|
الإنسان قبل دور العبادة
|
قرأت خبرا بقناة الجزيرة القطرية مفاده أن دولة قطر تنوي إرسال فنيين لإعمار دور العبادة المدمرة في لبنان. هذا يذكرني بما يقوم به بعض من قادة حكومة الإنقاذ ببناء المساجد (رغم أهميتها) في العاصمة التي يعيش سكانها فقر مدقع وحاد (حسب كلام السيد الرئيس) ولم نلاحظ يوما واحدا أن مواطنا قد شكا من قلة الأماكن أثناء صلوات الجمعة. فإذن لماذا يهتم المسئولون عندنا بدور العبادة أكثر من إهتمامهم بالإنسان؟ في اعتقادي أن بناء المسجد يعني عندهم الاستثمار الخفي الذي لا رقيب عليه ذلك أنهم يدركون جيدا ألا أحد يتصور أن هنالك فسادا يمارس في تلك الأبنية المقدسة. التعمير الحسي والمعنوي يجب توجيهه – أولا – للإنسان المدمر داخليا وخارجيا ومن ثم تأتي المساجد, خاصة ونحن المسلمون قد كرم الله نبينا (ص) بأن جعل له جميع الأرض مسجدا. هذا الإنسان هو مراد الله وقلبه بيت الله في آيات النفوس , في حين أن المسجد المعلوم هو بيت الله في آيات الآفاق والنفوس أولى من الآفاق. نعم أن دور العبادة مطلوب تعميرها ولكن الإنسان (من حيث هو إنسان وأينما وجد) أشرف عند الله من أي كائن لسبب بسيط هو أن الإنسان فيه روح الله (ونفخت فيه من روحي) (ولقد كرمنا بني آدم). أما أن تقوم دولة قطر بإعادة بناء دور العبادة المدمرة في لبنان دون إعادة بناء إنسان لبنان, فهذا ما لا أجد له ما يبرره.
|
|
|
|
|
|