بمكر و دهاء معروف عنهم.. إستغل الآسيوي نقطة ضعف الحاجة ... و صار يكيل لها الدعوات .... متسربلاً بمسوح الطاعة .. يهرول إن نادته .. لا يوليها ظهره بل يرجع القهقرى إلى الوراء كلما أراد الإنسحاب من أمامها .. مطأطي الرأس .. كسير العينين. كلما رآها إنحنى يقبل يدها .. فتقول و هي تسحب يدها المحاطة بسبحتها : تسلم يا يابا .. جنس فعايلك دي جنيات الزمن دة ما بيعرفوها .. ثم تمسح على شعره السبيبي .. و تلقمه بضع ريالات تحتفظ به في حرز مكين بين طيات جلباباها ... و عندما عرف أنه قد أمسك بتلابيب ثقتها .. جاءها يوماً متجهماً .. عابس الوجه ... و لم ينحني كعادته عند رؤيتها .. و لكنه بحركة مسرحية .. إستقبل الجدار و جعله حائط مبكى و إنخرط في عويل و بكاء .. الحاجة مذهولة تواسيه و تقول : سجمي مالك .. ولدي ضربك ؟ أنا عارفة إيدو الطرشا دي .. فقال بعد أن أمطرته بسيل من التساؤلات : بابا و ماما في حادث .. مستشفى في يبغى فلوس كتير .. أنا لازم روح .. واسَتْه بكلمات موغلة في السودانية تجعل الثكلى تستغفر و تثوب إلى رشدها.. و لكنه لم يستوعب غير : ما يهمك .. أنا بكلم ليك ولدي. حاول إبنها مستميتاً أن يصرفها عن تبني أمور عماله و خاصة مثل هذه المواضيع .. عندما لم ينفع معها توسلاته .. إستدعى الرجل و قال له : خليهم يرسلوا لينا تقرير المستشفى و تكاليف العلاج .. فصاحت أمه : إستغفرتك يا مالك روحي .. زول مسلم زيك ما بتصدقو ؟ ما فاضل علا تخليهو يحلف على المصحف. ربنا فتحا عليك يا ولدي .. ساعدو الله يباركك .. لا يستطيع أن يرفض لها طلباً .. و على مضض قدم مساعدة للرجل و تذكرة سفر ذهابا و إياباً و هو يثق في قرارة نفسه بأن الرجل يكذب و أنه مجرد Home Sick
( نواصل ) ....
(عدل بواسطة ابو جهينة on 08-20-2006, 07:49 AM) (عدل بواسطة ابو جهينة on 08-20-2006, 07:49 AM)
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة