|
Re: هل هناك مفهوم للحكم وللسلطة /// د. نصر حامد أبو زيد (Re: Sabri Elshareef)
|
إن الاستدلالات المتأخرة والتي بدأها أبو العلا المودودي في باكستان ونقلها سيد قطب، ثم أصبحت جزءاً من الخطاب الديني الراهن، تتعامل مع مجموعة من آيات القرآن تتحدث عن الحكم، وهذه الآيات في سورة المائدة. ولا يحتاج الأمر إلى كثير من الجدل لكي نقول إن الحكم في التداول القرآني يعني القضاء ولا يعني الحكم في المعنى السياسي، ولكن يتم دائماً توسيع الدلالة لكي نصل إلى نظرية معاصرة، أو تضييق الدلالة لكي نحصر المعنى في إطار تاريخي. ولكن هناك في التجربة النبوية ما يمكن أن يكون بذور تأسيس سلطة سياسية. فحين انتقل الرسول إلى المدينة، تم إبرام وثيقة المدينة التي يعتبرها كثير من الباحثين دليلاً على إنشاء الدولة. والتساؤل هنا هل إن هذه الوثيقة تعكس وعياً أو مفهوماً يمكن إخراجه إخراجاً تاماً من سياق الحياة العربية (التحالفات القبلية والأحلاف)؟ ألا تعكس هذه الوثيقة تحالفاً بين الجماعة المسلمة وبين سكان المدينة سواء كانوا يهوداً أو مشركين على ضرورة الاتفاق على حماية المدينة التي يعيشون فيها؟ من الممكن القول إن الأمر اتفاق سياسي ومن الصعوبة والخطورة الزعم بأن الأمر اتفاق سياسي بالمعنى العاصر، فلابد أن نضع الأمر في إطاره التاريخي. ويمكن القول إن النبي عليه السلام مارس دوراً له دلالات سياسية، دور رئيس المجتمع وقائده، ومارس صلاحيات ذات طابع سياسي. ولكن هل كان في ضمير النبي ووعيه وأقواله ما يمكن أن يقال إنه ينشئ دولة بالمعنى الحديث؟ هذا سؤال مفتوح.
1
|
|
|
|
|
|
|
|
|