|
(ثقافة الزول) بقلم/ حليمة محمد عبد الرحمن
|
ثقافة الزول *حليمة محمد عبد الرحمن [email protected] أن يكون السوداني في الداخل بنفس النظرة المتفائلة تجاه الآخرين، مسالة لها أسبابها ومبرراتها الداخلية التي تفرضها ظروف وعوامل كثيرة من بينها عدم المواكبة..الخ. ويفترض في القاعدين في الغربة والمكتوين بنارها خلاف ذلك.. الذي قادني الى مثل هذه الحديث، خبر قرأته قبل فترة يتحدث عن افتتاح فضائية سودانية- عربية اطلق عليها قناة (زول).. فاجأني الخبر مثل كثير من الإخوة والأخوات في القبيلة الإعلامية ، ولم ادرِ هل استنكر الخبر كما فعل معظمهم، أم أقف موقف المتفرج .. قد ينبري احد (أخوان فاطنة) فطاحلة اللغة و(يدق صدره) ويطرح كل ما في جعبنه من ان زول كلمة (عدنانية) الاصل وعربية فصيحة (اللسان) ويستشهد بكل ما يختزنه في ذاكرته من عيون الشعر العربي (المزاولة) – وهذه من عندى خاصة بكلمة زول- من جناس وطباق وتورية ..الخ. ليس ذلك بيت القصيد.. إذا كان الاسم امتياز خُصَ به السودان مع ان ادارة القناة سودانية عربية، بالتالي، إلا ان هدف القناة في هذه الحالة كما يفترض– حالة الاسم السوداني- اما ان يكون مخاطبة الدياسبورا السودانية ، أينما شرقت أو غربت او التعريف بالإنسان السوداني وهذه الأخيرة اشمل .. قد يهلل (البعض) للاسم .. وقد يغضب البعض... وقد يحتار البعض الآخر، وأنا واحدة منهم.. بس ما لقوا غير زوووووووول..!! السؤال الذي يطرح نفسه هل يمكن ان ترقي كلمة زول الى مستوي (الجلابية والعمة)؟ هناك دعاية تبثها فضائية عربية مشهورة جدا.. تتحدث عن احد انواع زيوت الطعام قليلة الدسم، والذي يعمل على محاربة (الكسل) (إشعال) الهمة.. الى هنا والكلام عادى.. الغير عادى ان هناك (زول) ومعه (زولة)، سودانيين مائة بالمائة، يرتدون الزي السوداني (كمان) ويمثلون كلتا الحالتين: حالة الكسل قبل (الشبع) واستهلاك الزيت (الرباعي) الدفع ، والحالة إياها كأنما تلبسه (عفريت) بعد أن (ضاق) الزيت (المسحور).. مشهد السوداني (الكسول) داخل (مشهد) الدعاية (الزيتية) استفز احد الاخوة السودانيين العاملين بالخارج و عبر عن رايه الغاضب في صحيفة سودانايل الالكترونية.. وفي متابعتي لصحيفة سودانايل، توقعت ان يتضامن كثير من (الزولون) ويشدون من ازر ذلك (الزول) وان يطول الذم و ان تصلهم عبارة (عار عليكم ما فعلتم..ان هذا عمل شنيع ومنكر عظيم) ..غير ان كل (الازوال) صَهْينوا وسدوا دي (بطينة) ودي (بعجينة).. وبات اخونا (زول) سودانايل بـ(غبينته) المشهد الايجابي لكلمة زول التي نتمتع بها في السودان والتي تدل على سرعة الهمة ونجدة الملهوفين عند الملمات، تختفي (هنا) مع الاقرار بالمجهود (الفردي) الذي يبذله (الزول) هنا.. هل نتوقع ان تلعب قناة زول المرتقبة ، الجزئية المسموح لها بها، في سودنة الأشياء سودنة صحيحة ورد الاعتبار الى كلمة (زول) التي تعكسها صورة شعبية مغايرة تماماً.. المتأمل لكلمات شاعرة ومغنية الجبل الشهيرة المرحومة الحاجة بت حسين ود حامد في اغتبتها الشهيرة..: الليلة وينو الزول: زولي ما هو بليد للرفاقة ما بكيد وبجيبها مرس أم أيد زولي ما بندار ده الطيع النظار الجدو مالك الدار يقابلها: زولي يا الكسلان أنت يا الرمدان والهمدان يا المدروش درشة التيران(والابيات الاخيرة من عندى) غني عن التعريف ذكر الموقع الجغرافي الذي لم يعف فيه السوداني انه يعمل كـ(تور الساقية).. ورغم ذلك يقع في هذه الفئة الأخيرة، التي قلصته إلى (زويل) فقط.. يبقي السؤال: هل تعادل كلمة زول العمة والجلابية السودانية حتى تصلح أن تكون واجهة لنا..؟ *جمعية الصحافيين السودانيين بالسعودية.
|
|
|
|
|
|