بوش ووزيرة خارجيته كوندليزا رايس قبل نحو خمسة أعوام، وتحديدا يوم الثلاثاء الموافق 11 سبتمبر عام 2001، تسبب 19 انتحاريا من قراصنة الجو في مقتل نحو ثلاثة آلاف مدني، واضعين حدًّا لوهمٍ تبلور منذ انهيار الاتحاد السوفيتي تحت عنوان: "أمريكا لا تقهر"، ويعيش الرئيس الأمريكي جورج بوش خمسة أعوام من التخبط السياسي، بحسب خبراء ومحللين سياسيين.
وعندما كان غبار برجي مركز التجارة العالمي يلف نيويورك، وحريق مبنى وزارة الدفاع الأمريكية "بنتاجون" يغطي أجواء واشنطن مساء هذا اليوم الذي وصف بـ "الثلاثاء الأسود"، قال الرئيس الأمريكي جورج بوش: إن "الليل هبط على عالم مختلف".
وبعد بضعة أيام، وفيما كان يقف على ركام البرجين في نيويورك، قدم الرئيس الأمريكي نفسه كزعيم حرب، وصارت "حربه على الإرهاب" محور النقاش السياسي الداخلي والتحركات الأمريكية في الخارج.
وواظب بوش على التنديد بأسلحة غير موجودة، والإشارة إلى "محور للشر" مشكوك فيه بين العراق وإيران وكوريا الجنوبية، مخاطبا الجميع بقوله: "إما أن تكونوا معنا وإما أن تكونوا مع الإرهابيين".
مأزق أمريكي
أسامة بن لادن لكن بعد خمسة أعوام من هجمات سبتمبر تجد الولايات المتحدة نفسها منزلقة في حروب دموية في العراق وأفغانستان، فضلا عن تورطها في حرب أخرى لمكافحة الإرهاب تقيد خلالها الحريات التي تقوم عليها الهوية الأمريكية.
فقد تعهد الرئيس الأمريكي باعتقال زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن "حيا أو ميتا"، لكن العقل المدبر لهجمات سبتمبر لا يزال طليقا، ورغم أنه لا يؤدي على الأرجح دورا عمليا، فهو يظل مصدر وحي لهجمات محتملة جديدة.
وبالنسبة للعراق، لم يعد الدعم الدولي والتفاهم الوطني حول البلد العربي متوافرين، ولا يزال العنف الطائفي يهيمن على مناطق بأكملها في العراق، فيما تتزعزع الأسس القانونية لمكافحة الإرهاب.
وأسفرت الحرب حتى الآن عن مقتل أكثر من 2600 جندي أمريكي منذ عام 2003، وبحسب السلطات العراقية قتل 3200 عراقي فقط في بغداد خلال الشهرين الأخيرين.
أما في أفغانستان، فقد أصبحت النجاحات الأولى في طي النسيان؛ حيث تتزايد وتيرة المعارك بين مقاتلي حركة طالبان والقوات الدولية.
وبموازاة ذلك دفعت الولايات المتحدة ثمن دعمها غير المشروط لإسرائيل من علاقات كانت تحاول إقامتها في العالم العربي؛ حيث أظهرت استطلاعات للرأي مزيدا من الحذر بين العرب تجاه الأمريكيين.
ويعلق جيمس دوبنز، المحلل في مركز "راند كوربوريشن" للأبحاث بقوله: إن "الدبلوماسية الأمريكية لم تنجح في عزل الإرهابيين بل عزلت الولايات المتحدة نفسها".
في الداخل أيضا
بعض معتقلي جوانتانمو وداخل الولايات المتحدة أبطلت المحكمة العليا المحاكمَ التي أقامها الرئيس بوش لمحاكمة المعتقلين في جوانتانامو، كما تواجه إدارته صعوبات بالغة في تبرير برنامج التنصت الهاتفي على اتصالات الأمريكيين بدون إذن قضائي أو تقنياتها في الاستجواب التي تحاكي التعذيب.
وبذلك يشهد الرئيس الأمريكي أفول نجمه قبل عامين من انتهاء ولايته الثانية، ومع دنو الانتخابات التشريعية في نوفمبر المقبل.
وفي مواجهة الانتقادات يشدد مناصرو الرئيس بوش على أن الولايات المتحدة لم تتعرض لأي هجوم جديد في حين انفجرت قنابل في لندن ومدريد والهند، فيما أثبت المخطَّط الذي أعلن عن إحباطه في بريطانيا في أغسطس الماضي أن التهديد لا يزال فعليا.
وخارج واشنطن ونيويورك، المدينتين الأكثر حساسية حيال أي إنذار كما حدث إثر إحباط المخطط الإرهابي المفترض في لندن مؤخرا، استعادت الحياة إيقاعها الطبيعي في الولايات المتحدة.
لكن شون كاي، الأستاذ الجامعي في أوهايو بشمال الولايات المتحدة اعتبر أن "ما تغير في كل أنحاء البلاد هو إدراك متزايد أن ثمة ربما وسائل أخرى للتعاطي مع مشكلة" الإرهاب.
لكن القلق الذي سيطر على البلاد قبل خمسة أعوام تبدد، وكان قد تزايد نتيجة الإنذارات الدورية لوزارة الأمن القومي والأزمات المتفرعة، مثل رسائل البريد السام، وقناص واشنطن المجنون.
ونتيجة للتنسيق الأفضل منذ هجمات سبتمبر بين مكتب التحقيق الفيدرالي (إف بي آي)، ووكالة الاستخبارات المركزية (سي آي آي) ونظرائهما الغربيين، فضلا عن يقظة كبرى في صفوف المواطنين الأمريكيين، تم تطوير وسائل للوقاية من هجمات محتملة.
واعتبر جيمس لويس -من مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية- أن "الفتور الذي ساد قبل 11 سبتمبر انتهى، وأن مناهضة الإرهاب تقدمت على البيروقراطية".
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
Frankly
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست