خطبة الجمعة بمسجد الهجرة بودنوباوي

Quote: إن أبرز مبدأ دعا له الإسلام بعد التوحيد هو الحرية ؛ حرية الإنسان في كل مجالات الحياة ففاقد الحرية يعتبر ناقص الإنسانية ، فلا إنسانية ولا كرامة إذا انعدمت الحرية . لهذا كان السلف الصالح ومنذ زمن الرسول صلى الله عليه وسلم يدفعون الغالي والنفيس من أجل أن يعيش الإنسان حراً ومكرماً ، والشئ بالشئ يذكر ، فقد مرّت علينا قبل أيام ذكرى واقعة كرري فقد دارت تلك المعركة البطولية في الثاني من الشهر الجاري 1889م بين أنصار الله بقيادة خليفة مهدي الله عليه سلام الله ، والغزاة الذين سلبوا إنسان السودان حريته وكرامته ، لقد قدّم أنصار الله آلاف الشهداء والجرحى فداءً للدين والوطن ، ولتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا هي السفلى ، إننا نحيّى أولئك الشهداء الأبطال ونسأل الله أن يجعل مقامهم مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ونقول إن دعوة مهدي الله مندرجة في دعوة النبي صلى الله عليه وسلم وزمانه مندرج في زمانه ولذا فلا عجب إن تعرضت هذه الدعوة وابتليت بما ابتليت به دعوته صلى الله عليه وسلم ، لقد مرّت المهدية بعدة مراحل منذ النشأة وحتى ظهور مهدي الله هنا في أرض السودان فكانت المهدية دعوة ودولة ، أما الدولة فقد تكالب عليها الأعداء فأسقطوها على سفح جبل كرري ولكنهم لم يستطيعوا أن ينتزعوا العقيدة من الصدور فقد أصبحت العقيدة راسخة كالطود العظيم تغالب الرياح العواصف التي جاءت بعد زوال دولة المهدية وتمكنت العقيدة في النفوس الأمر الذي جعل هذا الكيان قوياً أمام كل المحاولات التي أرادت القضاء عليه من قبل الطغاة والمستبدين أصحاب السلطة الزمنية ، فقد كان لهذا الكيان الفضل في تحرير السودان ووحدته وتعريف الآخرين به وتحقيق التشريع له .

وما أشبه الليلة بالبارحة..