزون الذهب والفضة ) ... حرام عيكم ياجماعة المنبر ... والاجيال الجديدة وحتى القديمة كلهم محتاجين الى هذه المعلومات .. والمعلومة دائما غائبة أو 90% منها مكتنزة لدى 10% دي بقت ذي حكاية الثروة ومعدل النمو في السودان .. الاوراق بتقول ارقام كبيرة .. واعتقد كما يعتقد الكثيرون انها بنفس النسب يعني 90% من الاموال في ايدى 10% والتسعين الباقين ملهطين في العشرة الباقية...
وهذه بعض من دراسة للاخ عادل عبدالعاطي بعنوان الحصاد المر : السودان بعد 46 عاما من الاستقلال
ثلاثة مفاهيم للوطنية السودانية : فى مقابل الواقع الاستعمارى ؛ فقد بدا الوعى الوطنى فى التبلور ؛ وخاضت جماهير شعبنا فى مختلف مناطق البلاد ؛ نضالا متواصلا من اجل الانعتاق الوطنى ؛ لم يقابل ثراه وعظمته الا ضعف همة القائمين على قيادة الشعب من النخب المختلفة ؛ وضيق افقها واتصال مصالحها مع مصالح الاستعمار . اننا هنا نذكر انه بعد انهزام التمردات القبلية المختلفة والتى استمرت طوال عشريتن عاما ؛ وتصفية الجيوب المتفرقة لبقايا الفكرة الجهادية المهدية ؛ هاتان العمليتاتن اللتان مورستا باقصى درجات القساوة والبربرية من قبل السلطة الاستعمارية ؛ فقد بدات فى التبلور مفاهيم الوطنية السودانية ؛ والتى يمكن ان نجملها فى ثلاثة مفاهيم ؛ قامت ابان الحقبة الاستعمارية ؛ ونزعم بانها لا تزال مستمرة الى الان . اما الاول فهومفهوم تقليدى عشائرى متخلف ؛ قائم على ان السودان يتكون من قبائل مختلفة ؛ ولكل من هذه القبائل سادتها المتحدثين باسمها . وان تمثيل مصالح الامة يتم عن طريق هؤلاء السادة ؛ او هذا القسم الرفيع من الامة . ان هذا المفهوم قد تبلور على يد الانجليز واذنابهم ؛ وتمظهر فى زيارة وفد هؤلاء " السادة" لانجلترا ؛ لتهنئتة ملكها بكسب الحرب ؛ وقد كانت جريدة الحضارة هى الناطق الرسمى باسم هذه التيار ؛ والذى اعلن عن نفسه بقوة وفظاظة ابان نهضة العام 1924 ؛ والتى كان هذا التيار من الد اعداءها ؛ حيث قال الناطق بلسانهم "اهينت البلاد لما تظاهر اصغر واوضع رجالها دون ان يكون لهم مركز فى المجتمع ؛ بانهم المتصدون والمعبرون عن راى الامة . ان الشعب ينقسم الى قبائل وبطون وعشائر ؛ ولكل منها رئيس او زعيم او شيخ ؛ عم اصحاب الحق فى الحديث باسم البلاد ؛ فمن هو على عبد اللطيف الذى اصبح مشهورا حديثا ؛ والى اى قبيلة ينتسب ؟ " ان هذا التيار وان قام على تقسيم الامة السودانية الى طوائف وقبائل مختلفة ؛ وان عمل على الاحتفاظ بالتقسيم الطائفى للمجتمع السودانى ؛ فقد كان قادته يتحدون معا فى كل منعطف وطنى ؛ كان ذلك ابان ثورة 1924 ؛ وبعد الاستقلال حين نافسهم الزعيم الازهرى ؛ وفى كل الحكومات "الديمقراطية " الائتلافية التى سادت فى العهد الوطنى . ان الممثلين الرئيسين لهذا التيار عشية الاستقلال قد برز وسط قيادة طائفة الانصار والختمية والهندية ؛ ومن والاهم من القيادات القبلية وكبار الموظفين السودانيين فى الادارة الاستعمارية ؛ ووجد تجليه الاكبر فى الاحزاب التى انشأتها قيادة هذه الطوائف ؛ وخصوصا احزاب الامة والشعب الديمقراطى والاتحادى الديمقراطى فيما بعد . اما المفهوم الثانى فقد قام على وجود امة سودانية عربية مسلمة ؛ تجد امتدادها فى الكيان العربى ؛ وخصوصا مصر ؛ وقد انتج هذ المفهوم شعار وحدة وادى النيل ؛ وتمثل اول ما تمثل ابان ثورة 1924 من بعض قادة جمعيتى الاتحاد السودانى واللواء الابيض ؛ من فئات المثقفين المتاثرين بالثقافة العربية والجلابة ؛ مثل سليمان كشة . وقد نبلور هذا المفهوم فى مؤتمر الخريجين فيما بعد ؛ والاحزاب الاتحادية التى نشات عنه ؛ وقد كان نشيد المؤتمر يبدا بالكلمات : " امة اصلها للعرب –دينها خير دين يحب " ؛ الامر الذى عنى من البداية استبعاد كل العناصر غير العربية وفير المسلمة من قوام هذه الامة المتهيلة ؛ او انخراطها فى هذه الامة بعد التخلى عن ثقافاتها الخاصة ؛ سلما كان هذا التخلى ام حربا . ان هذا المفهوم والذى نشأ فى الاوساط المدينية وقطاع الافندية ؛ قد وجد انتشارا شعبيا واسعا وسط جماهير الشمال السودانى ونخبها وفئاتها الوسطى ؛ وامتد الى الحركتين العروبية والاسلاموية ؛ والتى ذهبت به كل منهما الى حدوده القصوى ؛ وان قنعت كل منهما باحد مكوناته . فالحركة العروبية على اختلاف تيارتها: التقليدية ( الشيخ على عبد الرحمن ) والحديثة ( القوميين العرب والبعث ) قد رات فى السودان شعبا عربيا ؛ متجاهلة كل الشعوب السودانية الافريقية فى الجنوب ودارفور والشرق واقصى الشمال ؛ اما الحركة الاصولية فقد رات فيه شعبا مسلما على الطراز السلفى ؛ متجاهلة غير المسلمين ؛ بل وحتى المسلمين المختلفين عنها فى تصورها للاسلام والثقافة والهوية القومية . ان المفهوم الثانى ؛ والذى كان اكثر تقبلا من قبل النخب الحاكمة ؛ قد تبلور فى تيارات مختلفة ؛ الا ان القاسم المشترك الاعظم بينها كان هو طموحها لرؤية السودان وبنائه على جناحين من العروبة والاسلام ؛ ولا عجب اذن ان يتجه العروبيون السابقون الى مواقع اسلامية اخيرا ؛ وان يطعم الاسلاميون الصرف ايدولوجيتهم بملامح عروبية ؛ وقد سادت هذه التصورات فى مختلف احزاب وحكومات هذا التيار ؛ كما تمثلت ايضا فى سياسة الجنرالات عبود ونميرى والبشير ؛ ومن والواهم من متبنى هذا المفهوم للوطنية السودانية والامة السودانية من يتامى المثقفين المحدثين . اما المفهوم الثالث فيقوم على وجود امة سودانية متعددة المكونات والثقافات والاديان ؛ وعلى ضرورة توحيدها واندماجها على اسس حديثة ؛ وعلى قاعدة من المساواة فى الحقوق والواجبات ؛ والاحترام المتبادل لمصالحها وثقافلتها . وقد تبلور هذ التيار اول ما تبلور فى " جمعية قبائل السودان المتحدة " والتى انشاها على عبد اللطيف ؛ ثم فى جمعية الاتحاد السودانى ؛ والتى عملت على ترسيخ الاتحاد بين السودانيين انفسهم ؛ ووسط اغلب قادة ثورة 1924 ؛ وخصوصا على عبد اللطف وعبيد حاج الامين ؛ وقد كان من راى على عبد اللطيف ان كل الشعب السودانى هو شعب سودانى كريم ؛ حيث لا فضل للعربى على النوبى او الجنوبى ؛ وقد ضمت الثورة وتنظيمها جمعية اللواء الابيض عناصرا من كل القبائل والشعوب السودانية ؛ كما كان من اهم شعاراتها الغاء قانون المناطق المقفولة ؛ والاحتجاج على سياسة المستعمر المشجعة للانفصالية فى الجنوب . وقد تميز هذا المفهوم منذ البدء باتجاه شعبى وتحديثى واضح ؛ حيث راى ان الشعب يتكون من عماله ومزارعيه ورعاته ومثقفيه ؛ وليس من القادة الطائفيين والقبليين ؛ ولذلك فقد تميز بمواقف ناقد منذ البدء لهؤلاء القادة ؛ وللمؤسسات الطائفية وممارساتها ؛ وللادارة الاهلية ؛ وراى دورا للعناصر الحديثة قى تمثيل الامة ؛ وان القيادة لا ينبغى ان تستند على ارث قبلى او دينى ؛ وقد عبر عن هذا معظم شعراء ثورة 1924 ؛ كما عبر عنها على عبد اللطيف فى الاجتماع الذى قرر تاسيس جمعية اللواء الابيض ؛ حيث قال :"والله نحن اجتمعنا دلوقت لانو حتكون فى مفاوضات ؛ المفاوضات دى دلوقت السيد عبد الرحمن عمل الاجتماع بتاعو واعلن رايو ؛ ونحن ما بنعتقد انوالنظارو العمدوالمشايخ بيمثلونا ؛ لاننا نحنا ناس برضو عندنا راى فى الحكاية دى " ان هذا المفهوم ؛ والذى كان مختلطا بمفاهيم وحدة وادى النيل ابان ثورة 1924 ؛ ما لبث ان اخذ طابعه المستقل من بعد انهزام الثورة ؛ وخصوصا فى اعمال عرفات محمد عبدالله ومعاوية محمد نور وعبدالله رجب ؛ كما تبته الحركة اليسارية الناشئة ؛ والحركة النقابية للعمال والمزارعين ؛ ومعظم الحركات الاقليمية وتياراتها الخارجة عن النفوذ القبلى والتقليدى ؛ وان كان قد ظل طول الوقت مفهوما مستقبليا ؛ حيث لم تتوفر له فرص الانتشار الواسع ؛ فى مقابل التوجهات العقيمة لاصحابى مفهوم السادة والسودان العربى الاسلامى من جهة ؛ والتوجهات الانفصالية من الجهة الاخرى . ان مما لا ريب فيه هو ان المفهومان الاول والثانى ؛ اى حكم السادة القائم على الانقسام القبلى والطائفى ؛ وتصور السودان ككيان عربى اسلامى ؛ قد كانا هما الطاغيان عشية الاستقلال ؛ رغما عن الاخطاء الكامنة فيهما ؛ ورغما عن الطابع اللاديمقراطى لاولهما ؛ والطابع الاحادى لثانيهما . اننا لا نذيع اذن سرا اذا ما قلنا ان النضال ضد الاستعمار قد شن اساسا تحت راية مفاهيم خاطئة للوطنية السودانية ؛ الامر الذى كمنت فيه جذور العديد من الازمات اللاحقة .
10-09-2006, 09:46 AM
kamalabas
kamalabas
تاريخ التسجيل: 02-07-2003
مجموع المشاركات: 10673
وقف البعض علي عبد اللطيف لأنه (وقد كان من راى على عبد اللطيف ان كل الشعب السودانى هو شعب سودانى كريم ؛ حيث لا فضل للعربى على النوبى او الجنوبى ؛ وقد ضمت الثورة وتنظيمها جمعية اللواء الابيض عناصرا من كل القبائل والشعوب السودانية ؛ كما كان من اهم شعاراتها الغاء قانون المناطق المقفولة ؛ والاحتجاج على سياسة المستعمر المشجعة للانفصالية (فى الجنوب . (...........كما عبر عنها على عبد اللطيف فى الاجتماع الذى قرر تاسيس جمعية اللواء الابيض ؛ حيث قال :"والله نحن اجتمعنا دلوقت لانو حتكون فى مفاوضات ؛ المفاوضات دى دلوقت السيد عبد الرحمن عمل الاجتماع بتاعو واعلن رايو ؛ ونحن ما بنعتقد انوالنظارو العمدوالمشايخ بيمثلونا ؛ لاننا نحنا ناس برضو عندنا راى فى الحكاية دى " ) عن دراسة الاخ عادل ,................ المهم في الامرياأستاذ ياسر أن نثمن علي الطرح القوي الوطني والذي لم تحده الجهة والقبيلة والطائفة والعرق عند الثوا ر مع الاحتفاظ بحق البعض في نقد مسألة الارتباط بمصر في ذلك الظرف
10-09-2006, 11:00 AM
ASAAD IBRAHIM
ASAAD IBRAHIM
تاريخ التسجيل: 11-26-2003
مجموع المشاركات: 3920
Quote: يمكن الاعتماد مثلا علي الوثائق الصادرة في انجلترا حول ذات الموضوع ؟ مثلا موضوع الزيارة
المشهورة للتهنئة، هل من وثائق حولها تحدد اعضاء الوفد ومدي صحة اهداء السيف؟؟؟
صراحة اذا صدقت رواية اهداء السيف هذه فاعتبرها غلطة كبيرة وكأن الرجل يعتذر عن قيام
الثورة المهدية من اساسها.يمكن ان تجد الامر منطقيا او مقبولا اذا كانت الزيارة من اجل
التهنئة بالانتصار علي امل ان تساهم هذا التهنية في نيل السودان لاستقلال.
سألت من الوثائق الصادرة في انجلترا لثقتي التامة ان هؤلاء القوم يقومون بعملية التوثيق
بامانة. ايضا هل هنالك وثائق مصرية حول ذات الموضوع.
عزيزي أسعد موضوع زيارة وفد التهنئة وأهدا ء سيف الامام المهدي هذه حقائق تاريخية تجدها في أرشيف صحف تلك المرحلة وبالمناسبة لا أتوقع أن يرد عليك حزب أمة لسبب بسيط وهو أن تلك الفترة لاتعبر عن الحزب والذي تأسس في الاربعينات ولكن ربما تجد ردا من الانصار أو الختمية!!!وكتب التاريخ المعا صرة (لايجادل أنصاري أو ختمي في ذلك ) وكما قلنا هناك بعض المسوغات والتبرير لتلك الزيارة
Quote: قلنا في ذلك شوف التهنئة حدثت فعلا والوفد كان يضم السيدين والشريف يوسف الهندي
وأبو سن شيخ الشكرية والشيخ علي التوم شيخ الكبا بيش وغيرهم من أعيان وزعماء البلد .... ....هنا ك منطق براغمتي خلف هذا الموقف فقد وعدت أنجلترا المستعمرات التي تساندها بالحكم الذاتي ثم الاستقلال....وقد وقفت مصر والهند وشريف الاردن والعراق مع أنجلترا بل وحاربوا معها هل ذكر هيكل هذا ?? كان هذا هو موقف السادة والوفد السوداني الذي قام بالتنهئة ...ولاز ا لت هناك تحفظات حول سفره علي الرغم المسوغات والتبرير ولكن الموقف غير المبرر هو موقف هولاء الزعماء السلبي من ثورة 1924 .. أخي أسعد أرجو أن تنتبه لحديثه في الحلقةالتالية حول ثورة 1924 ببلادنا وخذلان الجيش المصري وحكومة مصر لثوار 1924 بعد وضعوهم في و جه المدفع..... ???
الصديق اسعد تحياتى لضيق الوقت نكتفى ببعض الملاحظات ولو ان الاحداث والوقائع التاريخية تحتاج الى (تمحيص) حسب الزمان والمكان لكن لاحظ الآتى ومع تقديرى للصديق عادل عبد العاطى اول (منظومة) سياسية قام بها المهندس جمال ابو سيف (نوبى من حلفا) ومن رحمها ظهرت جمعية اللواء الآبيض!! قيادة جمعية اللواء الأبيض غالبيتها من اصول غير عربيه!!!! سليمان كشة(صاحب) الشعب العربى الكريم يقال انه (صاحب) الأنجليز اكثر رد عليه البطل على عبداللطيف(بل الشعب السودانى الكريم) بداية مفهوم (السودان ) ككيان ووطن لاحظ اعلاه مع (اعلاه)!!!! فى كتاب لأحمد حمروش وهو من الضباط الأحرار فى مصر عبدالناصر صب جام غضبه على (البيك) عبدالله خليل لمواقفه من مصر وقال ان الصاغ صلاح سالم وهو على سرير الموت تاثر (لمعاودته) واختفاء (الاخرين) وسال متعجبا (فين الآخدوا) منى!!!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة