الفاتح جبرا .. في ذمة الله
نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب د. الفاتح يوسف جبرا فى رحمه الله
|
Re: الوعي الذاتي و هوية السودان الثقافية، د. بكري خليل (Re: Mohammed Elhaj)
|
هــذا الكتـــاب
في العقود الثلاثة الأخيرة، اندفعت متغيرات كبرى في العالم كادت أن تنفض ما ازدحم وترسب في الذاكرة من توقعات وتقديرات عن الأوضاع في المنطقة عموماً والسودان خصوصاً. وقد أكد ما سبق أهمية استعادة ووصل العلاقة بين السابق واللاحق، الأمر الذي يحتاج إلى قدر من التداعي الحر وتوجيه الاهتمام إلى استحضار المقدمات التي أدت إلى هذه التطورات والنظر إلى المطالب الفكرية التي أفضت إليها، والإجابة على التساؤلات التي تحيط بها لا سيما ما يتعلق منها بالأوضاع الحضارية وقضايا الهوية والانتماء والمشكلات الثقافية والاجتماعية والسياسية. وهكذا تطرح المرحلة استلهام الثوابت لضمان وعي الهوية والمثاقفة في إطارهما التنويري الذي لا يتأسس إلا ضمن أجواء ديمقراطية وحوارية للتعبير عن الذات ووضع الوطن والأمة على طريق التقدم والنهضة. فثمة تلازم بين منطق الاستقلال الحضاري والحداثة وتحصين التجربة الوطنية من مخاطر الانسياق في مسار التبعية الثقافية والخضوع للتدخلات الخارجية، والتي من شأنها أن تعيق التطور الوطني وتستهلك طاقاته وتحول دون انطلاقها ومن ثم تضييق دائرة الوعي والالتحام بالعصر وتعقد الانفتاح عليه وتحول دون إدراك القوى الحية المباطنة لتراثنا الثقافي وعمقه الروحي. وللتعبئة الحضارية بعدها التضامني المتمثل في فتح آفاق المستقبل من أجل المصير الإنساني المشترك لمواجهة مهددات السلام العالمي من سياسات العدوان والحرب الدائمة وما يسمى بالفوضى البناءة وانتهاك سيادة الشعوب وخرق مبادئ المجتمع الدولي لفرض النفوذ والهيمنة باسم العولمة والنظام العالمي الجديد. ومن خلال فصول الكتاب تلوح معالم الدعوة إلى اعتماد منهجية علمية لدراسة وفهم ماهية التحولات التي تدور من حولنا واستجماع القوى الذاتية كي تتوازن معادلة وحدة الحضارة الإنسانية وتنوع ثقافات الشعوب واحترام خصوصيتها. ومن هنا فإن احتواء الهجمة المناقضة للعقلانية وجوهر التقدم لا يتأتى إلا بترقية الوعي الذاتي وتصحيح المفاهيم الخاطئة التي تتعارض وتوحيد الإرادة وصفاء النظرة الحداثية للمشروع الوطني والقومي الديمقراطي على نطاق السودان وعلى امتداد الوطن العربي.
|
|
|
|
|
|
|
|
|