مفاكرة : كيف ندعم مسيـــــرة الأربعــــــــاء (?)..

الأسلحة الكيميائية وحقيقة استخدامها في السودان في منتدى ميديكس للحوار
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 09-17-2025, 02:40 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-27-2006, 11:22 AM

Elmuez

تاريخ التسجيل: 06-18-2005
مجموع المشاركات: 3488

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مفاكرة : كيف ندعم مسيـــــرة الأربعــــــــاء (?)..

    الفرصة متاحة و " نادرة " لكون الداعي للمسيرة - و لأول مرة بعيدا عن أوراق مؤتمرات الخيال المعارض .. إنتفاضة محمية إلخ..! - هو " تجمع " المعارضة - رغم التعقيدات المحيطة بعمليات " التجميع " نفسه و برغم تنوع أمزجة الكيفية التي يمكن أن تتحقق علي ضوءها " فكرة " إزاحة النظام و إسقاطه..

    كيف يمكن أن ندعم " الفكرة " و قد تم تقليبها مئات المرات منذ العام 90 و نعشم في أن تتحول, علي الأقل, إلي مهدد حقيقي يتش عين ضلام قلة أدب رموز الإنقاذ و رجرجتهم بي شوية ضوء يفضح رزالتهم و ربما يدك عرشهم إلي الأبد !

    لا نحتاج لأدني حديث , للأسف الشديد, حول جاهزية كل أنواع الخراب و أبعاده المختلفة لتوجيه ضربة معتبرة ل" هؤلاء ".. فقر , أمراض , مخيمات , إعتداءات و اعتقالات و تهجمات ( علي كيفك ) , فساد شهير و أخيرا " تغريم " الفقراء أثمان فعائل أفكار العصبجية و بعملية بسيطة: رفع أسعار سلع الإحتياج " اليومي " غض النظر عن قلة أدب النهر هو الآخر,

    الفرصة متاحة للمساهمة في " تأجيج " المبروكة .. في القري و الحضر , الإعلام متاح بجميع أشكاله , المال بيتدبر , فكيف " التنسيق مثلا " بين أكبر دوائر ممكنة .. تجيب الغول ال وا ط ة , مش بعد ما يقع !
    هل يعقل أن تغيب سودانيز أونلاين شخصيـا .. ما اظنش ! ..

    أفكــــاركم !
                  

08-27-2006, 11:33 AM

Elmuez

تاريخ التسجيل: 06-18-2005
مجموع المشاركات: 3488

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مفاكرة : كيف ندعم مسيـــــرة الأربعــــــــاء (?).. (Re: Elmuez)

    Quote: رموز المعارضة يقودون تظاهرة بالأربعاء
    ام درمان: الصحافة06/08/27
    قررت القوى الساسية المعارضة ومنظمات نقابية في اجتماع تشاوري مساء امس بدار حزب المؤتمر السوداني بام درمان، عقد مؤتمر صحفي صباح غد الاثنين للاعلان عن تظاهرة يقودها رموز المعارضة الاربعاء المقبل احتجاجا على زيادة اسعار المحروقات والسكر.

    أعتقد بأن إعـلام سودانيز أونلاين يستطيع أن يصنع أضعاف ما سوف " قد يكون" متاحا و ممكنا لمؤتمر المعارضة الصحفي لإنجازه !
                  

08-27-2006, 11:46 AM

Elmuez

تاريخ التسجيل: 06-18-2005
مجموع المشاركات: 3488

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مفاكرة : كيف ندعم مسيـــــرة الأربعــــــــاء (?).. (Re: Elmuez)

    " الإعتصـام الأتموسفيري "
    مساهمة أولي:"و العداد لسة رامي"!

    Quote: المنحازون والمنحازات للغلابة::
    1. معتصم الطاهر
    2. فتحي البحيري
    3. عاطف عمر
    4. نصر هجام (كوستاوي)
    5. شمس الدين خواجات
    6. هجو الأقرع
    7. إنسانة
    8. د. مصطفى محمود
    9. المعز أبو نورة
    10. ريهان الريح الشاذلي
    11. خليل محمد خليل
    12. محمد الطيب محمد
    13. عبد المنعم عمر إبراهيم
    14. حزب المؤتمر السوداني
    15. حسين يوسف أحمد
    16. عبدالكريم الأمين أحمد
    17. بكري أبو بكر
    18. أحمد الشايقي
    19. علي الحسن
    20. محمد الأمين محمد
    21. نيازي مصطفى
    22. تراجي مصطفى
    23. محمدين محمد إسحق
    24. نجاة البشير
    25. سلوى صيام
    26. حسام يوسف
    27. الحزب الشيوعي السوداني
    28. بريمة محمد آدم
    29. عبد المنعم الرزوقي
    30. ناصر موسى
    31. عبد الله مكي محمد أحمد (النسر)
    32. أسامة الخواض
    33. عمر إدريس محمد
    34. عبد الإله زمراوي
    35. عبد المطلب خضر عبد المطلب
    36. هشام هباني
    37. إبراهيم عدلان
    38. زكريا حمزة علي
    39. معروف حمدين
    40. محمد عبدالجليل
    41. الصادق صديق سلمان
    42. راشد الحاج
    43. أبو حراز
    44. عبدالعظيم عثمان
    45. ياسر طيفور
    46. محمد عبدالقادر سبيل
    47. نزار حسين
    48. د. آمنة محمد عثمان
    49. يارا نزار عثمان
    50. آية نزار عثمان
    51. عبده عبدالحميد جاد الله
    52. أبو بكر حامد الأمين
    53. فيصل محمد خليل
    54. معتصم دفع الله
    55. عماد عبدالله
    56. عبد الناصر مصطفي يحي الخطيب
    57. عبدالحليم خالد التلب(ليمو)
    58. بهاء الدين بكري محمد
    59. محمد صلاح مختار
    60. عبد القادر مصطفى عبد القادر
    61. رجاء مصطفى عبدالقادر
    62. ود علي أزرق شحتو
    63. خالد عبدالله محمود
    64. عبدالرحمن مضوي عبدالرحيم الحلاوي
    65. عادل أمين
    66. جمال هباني
    67. أحمد حنين
    68. فاروق حامد
    69. محمد عبدالله هارون
    70. أحمد علاء الدين
    71. محمد عادل
    72. عثمان حسن الزبير
    73. منصور عبدالله المفتاح
    74. هاني عربي محمد
    75. رشا سالم
    76. إتعام عبد الحفيظ
    77. يعقوب إبراهيم البشير
    78. العوض الطيب
    79. إنعام حيمورة
    80. صبري الشريف
    81. الطاهر ساتي
    82. خالد عويس
    83. عمر الماحي
    84. ضرغام حسن أبو نورا
    85. مرتضى الغالي(معتصم معنا بمقال)
    86. أحمد أبو زيد(معتصم معنا من زوار المنبر)
    87. عبدالله حمد عقيد
    88. كمال عباس (وإعتصامه مصحوب بركن نقاش ساخن جدا)
    89. يحي مصطفى
    90. محمد الحاج
    91. أنور عبدالرحمن الشيخً
    92. يوسف الموصلي
    93. خالد خليل محمد بحر
    94. ياسر محمد
    95. واثق مكي
    96. صدقي كبلو
    97. معز
    98. صفاء إسماعيل
    99. محمد القاضي
    100. عماد الدين محمد القاضي
    101. سعدية محمد القاضي
    102. د. عادل إسحق
    103. ياسر مصطفى عباس
    104. مموشي سيد(عمارة)
    105. عبد اللطيف عبدالحفيظ حمد
    106. عباس عزت عباس
    107. أبو محمد و المقتدى (عادل فضل المولى)
    108. أيمن السر تابر
    109. الشفيع إبراهيم
    110. زين العابدين الحليلة
    111. هشام حامد العبيد
    112. بكري الصايغ(المديدة بيننا و بين الإنقاذ حرقانة و خربانة العلاقات)
    113. فيصل نوبي
    114. عاطف زكريا
    115. نهال كرار
    116. الفاتح الصادق
    117. محمد السيد
    118. عادل الباز(معتصم معنا بمقالة)
    119. أيمن عادل أمين
    120. أبو القاسم إبراهيم الحاج
    121. حسن محمد سعيد
    122. أبو بكر سيد أحمد
    123. حامد الصاوي
    124. أحمد داؤود
    125. فتحي صديق
    126. دينا فيصل
    127. محمد عبدالرحمن محمد
    128. نادر عباس محمد الحاج
    129. مريم أحمد مصطفى الحسين
    130. محمود نادر عباس محمد الحاج
    131. إبراهيم علي
    132. إسماعيل فتح الرحمن وراق
    133. محمد يس علي بدر
    134. د. عادل الصادق المكي (سي جي مان)
    135. جاد
    136. لنا مهدي عبدالله
                  

08-27-2006, 12:51 PM

Elmuez

تاريخ التسجيل: 06-18-2005
مجموع المشاركات: 3488

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مفاكرة : كيف ندعم مسيـــــرة الأربعــــــــاء (?).. (Re: Elmuez)


    الطاهر ساتي
    الصحافة06/08/27

    [email protected]

    ** طلاب المؤتمر الوطني يتساقطون في الجامعات ، و أخرها الجزيرة ولن تكون الأخيرة .. لن تشفع لهم المدن الجامعية التي تملأ الصحف بالإعلانات المظهرية عندما لا يحرك المضمون أقلام الصحفيين .. ولن تشفع لهم الطرق التي لم تساهم الا في جلب النازحين الى المدينة حين استعصى الاسفلت على حمل عجلات تنمية الأرياف .. و لن تشفع لهم آبار النفط و سفنها التي عجزت عن خلق استقرار لسعر المحروقات ناهيك عن تخفيضها .. !!
    ** و عليه يصبح خبر سقوط طلاب الوطني في الجزيرة خبرا طبيعيا و سقوطهم القادم يصبح مثل توقع الفجر عند السادسة بتوقيت السودان و شروق الشمس من مشرقنا ، فليس في الأمر عجب ، فالعجب هو الفرح الباسم على شفاه طلاب الوحدة و التحالف ، و كأنهم أنجزوا إنجازا أو صرعوا خصما ...!!
    ** و بالجزيرة ، تصبح كل اتحادات الجامعات الولائية - عدا القضارف ـ الدلنج - خارج سيطرة طلاب المؤتمر الوطني ، وهي خارطة جديرة بالتأمل و الوقوف عندها مليا ، وتشبه تماما علاقة مركزية الحزب بأطراف البلاد حيث فقدت كل الجنوب و ثلث دارفور و بعض الشرق و لا تبالى ، ربما الطموح السيادي لم يتجاوز بعد « مثلث حمدي الاقتصادي » ... لا علينا .. نعود للطلاب ...!!
    ** طلاب الوطني ، أو بالأصح كل ما له صلة بالوطني - هذه الأيام والأيام التالىة - قابل للهزيمة و الانكسار ، و السقوط أمامهم بحاجة الى عبقرية أو دعم معنوي منهم .. طلاب الوطني و كل من يحمل بطاقة حزبهم هم الهزيمة ذاتها حين تمشى على ساحة النشاط الطلابي و العمل العام بقدمين عاجزتين وروح باردة على شفاء الاحتضار .. والانتصار على المهزوم نفسيا ليس انتصارا ...!!
    ** و لا ندري بأي برنامج خاض الطلاب انتخاباتهم هناك و بأي برنامج سوف يخوض كبارهم الانتخابات هنا .. ماذا قالوا للطالب الناخب بالأمس في الجزيرة و ما قولهم للمواطن الناخب غدا في السودان .. هي أسئلة تثير الشفقة حتى في نفوس خصومهم ، فالخصم القوي لا يستلذ بتحقيق النصر - و لو كان كاسحا - على خصم تشبهه العامة ب « جنازة بحر» ...!!
    ** و بحر الأزمات النابع من بحيرة المؤتمر الوطني هو ذاته البحر الذي يغرق فيه طلابه الىوم و كباره غدا .. و أمواج الكوارث الاقتصادية والسياسية التي تلطم وجه الوطن والمواطن على مدار اللحظة هي ذاتها الأمواج التي ترتد لتلطم وجه الطلاب في الجامعات الىوم .. و الفئات الاخري في النقابات و الاتحادات والصناديق الكبريات في الغد الذي لم يعد بعيدا الا في منظار قصار النظر ...!!
    ** و لو كان بالإسفلت وحده يحيا الطالب الجامعي لما سقطت قائمة طلاب المؤتمر الوطني في الجامعات على التوالى ، لان حزبهم لم يرصف الطرق وحدها بالإسفلت ،ولكن بفضل سياساته الاقتصادية ذات الخصخصة و التخصص انشأ غابات الاسمنت في مدن الاسفلت لتستظل بظلها فئة صغيرة أصواتها لسوء حظ طلاب الوطني لا تصل صناديق الجامعات ، بينما الأرياف الضاجة بالعامة تستظل الجفاف و الفقر و النزوح و تملأ بضجيج أصواتها الفضاء صناديق « التحالف» ...!!
    ** ولو كان بصوت النفط و حده - و سواده و مهرجاناته - يحيا الطالب في جامعته ، لما سقطت قائمة طلاب الوطني إطلاقا ، لان حزبهم أزعج آذان الناس بصوت النفط وغطى وجوههم بسواد النفط وأرق مضاجعهم بمهرجانات النفط ، بينما طعم النفط لم يجد طريقا منذ عام التصدير الى مأكلهم و مشربهم ، و حين يرى الناس أنابيب النفط تمد ألسنتها لهم ساخرة من جوعهم وحرمانهم يصرخون ويملأون صناديق التحالف بأصوات أبنائهم ..!!
    ** و لو كان .... و لو كان ... ولو كان ....
    ** و لو كان بالسلطة وحدها يحيا الحزب لما سقط البعث في العراق و طالبان في أفغانستان .... وهذا اخطر ما في الأمر .. يا ولاة الأمر ..!!!

                  

08-27-2006, 01:10 PM

ريهان الريح الشاذلي
<aريهان الريح الشاذلي
تاريخ التسجيل: 02-22-2005
مجموع المشاركات: 2178

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مفاكرة : كيف ندعم مسيـــــرة الأربعــــــــاء (?).. (Re: Elmuez)

    المعز لك التحايا الطيبات

    لكم يحتاج هذا الشعب لردود افعال قوية تنبئ اولئك اللذين يتلاعبون به ان للانسان السوداني صوت يسمع..

    معا في هذا الموكب وليكن اولها و.....يتبع.
                  

08-27-2006, 09:13 PM

Elmuez

تاريخ التسجيل: 06-18-2005
مجموع المشاركات: 3488

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مفاكرة : كيف ندعم مسيـــــرة الأربعــــــــاء (?).. (Re: Elmuez)

    سلامات ريهان,
    أهو مساهمة معتبرة منك..

    مصيبتنا و بما أنه فكرة البوست بتهبش الحزبيين و هم المعنيين أكثر هنا,
    إلا و أننا لازلنا نرزح تحت نير مفهومية إنتظـار الإفتـاء .. و الباقي ما أكثر من [ أماني الرومانسـية الثورية ] ! .. فهمتي حـاجة?
    رغم أنه"القادة" بيشحدوا "الشباب" شحـــــــــدة عشان ما يستغلوا المتاح تكنولوجيا لتدعيم التغيير و المستقبل !

    أتفق مع حيدر إبراهيم في قوله( الشعب حقيقة يتيم ) !

    أحييك علي " الجرأة " في زمن الأمنيات و الصمت ..
    و إن شاء الله تكوني مريتي بي كلام د. حيدر إبراهيم ده:
    Last Update
    24 اغسطس, 2006 07:19:53 AM
    sudanile

    ثقافة الصمت والحب العذري للشعب

    د.حيدر إبراهيم علي

    وصلني عتاب من عدد من الأصدقاء حول مقال سابق عنوانه: السودان.. الوطن المثقوب، بأنني فقدت الثقة، والأمل في الشعب السوداني. ورغم التجنّي الواضح في تأويل مضمون المقال، فإنني وجدت الفرصة سانحة لفتح موضوع علاقة المثقفين والنخب والقيادات السياسية بالشعب، بدون تملق ورومانسية غير مجدية تمدح الشعب بصفته قوة مجردة خارج الواقع. ورغم استحالة أن ندعو للتغيير، والنهضة -ونحن نقلل من قيمة الشعب- إلا أن تحليل أسباب اللا مبالاة، والصمت بين الشعب السوداني تمثل ضرورة وحاجة ذت أولوية.

    وأعتقد أن الطريقة التي استقبل بها الشعب السوداني زيادات الأسعار -حتى إشعار آخر- تمثل ظاهرة في ثقافة الصمت، واللا فعالية، أو -على الأقل- عدم تحويل الاحتجاج إلى مقاومة، ومعارضة قادرة على تغيير الأوضاع، ولكن مََن المسؤول عن هذا الصمت، وعن استمرار إذلال الشعب السوداني طوال سنوات الإنقاذ؟

    نعم، الشعب السوداني عظيم، وأبيّ، وعاشق للحرية، وقدم نموذجين للثورة الشعبية، والانتفاضة، والإضراب السياسي. فهو شعب يملك إمكانات كامنة يحوِّلها الساسة، والمثقفون، والنخب إلى قدرة فعلية. فنحن نقرر أن السودان يمتلك 200 مليون فدان صالحة للزراعة، ولكنه في الحقيقة يعاني من المجاعات المتكررة، ونقص الغذاء، ويعتمد على الخارج في المعونات. يمكن أن ينسحب هذا المثال -بتمرين ذهني بسيط- على قدرات الشعب السوداني النضالية الكامنة. فقد أُلقِى بالشعب السوداني -خلال سنوات الإنقاذ القمعية- مكتوفاً إلى اليمِّ، وقيل له: إيّاك إيّاك أن تبتل بالماء. فالشعب يحتاج إلى طلائع تتقدمه، وإلى نشر مستمر للوعي، والأهم من ذلك أن يُنظََم، ويُنتمَي إلى مؤسسات ديمقراطية: أحزاب، نقابات، اتِّحادات، روابط، منظمات، .....إلخ. ويشعر أنه جزء منها وهي ملك له.

    طبق نظام الإنقاذ الشمولي مخطَّطه الفاشي القمعي باتقان، ومنهجية: التعذيب، التخويف، الفصل، التجويع، التشريد، الملاحقة، المضايقة، الإهانة.... إلخ. طبقت الإنقاذ مخطَّطها، أو مقدمات مشروعها الحضاري- حرفياً دون أية اعتبارات سوى تحقيق التمكين. وحتى حين كنا نردد -كمعارضين- بسذاجة أن ممارسات الجبهة تتناقض مع قيم الإسلام، والأخلاق السودانية، ومبادئ حقوق الإنسان العالمية، تعاملوا مع هذه الاحتجاجات باستخفاف، وأنها دليل عجز وهوان. ومن الجانب الآخر لم تكن الاستجابة في حجم التحدي الذي قذفت به الجبهة الإسلامية في وجه الشعب. ونسى الجميع توقيعاتهم على ميثاق الدفاع عن الديمقراطية. صحيح كانت القيادات السياسية قد اعتقلت، ودخلت السجون، ولكن ألا توجد كوادر وسيطة، وصف ثان وثالث؟ وبدأت عملية تضليل الشعب بأن انقلاب الإنقاذ مجرد لوح ثلج سوف يذوب عند ظاهرة النهار!! وكان التضليل الأكبر حين أعلنت المعارضة -بقيادة التجمع الوطني الديمقراطي- عن قرب الانتفاضة الشعبية، وكان الجدال ليس حول حتمية الانتفاضة، ولكن حول هل هي انتفاضة محمية بالسلاح، أم مثل الانتفاضات الشعبية السلمية السابقة؟!

    أعلنت المعارضة بفصائلها المختلفة الكفاح المسلح، أطلق رئيس التجمع السيد/ محمد عثمان الميرغني شعاره الشهير: سَلِّم تسلم، أما السيد الصادق المهدي زعيم حزب الأمة -والذي أعلن في البداية: الجهاد المدني- فقد تحول إلى القتال، والكفاح المسلح، وصار يُدلي بمثل هذه التصريحات:

    «إن القتال الدائر مع النظام السوداني جزء من الضغط العسكري، والسياسي، والاقتصادي على هذا النظام «...» ولن يتوقف القتال إلا في إطار مبادرة واضحة، ومكتملة العناصر لإنهاء النزاع بين الأطراف السودانية «صحيفة الحياة اللندنية 10 فبراير 1997م». ونقرأ مانشيت كبيراً: يقول قائد قوات التحالف السودانية للحياة: النظام السوداني سيسقط خلال العام الحالي. وفي تفاصيل اللقاء صرَّح العميد عبد العزيز خالد قائد قوات التحالف السودانية:«أن قوات عسكرية سودانية -تحت لواء التجمع الوطني الديمقراطي- بصدد توسيع عملياتها داخل الأراضي السودانية، وأشار إلى أن قرار عدم دخول الدمازين جاء في إطار الحرص على أبناء الشعب السوداني، وسُئِل عما إذا كان سيطلب من مصر عوناً عسكرياً، قال: إن النظام سيسقط من دون أي دعم عسكري، ولدينا ما يكفينا.. وما نطلبه من مصر هو دعمها السياسي، «صحيفة الحياة 13 فبراير 1997م».

    وظل تضليل الشعب السوداني يتزايد، لذلك ظل الشعب يترقب الحدود الشرقية، فقد تحدثت المعارضة عن بوابة أسمرا، وكانت النتيجة الاعتماد على الخارج كلية. وحين حاول البعض تطوير فكرة دعم لجان الانتفاضة، وبدأ في جمع التبرعات والدعم، طاردته تهمة العمل على شقِّ التجمع الوطني، وأنهم يعملون لصالح السلطة. وظل الشعب يترقب، حتى جاءته طلائع المناضلين في رحلة مفاجئة.. من المطار إلى المجلس الوطني ومجلس الوزراء.

    وتمَّ تنويم هذا الشعب -سياسياً- لسنوات طويلة، وحين عادت القيادات السياسية لم تشرع في تمرينه، وتدريبه على المقاومة، والحقوق، والانتماء، والإيمان بالتقدم. فالقوى اليسارية تدعي التفاؤل، وتتغنى بمحاسن وفضائل الشعب، وتؤمِّن «مجتمعية التاريخ» وكأن التغيير ينتظر في ركن شارع الحياة والفعل. وتكتفي ببيانات في المناسبات، تبدأ بـ: يا جماهير شعبنا العظيم! وهذه القوى لم تطلق حملات محو الأمية التطوعية في عطلات الطلاب الصيفية، وغابت القوافل للخدمات والتوعية، ولم تعد هناك شخصيات أمثال كامل محجوب يعملون، وينشطون في قلب الريف. -باختصار- لم تُؤهِّل قوى اليسار الشعب للمستقبل، ولم تُحوِّل هذه الكتل البشرية إلى ذوات فاعلة وحيَّة، واكتفت بالإيمان القدري بالتاريخ الصاعد، وتخلت عن الصلة الحميمية والمستمرة بالشعب.

    أما القوى اليمينية، والمتمثلة في الأحزاب التقليدية-الطائفية- فهي تبقى على علاقة الولاء والطاعة، واستغلال الهرمية الدينية، والفهم الديني الخاص، والقائل بالإيمان من خلال وسيط.. فهي لا تشغل نفسها بنشر الوعي بين جماهيرها. وهناك تجربة خروج أبناء الطائفتين إلى الحركة الإسلامية بعد أن نالوا قدراً من التعليم، وتعرَّفوا على أفكار مختلفة، فالأحزاب التقليدية تقدم الدليل على تجميد قدرات الشعب الكامنة، وعدم تحويلها إلى طاقات مقاومة، ومعارضة. فالسيد الصادق المهدي -داعية الجهاد المدني- لم يحرك موكباً شعبياً سلمياً واحداً حتى اليوم. وهو الذي شارك في قوات عسكرية من الجبهة الوطنية خلال أحداث غزو 1976م - قصدتُ أنه صاحب أغلبية- وفي البرلمان السابق نال حزبه 101 مقعدا، ولكن تتوقف قدرته على انتقاء عشرات، أو مئات للتدريب، وحتى هذه فشّلت تجربة جيش الأمة خلال التسعينيات، لذلك تظل أغلبيته رصيداً مجمداً، لأنه لم يعمل-وأظن أنه يصعب عليه أن يعمل- على تحويل هذه الكتل الجماهيرية إلى شعب مليء بالوعي الفطري حتى بمصالحه الأساسية، وظلت هذه الجماهير كماً مهملاً يتم استدعاؤه لاستقبال الزعيم، أو تجميعه في موسم الانتخابات، مثل عمال التراحيل.

    أقول -دائماً- إن الشعب السوداني يتيم حقيقة، فالقيادات، والزعامات السياسية تصنع المجد، وتراكم الأموال باسمه وهو لا يعلم شيئاً، وبالطبع لا ينال حتى الفتات. فلو تركنا الماضي الأبعد وتساءلنا عن سنوات المعارضة في الخارج التي جاءها الدعم من الخليج، والكويت، وليبيا - وأخيراً- أميركا بإشراف شركة تراقب أوجه الصرف، أكل هذا، والشعب لم يسمع به، ولم تُُقدَم له أية حسابات، مع أن هذه الأموال جُمِعت باسمه. أبرزتُ هذا الجانب لأن المعارضة في الداخل كانت تحتاج لورق المنشورات، «وحق» المواصلات. هل يوجد يُتْم أكثر من هذا؟ قيادات تهمل شعبها تماماً ومع ذلك نصيح: الشعب السوداني وين؟! موجود، ولكن لم نسلحه بالوعي، والالتزام، ولا بالثقة في القيادات، والزعامات. ولذلك يُطرَح -دائماً- السؤال المرّ: البديل شنو، أو منو؟

    يصر المثقفون على تملق الشعب بسوء طويّة واضحة، فالقصد ليس تمجيد الشعب، وتأكيد الإيمان به، ولكن لتغطية عجزهم، والأهم من ذلك تأجيل القيام بمهامهم الوطنية، والتقدمية، ومن المصادفات الجميلة أنني في وسط هم وغم أن يتحول أي نقد لتُهَم كبرى، مثل فقدان الثقة في الشعب. وقعت في يدي مقابلة مع الشاعر عبد الرحمن الأبنودي، هاجمه المحاور بأنه فقد الأمل في الشعب، وسأله:

    لكنك القائل في قصيدة الدائرة المقطوعة: إيه المعنى، وأي بطولة في أن حياتنا، وأحلى سنينا يروحوا بلاش؟

    كان رد الأبنودي على السؤال المفعم بالايديولوجيا، ورومانسية حب الشعب كما يلي:

    هذا معناه أنني لستُُ مع النضال «الفرط» فليس ثمة تغيير مستقبلي لحساب الجماهير.. ليس وراءه حزب جماهيري كبير تقوده طليعة واعية بحقيقة التفاصيل الطبقية، وشبكات مصالح الطبقات المتداخلة. وطليعة لا تدرك ذلك، ولا تعيه تعيش منعزلة عن الجماهير، طليعة تخاطب بعضها، وتلعب طور الطليعة والجماهير -معاً- لا يمكن أن يؤدي نضالها إلى تغيير عبقري حقيقي.

    واستشهد الأبنودي بقصيدة جميلة عنوانها «عويضة» وهو يعادل محمد أحمد السوداني الذي لا يعلم شيئاً عن ذلك النضال المزعوم:

    ولأن حمول الأيام مش محمولة

    إذا كتف عويضة ما يحملهاش

    والقولة الحقة مش حقة

    إذا صدر عويضة ما طلعهاش

    ولأن دي حاجة عويضة لسه ما يدركهاش

    ولا يدركناش

    ولأننا لما دبحنا بعض مناقشة على القهوة

    لأجل البشرية عويضة ما سمعناش

    تبقى الدايرة ما دايراش!

    «صحيفة الدستور المصرية 19/7/2006م».

    هل تتوهم القيادات السياسية، والنخب، والمثقفون أن دائرة النضال تدور؟ الدائرة واقفة مكانها، لأن محمد أحمد بعيد، ومهمل. وعوضاً عن المزايدات، والتغزل في عيون الشعب السوداني، علينا - جميعاً- أن ننزل إلى هذا الشعب، ونقدم التضحيات. مَنْ يستطيع أن ينظم الجماهير، ويعمل مباشرة فليقم بمهمته، ومَنْ يستطيع أن يُحلل، وينظر عليه أن يجوِّد عمله، ومَنْ يستطيع أن يكتب الشعر، أو يُغني لاستنهاض هذا الشعب دون تزييف وعي فليُُبدِع. عندئذٍ سوف يحتج الشعب بقوة ضد مصاريف المدارس، وقطع الكهرباء، وزيادة الأسعار، وإزالة دار السلام، وتهجير أمري، وضد الإسهالات المائية، وضد المسؤولين الذين يشترون المساكن في هاوردز بلندن، وماليزيا، وجنيف.. وإلا سوف تسود ثقافة الصمت بين شعبنا ذي القدرات الكامنة.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de