|
Re: الحق أحق أن يتبع يا فرانكــلي!!! وهذا ما قاله الأمير تشارلز (Re: Mohamed E. Seliaman)
|
هوس العداء للمسلمين ويضيف في كلمته: "وأفكر في التجربة التي يمرّ بها المسلمون الذين يعيشون في أوروبا ويعانون من مظاهر متعددة مستمرة من هوس العداء ضدّ الإسلام والمسلمين من قبل مواطنيهم من الأوروبيين. إني على يقين تام بأن على المسؤولين رجالاً ونساء أن يعملوا على إعادة الاحترام المتبادل بين الأديان وأن نجتهد ما في وسعنا للقضاء على عوامل سوء الظّن وعدم الثقة اللذين يسممان حياة العديد من الناس، ومما يجعل هذا الأمر أكثر صعوبة تلك الصور المشوَّهة للطرف الآخر والسخافات التي تنشرها بعض وسائل الإعلام. وقد حاولت أنا شخصياً وبصورة متواضعة جداً أن أجد الوسائل التي يمكن بها دمج الجماعات المختلفة والاعتزاز بقيم ومُثل الثقافة الإسلامية في المملكة المتحدة، وسعيت إلى تحقيق ذلك عن طريق نشاطات مؤسساتي. علينا أن نعود إلى إحياء ما تمتّع به العالم الإسلامي في عصوره الذهبية من عمق وحسّ مرهف، ورحابة صدر في التفكير والرويّة، واحترامٍ وإجلالٍ للحكمة. فلقد كرّم الإسلام اليهود والمسيحيين بأن أطلق عليهم اسم أهل الكتاب، لأنهم كالمسلمين يجتمعون على دين الكتُب السماويّة: القرآن والتوراة والإنجيل. ولعل ما يميّز تلك العصور العظيمة من عصور الإيمان كان الإدراك السائد بأنه بالإضافة إلى الكتاب هناك حاجة إلى تفسيره وتبيانه في علم خاص به يتسم البحث فيه بالدقة والصعوبة، فأدّى ذلك إلى وضع أسس علم التفسير وقيام المدارس الكبرى من مدارس الفقه والشريعة. فبين النصّ وتفسيره، أي بين معنى كلمة الله الباقية لكل زمان وما تعنيه لنا في هذا الزمان، يأتي التفسير. ولقد كان من عظمة الإسلام أن أدرك المؤمنون به هذه الحقيقة إدراكاً عميقاً كما أدركوا ما يواجهونه من تحدّيات".
ينتقد الرسوم وأدلى الأمير تشارلز برأيه في الرسوم المسيئة للرسول { وقال: "إن احترام الغير، واحترام ما يعتزّ به الآخرون، بمعنى آخر، أن السلوك الحميد والأدب ودماثة الخُلق وحسن الاستماع إلى الرأي الآخر، كل هذه المزايا تضمن وتؤمِّن احترام القيم والمبادئ. وقد برهنت الأزمة الرهيبة مؤخراً وما صاحب ذلك من انفجار الغضب العارم بسبب الصور الكاريكاتيرية الدانماركية على مدى الخطر الذي يتأتى عن إخفاقنا في الاستماع إلى الآخرين وفي احترام ما هو عزيز على الغير ومقدس عنده. فالسّمة المميزة لأي مجتمع متحضر، في رأيي، هي ما تجزيه من احترام للأقليّات والغرباء. وإكرام الضيف وحسن استقبال الغرباء وعابري السبيل من مسافرين عنصر يُعتزّ به حقاً في الحضارة العربية. ونحن في بريطانيا بذلنا جهداً كبيراً للترحيب بأتباع الديانات الأخرى وفي تمكينهم من المحافظة على هوياتهم الفريدة وتكيّفهم في الوقت ذاته مع الثقافة البريطانية. وهناك الآن أكثر من مليون ونصف المليون مسلم بريطاني يُثرون المجتمع البريطاني ويغنونه بطرق عديدة، كما أنني على يقين بأن الأقليات المسيحية هي أيضاً تُثري مجتمعاتها الاسلامية وتغنيها بأساليب شتى". وأضاف: "ونحن كأهل الإيمان نعلم أيضاً أن روح الإنسان تعود إلى بارئها إلى أفق الحياة الخالدة، وندرك بالحدس والبديهة أننا كثيراً ما نركّز اهتمامنا على العالم الظاهري الذي غالباً ما يستبعد ما لا يمكن قياسه ووزنه. ولذا يسقط من الحسبان ما لا يقاس أو يكال ويوزن ولكن كيف يتسنى لنا أن نقيس ونزن الإيمان أو الجمال أو الولاء أو الفرح، أو حتى كيف يكون لنا أن نقيس المحبّة ونكيلها، وكل الأمور التي تجعل الحياة جديرة بالعيش وتساعد على تحديد جوهر إنسانيتنا؟ ألا تشكل هذه السجايا حقيقة روحية داخل نفوسنا؟ وعندما نتحدث عن الحقيقة الكامنة في داخل الإنسان فإن ما نقصده في الواقع هو ذلك البعد الذي ما وراء المادة ويتخطى حدودها. أعتقد أن علينا واجباً مشتركاً بالنسبة للتعبير عن المبادئ التي تقوم عليها معتقداتنا الدينية. كما أعتقد أن علينا أن نحافظ على سلامة كل دين من أدياننا الإسلامية والمسيحية واليهودية، ونعترف بتنوعنا الغني ونحترمه فهو في نهاية المطاف ضماننا الوحيد ضد سيطرة ثقافة عالمية موحّدة أحادية الثقافة سواء دينية كانت أو علمانية. لا يخالجني أي وهم بالنسبة لصعوبة أداء هذه المهمة لكنني أعتقد أنها مهمة يتحتم علينا أن نضطلع بها، ونأخذها معاً على عواتقنا وننجزها اليوم قبل أي وقت آخر. فليس هناك من سبيل آخر للحفاظ على روح القيم والمبادئ التي نعتز بها في أدياننا أيّما الاعتزاز، ولذا فإن علينا أن نتعاون في إيجاد عالم تُثْري فيه ثمار الإيمان بما توحيه من تفاهم وتسامح وتعاطف عالم أبنائنا وأبناء أبنائنا وتحافظ على أمنه وسلامته. ويجب ألا ندع هذه الفرصة تفوتنا دون أن نلبّي هذا النداء في عصر يتطلب منا بذل جهود مخلصة للعيش معا في سلام". انتهت كلمة الأمير تشارلز التي ألقاها في الأزهر وأترك للقارئ التأمل فيها! المراجع: 1- Prince goes pop to praise school Wednesday, 10 May, 2000 2-www.islamic-relief.com www.fco.gov.uk
لندن: د. أحمد عيسى
|
|
|
|
|
|
|
|
|