|
عودة للمجتمع السوداني العظيم
|
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد النور وآله
عودة للمجتمع السوداني العظيم
كتب صديقنا الفذ أبو جهينة من قبل : ركابي يسرج صهوة العودة للسودان عطفا على أبيات قلائل دفعت بها إليه في رقعه :- أبا جهينة عيل صبري عن الجلد ولم يبق لي صبر على ها البلد إلخ 0
أكتب هذه المرة من داخل السودان وطن عازة وصية الجدود وغرة الشعوب مهد الإباء وموئل السماحة والسخاء0 - شكرا لعزيزنا ودقاسم اللوري الأول الذي فتح لنا الطريق رغم الوحل والخريف , وأذكر قولته المفتاحية الحكيمة : إنت لو فكرت وحسبت وخططت لن تعود للبلد ولم تكن بالطبع دعوة ضد العلم والتخطيط والرؤية الموضوعية للأشياء ولكنها ؛ آخر العلاج الكي لمشكلة مستفحلة متممدة مستعصية على القرار 0 شكرا الشريف ودقاسم العركي المطبوع المشغول بهموم وطنه عاشق الشفافية والديقراطية فقد انفذنا رؤيتك كما هي برغم قول المداخلين يومها : دي شوفها عند غافل 0 عاد عيالي قبلي واندرجوا في سلك مدارس فداسي في جو طبيعي حر معافى وبعد ان منعت إبني محمد من التصدر للخطابة والزعامة بمدرستة بالرياض حين تنهال عليه عبارات السخرية بالسوادنة برغم تفوقه عليهم أكاديميا وثقافيا وحتى بلسان عربي مبين !!! لدرجة حولت حياته المدرسية لجحيم لا يطاق على مرأى ومسمع من معلميه ولم يسلم أبوه حين يأتي للمدرسة مع الآباء مثله مثل أي بنغالي محتقر لا يأبه له . عاد محمد للسودان مرفوع الرأس متطلعا متوثبا وأحللت له كل ما كنت قد حرمته عليه في بلد عزيز يحكمه فريق طاش ما طاش التلفزيوني !!! من سمح لهذه الحثالة أن تصول وتجول بجهالاتها وتتجاوز بكل جرأة حتى فتاوى هيئة كبار العلماء ؟؟!!! وفي أول أسبوع قدّم محمد كلمة المدرسة الإبتدائية العريقة بفداسي التي تخرج منها 11بروفسير و50 دكتور و70 من حملة الماجستير عدا حملة البكالوريوس بالمئات من أمثالنا الغير محسوبين 0 قدم الكلمة أمام والي الجزيرة الزائر وهو أول الغيث لمن يلزم وطن عازة العزيز 0 - عند عودتي للوطن وكعادتي بفداسي بدأت بزيارة السيدة الشريفة فاطمة بنت الشريف الأمين بن الشريف يوسف الهندي المشهور وكانت امها السيدة زينب مشهورة بالصلاح والولاية يتسابق الحكام وعامة الناس لزيارتها والتبرك بها واخوانها لأبيها الشريف بركات الشريف أحمد والشريف عبد الله رحمهم الله تعالى 0 وتوقير عترة النبي صلي الله عليه وسلم من تمام الإيمان ومحبة النبي الكريم بلا ريب وهي عقيدة الأكابر كما بسطه الإمام الشعراني في كتبه النورانية خلافا للجهال وخفاف العقول الذين يأنفون ذلك ويعتقدون بدعيته وشركيته 0 لقد كان تعليق السيدة فاطمة على عودتي وانا بين ظهرانيها ضيفا عليها بقولها : من أعطي الرزق المقيم ما ظلم 0 أول رد فعل محلي على عودتي وهو رد في نهاية الروعة والحكمة لمن ألقى السمع وهو شهيد 0 قلت ذلك لنسيبها البروفسير الإعلامي الكبير عمنا حسن الزين عميد كلية الإعلام بجامعة السودان 0 - سئل المجذوب السوداني المعروف ود ربيح بالمدينة المنورة : الإغتراب حلال ولا حرام ؟ فرد على الحضور من الطيور المهاجرة – إن صح التعبير - ماني قايل حلال او حرام لكن يقول ليكم قصة وإنتو احكموا قال: أبونا آدم لما نزلوه من الجنّة للأرض بعدين جاع ، نزل عليه سيدنا جبريل سوى ليه وجبة جاهزة من حنطة وشعير وغيرها ، أداها ليهو ؟ لا 0 شالها وداها هناك بعيد منو ، تب قام أبونا آدم تبّ عليها ، أها من الزمن داك أولاد آدم بتبوا على الرزق ليومنا هذا 0
- لم تكن هذه ورقة علمية تلخص علل الإغتراب تؤصل أو تحلل وتنتهي إلى نتائج يستهدي بها الناس0 هي مجرد خواطر عابرة على هامش عودة مغترب كان جزء من نسيج القابعين في أركان المهاجر المصطلين بوهجها ، غرية تتفاوت فيها الرؤى وتتباين تحت مؤثرات لا حصر لها من دواعي السياسة إلى مجرد ملأ البطون 000 - ولنترك وراءنا كل ذلك فهناك مؤلفات واوراق علمية صنفت في هذا المضمار فضلا عن الأشعار والنصوص الأدبية المختلفة القائلة فيه 0واريد هنا التعبير عن سعادتي وفرحي الغامر بالعودة للسودان وقد دلف قطار العمر نحو العقد الخامس مثقل العجلات يلفه غبار سنون عجاف مردية ، ولمّا قرأت للمرة الثانية طبقات ود ضيف الله قبل شهور قلائل تضاعف حبي للوطن واستشعرت أنه وطن تليد الأمجاد قوي الأركان موفور العز إنه تاريخ لا يغفل إشعاعه في كل بيت ، عمامة على كل رأس يتوشح به أبناء وطني الفريد شعروا بذلك ام لم يشعروا 0أما الذين يتغافلون عن قيمة وطنهم بدعوى أن حكامه غيبوه أو تفهوه فهؤلاء للأسف أدنى أبناء وطننا ثقافة وأرداهم رؤية ونظر وأكثرهم جناية عليه من حيث لا يدرون 0 - وطن عظيم الغور لكل باحث في كل فن ، وطن موفور التراث قوي الإيمان والتوحيد ، غني في كل فن ، لأهله من الفضائل والشيم ما لا تسعه الأسفار ودونه ألأعمار - وطن صالحيه يورثون العقول الخارقة كالمجاذيب بالدامر قدموا لنا عبد الله الطيب رحمه الله ، و رجال القطينة أتحفونا بمحجوب عبيد رحمه الله والشوايقة جابوا حاج الماحي ومهيرا وعلماء الحلفاية أولدوا ود ضيف الله وعون الشريف والصوفية قدمت راجل ام مرحي و ابوشرا سابق ياء والكباشي والمكاشفي والبرعي وهكذا امثلة في كل فن سياسة المحجوب وكرة جكسا ووتر الكاشف وغيثارة وردي واشعار ود الرضي و رواية الطيب صالح ومارثون خليفة وسباحة كيجاب وخطابة عصام البشير ورجالة البشير وانشاد الحبر وسخاء جمال الوالي ودماثته وهلمجراء مجرد امثلة 0إنه وطن التنوع في كل شيء والمتعة في أعلى سلافها وأبها مرآها 0 - عودة غير مشروطة للوطن المعلم ، تستفز كل إمكانية وقدرة يسع الجميع بإطلاقه الجميل ويأسر بحسنه الباهر 0 - وما كنت أود أن يدخل ودقاسم الناس النار بعد أن أدخلهم الجنّة !!! أعني قبيل عودته كان يبشر بالعودة ويمتدح قرارها فتبعه أقوام معنى أما ركابي فقد تبعه حسا 0 ولكنه عقب العودة رمى باول بوست له ( كل شيء بمليون ) فارتعدت الفرائص وتجمدت الحوافر وامتنع الحمار عن عبور النهر الفاصل ووقف من جديد بالعقبة 0
-ويطول الكلام وتسرح الخواطر ويكفي القليل عن الكثير ويبقى السؤال ما دور كل مواطن نحو وطنه في غيبته او حضوره كم هو محب مخلص متحفز للعطاء النوعي الفاعل أينما حلّ وزير أو خفير ، كم هو واعي لما يحيط به ويحاك بأمته ووطنه متجاوزا عصبية كيانه السياسي أو طاغوته الفكري يدرأ المفاسد قبل جلب المصالح ، يسعي للم الشمل لا الشقاق والفرقة ينظر إلى نظر الله تعالىإليه قبل نظر نفسه التي بين جنبيه 0
|
|
   
|
|
|
|