|
Re: الحياة في عين المسلمين والإسلام // د كامل النجار (Re: Sabri Elshareef)
|
ثم جاء الإسلام وبدأ بتفكيك الحياة الدنيوية وجعل حياة الآخرة هي المطلب الوحيد. فقال لهم الله في القرآن: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدونِ) (الذاريات، 56). فأصبحت عبادة الله هي محور الحياة ومنعوا المسلم من الاستمتاع بأي شيء في هذه الحياة الفانية إذ أن مهمته فيها هي عبادة الله. ثم زاد القرآن في تسفيه حياة المسلم الحاضرة وأمرهم بالصلاة نهاراً وبقيام الليل إلا جزءاً يسيراً، فقال (يا أيها المزمل قم الليل إلا فليلا) ثم قال: (أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر كان مشهودا) (الإسراء 7. وزاد على ذلك فقال: (ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاماً محمودا) (الإسراء 79). فلم تعد الصلوات الخمسة وقراءة القرآن تكفي بل لابد من النافلة ليلاً عسى أن يبعثهم ربهم مقاماً محمودا. وزادوا نوافل أخرى كالشفع والوتر وسجود القرآن. وأجمع الفقهاء أن قيام شهر رمضان، أي الصلاة وقراءة القرآن طوال الليل، مرغّب فيه أكثر من سائر الأشهر لقوله (ص): (من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه) (بداية المجتهد ونهاية المقتصد لابن رشد القرطبي، ج1، ص 151). فلم يبقَ وقتٌ للمسلم ليستمتع بالحياة أو ليطورها.
وكأن كل هذا العناء لم يكف، فحرّم فقهاء الإسلام الطرب والموسيقى والغناء. سأل سائلٌ ابن الجوزي: أيجوز لي أن أفسح لنفسي في مباح الملاهي؟ فقال له ابن الجوزي: عند نفسك من الغفلة ما يكفيها، فلا تشغلها بالملاهي (أحكام النساء لابن الجوزي، ص 52). فحتى القليل المباح من الملاهي نهوا عنه. وسئل يوماً غن الغناء، فقال: أقسم بالله لهوٌ لهوُ (نفس المصدر ص 53). وقد أنكر ابن الجوزي على الصوفية الرقص والغناء وقال إن سماعة يجمع بين شيئين، أحدهما: أنه يلهي القلب عن التفكير في عظمة الله، والقيام بخدمته، والثاني: أنه يميله إلى اللذات العاجلة التي تدعو إلى استيفائها من جميع الشهوات الحسية، ومعظمها النكاح، فلذلك يحث على الزنى، وبين الغناء والزنى تناسب من جهة أن الغناء لذة الروح، والزني لذة النفس (نفس المصدر ص 65). حتى أشعار الغزل والعشق حرّمها ابن الجوزي، فقال: ما ينشده القاص من أشعار الغزل والعشق فيثير بها النفوس ويطرب القلوب، مع تصفيق بيديه وإيقاع برجليه، فتشبه السكر، ويوجب ذلك تحريك الطباع وصياح الرجال والنساء، وتمزيق الثياب، لما في النفوس من دفائن الهوى. ولذلك عاب على المغنيين ورواة القصص صنيعهم (نفس المصدر ص 6. وليس هناك داعي للمسلم أن يسمع الغناء في هذه الحياة لأنه عندما يدخل الجنة تغني له الحوريات، حسب الحديث النبوي: (ما من عبد يدخل الجنة إلا ويجلس عند رأسه وعند رجليه اثنان من الحور العين، يغنيانه بأحسن صوت سمعه الإنس والجن، وليس بمزامير الشيطان). والمقصود بمزامير الشيطان هو ما يزينونه لبني آدم من الملاهي المعازف وآلات الطرب. (فتاوى النساء للشيخ متولي الشعراوي، ص 191).
2
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
الحياة في عين المسلمين والإسلام // د كامل النجار | Sabri Elshareef | 09-11-06, 07:03 PM |
Re: الحياة في عين المسلمين والإسلام // د كامل النجار | Sabri Elshareef | 09-11-06, 08:08 PM |
Re: الحياة في عين المسلمين والإسلام // د كامل النجار | Sabri Elshareef | 09-11-06, 08:11 PM |
Re: الحياة في عين المسلمين والإسلام // د كامل النجار | Sabri Elshareef | 09-11-06, 08:13 PM |
Re: الحياة في عين المسلمين والإسلام // د كامل النجار | Sabri Elshareef | 09-11-06, 08:15 PM |
Re: الحياة في عين المسلمين والإسلام // د كامل النجار | Sabri Elshareef | 09-11-06, 08:16 PM |
Re: الحياة في عين المسلمين والإسلام // د كامل النجار | Sabri Elshareef | 09-12-06, 05:57 AM |
Re: الحياة في عين المسلمين والإسلام // د كامل النجار | Sabri Elshareef | 09-12-06, 05:19 PM |
Re: الحياة في عين المسلمين والإسلام // د كامل النجار | Sabri Elshareef | 09-12-06, 05:25 PM |
Re: الحياة في عين المسلمين والإسلام // د كامل النجار | Sabri Elshareef | 09-12-06, 05:34 PM |
Re: الحياة في عين المسلمين والإسلام // د كامل النجار | Sabri Elshareef | 09-13-06, 02:41 PM |
Re: الحياة في عين المسلمين والإسلام // د كامل النجار | Sabri Elshareef | 09-16-06, 07:03 AM |
|
|
|