|
ألف مرحبا بالقوات الأممية في السودان
|
للمنبر العام ألف مرحبا بالقوات الأممية في السودان
عبد الواحد كمبال
حين يرتاح المشير عمر البشير في مسكنه المكيف بالخرطوم ,الذي لا تصله مياه فيضان النيل الغاضب ,وهو يلتهم أطراف العاصمة ,ويشرد مئات الآلاف ,في أنحاء البلاد المختلفة, لابد وأنه سيطرب لإيقاع المظاهرة التي حشدها أنصار الجبهة الإسلامية ,لمعارضة نشر قوات أممية في إقليم دارفور. في الخرطوم القصية عن دارفور وعذابات أهلها والمأساة المستمرة منذ سنوات ,يهدد البشير بمحاربة قوات الأمم المتحدة ,القادمة إلى هذا الإقليم المتعب ,مثلما أشار إليه بتصدي حزب الله اللبناني للقوات الإسرائيلية. ولقد فات عليه أن حزب الله يحارب "إسرائيل" التي اجتاحت بلاده ,ولم يدرك أن القوات الأممية الآتية لدارفور ,مهمتها ألا تحصد البلاد المزيد من آلاف الجماجم ,إضافة إلى مئات الآلاف الذين قضوا على يد جيش الجبهة الإسلامية وعصابات الجنجويد. وفات على البشير ,ومستشاريه الذين أتخمتهم الدعة ,وسرقة البلاد ومقدراتها ,أن العالم وضميره الإنساني ,لم يعد يتقبل هكذا ممارسات لاجتثاث الحياة الإنسانية وممارسة القهر والعسف ,والموت المجاني للشعوب. فات عليهم أجمعين ,رؤية السودان فارع الطول والمساحة ,قد أضحى غابات من قبور الأبرياء ,خلال مشروعهم "الحضاري"المزعوم منذ منتصف عام تسعة وثمانين حتى الآن. وأخال أنهم كجبهة إسلامية ,حين هندسوا انقلابهم على الشرعية والدستور والديمقراطية عام تسعة وثمانين ,بهدف تخريب السودان ,ما كانوا ليتوقعوا نجاحا بهذا القدر من التخريب الفاجع. وأسوق للزمرة التي تستبيح البلاد ,ما حكي عن جزار إسبانيا الجنرال "فرانكو" حين كان يحتضر ,وصدى المظاهرات الغاضبة عليه يصل إلى أسماعه في مشفاه ,سأل ما هذا ؟فأجابته بطانته الوقحة.هذا هو الشعب الإسباني ,أتى ليودعك. فقال إلى أين يذهب هذا الشعب الإسباني؟! واليوم ,وأنا أكتب ,قرأت العديد من البيانات ,والعديد من الدعوات ,والنداءات للانتفاضة في السودان ,من مختلف مكونات الشعب السوداني وأحزابه ومنظماته المدنية ونقاباته ,فهل سيعيد البشير ,تساؤل فرانكو الذي غاب في مزبلة التاريخ؟!. عن قناعة كاملة أقول ألف مرحبا للقوات الأممية ,وليذهب البشير وجبهته ليقاتلا.
عبد الواحد كمبال [email protected] 00212 69 68 09 49
|
|
|
|
|
|