|
Re: الدور المصري وتقسيم السودان بقلم د.امانى الطويل ....جدير بالقراءة (Re: بكرى ابوبكر)
|
الأستاذ بكري أولا هي فرصة لتوجيه الشكر على استضافتكم لنا ولهذه الباقة الرائعة المشاكسة في منبركم الذي احسب انه يقوم بدور مهم للغاية .. وأعود للمقالة فاتفق معك على أنها تستحق القراءة والمناقشة، غير أن مدخلي إلى ذلك يبدأ من قناعة مترسخة لدي بأنه لا توجد قوة في الأرض تستطيع أن تفكك أو أن تفتت شعبا - ولنقل شعوبا - قررت أن تتوحد ، فكم بالأحرى القول أن لا قوة في الأرض تستطيع أن توحد ذلك الشعب إذا قرر أن يفرز كل عرق أو كل ثقافة أو كل دين من مكوناته (كومه) . صحيح الآخرون - بما في ذلك مصر والولايات المتحدة- يمكن أن يلعبوا دورا سلبيا أو إيجابيا .. والآخرون في النهاية ليس مطلوبا منهم ولا ينبغي أن ننتظر منهم أن يقفوا ضد مصالحهم المهم أن نقف نحن مع مصالحنا . . في اعتقادي أن هناك مصلحة لكل السودانيين على اختلاف أصولهم وثقافاتهم ودياناتهم في السودان الواحد . . ولكن لهذا السودان الواحد شروطه التي نعرفها جميعا بل ونقول بها جميعا ثم لا نعمل شيئا على طريق تحقيقها. وما دام المقال يتحدث عن الدور المصري ، أجدني مضطرا رغم عدم رغبتي أصلا في مناقشة مسألة تعني أخواننا المصريين في المقام الأول والأخير ، للقول بأن العقلية المركزية لمصر عبر التاريخ تشكل عائقا للدور الذي يطمح الكثير من المصريين ويأمل الكثير من السودانيين في أن تقوم به مصر في السودان وذلك ببساطة لأن السودان بخريطته السياسية الراهنة، والتي اكرر أن لنا جميعا مصلحة واضحة وبينة في المحافظة عليها ، لا يمكن أن يتنفس ويخرج من مأزقه (مركزيا) ، ولن يستقر أو يهدأ إلا بالتراضي بين جهاته واثنياته وثقافاته وأديانه ضمن إطار لا مركزي.. هذا السودان اللامركزي أو سمه الفيدرالي لن يكون إطلاقا ضد مصالح الآخرين وفي مقدمتهم مصر . . فالسودانيون بأفئدتهم وعواطفهم جنوبا وشمالا شرق وغربا مسلمين ومسيحيين وغيرهم ناطقين بالعربية أو بغيرها من اللغات ينسابون مثل نيلهم باتجاه الشمال نحو المتوسط وما بعد المتوسط. . المشكلة كلها في اعتقادي تكمن في (الشلالات) التي تعيق ذاك الانسياب..
|
|
|
|
|
|
|
|
|