|
|
 الجبهة الديمقراطية وحكاية المنبر النقابي
|
التحالفات السياسية لا تتم وفق امزجة شخصية او رهينة لعواطف الحب والكره، وانما تتم على اساس موضوعي تفرضه ضرورات المرحلة، ولا اود التحدث في البديهيات ولكن وجدت ان هذا المدخل مهما حتى نتمكن من التفريق ما بين ما يطرح من خلال البعض في هذا المنبر من اراء لاتخرج عن نطاق المزاج الشخصي وبين ما يفرضه الواقع الموضوعي حقيقة من ضرورة تواضع التنظيمات السياسية لبرنامج حد ادنى لتحقيق هدف مرحلي يلبي تطلعات واشواق اهلنا في توقهم لنظام ديمقراطي تتداول فيه السلطة سلميا، وعادل تتوزع فيه الثروة بالتساوي ،وهو هزيمة الجبهة الاسلامية.
الجبهة الديمقراطية للطلاب السودانيين ظلت طوال فترة الانقاذ تنطلق في تعاطيها مع قضية المنبر النقابي من مبادئ راسخة لا تفارقها قيد انملة اذ ان مفارقتها ينسف فكرتها اصلا كتنظيم في العمل بين الجماهير ويمكن ان الخصها في الاتي:
1/ التأكيد على حق الطلاب في ان يكون لهم جسمهم النقابي الذي يمثلهم.
2/ احترام خيار الطلاب الديمقراطي في الاتيان بمن يرونه مناسب لكي يمثلهم حتى وان كان الجبهة الاسلامية.
3/ الفوز بمقاعد في المنبر النقابي ليست غاية في حد ذاتها وانما وسيلة للدفاع والمحافظة على مكتسبات الحركة الطلابية التي انتزعتها بعد نضالات ومجاهدات مريرة ضد الدكتاتوريات المتعاقبة ودفعت كثيرا في سبيل ذلك.
4/ ارساء مفهوم الاتفاق على الحد الادنى من خلال تحالف مع بقية التنظيمات الوطنية لتحقيق التواصل والارتباط بين الحركة الطلابية ومجمل قضايا الوطن.
5/ لا تزهد الجبهة الديمقراطية في شغل مقاعد الاتحاد ولكنها تتخلى عنها طواعية في سبيل المحافظة على الوحدة الطلابية .
هذه المبادئ ظلت هي المرشد للممارسة السياسية لهذا التنظيم وقد كنت متحدثا بأسمه وشاركت عدة مرات كادرا مفاوضا نيابة عنه ، وهذا لايعني انه لم تكن هنالك اخطاء ولكنها لاتصل لما ردده البعض خلال هذا المنبر من نعوت مثل خيانه وخلافه، وانا شخصيا اعترف انني اتحمل بمسئولية فردية بعض الاخطاء التي ساقوم بايرادها في مكان اخر ليس من باب طلب الغفران المسيحي ولكن للتاريخ ولأن الممارسة السياسية اوساط الحركة الطلابية هي ارث يجب ان يوثق له حتى يمكن الاستفادة منه في سبيل تطوير الحركة الجماهيرية .
وطالما ان الحديث دائر الان حول الانتخابات بجامعة الجزيرة رأيت بالضرورة بمكان أن اورد وقائع تثبيت ما اوردته من مبادئ ظلت تحكم الممارسة السياسية للجبهة الديقراطية في أوساط الحركة الطلابية تحديدا في جامعتي الجزيرة والاهلية، وطبعا الشهود من كل الوان الطيف السياسي موجودون وارجوهم شاكرا تنبيهي ان سهوت عن واقعة لم اذكرها او تصحيحي ان كانت هنالك معلومة خطاء وردت في حديثي واكون شاكر جدا.
الجبهة الديمقراطية وهذه حقيقة للتأريخ لم تعلن او حتى تهدد بالانسحاب من خيار الوحدة على الاطلاق بسبب تقسيم مقاعد الاتحاد او شغل المناصب التنفيذية بل بالعكس كانت تنسحب عن طواعية وتدعم خيار الوحدة، ليس زهدا او فقرا للكادر النقابي المؤهل ولكن انتصارا لبرنامج الحد الادني والتجمع. وللتدليل ليس للمحاكمة التأريخية اورد ثلاث وقائع توضح الموقف الثابت للجبهة الديمقراطية:
الواقعة الاولى في العام 92 بجامعة الجزيرة، أعلن مؤتمر الطلاب المستقلين بأنهم لن يركبو قطار الوحدة الا بشرطين الاول ان يحوزو على نسبة 51% من المقاعد في المجلس والثاني الا تمثّل الجبهة الديمقراطية في الاتحاد، ودعم تنظيم الطلاب الانصار حزب الامة ذلك الاتجاه، انسحبت الجبهة الديمقراطية واكتفت برئاسة اللجنة السياسية للتجمع وكان ذلك دون نشر اي غسيل اعلاميا بل في صمت تام وشاركت اعلاميا وفي الحماية من اجل الوحدة، واترك للتنظيمين تقييم تلك الواقعة بحسابات الربح والخسارة ولا اريد تبرير لما حدث لأن التكتيك السياسي والمناورة يحتمل مواقف شبيهة.
الواقعة الثانية في العام 94 وكان مسرحها جامعة امدرمان الاهلية، أعلن مؤتمر الطلاب المستقلين النزول في لستة منفردة وذلك لتنازعهم على منصب رئيس الاتحاد والطلاب الانصار حزب الامة، وسعت الجبهة الديمقراطية سعيا دؤوبا لتقريب وجهات النظر عبر اللجنة السياسية للتجمع وعبر اللقاءات الثنائية، ومع فشل المسعى الا انها ضربت مثلا في الثبات على المبدأ، وايضا اترك للتنظيمين مسألة التقييم.
الواقعة الثالثة في العام 96 وبالجامعة الاهلية ايضا حيث دعم تنظيم الطلاب الانصار حزب الامة مجموعة منشقة من الجبهة الوطنية الافريقية للنزول بلستة منفصلة كورقة ضغط على الجبهة الافريقية، وكنت ممن شارك في التفاوض في ذلك الشأن مع الاخوة الانصار ولقد عرضت على الاخ الحبيب صديق محمد التوم مقاعد الجبهة الديمقراطية في سبيل الحفاظ على الوحدة، والحق يقال تحمل الرجل المسئولية في شجاعة العمد وقال لن اترك للجبهة الديمقراطية ان تفوز بفضيلة الوطنية وحدها مقابل ان نفوز بمقاعد زيادة في الاتحاد وقام بمعالجة الامر. وفاز التجمع بالتزكية.
نلاحظ ان القاسم المشترك في هذه الوقائع الثلاث هو تنظيم الطلاب الانصار حزب الامة ولكن على الاطلاق لا يجوز نعتهم بالخيانة او مفارقة الخط الوطني وشهادتي للتأريخ لقد نازلنا معهم السلطة في خندق واحد ووجدناهم شجعانا عند النزال ثابتين على ما يؤمنون به.
|
|
 
|
|
|
|
|
| العنوان |
الكاتب |
Date |
| الجبهة الديمقراطية وحكاية المنبر النقابي | بشرى محمد حامد الفكي | 08-28-06, 07:00 AM |
| وثيقة 1 | lana mahdi | 08-28-06, 07:26 AM |
| Re: الجبهة الديمقراطية وحكاية المنبر النقابي | بشرى محمد حامد الفكي | 08-28-06, 08:02 AM |
| Re: الجبهة الديمقراطية وحكاية المنبر النقابي | Elsuhaili Magzoub | 08-28-06, 08:12 AM |
| Re: الجبهة الديمقراطية وحكاية المنبر النقابي | بشرى محمد حامد الفكي | 08-29-06, 02:14 AM |
| Re: الجبهة الديمقراطية وحكاية المنبر النقابي | بشرى محمد حامد الفكي | 08-29-06, 02:34 AM |
| Re: الجبهة الديمقراطية وحكاية المنبر النقابي | Marouf Sanad | 08-29-06, 08:42 PM |
| Re: الجبهة الديمقراطية وحكاية المنبر النقابي | elham ahmed | 08-29-06, 09:48 PM |
| Re: الجبهة الديمقراطية وحكاية المنبر النقابي | حيدر حسن ميرغني | 08-30-06, 00:21 AM |
| Re: الجبهة الديمقراطية وحكاية المنبر النقابي | احمد حسن | 08-31-06, 03:44 AM |
| Re: الجبهة الديمقراطية وحكاية المنبر النقابي | بشرى محمد حامد الفكي | 09-01-06, 10:59 AM |
| Re: الجبهة الديمقراطية وحكاية المنبر النقابي | بشرى محمد حامد الفكي | 09-01-06, 11:00 AM |
| Re: الجبهة الديمقراطية وحكاية المنبر النقابي | بشرى محمد حامد الفكي | 09-01-06, 11:04 AM |
| Re: الجبهة الديمقراطية وحكاية المنبر النقابي | بشرى محمد حامد الفكي | 09-01-06, 11:08 AM |
| Re: الجبهة الديمقراطية وحكاية المنبر النقابي | بشرى محمد حامد الفكي | 09-01-06, 11:53 AM |
| Re: الجبهة الديمقراطية وحكاية المنبر النقابي | Elsuhaili Magzoub | 09-01-06, 12:24 PM |
|
| |
بشرى محمد حامد الفكي
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست