|
|
 Re: قوات الامم المتحدة فى سوق ام دفسوا و برضوا الجماعة بيقولوا حا يقاتلوهم صور و تقرير (Re: بكرى ابوبكر)
|
لضعف النشاط المحلي
جوبا مريدي يامبيو... مدن سودانية بنكهة امميية تقرير كتبه:ياسر المساعد
[email protected]
تقرير من جوبا كتبه: ياسر المساعد
تبدو عاصمة الجنوب مدينة جوبا من ارتفاع 10 الف قدم فوق سطح البحر مدينة حالمة وسريالية تشد الانظار لانها مدثرة بالخضرة والغابات الكثيفة التي تحيط بها احاطة السوار بالمعصم من نعم الطبيعة عليها ،بيد ان الطبيعة ( العذرية) لم تطلها يد الاعمار والبناء في البنيات التحتية التي تعاني من التدهور في ظل غياب تام للنشاط المحلي باستثناء نشاطات بعثة الامم المتحدة بالمدينة التي تنام باكرا للظلام الدامس الذي يسيطر عليها فتنقلب الصورة الحالمة نهارا لوحشة ليلية للسكون الذي يضرب المدينة التي تعاني من قلة السكان نسيبا اذا وضع في الحسبان انها تمثل عاصمة للجنوب.
وتسيطر القسمات الاجنبية علي مدينة جوبا ومن خلال الزيارة التي قامت بها ( الخرطوم ) ضمن عددا من مناديب الصحف بدعوة كريمة من بعثة الامم المتحدة، وتتجلي الملامح الاجنبية من خلال البضائع وحركة السوق الذي تمددت فيه السلع المستوردة من دول الجوار الي جانب ان كل السيارات التي تعمل في المدينة قادمة من دولا مجاورة وتحمل لوحات اجنبية بل حتي السيارات المحلية تحمل لوحات تحمل ارحفا اجنبيا ،عند استفسارنا عنها عرفنا ان تلك الاحراف تعني السودان الجديد.
وتجأر المدينة من خلال المباني التي صادفتنا في طريقنا من الاهمال والتردي ولا توجد اي حركة للبناء والاعمار الذي كان يعشعش في اذهاننا علي خلفية ان البلاد دخلت مرحلة السلام واتفاقية السلام مضي علي تنفيذها عاما كاملا ، والوضع سالف الذكر جعل النشاط يتمركز بصورة اساسية عن الدوائر المرتبطة ببعثة الامم المتحدة الموجودة في المنطقة فمجمل الاليات التي تتعمل تتبع للمنظمة الاممية التي خلقت فرصا كبيرة للعمالة واسهمت بقدر كبير دعم بعض المناشط الانسانية بخلاف مهمتها الرامية لمراقبة وقف اطلاق النار ، لكن بالمقابل ومن خلال جولتنا التي امتدت الي جانب جوبا الي مريدي ويامبيو لم تلحظ ( الخرطوم ) اي نشاطا يتبع لحكومة الجنوب بخلاف فئة قليلة من العمال تجري عمليات صيانة محدودة لشارع الاسفلت الوحيد الموجود في عاصمة الجنوب جوبا ، وقد يكون هناك نشاطا حكوميا في الاطراف لكن ما يدعم ملاحظتنا انه اذا انتفي النشاط التنموي الرسمي في المركز فان الغالب ان تعاني المدن الطرفية.
وتنعم المدينة بسلام تام حيث لم تدون بعثة الامم المتحدة اية خروقات امنية ، ويقول المنسق الاقليمي لبعثة الامم المتحدة بمدينة جوبا جيمس هيلري والذي خصص للوفد الصحفي طائرة عمودية صاحبنا فيها لشرح انشطة البعثة المتمدة في سبعة قطاعات بالجنوب وفي كل قطاع يوججد معسكر للقوات التي تتوزع جنسياتها بين الهندية والنيابلية والبنغلاديشية بقورة قوامها 6 الف جندي و7 الف موظف مدني – حسب افادات المنسق الاقليمي.
ويشير هيلري الي البعثة مهمتها الاساسية هدفها التأكد من استمرار عمليات السلام والمساعدة في تحقيق السلام الشامل والتنمية بصورة دائمة، ويردف من خلال التنوير الذي اقامه برئاسة البعثة حيثما يكون لنا وجود في الجنوب فان هدفنا العمل مع الحكومة ومساعدة الحكومة لخلق الاستقرار وسيادة حكم القانون.
ويلخص المسؤول الاممي الصورة الكلية للوضع في المناطق التي تقع تحت اشرافه بان الامن مستتب بخلاف الانتهاكات التي تقوم بها بعض الفصائل المتفلتة في غرب الاستوائية ، ويشير الي ان الامم المتحدة عملت علي نظافة العديد من الطرق من الالغام لكن الحركة لا زالت مستحيلة خاصة في فصل الخريف نسبة لعدم وجود طرق مسفلتة الامر الذي جعل الامم المتحدة توفر 30 طائرة ، ويردف الجنوب يعاني من الامية لان النسبة عالية وهناك جهود تبذل من اليونسيف من خلال برامج العودة للمدارس الذي انطلق لكنه يحتاج لسنوات طويلة.
ضعف الاستثمار:
على الرغم من ان السلام اصبح واقعا وجوبا تتمتع بمقومات كبيرة لكن تعاني المدينة ذات المميزات الطبيعية الساحرة والمؤهلة لان تكون قبلة للسياح تعاني ندرة الفنادق والفندق الوحيد الموجود شيده مستثمر اجنبي – حسب افادات المنسق الاقليمي ، والفندق فكرته بسيطة وهو عبارة عن معسكر كبير اغلب غرفه مشيدة من الخيام المجهزة بكل وسائل الراحة ونسبة لانه الفندق الوحيد الذي يعمل فانه شبه مستأجر كليا من بعثة الامم المتحدة ، وحسب افادات الموظفين فان الخيمة الواحدة توجر في اليوم بما قيمته 70 دولارا.
مريدي الساحرة:
في الصباح الباكر اقلعت بنا الطائرة العمودية من جوبا صوب مدنية مريدي التي ظلت صامدة تفتحت ازهارها علي الندي الغزيز لان وصولنا لها تزامن مع غيمة ظليلة اضفت اجواء من البهجة والسرور في وجوه الاطفال الصغار الذين تأثروا بالخواجات ( لاننا اثناء مسيرنا ظل الافطال يلوحون بايدهم بنغلاديش فهم محقون في ذلك لان المنطقة لا اثر للوجود الحكومي فيها والجهة الوحيدة التي تتحرك وتعمل وانشأت الطرق الوحيد هي القوة النغلاديشية)
وتقع مريدي علي بعد 360 كيلو متر من جنوب وتقطعها الطائرة العمودية في ساعة وربع بسرعة 80 ميل في الساعة، ويقطن مريدي 250 الف نسمة وبها ثلاثة محليات وتمتع بوضع امن، وطيلة الرحلة من جوبا الي يامبيو لم تقع انظارنا الا علي الجبال المطوقة بالغابات الكثيفة ولا وجود لاي نشاط رعوي او زراعي بخلاف مساحات صغيرة ومحدودة جدا للزراعة تمت بمساعدة برامج الامم المتحدة عن طريق مشروعات العائد السريع، الي جانب ان الطريق البري المؤدي الي مريدي خالي تماما من اي حركة، وحسب افادات المنسق الاقليمي الذي طاف معنا لمرافق الامم المتحدة المتثلة في المعسكر الذي يتمركز فيه فان المنطقة بها مركز للقوات الاممية وبها 32 مراقبا عسكريا من جنسيات متعددة والساكن بها طيبون ولم تحدث بها خروقات امنية لمدة عام كامل ، ويضيف اقامت الامم المتحدة فيها مركزا لتدريب المعلمين وتمت فلاحة 222 فدان من المحصولات المحلية، وتحفل المدينة بخضرة وطرق تسهل الحركة فيها بخلاف مدينة جوبا لان القوات البنغلاديشية اسهمت في ردم اكثر من طريق رئيسي داخل المدينة ، ولم يصادفنا خلال وجودنا في مريدي الا عسكري واحد برتبة ضابط من قوات الامم المتحدة ولم نلحظ اية شرطة محلية او مكاتب تتبع للحركة الشعبية والعمل الرئيسية بالمنطقة هي الشلن الاوغندي وتبين لنا ذلك من خلال الجولة التي قمنا بها في السوق المحلي الذي يعج بالسلع المستوردة من دول الجوار .
الطريق الي منقو بيامبيو:
قبل ان ينتصف اليوم اقلعت بنا الطائرة من مريدي التي تولي الوداع فيها الاطفال وصغار السن لان المنطقة لا يوجد بها عنصر شبابي، في طريق الي يامبيو سيطرت علي الاجواء (غيمة ) جعلت النظر للغابات الكثيفة الممتدة من مريدي الي يامبيو التي تحيط بها الجبال متعة لمن يعايش تلك اللحظات ، وتبدو يامبيو بشوارعها الترابية المتعرجة ومنازلها المكونة من الاكواخ وسط الاشجار مدينة ذات طابع خاص ، وتتكون المدينة من خلال شرح ( الخواجات ) الذين تتوفر لهم حصيلة معلوماتية هائلة بالمنطقة من خلال الارقام الدقيقة للسكان والقبائل الامر الذي اثار حفيظة الصحافيين لان التنوير الذي تلقينها كان مصحوبا بلغة الارقام والجداول التفصيلية بمساعدة اجهزة الحاسوب التي تمددت في مدن الجنوب البعيدة لان يامبيو تقع علي بعد 25 كيلو متر من الكونغو الديمقراطية،فالمدينة بها مستشفي رئيسي والمباني قديمة تشبه المباني التي تم تشييدها في عهد الاستعمار وبها مدارس للبنين والبنات وبها مصرف تجاري يتعامل مع العملات الاجنبية والعملة المتداولة هي الشلن الاوغندي كما ان مرافقنا اشار الي ان المنطقة بها سجن به 27 نزيلا والقوانين السائدة هي العرف يتم تنفيذها عبر شرطة تتبع للامم المتحدة والمنطقة لم يكتمل فيها تكوين القوة المشتركة لان الجيش السوداني لم يرسل مناديبه المشاركين فيها ، والمدينة لم تعاني من ويلات الحرب في الفترات السابقة لذلك كان عمل القوات الاممية الموجودة بالمنطقة سهلا مما الامر الذي دفعهم للمشاركة في النشاط الرياضي والاجتماعي وفتح الطرق ومساعدة السكان المحليين في الزراعة لشعورهم بان حكومة الجنوب اغفلت هذه المسائل.
وخرجنا من مريدي وكان عشمنا ان نلتقي بمنقو الزمبيري الذي سافر معه الي مدينته في طفولتنا الباكرة من خلال دروس الجغرافيا ، لكننا لم نلتقيه رغم احساسنا بانه موجود ولكنه تواري من الوجود الاجنبي الكثيف علي الرغم من المجهود الذي يبذله الاجانب لكن مانقو يريد ان تاتي هذه المجهودات من قيادات المنطقة المحليين لان الجانب لن يدوم طويلا وهو ما ذهب اليه المنسق الاقليمي من خلال رده علي افادات الصحافيين حيث قال الامم المتحدة لن تمكث طويلا ولا تريد ان تعمل وحدها يجب علي حكومة جنوب السودان ايضا ان تعمل لجلب الاستقرار والتنمية لان منظمات الامم المتحدة عندما تنتهي مهامها ستغادر البلاد.
منشأت المنظمة الاممية:
في مدينة توقفنا بها من المدن الثلاثة توجد مقرات للبعثة التي اقامت العديد من المشروعات منها اذاعة (مرايا) التي ينطلق بثها من جوبا في مساحة قدرها 100 كيلو متر وتبث برامج بالعربية الفصحي وعربي جوبا واللغة الانجليزية وتبث خسمة نشرات يومية الي جانب البرامج التنموية وقضايا الجماهير واغلب العاملين فيها الاجانب وخاصة الادارات العليا التي شددت علي ان الاذاعة هدفها رفع التوعية الجماهيرية.
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
بكرى ابوبكر
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست