|
Re: حول الجبهة الديمقراطية و انتخابات جامعة الجزيرة اغسطس 2006 (Re: lana mahdi)
|
الاستاذة الفضلي لنا مهدي اهلاً و بعد دعيني ابدأ بهذا السؤال : هل كانت ثورة روسيا العظيمة التي بدأت في نوفمبر عام 1917 حسب التوقيت اليوناني و اشتهرت بعد ذلك بثورة اكتوبر هي ثورة المتميزين و العباقرة و الاستثنائيين في التاريخ ، ام انها ثورة البشر العاديين ؟ المؤكد انهم كانو من البشر العاديين ، هؤلاء الذين تتلاعب بهم اهوئهم ، ويقدر اعدائهم علي خداعهم و التاثير عليهم ، هؤلاء الذين يتملكهم الغضب احياناً و الخوف كثيراً ، و دائماً ما يرتكبون اخطاء فادحة ، الذين تدفعهم نظرتهم الي النظرة ضيقة الافق ، الذين تفزعمهم المخاطر ، و يميلون للحيطة و الحزر و يفضلون الحياة الهادئة ، الذين قد تلهيهم ضروروات الحياة عن الشأن العام و يمكن الوقيعة بينهم و دفعهم الي الصراع ضد بعضهم البعض ، هؤلاء البشر العاديين هم من صنعوا ثورة اكتوبر العظيمة . يحكي التاريخ ان جموع العمال و الفلاحين الروس الذين انتفضوا و ثاروا و اسقطوا حكم القيصر في فبراير 1917 ، هم انفسهم كانوا من ايّدوه و دعموا نشوب الحرب العالمية الاولي منخدعين بدعاية الحرب قبل ذلك بثلاثة سنوات عام 1914 ، في ذلك الوقت انفضّت الجماهير من حول الاشتراكيين .. ليس فقط روسيا ، لكن في العديد من البلدان الاوربية و تراجعت الحركة العمالية بشدة ، بل ان الاشتراكيين انفسهم علي مستوي العالم انقسموا بين داعمين للحرب و معارضين لها و داعين للثورة عليها ، حتي ان بعضهم قال بأن ما يحدث هو نهاية الاشتراكية ، و لم يتبقي منهم سوي المتمسكين بالمبادئ الثورية ، في مجموعات صغيرة محدودة و متناثرة في بعض الدول ، و بعد ثلاثة سنوات لم تعد الثورة مجرد حدث ، انما واقع حي يعيشه الثوريون مع الجماهير . يحكي التاريخ عن اخطاء و اصلاحات الحزب البلشفي الذي قاد ثورة اكتوبر الي الانتصار ، فهو لم يكن كما يعتقد البعض ذو نفوذ جماهيري في غير لحظات المد الثوري ، ففي عام 1903 و قت الانقسام ما بين المناشفة و البلاشفة دارت السجالات الشهيرة بينهم ، و كتب لينين بم نبدأ ، و ما العمل ؟ .... الخ كان مجمل الديمقراطيين الروس ( بلاشفة و مناشفة ) في كل عموم روسيا و في المنفي أقل من اربعمائة شخص ، و بعد اندلاع ثورة 1905 تضاعف عددهم في متوالية هندسية ليصل البلاشفة وحدهم الي حوالي ثمانية آلاف شخص حتي عام 1907 ، و مع تراجع الصراع الطبقي تدهورت احوالهم بشكل حاد ليصل حجمهم الي بضعة مئات عام 1914 و في عذلة شديدة ، و مع تصاعد الصراع الطبقي من جديد من تدهور الاحوال بسبب الحرب عادت اعدادعهم الي التضاعف ليصلوا الي عدة لالاف عشية ثورة فبراير 1917 ، و علي امتداد الشهور من فبراير الي اكتوبر 1917 تضاعفوا ليصل عددهم الي ما يقارب المائة الف عشية ثورة اكتوبر ، و صاروا يقدرون بمئات الآلاف في الشهور الاولي من الثورة . بالطبع صاحبت هذه الانعطافات الحادة انعطافات حادة اخري علي مستوي الاستراتيجية و التكتيك و الوقوع في اخطاء كارثية ، ثم تم نقد الاخطاء و تصحيحها عبر صراعات مريرة و اعادة البناء من الصفر اكثر من مرة . التاريخ يقول بأن قادة الثورة انفسهم عمرت سيرتهم بالعديد من الاخطاء و الانحرافات ، و اكبر الامثلة علي ذلك هو لينين ، الذي بني الحزب البلشفي و قاده دائماً و كان علي رأس اول حكومة عمالية ثورية ، غيّر بشكل حاد سياسته في بناء الحزب اكثر من مرة و لم تكن جميع التغييرات بسبب الصراع الطبقي ، فالكثير منها كان بسبب التغيير في تقديراته و اراءه عبر التجربة ، و هكذا سنجد تروتسكي مؤسس الجيش الاحمر و اهم المنظرين الروس ، فحدث عن اخطاءه و لا حرج .. فهو تورط و لعب ادوار سلبية في الانقسامات التي كانت وسط الاشتراكيين و الديمقراطيين الروس منذ مطلع القرن و خاض صراعاً نظرياًضد لينين و البلاشفة علي مدي سنوات ، و ظل معادياً لافكار لينين حول التنظيم و مشروع الحزب البلشفي و لم يتراجع الا بعد ان قامت الثورة في فبراير 1917 و اكتشف ضرورة و اهمية الحزب اللينيني في انتصار الثورة ، فنقد اخطائه و اعلنها و عمل علي اصلاحها ... و كامنييف و زينوفيف .. و هكذا الحال من التردد و الوقوع في الاخطاء . و هكذا الثوريون ، هؤلاء البشر الذين يفعلون الصواب بعد الوقوع في اخطاء فادحة ، الذين يحسمون امورهم بعد الكثير من التردد ، الذين يندفعون بجرأة بعد الانهيار فزعاً ، الذين يضحون بانفسهم بعد التعنت لذواتهم و مصالحهم ، الذين يملؤهم التفاؤل بعد طول احباط . ( ان الاحداث الكبري في التاريخ قام بها اناس يتصفون بكل صفات البشر ) هكذا يلخص تروتسكي القضية في كتابه " تاريخ الثورة الروسية " ، و هذا ما تعلمه لنا ثورة 1917 بأن الثورة ممكنة و لا تحتاج الي العظماء و لا القديسين ، هي فقط تحتاج الي البشر العاديين الموجودين في الواقع الحي ، هي تحتاج اي بشر كهؤلاء الذين شاهدناهم في المظاهرات الغاخيرة بالخرطوم في نهار الاربعاء 30/8 و الاربعاء الذي يليه ، حيث الجماهير يقودها قادة احزابها امثال الاستاذ محمد ابراهيم نقد و السيد الامام الصادق المهدي و غيرهم ، و اعظم ما فيها انها لم تكن حدث استثنائي بل هي قابلة للتكرار و بصورة افضل ، لأن الثوريون تعلموا منها و من مثيلاتها الكثير . حسناً كان لا بد من التقديم اعلاه مستفيداً من دروس تاريخ حياة الانسان في سبيل انجازه لواقع تسوده قيم العدل و الحرية و المساواة ، و ذلك قبل مداخلتي حول ما كتبته الاستاذة الفضلي لنا مهدي . # تبقي دائماً الاحداث المهمة في التاريخ موضع مساءلة و بحث لاستقصاء النتائج المبشرة بالخير للجميع و معرفة مكامن الخلل و العطب و معالجتها ، و هنا لا بد ان اشير الي ان ظروف العمل النقابي و الشروط القاسية لنضال القوي السياسية بجامعة الجزيرة طوال السنوات التي لم فيها ثمة منبر نقابي يعبر عن مجموع الحركة الحركة الطلابية ( الاتحاد ) فانني اعتبر معركة عودة الانتخابات الاخيرة لهي بالضرورة حدث مهم يتأثر و يؤثر في مجريات الحداث بالشارع السوداني ، و لذلك هم موضع كتابة و بحث و مساءلة في الذمنة و الامكنة المختلفة . # تأخري عن الكتابة ينبع من موقف موضوعي ، وهو عدم متابعتي لما يجري من حوارات في النترنت و في هذا الموقع منذ فترة قد تمتد لأكثر من شهرين ، و بالتالي و حين عودتي و استقرار امور الحياة بما يناسب ترف التسكع في بلاد السايبر كان يجب فعل ما يلزم تجاه ما اعرفه عن الاحداث موضوع الحوار هنا . # بالضرورة فإن نضالات حزب الامة القومي من اجل قضايا الحرية و الديمقراطية لهي محل تقديرنا و احترامنا و إن اختلفنا معه في السبل لتحقيق ذلك ، لا سيما مواقفه المشرفة من قضايا الجماهير و خروج قياداته و علي راسها السيد الامام الصادق المهدي للشارع السوداني للتعبير عن رفضهم لسياسات الانقاذ و مآلات تاثيرها علي المواطن . # عند الاشارة الي عدم انتمائي حالياً للجبهة الديمقراطية و عدم أخذ هذه الكتابة علي انها تعبيراً عن تنظيم الجبهة الديمقراطية ، لهو من باب الامانة العلمية و الموضوعية تجته فعل الكتابة و ايضاً حتي لا يترتب علي ذلك خلل او لبس فيما يخص التعبير عن الذات التي كتبت و عبّرت عن موقفها من الحدث ، و احتراماً لأسس الحوار و معيناته . # ما كتبته من سرد لمجموعة الاحداث التي صاحبت العملية الانتخابية يعرفه عموم الطلاب بجامعة الجزيرة و عبّرت عنه الجبهة الديمقراطية و عبر وسائل عملها الدعائي بالشرح و التوضيح المفصل و ملّكت الطلاب هناك موقفها من الذي تم ، و فتحت نفّاجات للحوار و النقاش مع مجموع القوي السياسية حول هذا الامر مع التنبيه لاهمية الجسم النقابي المولود حديثاً و سبل دعم ما يقويه في مسيرته . # بقي ان اشير لما قاله الشاعر المصري حلمي سلام في كتابه " ثقافة كاتم الصوت " حين ذكر انه ( مرت تجارب و امتحانات و ازمات عديدة اثبتت فيها النخبة المثقفة ان اقساماً فيها لا تطيق الرأي الآحر لاقسام منها ، و تعمل جاهدة لاخماد هذا الرأي او اخماد اصحابه ، علي نحو يعني ان جرثومة احتكار الصواب المطلق لا تعشش في ثنايا السلطة السياسية العربية و لا في طوايا الاسلام السياسي فحسب ، بل هي كامنة في حنايا المثقفين ) من هنا فإن كل ماهو مكتوب هنا هو رأي و تعبير عن مشاهدة و متابعة لاحداث نعتقد بصحتها ، لكنه ايضاً غير منغلق ، هو رأي مفتوح علي مختلف الاحتمالات التي قد تاكد صواب الكتابة او قد تنبه لخطأ يجب الاعتزار عنه و معالجة جوانب القصور فيه ، و انما يتم ذلك بالحوار المعافي دونما تحويله لمعركة شخصية ، و ذلك حتي لا نصنع في المستقبل نصف ثورة نحن الحالمين بواقع افضل نعمل من اجله ، فكما قال انجلز ( ان الذين يصنعون نصف ثورة يحفرون قبورهم بأيديهم ) . # أخيراً قال عبد الرحمن الخميسي معبراً عن معظم كتاب العالم الثالث : ( انشغل بالدفاع عن قيثارتي ، أكثر مما اعزف عليها ) . و سلام حتي مطلع الامر
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
حول الجبهة الديمقراطية و انتخابات جامعة الجزيرة اغسطس 2006 | عاصم الحزين | 09-27-06, 09:49 AM |
Re: حول الجبهة الديمقراطية و انتخابات جامعة الجزيرة اغسطس 2006 | sudania2000 | 09-27-06, 10:10 AM |
Re: حول الجبهة الديمقراطية و انتخابات جامعة الجزيرة اغسطس 2006 | عاصم الحزين | 09-28-06, 02:06 PM |
Re: حول الجبهة الديمقراطية و انتخابات جامعة الجزيرة اغسطس 2006 | خالد العبيد | 09-27-06, 03:51 PM |
Re: حول الجبهة الديمقراطية و انتخابات جامعة الجزيرة اغسطس 2006 | عاصم الحزين | 09-28-06, 02:09 PM |
Re: حول الجبهة الديمقراطية و انتخابات جامعة الجزيرة اغسطس 2006 | lana mahdi | 09-27-06, 04:11 PM |
Re: حول الجبهة الديمقراطية و انتخابات جامعة الجزيرة اغسطس 2006 | محمد حسن العمدة | 09-27-06, 06:42 PM |
Re: حول الجبهة الديمقراطية و انتخابات جامعة الجزيرة اغسطس 2006 | محمد حسن العمدة | 09-27-06, 07:04 PM |
Re: حول الجبهة الديمقراطية و انتخابات جامعة الجزيرة اغسطس 2006 | hanadi yousif | 09-27-06, 08:28 PM |
Re: حول الجبهة الديمقراطية و انتخابات جامعة الجزيرة اغسطس 2006 | عاصم الحزين | 09-28-06, 03:27 PM |
Re: حول الجبهة الديمقراطية و انتخابات جامعة الجزيرة اغسطس 2006 | عاصم الحزين | 09-28-06, 03:30 PM |
Re: حول الجبهة الديمقراطية و انتخابات جامعة الجزيرة اغسطس 2006 | Shazali | 09-28-06, 01:51 AM |
Re: حول الجبهة الديمقراطية و انتخابات جامعة الجزيرة اغسطس 2006 | محمد حسن العمدة | 09-28-06, 03:33 PM |
Re: حول الجبهة الديمقراطية و انتخابات جامعة الجزيرة اغسطس 2006 | عاصم الحزين | 09-28-06, 03:53 PM |
Re: حول الجبهة الديمقراطية و انتخابات جامعة الجزيرة اغسطس 2006 | Adil Osman | 09-28-06, 03:35 PM |
Re: حول الجبهة الديمقراطية و انتخابات جامعة الجزيرة اغسطس 2006 | Mohamed Elnaem | 09-28-06, 11:03 PM |
Re: حول الجبهة الديمقراطية و انتخابات جامعة الجزيرة اغسطس 2006 | Aymen Tabir | 09-29-06, 00:15 AM |
Re: حول الجبهة الديمقراطية و انتخابات جامعة الجزيرة اغسطس 2006 | عاصم الحزين | 09-29-06, 01:27 PM |
Re: حول الجبهة الديمقراطية و انتخابات جامعة الجزيرة اغسطس 2006 | mohmmed said ahmed | 09-30-06, 03:00 AM |
Re: حول الجبهة الديمقراطية و انتخابات جامعة الجزيرة اغسطس 2006 | محمد حسن العمدة | 09-30-06, 09:37 AM |
Re: حول الجبهة الديمقراطية و انتخابات جامعة الجزيرة اغسطس 2006 | Mohamed Elnaem | 09-30-06, 06:21 PM |
Re: حول الجبهة الديمقراطية و انتخابات جامعة الجزيرة اغسطس 2006 | حيدر حسن ميرغني | 10-01-06, 03:09 AM |
|
|
|