الأستاذ محمود وعباس محمود في الإله

الأسلحة الكيميائية وحقيقة استخدامها في السودان في منتدى ميديكس للحوار
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 09-17-2025, 05:16 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-20-2006, 03:22 AM

عبد الحي علي موسى
<aعبد الحي علي موسى
تاريخ التسجيل: 07-19-2006
مجموع المشاركات: 2929

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الأستاذ محمود وعباس محمود في الإله

    هذا الخطاب هو رد على فهم الأستاذ عباس العقاد عن الإله.
    Quote: الإله تعقيب على الأستاذ الجليل
    عباس محمود العقاد
    عزيزي موسى:
    تحية طيبة مباركة،
    وبعد، فإني، في حقيقة الأمر، لا أزال مشغولا، ولكني أجدني قد أجلت الإجابة على سؤالك كثيرا، ولذلك فلا بد من الإجابة، على نحو من الأنحاء، مهما كانت قصيرة..
    وأول ما يقال في هذا الموضوع هو أن الكتابة عن ((الإله)) عمل لا يحسنه غير الصوفية.. فإذا ما أقدم عليه الفلاسفة، وهم كثيرا ما يقدمون عليه، فإنهم لا يبلغون منه مبلغا به تطمئن القلوب، وإن بلغ منه بعضهم مبلغا به تقتنع العقول، كما فعل الأستاذ الجليل العقاد.. وإقتناع العقول بالله هو بداية إطمئنان القلوب إليه تعالى، ذلك بأن العقول تدل على الله ، ولا تعرفه.. ولا يكون تمام الطمأنينة إلا بالمعرفة.. ولقد فطن السادة الصوفية إلى ذلك، فقالوا: ((وجودك ذنب لا يقاس به ذنب)).. يعنون بذلك إعتمادك على العقل في معرفتك الله حجاب لا يساويه حجاب آخر، مهما كثف.
    ومحك الفرق بين الفلاسفة والصوفية، أو قل، إن شئت، بين علم العقول، وعلم القلوب، هو في أمر التسيير والتخيير.. وهذا الأمر يتضح بجلاء في قول الأستاذ العقاد:
    (والقرآن صريح كذلك في حث الناس على الإستعانة بأنفسهم، والإعتماد على قوتهم، مع الإعتماد على القوة الإلهية في مقام الدعاء، والصلاة.. فلا يقبل من إنسان أن يفرط في مستطاعه، ومستطاع عمله، ولا يحرمه، مع ذلك، رجاءه في معونة القدرة الإلهية، حين لا يستطيع.. وذلك قصارى ما يعطيه الدين، من قوة الصبر، وقوة الرجاء، ((يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر، والصلاة.. إن الله مع الصابرين)).. فهو يلهم الناس: أن الله لا يخذلهم، إن نصروا أنفسهم، ولا يحرمهم الطاقة التي تفوق الطاقة، حين يتجهون إلى الله، وكل دين لا يكفل لأصحابه هذا الرجاء فهو دين لا معنى له، ولا حاجة إليه، وإنما المراد به أن الإيمان بالله قائم على الإيمان بقدرته، وكماله وعدله، وسلطانه في الوجود، وإتصاله بهذا الوجود.. فإن لم يكن المعبود كذلك فما هو بأهل للإيمان به، على الإستغناء عنه، أو على الحاجة إليه)..
    وأول ما تجب الإشارة إليه هو: أن الإيمان بالله قائم على الحاجة إليه.. على خلاف ما يرى الأستاذ الجليل.. ولقد نشأ الإيمان بالله قبل أن يعرف الله. وقد يبدو هذا القول غريبا، لدى النظرة الأولى، ولكنه حق.. فإن الإيمان بالله ينبع من حاجة القلوب إليه، وهي حاجة شعور، لا حاجة فكر، وعقل.. نعم! إن المعرفة بالله تزيد الإيمان بالله، ولكن الإيمان ينشأ قبلها.. ويقول الأستاذ: (( وإنما المراد به أن الإيمان بالله قائم على الإيمان بقدرته، وكماله، وعدله، وسلطانه في الوجود)) ولا يقوم إيمان المؤمن بقدرة الله إلا عن حاجة العاجز إلى قدرة القادر.. وهكذا إلى آخر الصفات التي ساقها الأستاذ.. والحقيقة أن المعرفة بالله، التي تزيد إيمان المؤمن به، إنما هي معرفة مبلغ الحاجة إليه.. فأنت، إن كنت ترى أنك مستطيع في بعض الأمور، وأنك محتاج إلى معونة القدرة الإلهية حين يواجهك من الأمور ما لا تستطيعه، فإنك مؤمن بالله على نحو أتم ممن يرى نفسه مستطيعا دائما، فإن ظهر له من الأمور ما أعجزه فهو لا ينتظر المعونة الإلهية، وإنما ينتظرإستئناف القدرة من عند نفسه.. ولكنك أقل إيمانا ممن يرى نفسه غير مستطيع لشيء، مهما قل، وإنما هو في حاجة إلى المعونة الإلهية حتى في النفس الذي يطلع وينزل.. فمبلغ إيمانك بالله هو مبلغ معرفتك بالحاجة إلى الله.. ولقد قال بعض العارفين: لا يتم إيمان أحد حتى يكاشف في قولة: ((لا حول، ولا قوة، إلا بالله)) ومعنى يكاشف أن يعرف، معرفة ذوق، معنى هذه القولة.
    وقول الأستاذ: ((القرآن صريح كذلك في حث الناس على الإستعانة بأنفسهم، والإعتماد على قوتهم)) إلخ إلخ.. ليس صحيحا في نظر العارفين.. فإنهم يرون صراحة القرآن في ذلك إنما هي مجاراة "لوهم" الناس ريثما ينقلهم القرآن إلى المعرفة التي ينتفي معها ((الوهم)) .. وقوله تعالى ((يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر، والصلاة.. إن الله مع الصابرين)) ليس معناه الأخير (إستعينوا) على مصاعب الحياة، ولأواء العيش، وإنما معناه الأخير، والمطلوب بالذات، ((إستعينوا)) بالصبر، والصلاة، على دواعي الجبلة التي تتوهم أنها مريدة ومستقلة بإرادتها، وهو ما أسميته ((بالوهم)).. وهذا الوهم ينقص العبودية لله وينقص الرضا بالله ربا.. ولذلك فقد جاء قوله تعالى للنبي الكريم: ((فاصبر على ما يقولون، وسبح بحمد ربك، قبل طلوع الشمس، وقبل غروبها، ومن آناء الليل فسبح، وأطراف النهار.. لعلك ترضى)) والتسبيح هنا المقصود منه الصلوات الخمس، والعلة المطلوبة وراء الصبر، والصلاة، إنما هي الرضا... الرضا بربوبية الرب..
    يقول الصوفية: الساير الى الله مريد.. ويعرفون الإرادة بأنها محاربة العادة.. والعادة هي التي أوحت إلينا أننا نملك إرادة مستقلة، يمكن الإعتماد عليها في حدود.. فإذا زاد الأمر عن تلك الحدود فيمكن البحث عن عون الله، عند ذلك، كما يبدو من كلام الأستاذ..
    ومن خطأ الخوض في دقائق التوحيد بالعقل وحده نتج خطأ أساسي في كلمة الأستاذ الجليل العقاد، وهي قوله: ((فالحقيقة أن الزمان غير الأبد.. تنقصه كله، فلا ينقص من الأبد شيء.. وتزيده كله، فلا يزيد على الأبد شيء لأنهما وجودان مختلفات في الكنه، والجوهر.. مختلفان في التصور والإدراك.. فالأبد وجود، ولا تتصوره بغير الحركة.. )) هذا كلام العقاد..
    الحقيقة أن الأبد زمان، والحركة فيه كامنة.. فقول الله تعالى: ((أولم ير الذين كفروا أن السموات، والأرض كانتا رتقا ففتقناهما، وجعلنا من الماء كل شيء حي)).. يعني أمرا هاما يتعلق بالأبد، وبالزمان.. ففي الرتق، قبل الفتق، يكمن الأبد، وتكمن، في الأبد، الحركة.. فلما بدأ الفتق ظهر الأبد وظهرت الحركة وظهر الزمان للتو.. فأما الأبد، فهو الزمن، بين الفتق بعد الرتق، والرتق بعد الفتق.. وأما الزمان، فهو أجزاء الأبد في تطور الأجرام السماوية، والأرضية، منذ أن حصل الفتق، بعد الرتق، وإلى أن يعود الرتق، بعد الفتق في نهاية دورة من دورات الوجود هي المعبر عنها بالحياة الدنيا..
    فلكأن الأبد هو الزمان، في مجمله، ولكأن الزمان هو الأبد، في نشره، وتفاصيله، بين بداية، ونهاية، تسير في طريق لولبي..
    والأمر المهم جدا هو أن وجود الله تعالى خارج عن الأبد، وعن الزمان.. وليس كما يقول الأستاذ الجليل: ((فالوجود الأبدي كامل، مطلق الكمال)) وهو يعني بذلك ذات الله – فإنها وحدها الكاملة، مطلقة الكمال.. ولقد عبر القرآن عن الخلود في النار بقوله: ((خالدين فيها أبدا))، في جملة مواضع، ثم عبر في موضع آخر بقوله: ((خالدين فيها ما دامت السموات والأرض))، وهو تحديد للأبد بالدورة الوجودية التي تسمى عندنا ((بالحياة الدنيا))، وتبدأ بحركات أجرام النظام الشمسي عندنا وتنتهي بانتهاء تماسك هذا النظام.. والآيات التي ساقها الأستاذ الجليل تدل على أنه يعتقد أن الإله، والرب، والله، شيء واحد، والحق غير ذلك.. فإنما الأمر أمر تعيينات، ومراتب.. فذات الله، في صرافتها، لا سبيل إلى فهمها، على الإطلاق، لأنها لا تسمى، ولا تعرف، ولا يشار إليها.. فهي لا تطيقها الإشارة، ولا العبارة، فوقع منها، بمحض الرحمة، التنزل إلى مرتبة الإسم، ثم إلى مرتبة الصفة، ثم إلى مرتبة الفعل.. فوقعت معرفة العارفين باستقراء أثر الفعل، وهم الخلائق، على شتى صورها.
    فالذين أنكروا((الإله)) لم ينكروا (الله) على الإطلاق، وإنما أنكروا تدخله في الأفعال الدقيقة التي لا تخرج عن طاقة البشر، والتي ورد عنها تعبير الأستاذ الجليل على النحو الآتي – ((فهو يلهم الناس أن الله لا يخذلهم إن نصروا أنفسهم، ولا يحرمهم الطاقة التي تفوق الطاقة))، فقد توهم الناس أن لهم طاقة، فجاء إنكار ((الله)) في هذه المرتبة، وهي مرتبة الفعل، فكان إنكار ((الإله))، ولذلك فإن القرآن يقول عن الكافرين:
    ((ولئن سألتهم من خلق السموات، والأرض، وسخر الشمس، والقمر، ليقولن الله.. فأنى يؤفكون! )) وذلك لأن هذه الأفعال كبيرة، وجليلة، ولا يمكن أن يدخل في الوهم إستطاعة قيام المخلوقات بها وإنما هي أفعال ((الله)).. أما حركاتهم هم وسكونهم هم، وكسب عيشهم اليومي فليس ((لله)) فيه دخل، في زعمهم..
    فكلمة: ((لا إله إلا الله)) لا تعني، كما يقول الفقهاء ((لا معبود بحق إلا الله))، وإنما تعني: لا فاعل، في الوجود، لدقيق الأفعال، وجليلها، إلا الله.. تعني الله خلقكم وما تعملون.. تعني ((قل الله خالق كل شيء))، ((من الآية))، ((أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم؟؟ قل الله خالق كل شيء، وهو الواحد القهار))..
    ولقد عرف العارفون أن أهل الجنة، في الجنة، يرون ربهم.. وأن أهل النار، في النار يحجبون عن ربهم، ولكنهم لا يحجبون عن ((الله))، على التحقيق..
    وهناك حقيقة غريبة جدا إستيقنها العارفون: هي أن القرآن، في المكان الأول، صفات الإنسان الكامل، الذي هو ((الله)) في مرتبة ((التعيين)) الأول، ولا يكون القرآن صفات لصرافة الذات إلا عند التناهي، حيث ينقطع التعبير وينبهم الكلام، وينتهي الأمر إلى ما وراء الحروف التي تفتتح بها السور.. ((ألم)).. ((كهيعص)).. إلى آخر ما هناك مما لا تحتمله اللغة..
    والوجودان اللذان تحدث عنهما الأستاذ الجليل، حين قال: ((لأنهما وجودان مختلفان في الكنه، وفي الجوهر، مختلفان في التصور، والإدراك.. )) ليساهما وجود ((الله))، في ذاته، ووجود المخلوقات، كما تصور الأستاذ الجليل. وليسا هما مختلفين في الكنه والجوهر، كما قال، وإنما هما مختلفان إختلاف مقدار.. فوجود الأبد هو وجود الإنسان الكامل الذي يبشر به القرآن.. ووجود الزمان هو وجود البشر، ومن دونهم من الخلائق التي تحاول، بجملتها وبأفرادها، أن تنجب الإنسان الكامل.. ولقد عبر القرآن عن الوجودين بقوله تعالى: ((إنا كل شيء خلقناه بقدر * وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر)).. فالوجود بالقدر هو الوجود في الزمان، وفيه تبدو حركة التطور المستمر، وهو يطلب، في التطور، واستمرار الحركة، الترقي إلي مقام الأبد.. وإليه الإشارة هنا، بقوله تعالى: ((وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر))..
    وفي ((الأمر)) الحركة، كامنة، كما سبق قولنا بذلك، في عبارة الأبد.. ومعنى كامنة أن ترقى ((عالم الأمر)) ليس بفعل ((خارجي)) كما هو الحال في ((عالم الخلق)). وإلى نفس المعنى الإشارة بقوله تعالى: ((يمحو الله ما يشاء، ويثبت، وعنده أم الكتاب)).. فأم الكتاب هنا ((عالم الأمر)).. و((يمحو الله ما يشاء، ويثبت)) إشارة إلى ((عالم الخلق)) وإلى الحركة المستمرة فيه، بالترقي وبالتطور..
    وهذان الوجودان كلاهما يطلبان الوجود ((الحقيقي))، وهو خارج الأبد، على التحقيق، كما هو خارج المكان.. فحديث الأستاذ العقاد عن هذا الوجود المطلق، ووصفه بالأبدية خطأ أساسي في التوحيد..
    الوقت لا يتسع لإطالة الحديث الآن، فإن رأيت أن في هذا غناء. كان، وبها، وإلا فأمهلني حتى أفرغ مما أنا بصدده الآن.. وسأعود..
    المخلص
    محمود محمد طه

    فهل يا ترى هنالك من يجيء على هذا الكوكب ليقدم لنا فهم كهذا الذي بين أيدينا؟؟؟
    يمكن فقدرة الله ليس لها حدود.
                  

09-20-2006, 03:54 AM

عبد الحي علي موسى
<aعبد الحي علي موسى
تاريخ التسجيل: 07-19-2006
مجموع المشاركات: 2929

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود وعباس محمود في الإله (Re: عبد الحي علي موسى)

    كل الذين عاصروا الأستاذ الزاهد الصوفي الحقيقي من سياسيين ومفكرين قد أتاحت لهم اليوم القنوات الفضائية المفتوحة ووسائل الإعلام الأخرى فرصة أن ينشروا أفكارهم, فوجب علينا نشر ما هو مستطاع حتى يسمع الذين لم يسمعوا عن الأستاذ محمود والذي أكاد أجزم لو أنه موجود في زمن الفضائيات هذا لما انتشر الفكر التكفيري الذي يقتل يمنة ويسرى.
    فهل فعل الشرفاء والأحرار في المنبر وخارجه إيصال هذا الفكر للعالم الذي هو في أشد الحوجة له أكثر من أي وقت مضى.
    بهذه المناسبة أتقدم للأخوة الجمهوريين جميعا بالسماح لنا بنشر ما نستطيع مع أن الأستاذ هو ملك كل حر.
                  

09-20-2006, 04:51 AM

عبدالغني كرم الله بشير
<aعبدالغني كرم الله بشير
تاريخ التسجيل: 12-06-2005
مجموع المشاركات: 1082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود وعباس محمود في الإله (Re: عبد الحي علي موسى)

    أي معرفة، أوسع، واعمق من هذه، في كل مسرى التعريف القديم والحديث:

    Quote: وهناك حقيقة غريبة جدا إستيقنها العارفون: هي أن القرآن، في المكان الأول، صفات الإنسان الكامل، الذي هو ((الله)) في مرتبة ((التعيين)) الأول، ولا يكون القرآن صفات لصرافة الذات إلا عند التناهي، حيث ينقطع التعبير وينبهم الكلام، وينتهي الأمر إلى ما وراء الحروف التي تفتتح بها السور.. ((ألم)).. ((كهيعص)).. إلى آخر ما هناك مما لا تحتمله اللغة..


    ثم، تلك الاشكالية، في وجود الكل، والجزء، كم اعيتني هذه المعضلة، في وجود (الوجود كله، وفي الوجود المتغير، اليومي)..:

    Quote: وفي ((الأمر)) الحركة، كامنة، كما سبق قولنا بذلك، في عبارة الأبد.. ومعنى كامنة أن ترقى ((عالم الأمر)) ليس بفعل ((خارجي)) كما هو الحال في ((عالم الخلق)). وإلى نفس المعنى الإشارة بقوله تعالى: ((يمحو الله ما يشاء، ويثبت، وعنده أم الكتاب)).. فأم الكتاب هنا ((عالم الأمر)).. و((يمحو الله ما يشاء، ويثبت)) إشارة إلى ((عالم الخلق)) وإلى الحركة المستمرة فيه، بالترقي وبالتطور..وهذان الوجودان كلاهما يطلبان الوجود ((الحقيقي))، وهو خارج الأبد، على التحقيق، كما هو خارج المكان.. فحديث الأستاذ العقاد عن هذا الوجود المطلق، ووصفه بالأبدية خطأ أساسي في التوحيد..


    حقا، نعمة الإيجاد، والإمداد..فالفكر اكسير الحياة، ومطوبها الأول، الفكر الحر، مطلق حرية..
                  

09-20-2006, 05:06 AM

عبد الحي علي موسى
<aعبد الحي علي موسى
تاريخ التسجيل: 07-19-2006
مجموع المشاركات: 2929

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود وعباس محمود في الإله (Re: عبدالغني كرم الله بشير)

    أخ الغني
    سلام هي حتى مطلع الفجر
    وشكرا للطلة
    بلاهي هسع لمن تقرا الكلام دا بتفتكر إنو دا كلام بشر؟
    صدق كمال شانتير عندما قال:
    (لقد أعدموا نهر النيل)
    نهر النيل من منبعه(نفسه) إلى مصبه(آفاقه) يمكن أن تروى منه ويمكن أن تغرق فيه.
                  

09-20-2006, 07:25 AM

عبد الحي علي موسى
<aعبد الحي علي موسى
تاريخ التسجيل: 07-19-2006
مجموع المشاركات: 2929

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود وعباس محمود في الإله (Re: عبد الحي علي موسى)

    Quote: فى كتاب الأستاذ خالد محمد خالد
    النقد من هنا .. نبدأ

    جريدة (( لرأي العام)) 2/3/ سنة 1951م
    الكلمة الأخيرة في الإسلام لم تقل بعد.. ولا يتعلق الأمل في تحقيقها إلا بحرية الفكر في معالجة أصوله.. ولست أعني بحرية الفكر إسماح الجماعة لكل خائض أن يخوض من غير رقابة عليه ولا اعتراض، وإنما أعني تحرر الفكر المتصدي لمعالجة تلك الأصول من أوهام الحواس تلك التي جعلت عقول الناس حبيسة قماقم من الظلام لا ينفذ إليها النور.. والخوض في أصل الدين سير في الوادي المقدس، تخلع فيه النعلان، وتواصل فيه التلبية، ويستشعر عنده الخشوع.. فإذا دخله الذين لا يرجون له وقارا فانتظر بوائق الشرور وجوائح الفتن.. وقد دخله صاحب ((من هنا نبدأ)) بجرأة لا يملكها العارفون..
    لم يتفق لي أن أقرأ هذا الكتاب، ولكن الأستاذ ((ن))، صاحب سوانح في ((الرأي العام))، قد استعرضه أخيرا استعراضا وضع بين يدي من نصوص المؤلف ما فيه الكفاية.. ويبدو لي أن أهم ما في الكتاب مسألة ((الدين والدولة)).. وهي مسألة تاريخية.. ورأي المؤلف فيها رأي خاطئ.. ولكنه رأي شائع بين المفكرين الذين لم يهتدوا إلى حقائق الإسلام.. وخلاصة رأي المؤلف في هذه المسألة هي أنه يرى في الحكومات الدينية تجربة فاشلة.. ولكن ما هي الحكومات الدينية عنده؟؟
    الحكومة الدينية
    إن الحكومة الدينية التي ينتقدها إنما هي تلك التي تعتمد على سلطة مبهمة، غامضة، ولا تقوم على أسس دستورية، واضحة، تحدد تبعاتها والتزاماتها، حيال الشعب، كما هو شأن الحكومات القومية، وتلك التي تمنح نفسها قداسة زائفة، وعصمة مدعاة.. ثم هو يمضي في ذلك حتى يتضح أنه إنما يعني حكومة الحجاز، وأضرابها من الحكومات العربية المعاصرة.. ونحن نقول للمؤلف: أن هذه ليست حكومات دينية، وإنما هي حكومات تتمسح بالدين لتستغل جهل الجاهلين.. وسبيل العارفين أن يكشفوا زيفها، ويسموها باسمها، ويبرئوا الدين منها، لا أن يصموه بنقائصها، ومخازيها..
    إن الخلفاء أربعة: محمد، وأبوبكر، وعمر، وعثمان.. والحكومات الدينية إنما هي تلك التي كانت على عهدهم.. ولقد كانوا، وكان الناس تبعا لهم، يطلبون الأخرى بحسن العمل في الدنيا.. وحسن العمل هو إفشاء السلام، وإشاعة المحبة والخير بين الناس، والجد بإخلاص في إصلاح أمورهم، والمساواة بينهم، وإقامة العدل، ونشر الحق، والخير، بين سائرهم، والسعي للكسب من الوجوه المشروعة، ثم اخذ ما تحتاجه مما تكسب، والعود بما يزيد عن الحاجة في محاويج المسلمين.. فكم مرة في حياة محمد نزل أبوبكر عن ماله جميعه، وكم مرة نزل عمر عن جزء كبير منه.. وكذلك فعل عثمان، وكذلك فعل عبدالرحمن.. وكان أبوبكر، وعمر، حين استخلفا، وانشغلا بتدبير أمور المسلمين عن الكسب، لا يأخذان من مال المسلمين لمعاشهما إلا ما يأخذه الرجل منهم.. ولما كان الناس، وحكامهم، يطلبون غرضا واحدا هو وجه الله، بعمل واحد هو الصالحات، لم يكن فرق بين عمل الحكومات وعمل الرعية، إلا تصريف الأمور العامة الذي تفرد به الخليفة، وكانت كلمته فيه، في كثير من الأوقات، الكلمة الأخيرة.. وكان الناس، مع ذلك، لا يألونه نصحا، ولا يترددون في الإعتراض عليه، ولا يتهيبون نقده.. وكان هو لا يستكبر عن الحق، ولا يستنكف أن ينزل على رأي أقلهم، حين يكون صوابا..
    إنحطاط الحكومة الدينية
    هذه هي الحكومات الدينية.. ولقد ظلت على هذا الذي وصفنا على عهد محمد، وعلي عهد أبي بكر، وعلى عهد عمر، وعلى الصدر الأول من عهد عثمان، حتى إذا كانت أخريات أيام عثمان أخذ الإفتتان بمباهج الدنيا يدب إلى القلوب دبيبا خفيا، فيفسد صفاءها ويفسد سلامتها.. فلما قضي عهد عثمان، أو قل لما قضي إصطراع المطامع على عثمان، وعهد عثمان، خلص الأمر إلى علي و معاوية، فاحتربا عليه فكان أحدهما يريد الآخرة، دأب أصحابه الذين تقدموه.. والآخر يريد الدنيا.. وعرف الناس على عهدهما خلافتين، إحداهما بالكوفة، والأخرى بدمشق.. حتى إذا قتل علي، وانفرد معاوية بالأمر، كان ذلك إيذانا بهزيمة الدين وانتصار الدنيا.. ثم لم يزل الناس، من بعدهما، يعظمون من أمر الدنيا، ويحقرون من أمر الآخرة، حتى انتهى بهم المطاف إلى عكس الأمر الأول، فصاروا يطلبون الدنيا بعمل الآخرة كما هي الحال اليوم.. فهل يقال أن الدين حط المسلمين، أم يقال أن المسلمين انسلخوا عن الدين فانحطوا؟؟ وكما انحط الرجل المسلم من مقامه الأول إلى مقام اليوم، إنحطت الحكومات الدينية من مقامها الأول إلى مقامها اليوم، ولنفس السبب، وهو أنها ليست من الدين في شيء، قليل أو كثير..
    وهذه الحكومات نفسها، في أول عهدها بالإنحطاط حين أعطت الصدارة فيها لشئون الدنيا، ولم تتخل عن الدين بعد، كانت أرقى حكومات عالمها، بدون منازع.. فقارن، إن شئت، بين حكومات بني أمية التي افترعها معاوية، وكان من حكامها عبدالملك، والوليد، وسليمان، وعمر، ثم حكومات بني العباس التي افترعها السفاح، وكان من حكامها المنصور، والمهدي، والرشيد، والمأمون، والمعتصم، وبين حكومات العالم على عهدهم، ثم جئني بمثلها، إن إستطعت.. فإن لم تستطع فكيف طوعت لك نفسك أن تقول أن تجربة الحكومات الدينية فاشلة؟؟
    الحكومة الدينية عندنا وعندهم
    وحين أرى أن الحكومات الدينية لم تكن إلا على عهد محمد، وأبي بكر، وعمر، وعثمان، ثم بدأت من بعدهم تتخلى قليلا قليلا عن هذا الإسم يرى الأستاذ المؤلف: ((أن نجاح بعض الحكومات الدينية في عهد عمر وأبي بكر وعمر بن عبدالعزيز إنما يرجع إلى الكفايات الشخصية في هذا النفر))..
    وهذا هو أس البلاء الذي جعل المؤلف يفرق بين الدين والدولة، ويتحدث عن الحكومات الدينية، وما يسميه بالحكومات القومية، وعن رجال الدين، ورجل الدولة.. وعلى هذا النحو يفرق المؤلف بين الدين والكفايات الشخصية..
    وما هو الدين إن لم يكن الباعث للكفايات الشخصية، والمتمم لها؟؟ وهل جاء عمر بالكفاية الشخصية من حياته في الجاهلية، وهل جاء بها أبو بكر؟؟
    نعم إن الناس معادن، كمعادن الذهب والفضة، وما الدين إلا مصهرة يذهب عن المعادن الشوائب والأدران، فلو نزل الدين على رجل معدنه من نحاس لما جعل منه رجلا معدنه من ذهب.. ولقد نزل الدين على عبدالله بن سلول، كما نزل على عمر، ولكنه لم يجعل من عبدالله إلا مثلا من أمثلة الخسة، والنفاق، كل هذا صحيح، ومع ذلك فلا يصح أن يفرق رجل مفكر بين الدين وبين الكفايات الشخصية التي ظهرت على المتدينين..
    إنا، حين نتحدث عن الحكومات الدينية، لا نريد إلا حكومات رجال هذب الدين نفوسهم، ونقى قلوبهم، وصفى اذهانهم، وهذه هي ((الكفايات الشخصية)).. ولست أدري ما الذي يعنيه الأستاذ المؤلف بعبارة: ((الحكومات القومية)) )في مقابلة الحكومات الدينية( فإنه ليس في نظم الحكومات الذي نعرفه نظام بهذا الإسم، إلا أن يكون مراد المؤلف الحكومات الوطنية العنصرية التي تزعم أن شعبها شعب الله المختار، الذي اصطفاه ليملك باقي الشعوب، كما كانت تزعم الحكومة الوطنية النازية في ألمانيا.. فإن يكن هذا مراد المؤلف، وما أراه إلا كذلك، فإنه لا شغل له في التعرض للتأليف في الدين..
    للإسلام طراز حكم خاص
    والأستاذ المؤلف لا يرى: ((أن هناك طرازا خاصا من الحكومات يعتبره الدين بعض أركانه، وفرائضه، بحيث إذا لم يقم يكون قد إنهد منه ركن، أو سقطت فريضة)).. والذين يعرفون أغراض الدين يرون غير ذلك.. ولو قد جود المؤلف كلمة ((لا إله إلا الله))، قبل التصدي للتأليف في الدين لعرف أن هناك حكومات بعينها يفرضها الإسلام، ولا يرضى عنها بديلا، وتلك هي الحكومة التي تعمل وفق تعاليم القرآن التي تقول أن الأرض مائدة الله، وأن الخلق جميعهم، وعلى اختلافهم، عياله، وأنهم، على مائدته، سواء، لا يتفاضلون إلا بالتقوى، وأن مسبر التقوى العمل على نفع عيال الله في الأرض.. فإن كان هذا المعنى بعيدا على مؤلف يتخبط مثل هذا التخبط، فإن هناك معنى أقرب منه وهو أن الله تعالى يقول: ((فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم)) والذي أنزل الله إنما هو القانون الأزلي.. وأن الجماعة المأمورة بالإحتكام إلى القانون الأزلي لجماعة قد عين لها نوع حكومتها.. فإن هي تعدته إلى سواه فقد أحدثت حدثا أصبح الدين معه ((وقد إنهد منه ركن، أو سقطت فريضة)) على حد تعبيرك..
    أهداف حكومة الإسلام
    وليست أهداف الداعين إلى النظام الديني كما تخيلها المؤلف، ثم ذهب يناقشها.. لا!! ولا كرامة!! وأقل ما يقال عن أولئك الداعين أن نظرتهم إنسانية وليست وطنية.. وأن أهدافهم إيجابية، وليست سلبية.. والباعث على الدعوة إلى النظام الديني هو أن العالم في حيرة مطبقة، لا يخرجه منها إلا مدنية جديدة تنتج من لقاح المادة بالروح عند لقاء المدنية الغربية المادية بالمدنية الشرقية الروحية.. وليس لهذه الأخيرة وجود إلا في المصحف.. وهذه المدنية الجديدة، بما تمجد من القيم، ستجعل الإنسان سيدا للآلة التي إخترعها لا خادما لها – سيدا يستخدم الآلة في نفع نفسه، ونفع الإنسانية، لا خادما تجره الآلة مسلوب الإرادة، وتجر الإنسانية معه، إلى موارد الحتوف.. هذه المدنية الجديدة هي التي ستبطل الحكومات الوطنية العنصرية الحاضرة التي هي السبب المباشر للحروب والشرور، وتنشئ مكانها حكومة عالمية، توحد الإنسانية، وتفيض عليها السلام، والحرية ، والعدل، على هدي القانون الأزلي الذي سارت على هداه الحياة من ظلمات العدم السحيق إلى إشراقات الوجود الزاخر بالشعور..
    بين الزكاة والصدقة.
    فإذا نحن تركنا مسألة ((الدين والدولة)) وجدنا أن المؤلف قد تورط في خلط مؤلم بين الزكاة والصدقة.. إن الزكاة أصل من أصول الدين التعبدية، وهي تتعلق بالنفس البشرية، وتتصل بالعبادة الفردية، كالصلاة تماما.. والمراد بها تطهير القلب من شوائب الشرك، ومذموم الطباع.. ((وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، وذلك دين القيمة)).. أي النفس المستقيمة.. و ((قد أفلح من زكاها، وقد خاب من دساها))، إشارة إلى النفس البشرية..
    فأما الصدقات فهي هذا الجانب الغليظ من الزكاة الذي لا يستطيع العقل البشري، في بدء الرسالة، أن يدرك أدق منه.. ومرادها تطهير القلب من نهمة الحرص على المال.. وهي تزكية تنضع النفوس الغليظة ولا ريب.. ولقد فرضت على الناس بمقاديرها المعروفة فشقت عليهم، حتى لقد كانت السبب المباشر في ردة من إرتد من العرب بعد موت محمد..
    فالزكاة، بهذا المعنى، ليست الزكاة التي هي أصل تعبدي.. وستلغى عندما تستغني المجموعة عنها، في التشريع الديني المقبل، المستمد من القرآن، للعالم الحديث، لأن النفوس الآن تستطيع أن تستيقن، في ظل النظم العادلة، أن ما زاد عن حاجتها من المال ليس لها فيه حق الإكتناز.. وإنما هو حق المجموعة، تصرفه إلى المحتاج إليه من الأفراد لا في صورة شيء للا شيء، وإنما في صورة تنظيم إقتصادي، إجتماعي، يهدف إلى جعل المساواة في الفرص، بين جميع أفراد الأمة، مكفولة.. والقول الفصل في نظام الصدقات، المشروع في الإسلام الآن، أنه نظام قد أملته حاجة المجموعة الإسلامية منذ القرن السابع.. ولقد ظل يخدم تلك المجموعة، أتم خدمة، ما تمسكت به، وهو يوشك أن يستنفد الحاجة إلى بقائه في مجموعة القرن العشرين.. ولكنه، على التحقيق، لم يستنفدها بعد.. وذلك لأن في مجموعة القرن العشرين من هم في مستوى مجموعة القرن السابع، ومن هم أحط منها مستوى عقليا، وخلقيا، وإجتماعيا.. ولقد يصلح هذا النظام للتطبيق في فترة الإنتقال من الديمقراطية الرأسمالية إلى الديمقراطية.. فإذا تم الإنتقال لجميع طبقات الإنسانية، وتحققت المساواة في الدخل بين جميع الأفراد، فإنه سيموت موتا طبيعيا.. هذه هي حقيقة الأمر:- فهل يجند رجل يعلم أسرار التشريع الإسلامي نفسه للهجوم على مثل هذا النظام، بخيله ورجله، كما فعل المؤلف؟؟
    أما بعد فهل تريدون الحق؟؟
    إن مؤلف ((من هنا نبدأ)). رجل غير عالم، من أي النواحي أتيته: هو غير عالم بأصول الدين.. غير عالم بسير التاريخ.. غير عالم بمبادئ السياسة.. فلا يستهوينكم الشيطان باتباع الذين لا يعلمون..
    محمود محمد طه – رفاعة


                  

10-04-2006, 08:01 AM

عبد الحي علي موسى
<aعبد الحي علي موسى
تاريخ التسجيل: 07-19-2006
مجموع المشاركات: 2929

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود وعباس محمود في الإله (Re: عبد الحي علي موسى)

    وهذه دعوة للشرفاء والغيورين على دينهم بغض النظر عن ذلك الدين دعوة لنشر فهم الأستاذ محمود للدين بكل جرأة كتلك التي كانت يوم 18/1/1985م.
    وهذه بين الأستاذ وطه حسين
    Quote: هل إنصرم المسلمون عن تقاليدهم؟
    تعقيب على الدكتور طه حسين
    كتب إبن البان في جريدة السودان الجديد:
    الأستاذ محمود محمد طه، رئيس الحزب الجمهوري، من كبار المهتمين بشئون الدين الإسلامي، ومن أقطابه المجتهدين في تطوره، وتمشيه مع العصر الحديث.. وله فيه من النظريات، والتفاسير، آراء وآراء، طالما إحتدم النقاش حولها، ولما ينته بعد... إلقيت به أمس فقلت له: أثناء المؤتمر الثقافي الإسلامي المسيحي الذي عقد في ((البندقية)) أواخر سبتمبر من هذا العام، في أثناء هذا الإجتماع حمل المستشرق الإنجليزي ((فيلبي)) على المسلمين في القرن العشرين، واتهمهم بأنهم قد تخلوا عن إحترام قوانين القرآن، نتيجة لرغبتهم الشديدة في محاكاة الغرب.. وقد رد له الدكتور طه حسين الذي كان يمثل مكانة في الإجتماع فقال: إن أهم خصائص قوانين القرآن هي مرونة أحكامها بحيث تتلاءم مع الأوضاع ملاءمة عملية، سواء أكان ذلك من الناحية الأخلاقية للفرد، أو الناحية الإجتماعية، والسياسية، والظروف التاريخية... ولا ريب أن ذلك يفسح المجال لتحقيق نظام ديمقراطي حديث في البلاد الإسلامية دون الخروج عن قوانين القرآن نصا، وروحا.. ورجوت الأستاذ محمود أن يحدث قراء السودان الجديد معلقا على حملة المستشرق، ومعقبا على الدكتور، فتفضل قائلا
    اما قول المستشرق ((فيلبي)): أن المسلمين، في القرن العشرين، قد تخلوا عن إحترام قوانين القرآن، رغبة منهم في مجاراة المدنية الغربية، فحق، لا يماري فيه رجل يحترم عقله.. ذلك بأن المدنية الغربية قد سحرت أعين المسلمين ببهرجها، وإسترهبت عقولهم بنجاح مساعيها في الحقل المادي، فتخلوا عن القرآن، وقوانين القرآن – وأما رد الدكتور طه حسين، فأخشى أن أقول أنه لا يشرف رجلا مثقفا، بله ((طه حسين)).. وهو مثل من أمثلة تهرب العاجزين حين يعجزون حتى عن مواجهة عجزهم.. فطه يقول: ((إن أهم خصائص قوانين القرآن هي مرونة أحكامها بحيث تتلاءم مع الأوضاع ملاءمة عملية)).. وهو قول يعتبر في هذا المقام أن قوانين القرآن لمرونتها تطابق المدنية الغربية مطابقة عملية.. ثم يقول بعد ذلك: ((ولا ريب أن ذلك يفسح المجال لتحقيق نظام ديمقراطي حديث في البلاد الإسلامية دون الخروج عن القوانين نصا وروحا)).. وهو قول يخدع به كثير من المسلمين أنفسهم حين يطيب لهم أن ينساقوا وراء الإتجاهات الغالبة في يسر، ولين.. والحق أن مرونة القرآن لا توصف بالمقدرة على أن تتلاءم مع الأوضاع ملاءمة عملية، وإنما توصف بالمقدرة على أن تتسع، فتشمل وجوه النشاط الفكري، والعملي، الذي يجد بتطور العقل البشري، وبالمقدرة على توجيه هذا النشاط توجيها جديدا، وصالحا، كلما ضل طريقه إلى غاياته.. وبتعبير آخر فإن القرآن لا يتلاءم مع الأوضاع وإنما يعرضها على الوضع الذي لا يرضى به بديلا، ثم يشذبها، ويهذبها، حتى تسلس له، وتنسجم معه.. ومن المألوف أن الأوضاع تحتوي على أخلاط شتى من الصالح، والطالح، ووظيفة القرآن وظيفة الميزان الذي يعطي كلا قيمته، ووزنه، وينبذ ما لا قيمة له، ولا وزن.. فمثلا المدنية الغربية التي نعى المستشرق العالم على المسلمين مجاراتها فقدت موازين القيم، فوضعت المادة قبل كل إعتبار، وجعلت الرفاهية وكدها من السعي في الحياة، والقرآن حين يعلمنا (لا إله إلا الله) يعطينا الميزان الذي به نعلم أن المادة، والرخاء، والرفاهية، جميعها، وسائل إلى تحقيق حياة الفكر، وحياة الشعور... هي وسائل ضرورية، يجب ألا تحتقر، ولا تهمل، ولكن ما ينبغي لها أن تتخذ غاية في ذاتها، كما تتخذها المدنية الغربية عامة، والشيوعية، بوجه خاص..
    وقول الدكتور عند ذكره الديمقراطية الحديثة ((دون الخروج عن قوانين القرآن نصا وروحا)) خطأ ورطه فيه، إما تملقه الرأي العام الإسلامي، وإما جهله بحقيقة الأمر، فيما يتعلق بتطوير قوانين القرآن.. والحق الذي لا مرية فيه: أن قوانين القرآن، فى نصها وروحها ، إنما هي وسيلة .. بيد أن الوسيلة فى روح القرآن، أقرب إفضاء إلى الغاية، من الوسيلة في نصه.. ولذلك لا يرى القرآن بأسا بالخروج على النص، بل أن الخروج على النص عمل يستهدفه التطور، الذي يرعاه، ويهديه القرآن.. ولنضرب لذلك مثلا.. فالقرآن نص على قانون الميراث نصا مفصلا، مع أن روح القرآن تأبى أن تقر من يعرفها، ويأخذ نفسه بها، على أن يمتلك ما يورث، وإنما تعلمه أن يصرف عنه، إلى سواه، كل ما زاد عن حاجيته..
    إن قوانين القرآن، في نصها، وسيلة إلى روحه.. وهي بذلك متطورة، وروح القرآن هي ((لا إله إلا الله)).. وهي وسيلة، وشيكة الإفضاء إلى الغاية منه.. وهي بذلك كالخالدة، لأنها طرف من الغاية.. والذي يسر لها الخلود مرونتها.. وسبب مرونتها شمولها.. وأيسر آيات شمولها صياغتها من نفي وإثبات.. ما من شك أن تحقيق النظام الديمقراطي الحديث، الذي ورد في رد الدكتور، أمر يستهدفه الإسلام.. وسيحققه.. وهو، في أثناء تحقيقه، لا يتمسك إلا بروح قوانين القرآن، دون نصها، وهذا أمر يحسن بالمسلمين ان يتفطنوا له..


                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de