|
متى يتحقق هذا أستاذنا الطيب صالح ؟
|
حتى الآن مرت أكثر من أربعين يوما منذ أن وطأت قدماي أرض الوطن ... وقد أمضيتها كلها في عمل واحد لم يكتمل إنجازه حتى الآن ... وظللت أراقب وأتفرج ، لا أمل من تسجيل ملاحظاتي وتخزينها في الذاكرة ... وظللت أعقد المقارنات ، وأردد ليتنا نفعل كذا ... لماذا لا نفعل كذا ؟ لماذا نحن هكذا ؟ أليس في الإمكان أن ننجز أفضل مما كان ؟ وفي ألاسبوع الفائت قرأت في جريدة آخر لحظة ( وهي جريدة حديثة الصدور ) ، قرأت فيها مقالا للأستاذ الكبير الطيب صالح ... كتب من مفكرته عن لحظات قضاها في مطار الخرطوم في نهاية الثمانينات ... الفقر والبؤس والكآبة ، ولوحات على الجدران تذكرك بعظمة هذا الوطن ، وثرائه ، وكأنه ينتمي إلى حضارة سادت ثم بادت ... قرأت المقال مرتين ، وألححت على أبنائي أن يقرأوه ... وضع الروائي العالمي الطيب صالح شروطا لاستعادة بناء هذا الوطن ، تبدو هذه الشروط سهلة، فقد تضمنت : 1- أن تتصافى النفوس . 2- أن تستنهض الهمم . 3- أن يصح العزم . وبالرغم من أنني التقيت بالسودان أناسا كثيرين ينتمون إلى فئات مختلفة ويمكنك أن تعتبرهم أناس من ذهب إلا أن شروط الطيب صالح بدت لي مستحيلة التحقيق ... وهذه ليست حالة يأس ، لكنها حالة شفقة .. فالناس هنا جميلون يعيشون واقعا صعبا لكنهم يتقبلونه وكأنهم لا يعملون على تغييره ،،، ولا يهتمون بذلك ... فقط هم يكيفون أنفسهم على هذا الواقع الذي يعيشونه ... اللامبالاة تجاه الوطن تبدو لك في كل مكان ، والعجز يبدو جليا ، ومحاولات التعايش مع الواقع - دون محاولة تغييره - تبدو لي وكأنها الهزيمة بعينها ... هناك أشياء عديدة لابد أن تتغير ، وهناك أشياء عديدة يمكن أن تتغير بسهولة ويسر وبأقل تكلفة ... لكن كيف يتغير الإنسان من الحال السلبي إلى الحال الإيجابي ؟
|
|
|
|
|
|