|
الصحفي محمد طه ما كان يستحق القتل و بهذه الطريقة
|
مركز دراسات السودان المعاصر : الصحفي محمد طه ما كان يستحق القتل و بهذه الطريقة مركز دراسات السودان المعاصر
- [email protected]
الصحفي محمد طه ما كان يستحق القتل و بهذه الطريقة
نقلت الصحف أول من أمس حادث اغتيال رئيس تحرير صحيفة لو كجريتيه (الوفاق) الخرطومية محمد طه محمد احمد المقرب من قصر غردون الرئاسي بالخرطوم . فيما سوى أفكاره السياسية كان محمد طه ضمن من يبشر بعصر جديد في شبه القارة السودانية غني بحرية الفكر وحرية الاعتقاد وحرية التنظيم و حرية الإرادة . ويفتح الأفاق إلى المعرفة الحية بكامل الحرية . ولقد كانت صحيفته مورد فكر ومعرفة. لكنه كان عدو للمفاهيم والأفكار السياسية المعاصرة التي هي جزء من نهضة الأمة ، وليس فقط مختلف في الرأي والتوجه مع أعضاء حركة التغير في ثورة السودان المعاصر . وكان رئيس صحيفة (الوفاق) لو كجرتيه الخرطومية السيارة متقدما في عدائه في تلكم الناحية بكل المستويات .يحارب بالرأي والكلمة في كل الأوقات ،مدافعا عن مؤسستهم المقدسة كيان اوليجاركية الجلابة الاستبدادية بالخرطوم والتي هي مستعمرة على رؤوس الأمة . طوال حياته . وقد خرج في عصر الانفتاح -مثل أعضاء مؤسسته -سكان القصر غردون الرئاسي عن الكثير من غير قيم بيئتهم الشمالية- عكس موروثات الأمة السودانية و كان جريئا في الكلام والكتابة مهاجما ومدافعا . وان كان مقدرا أن يدفع المرء عن فكره ولسانه ثمنا . ويكون الثمن الأغلى النفس في كثير من الأحايين، و في مرحلة حرجة من تاريخ الأمم . متوقع قتله. لكن الطريقة التي تمت بها اغتيال الصحفي السوداني محمد طه محمد احمد غير مؤيدة ومبررة من قبل أنصار ثورة السودان المعاصر مع غموضها. إذ تميزت طريقة اغتياله بدرجة عالية من العار وانعدام الخلق غير السوي. ولا يمكن قبولها بأي حال. إذ أن صراع الرأي والمفاهيم المعبر عنها بالكلام والقلم لا يمكن حسمها على مثل ذاك النحو البربري. كما أن الزمن متأخر للكثير من أعضاء المؤسسة الاستعمارية بالخرطوم لكنه غير مناسب أيضا لبعضهم ، فالكثير من أعضاء المستعمرة يستحقون الموت لأفعالهم لا لأقوالهم ، والفاعلين لا القائلين. والصحفي طه من آل طه لكنه واحد ممن كان لا يستحق القتل لأقوالهم في وجود من فعل ما ظلت تقوله صحيفته لو كجرتيه السيارة واقعا ملموسا في شعب الفور و كل الشعوب ، وفي دارفور وفي كل الأقاليم. المستقبل الذي ناسس له والذي نحمله في أشواقنا لسودان جديد فيه واقعية الحرية والمساواة والعدالة قولا وعملا في إطار من الرشد حتى لو لم يقدر ، ويكون لما يكتبه الصحفي محمد طه متسع . الحرية لنا ولسوانا .و أيا تكن درجة الاختلافات بالكلمة يجب أن يكون لها سعة للحوار والنقاش المتبادل . و لا صدام في عالم الحوارات ونقاش الأفكار . نؤمن بالقتل والقتال في صراعنا وأعضاء اوليجاركية الجلابة ما دمت آمنت بالسيف احد اضمن الحلول لكن ليس القتل إلا لمن يستحقون . وبطريقة اللقاء المباشر في سوحه لا الاغتيالات وبطرقة قليلة القيمة عديمة الشجاعة. على النحو الذي لقي بها الصحفي طه. فعدو الشجاع يستحق الاحترام . والعدو غير المقاتل لا يجب أن يدفع الثمن عن غيره فذلك ليس من الأخلاق. أن طريقة ذبح طه تحمل أصابع قصر غردون . وكم ظل الإرهاب جزء من مؤسسة الدولة بالخرطوم ، والبشاعة في الضحايا سمة سكان القصر . لكن لا احد من بشر وكله الله متحدثا باسمه دون الناس ومدافعا عنه جلاله وممتلكاته في ديار الدنيا . وان طريقة قتله تبشر بتوسع دائرة الإرهاب الذي ظل ينتشر في الأطراف إلى خط الوسط . وتمدد نطاقه متآكلا قيم الأمة السودانية السمحة وتقاليده الشاجبة للعنف المدني وتهديد حياة الأبرياء. و مؤسسة الجلابة الاستعمارية .و أعضاء النظام الحاكم الذين كان محمد طه مقربا منهم مسئولون عن دم محمد طه بكل الطرق مسئولية مباشرة. حتى إن أرادت تقديم احد أبنائها كبش فداء لكسب التعاطف معها في وقت فقدت المؤسسة المتوحشة كل شيء واكتسبت العداء بوضوح من ضحياها الأمة السودانية . ومجازفة كتلك متوقع من مؤسسة الجلابة .لكن دم القتيل طه يظل في عنق إخوانه سكان قصر غردون بالخرطوم على طه ، صلاح غوش، عوض الجاز وبشير طه. فلتتوقع المؤسسة مزيدا من الإرهاب المدني بوسط المدائن كردة فعل طبيعية لإرهاب الدولة المستخدم ضد الرعايا في الأطراف . ولا تامن مؤسسة الجلابة الحياة قدر ما لم تامنه للأبرياء العزل بشبه القارة السودانية. وكان يمكن أن يجد محمد طه نعيا بشكل مختلف لو مات في زمن غير هذا ،وكان يمكن أن يجد مكانته بين الكتاب والكاتبين السودانيين المعاصرين . غير انه اختار أن يموت في زمنه وبطريقة فضلها لغيره. لكن مركز دراسات السودان المعاصر ينعي للأمة السودانية حرية الفكر وحرية الاعتقاد وحرية الرائ في دم الصحفي محمد طه وان اختلفت قواعد المفاهيم السياسية والآراء .شاجبا كل عنف غير مبرر في حق من لم يحملوا السلاح .ومدينا بشاعة التمثيل بالجثث الآدمية على نحو ما حصل لمحمد طه واصفا إياها بجريمة مستنكرة. مركز دراسات السودان المعاصر [email protected]
|
|
|
|
|
|