لعله فات علي النظام أن يدرك أن الاعلام لم يعد من أدوات السلطة التي تستطيع أن تخلق به صورة الواقع الذي تريد فتلك نظرية سقطت منذ وقت طويل فلم يعد الاعلام حكر على الحكومات فيستمع المتلقي الاخبار عبر أذاعاتها ويقراء بالصحف ما تريد له أن يقراء عن اخبارها وعن أخبار العالم وفق رؤيتها ذلك عهد مضي ... وذلك لتوسع وأنتشار المعلومة ووسائطها فأصبح على النظم هي التي يجب أن تقدم بسياساتها ومواقفها ما يجعل الاعلام يقدم الانطباع الجيد عنها لذلك طلب أحدهم بتخصيص ملحقيات أعلامية تخدم صورة السودان في السفارات المهمة وتخصيص ميزانيات ضخمة لها لن يخدم غرض ودوننا قصة المليون دولار التي قدمت لمجلة أمريكية لتحسين صورة الحكومة وجاءت النتيجة عكسية تماما فضاعت الدولارات ولم تحسن الحكومة صورتها .
عندما يقول السيد الرئيس أنه أعطي لشريكه في السلام المغفور له د. جون قرن وقتها 60 مليون دولار تم تحوليها للحركة فقط بغرض تجميع أعضائها المشاركين في اللجان التنظيمية لوضع اجراءات السته أشهر الاولى لاتفاق نيفاشا لانهم موجودون في أماكن مختلفة من العالم يبدوا الامر وكأنهم سيحضرون كل وأحد منهم في طائرة خاصة !!! يحس المواطنون أمثالنا بغبن حقيقي ولايمكن أن يصدقوا نظرية شح الموارد التي يطلع بها النظام كل مرة حينما تكون أوجه الصرف لاشياء تخص المواطن مثل كارثة الفيضانات الان التي تجتاح السودان والحديث يدور عن هدر للموارد وليس شحا فيها وأن خلصت النوايا لذلك كان على السيد رئيس الجمهورية أن يتحدث عن حكومة سخرت كل الموارد والامكانيات لوجودها فقط بالسلطة دون أدني مسئولية عن مواطنين لايجدون الحد الادني من مقومات الحياة الكريمة .
أستمرار حديث السيد الرئيس كل هذه السنوات عن أنه يدير دولة في ظروف صعبة حديث مردود الحكومة هي التي عقدت أوضاعها لسنوات وتفننت في ذلك وحتي بعد الانفتاح لم تزل بهذا الهاجس بانها مستهدفة ومتأمر عليها ووووو وحينما يردد السيد الرئيس بالفم المليان أنه يسعي لرفع الدعم في معرض رده على الزيادات الاخيرة يكون التساول أي دعم سيدي الرئيس والقاصي والداني يعرف بأن المواطن السوداني والذي تتابعه الحكومة بالضرائب والذكاة والرسوم في أي نشاط يقوم به للأسف لايجد أى مقابل حقيقي في تعليم أو صحة أو خدمات أساسية كنت أتمني من أهل الاعلام أن يسألوا الرئيس عن أى دعم يتحدث !!! ولعل القاصي والداني يعلم أن الغلاء بالسودان في كثير من السلع وحتي المصنعة محليا ليس عن ندرة أو أرتفاع مؤاد خام أو كلفة أنتاج بل نتائج سياسات دولة أثقلت تلك المنتجات بضرائب ورسوم وجبايات متنوعة ومتعدده ما أنزل الله بها من سلطان لتغطية أوجه صرف خرافية لدولة أصبح الشعب المغلوب علي أمره ضحيتها بأستمرار .
في ختام حديث السيد الرئيس نوه أنه سيقوم بلقاء شهري دوري مع الاعلامين لما يفكر بالتوسع أكثر ويجعله لقاء مفتوح ولعل تجربه مشابهة للتى حدثت في سبعينات القرن الماضي بعهد الرئيس الاسبق جعفر نميري الذي كان له لقاء تلفزيوني مفتوح بالمواطنين للرد على أسئلتهم تحت عنوان لقاء المطارحة والمكاشفة مع رئيس الجمهورية فلماذا لايتحدث الرئيس للمواطنين مباشرتا في لقاء مشابه يرد فيه على تسأؤلاتهم عبر التلفون والفاكس والبريد الاكتروني في لقاء دوري يبث مباشر فقد يجد في حال وصراحة كثيرون ما يغير تلك الصورة التي يحملها عن المواطنين الذين أتصور بأن الرجل معرفته بأحوالهم تحتاج لوقفة .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة