هذه محاولة لتلخيص تاريخى لثورات العالم لماذا تمت وإلى اين قادت .وهى معنية أولا للجيل الجديد وتذكير للجيل القديم الذى يعرف تفاصيلها. وهل حان وقت الثورة لهذا الشعب فى السودان اليوم .
السمة العامة للثورات.
هى زيادة الحرية بإلغاء القيود السابقة وأنشاء الحقوق الجديدة ، وجميع الثورات تجرى على اسلوب واحد لايتغير ، هو أضطهاد سابق يجمد ويتعنت ولايقبل المفاوضة ، ثم أنفجار ثم تغيير يؤدى إلى محو هذا الأضطهاد. ويبدو لنا من النظر فى الثورات أن الشعب كله ينهض بها ولكن عند التأمل نجد أن طبقة واحدة تحس الأضطهاد أو الضغط أكثر من غيرها وهى التى تضطلع عندئذ بالدعوة للثورة وتوضح فلسفتها وتهئ محركاتها حتى ينضم الشعب كلها إليه فتكون الثورة الشعبية . بعد أن يعرف عدالة موقفها وشرف غايتها وواضح إذ لم ينضم إليها الشعب فإنها لن تنجح . وهذه القيود وهذا الأضطهاد أو هذا الضغط هو الذى يبعث على الثورة ففى أيام الملك جون الأنجليزى كانت الضرائب الباهظه أدت إلا أن يجبروا هذا الملك على أن لايفرض ضريبة الآ بعد أستشارتهم فى مجلسهم الذى أصبح بذرة البرلمان الحاضر . وتعد الثورة الفرنسية الكبرى عام 1798م تعد المرجع الأعلى الذى أنتقلت لغته وأفكاره ونظرياته إلى كل الشعوب حتى اليوم . وهى التى نادت بالمبادئ " " الحرية والأخاء والمساواة" " الفصل بين السلطات الثلاث " " حرية الفكر والعقيدة " وقد أنجبت الثورات بكتابها وزعمائها أدبيات تنادى بحرية الأنسان وإخاء البشر وكانت كلماتهم تشع بالنور والبر والشرف والصدق.
وجاء الشاعر "ملتون" أيام ثورة كرومويل "ونادى بأن الحرية هى خير مدرسة للفضيلة" ودعى توماس بين" كاتب الثورة الأميركية "إن غاية الحكومة أن تحمى الأنسان وطمأنينته" وجاء أعظمهم لنكولن " نادى بتحرير العبيد وقال إن من حق الشعب أن يغير الحكومة بالطرق الدستورية وإن لم يستطع فليغيرها بالقوة . وجاء الرسول صلى الله عليه وسلم بدين وبأخلاق قلبت الجزيرة العربية رأس على عقب . وجاء المسيح بقيم المحبه والتسامح والأخاء الذى ألهم أجيال من بعدة لقيادة الثورات . وأصدقاء الفكر الأنسانى هم فولتير وديدرو وروسو الذين نادوا بحرية الأنسان ودعوا للأخاء وحضوا على الشرف . وكلماتهم هى التى أدبت الملوك وعاقبت الطغاه وعممت الكرامة بين الناس فلا رق ولاإقطاع ولاحكم بغير دستور ولا ضرائب بغير برلمان (هل وافق برلمان السودان على زيادة الأسعار ، هل أستشيروا أم نادى بهم هذاالـــ .... نافع أن يسكتوا وإلا ) ولارقابة على الفكر والقلم ولا أنتهاك للعمال الفقراء وزياتهم فقر على فقر . تبقى السمة العامة للثورات هى إيجاد حقوق جديدة للشعب وإلغاء قيود قديمة ، ويجرى هذا هذا مع الأنحياز للفقراء ، بحيث توضع الحدود لمنع الثراء الفاحش . وهى قيم ليست خاصة بدين دون دين أو بفكر دون فكر بل هى قيم خاصة بألأنسان لكونه أنسان . وعندما تحين موعد الثورة يشعر الأنسان أنه قد ضاق ووصل لدرجة لاشئ يخسره إن ثار سوى أغلال الحاضر الأكثر بؤسا.ويربح بزوق المستقبل الجديد الذى يحرسة ويرعاه الثوار . فيا بنى وطنى أنتظموا وكونوا وقود الثورة فهى البداية وهى الثقاب الذى يشعل الضمير ويبنى الحياة وفق مانهوى وان انكسرنا اليوم فالنواصل الثورة غدا فمع كل صباح جديد امل جديد للأنسان فى وطنى فالصنم الأن كاد أن يتهاوى لا أكثر من أن يمسه طفل الثورة فيتهاوى .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة