|
من يحكم السودان بعد البشير???
|
إن .. ❊ على طرف الطريق كان أحدهما يقول لصاحبه : ما يجعلها غير جميلة هو معرفتها بأنها جميلة ودكتور يس الحاج عابدين ما يجعله(شكساً) عندنا هو معرفته بأنه يعرف.. ❊ ودكتور يس كان (متسلطناً) تماماً وهو يحدث في ندوة يقيمها مركز دراسات المرأة عن (من يحكم السودان العقد القادم). ❊ ودكتور يس وبسخريته المدببة يحول كلمة »من« إلى كلمة »ما«. ❊ وطوفانه يبتلع الآخرين ومنهم دكتور اكوك.. المحاضر بجامعة جوبا واحد المثقفين الجنوبيين و ❊ وحديث دكتور يس يصبح عندنا هامشاً لحديث نستمع إليه قبل أيام عن سؤال أكثر إثارة للدماء.. سؤال عن »من يخلف البشير ان هو لم يترشح للثالثة؟«. ❊ ووجه علي عثمان يطل.. ❊ والوجه يجعل المتحدثين عفواً ذات مغربية حول الشاي ينطلقون في بحت »بالتاء« بالاظافر والقطيعة والنكات والمعلومات الرصينة لاستخراج حقيقة ما يحكم - وما سوف يُحكم- السودان في العقد.. والعقود القادمة.. كما تقول حصيلة الحديث والأحداث.. ❊ والوصول إلى وجه علي عثمان يعبر إلى هناك من على جسور غريبة من الأسئلة والملاحظات.. ❊ والنكات السوداء تجعل أحد الموجوعين من الإنقاذ يعلن أن .. الإنقاذ عقرب وجدها السودان مدسوسة في مركوبة حين استيقظ ذات يوم.. ❊ والتشبيه الريفي يجد اجابته الريفية حين يصيح الآخر.. ❊ عقرب المركوب ما دام »حصرتها وعصرتها.. دايرها تعمل شنو«؟ ❊ وطرافة الصورة تغفر لضلال المعنى ❊ لكن صورة علي عثمان.. وصورة الإسلاميين وصورة اللذع المتربص والمعلن تجعل أحدهم يدفع المستمعين إلى ملاحظات مثل : ❊ الإسلاميون الذين اداروا نيفاشا.. والتي تدير السودان كله اليوم.. نصفهم وجوه غير معروفة إلا للقليل. ❊ »الغتاتة« الإسلامية تستخرج اظفارها المدببة للاستخدام عند الحاجة من هناك ثم تعيدها إلى هناك.. حيث لا يراها أحد.. ❊ ومثلها.. وداخل الحركة الإسلامية ذاتها.. من هم العشرة الذين قدموا المذكرة التي أدارت رأس الحركة الإسلامية؟ .. ❊ كلهم غير معروف حتى الان فحتى الإسلاميين لا يعرفون كل طبقات الإسلاميين. ❊ والكتيبة الخرساء تعيد الحديث إلى علي عثمان الذي يعود صاحب العقرب إلى تشبيهه الان بأنه العنكبوت الذي يربض دون صوت.. ويمد خيوطه في كل اتجاه يصطاد الذباب.. »٢« ❊ لكن الحديث الرصين عن علي عثمان المتفاوض يرصف الملاحظات التي ترسم للرجل صورة مدهشة.. ❊ قال أحدهم : أول صورة رآها السودانيون للاستاذ علي عثمان كانت للتفاوض.. والصلح ❊ والذاكرة تعود إلى المشهد الذي رآه السودانيون والتلفزيون عام 1976م أيام المصالحة الشهيرة.. والاستاذ يس عمر الإمام وعصاه مسنودة إلى ركبته وهو يجلس الى النميري وعلى المقعد المقابل شاب خفيف الحجم يسمى علي عثمان.. ❊ والحركة الإسلامية توقع وثيقة المصالحة بالطالب علي عثمان محمد طه الذي كان يقود اتحاد طلاب جامعة الخرطوم.. ❊ وعلي عثمان يبدأ حياته تحت ظلال المحادثات.. ❊ وما بين الاتحاد الاشتراكي وحتى أبوجا يظل علي عثمان يقود كل تفاوض لثلاثين سنة. ❊ واتفاقيات لها متانة غريبة ❊ فبينما اتفاقية الترابي قرنق تموت بعد شهور قليلة من ميلادها تظل اتفاقيات نيفاشا وابوجا والقاهرة وجدة وغيرها : حيث علي عثمان هناك - تدير السودان الى اليوم ❊ والمفاوض الداهية تاريخه يجعل البعض - في كندا - وفي أيام ابوجا - يستشهد بالتاريخ هذا في تحذير ممثلي التمرد مما يدبر لهم حين يهبط علي عثمان هناك.. ❊ وعلي عثمان وصورته الشهيرة- حتى اليوم - وهو ينفجر مع قرنق في ضحكة كبيرة تطغى على صورة علي عثمان الذي يهمس اثناء مفاوضات نيفاشا في براءة وهو يطمئن الجنوبيين بأن : التنفيذ عندنا للاتفاقية هذه مثل بيع السوق العربي للخراف.. دا يصُر.. ودا يجُر.. ❊ الرجل يقولها وهو يعلم ان صراخاً كثيراً سوف ينفجر عند الصر والجر.. حين يبدأ (الغلاط) والاتهام بالخداع.. ❊ لكن الرجل يكون قد احرز و (جرَّ) أسمن خروف يريده .. وهو ايقاف الحرب.. وإن الآخر مهما صرخ فإنه يستحيل عليه ان يعود للقتال.. ❊ وحتى تختفي حمرة المغيب كان الحديث يرسم علي عثمان.. وصور لا تنتهي للرجل كلها ترشحه ليكون هو الزعيم .. ان رفض البشير ان يستمر.. ❊ و.. ❊ وصورة علي عثمان وصور آخرين وصورة الانس هذا كلها تزدحم عندنا ونحن ندخل قاعة الشارقة أمس نستمع للحديث عن ( من يحكم السودان في العقد القادم). ❊ وصاحب صورة العقرب نلمحه في زاوية القاعة ويعود إلينا مشهده وهو يلقي برأسه إلى الوراء كأنه يحدث القمر وهو يقول : كل من نازع صاحبكم هذا - علي عثمان - خسر.. حتى الترابي!!. ❊ ثم .. وكأنه تذكر شيئاً يحشر وجهه قريباً من عيوننا ليقول : هل تعرف كم مرة تعرض صاحبكم هذا للاغتيال؟ ❊ وهذا حديث لا يصلح.. لكن حديث يس عابدين وندوة الشارقة هو حديث يصلح جداً.. ويس عابدين يحول كل شيء من »مَن يحكم..« إلى »ما يحكم..« ❊ ونشرع فيه وهو يحول كل شيء برصانة تبعث على الغيظ من الثقة التي يتحدث بها..
الكاتب :اسحق احمد فضل الله
|
|
|
|
|
|
|
|
|