|
Re: أيامي (Re: هشام آدم)
|
______________
تقول القصة: "أن أماً فقدت ابنها ذو الأربع سنوات في إحدى الطواعين التي كانت قد انتشرت وقتها. وظلت حزينة عليه حتى أصيبت باكتئاب حادٍ أصبحت بعده قليلة الخروج من البيت، بينما كانت بدأت اهتمامها بتربية قطة صغيرة عثرت عليها في مطبخها دون أن تعرف من أين أو كيف دخلت إلى هناك. كان يبدو عليها الجوع، فأطعمتها الحليب وظلت ترعاها وتسلي نفسها بملاعبتها. كانت مشاغبة القطة تشعرها بالمرح الذي افتقدت طعمه منذ رحيل طفلها قبل ما يربو على العام.
ذات ليلة أغلقت السيدة باب مطبخها دون أن تعلم بوجود القطة داخله. وظلت تبحث عنها في كل مكان في أرجاء المنزل. خمّنت أنها قد تكون في مكانٍ ما، وأنها لا بد أن تعود. خلدت السيدة للنوم بعد أن طمأنت نفسها بعودة القطة في ذات الليلة. غير أن حلماً مزعجاً جعلها تستيقظ فزعة وهي تحاول أن تستدرك واقعية ما رأته من لا واقعيته، إذ رأت في منامها أن ابنها يهمس في أذنيها وفي نظراته خوف طفولي طازج "أخرجيني من المطبخ يا أمي، أنا محبوس هناك" وبارتياب وقلق باديين، نهضت السيدة بهمة وتوجهت مباشرة إلى المطبخ، وما أن فتحت الباب، حتى فلتت القطة من بين أقدامها مسرعة." ولم تذكر القصة ما فعلته السيدة بالقطة بعد ذلك.
في مطار أرتكاتا المسقوف بالزجاج العازل للحرارة والصوت، والأرضيات الرخامية المغرية للتزحلق. كانت أمي تحاول جاهدة تجفيف ما تبقى من دموعها التي ذرفتها في توديع الأهل بتوليدو. كنت أنا وجوانيتا منشغلين بمتابعة النافورة الموسيقية الموضوعة بدقة في منتصف صالة الانتظار، بينما كانت أمي تقف جوار الناقل المتحرك في انتظار الحقائب. وبطريقة متحفظة جداً استقبلنا والدي خلف السياج المصنوع من معدن الكروم والمخصص لانتظار المستقبلين. كان يرتدي قبعته المافياوية والتي كانت موضة ذلك الوقت، بينما كان لا يزال يدخن السيجار الكوبي كثيف الدخان كمظهر أرستقراطي عديم الجدوى. قبّل أمي في جبينها بدون عاطفة جادة، واكتفى بالمسح على شعورنا، كأننا أشابين، وهو يمسك بالعربة المتحركة - التي كانت تحمل الحقائب - من يد أمي.
في البيت، وبينما كانت أمي تعيد ترتيب الأشياء. اكتشفت أنني أحن بطريقةٍ ما إلى كوينكا. ربما لأن رطوبة الجدران الأسمنتية كانت تحول دون أن نتنفس هواء نقياً كذلك الذي كان يمنحه لنا الرب في كوينكا. تلك النسمات الدافئة القادمة من أحراش أوسيكبو ووادي غوادا لاخارى ولاس توركاس الآهلة بالأيول والغزلان البرية. كما أنني لم أعثر في البيت على أيٍ من القطط التي كنت أربيها تحت سقيفة الدرج المؤدي إلى الخارج. ولم أجرؤ على سؤال أبي عن مصير القطط.
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
أيامي | هشام آدم | 09-30-06, 07:15 AM |
Re: أيامي | هشام آدم | 09-30-06, 07:19 AM |
Re: أيامي | بكري اسماعيل | 09-30-06, 07:24 AM |
Re: أيامي | هشام آدم | 09-30-06, 07:31 AM |
Re: أيامي | هشام آدم | 09-30-06, 07:37 AM |
Re: أيامي | هشام آدم | 09-30-06, 07:43 AM |
Re: أيامي | هشام آدم | 09-30-06, 12:10 PM |
Re: أيامي | DKEEN | 09-30-06, 09:00 AM |
Re: أيامي | هشام آدم | 09-30-06, 12:11 PM |
Re: أيامي | هشام آدم | 09-30-06, 12:19 PM |
Re: أيامي | هشام آدم | 09-30-06, 04:49 PM |
Re: أيامي | هشام آدم | 10-01-06, 05:48 AM |
Re: أيامي | هشام آدم | 10-01-06, 01:28 PM |
Re: أيامي | هشام آدم | 10-01-06, 02:41 PM |
Re: أيامي | هشام آدم | 10-01-06, 03:51 PM |
Re: أيامي | هشام آدم | 10-02-06, 05:12 AM |
Re: أيامي | Sudany Agouz | 10-02-06, 08:44 AM |
Re: أيامي | هشام آدم | 10-03-06, 03:24 AM |
Re: أيامي | هشام آدم | 10-03-06, 04:28 AM |
Re: أيامي | هشام آدم | 10-03-06, 04:37 AM |
Re: أيامي | عبدالرحمن عزّاز | 10-03-06, 04:52 AM |
Re: أيامي | هشام آدم | 10-03-06, 07:56 AM |
Re: أيامي | هشام آدم | 10-03-06, 08:09 AM |
Re: أيامي | هشام آدم | 10-03-06, 08:19 AM |
Re: أيامي | Tragie Mustafa | 10-03-06, 09:45 AM |
Re: أيامي | هشام آدم | 10-03-06, 12:48 PM |
Re: أيامي | هشام آدم | 10-03-06, 01:09 PM |
Re: أيامي | Tragie Mustafa | 10-03-06, 02:05 PM |
Re: أيامي | هشام آدم | 10-03-06, 03:05 PM |
Re: أيامي | هشام آدم | 10-04-06, 07:15 AM |
Re: أيامي | هشام آدم | 10-04-06, 03:40 PM |
Re: أيامي | هشام آدم | 10-05-06, 05:10 AM |
Re: أيامي | هشام آدم | 10-08-06, 03:07 AM |
Re: أيامي | هشام آدم | 10-09-06, 06:30 AM |
|
|
|