العانس (قصة قصيرة )

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-04-2024, 08:01 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-14-2006, 04:07 AM

بابكر عثمان مكي
<aبابكر عثمان مكي
تاريخ التسجيل: 06-11-2006
مجموع المشاركات: 879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
العانس (قصة قصيرة )

    جلست مريم بت الطاهر فى مساءات الخريف اللزجة .. يقودها الحنين الى براح جاف لا يخلو من رائحة طين .. وابتلال عشب ولمسات محيميد السحرية .. اوقدت نارها الخامدة على ذلك المرمى الجاف وتلفحت بملاءتها العتيقة ..فبدت على ضوء القمر .. كعذراء تتلفح فركة قرمصيص خضراء جديدة تنتظر فحولة الليل ليدخل ظلامه المهول بين تقاسيم انتظارها المريع الى(محيميد ) حبيبها الغائب منذ نعومة اظافرها فهى تنتظر حلول القمر فى منتصف الشهر لتشهق روحها شوقا" اليه فى مناجاة لهذا الفتى منذ سنين حتى ادمنت عشق القمر واضحت لاتميز بين القمر وبين محيميد مجرد حلم فقط وايام آفلات فمازالت اذنيها تمتشق اصوات اللورى الذى صعد فيه ذات صباح قديم الملامح حيث كانت تلعب معه فى فناء الدار (عريس وعروس ) وكان هو ينثر عليها الورد وسط جمع من اطفال الحى عند كل عيد ،، وعند كل عيد كان محيميد يجلب اليها الحلوى والنقود التى يهديها له اعمامه واخواله (عيدية ) ويضعها فى يديها الصغيرتين ثم يقول لها هذا جزء من مهرك وعندما اكبر سابنى لك بيتا" كبيرا" اكبر من بيت العمدة ثم يجرى وهو رافعا" جلبابه يقفز الى اعلى حافى القدمين نحيل الجسد . تختزل مطاردته لها فى اللعب وبالرغم من انها تلهو معه هاربه الا انها كانت تحس فى العمق الطفولى المهيب انه حاميها وانه زوجها فى قاموس تلك اللعبة البريئة الجادة حتى ادمنت هى الحماية واستنفذت كل شروط الوصاية لزوجها الذى لم يبلغ بعد شروط النكاح.

    قريتها... تشبه بركة صامتة لايحركها الا حجر .. يتدحرج من تلة افراح او موت عزيز... حسبما تجىء به الاقدار فى ثلة الليل الاخير .. او فى صباحات ناعسات ..
    عزراوات القرية يخرجن من القرية كاستلال الابر على العضل اما لبيوت ازواجهن او الى المقبرة لا احد يتزوج من القرية الا بعد جهد ولأى فالرجال قلائل والفتيات كثر.. والشبان تأخذهم الحياة ولايرغبون فى تكرار مسيرة الجدود الابدية لزواج الكهوف هذا ..فهم يحلمون بسماء تمطر ذهبا" فى تلك البلاد الغنية حيث كل شىء مباح ومتاح .

    كل الفتيات فى القرية يخضعن لمنظار مراقبة حاد .. اما لشهوة او لخوف والمنظار واحد .. كبير من الجانبين ضيق عند المدخل .. محدودب ومغور ومستف بالظن السىء .. حتى عند خروجهن الى الغابة الكبيرة جلب الحطب وورد الماء يتهادين وتتداخل ارجلهن خوف التطرف والانفلات من الصف فتجد كل واحدة حريصة على ان تكون فى منتصف الجمع خوفا" من الانفلات العفوى كانما يلاحقهن ذئب القرية ويتربص بهن ابن اوى .

    ملصت ام مريم يديها من راحة ارجل زوجها الملطخة بالوحل ..وهى تغسلهما جيدا" وتمسحهما بفوطة نظيفة .. ثم تخطو الى دافور الجاز لتعلق على شاى الحلبة المقنن بسبب حلة الطلس المسجاة على الفحم كعقاب الهى .

    هسع يابو مريم فى داعى تشتل .. فى جنس مطرة ؟؟؟

    فاجاب : يام مريم ياتو يوم السما استاذنت من الارض ؟؟؟

    ثم سال سؤال عابر ..وين مريم ؟؟؟؟

    فاجابته مريم فى الحوش .. متنسمة نسمات خريف القبلى ده

    قوليها المطر ويكتين يقيف بشتى ... ابقى داخله جوه..

    فاجابته ... القمر بان والسحاب انقشع والنسمة طيبة خليها
    عاوز تخنقها معانا هنا ..

    ثم غمزت غمزة الرفيق الوفى ..تشتهى ظله قريبا" اكثر .

    لم يفته مغزى انثى حلبت طين الارض من راحة رجليه قبل قليل وطوال سنين طويلة خلت ولكنه استيقن ان ابنته مازالت فى الجوار .. وان ثمة امرر يتكرر فى موقفها ذاك ..

    طيب يام مريم لمتين البت قاعدة كدة ذى شعبة البيت القديم ؟؟؟

    فاجابته ام مريم ..الله عليك ؟؟؟ ناقص تدلل عليها فى السوق

    قالها لو الامر مشروع افعل ؟؟؟ انت ماشايفه البت بقت تسرح وتتبسم براها ذى الراكبها شيطان .

    قالت ( لو) الله عليك ..

    نصيبها يجيها لحدى عندها ... انت بس لاتشعرها بشىء .


    كانت عينا مريم شاخصة فى اتجاه القمر الذى يفج السحاب ..فيفتعل السفر فى عمق كل العيون الحزينة التى تترقب .

    كانت تعلم هم الاب .. وتدرك حنو الام .. وتعلم ان السنين سكاكين لاترحم

    لم يعد محيميد .. وسكت الاب من التساؤل الحزين ..وتشتت الام فى حنو خاطرها مابين اب لا يستطيع شيئا" وبين بنت نشفت بضاعتها على عروقها مثل كرز فاته سوق الخميس .

    حتى جاء منتصف الشهر .. وخرجت الى ساحتها المعهودة تلتمس قمر المساء .. كانت السماء صافية والقمر يتهادى كزورق مضاء فى منتصف البحر ..

    رأته يبتسم لها ويناديها من داخل العمق .. ورات وجهه المضىء بلور زمانها القادم ومشتهى سعادتها ... وتقدمت تخوض فى الماء وتنظر اليه ..

    محيميد ... انا مريم ... كيفك انت .. اشتقتلك ... كل صباح وكل مساء ..اشتقت لك

    وكان القمر يذهب ومريم تمشى وراءه .. رافعة جلبابها الابيض .. تتنسمها طرحتها البيضاء فيلفحها نسيم الليل ... فى اتجاه النيل

    لم يلحظ احد فى القرية تسرب مريم الى النيل عند ذات القيفة الهدامة ...


    كل ماهناك عذاء صامد لرجال القرية اصحاب المناظير المقيدة ... كان الاب يقف كالمنطاد يتقبل العذاء ..والام تولول وسط نساء القرية ... حينما شعر بتربيت كتف لشاب جميل التقاطيع كالبدر ..لا .. كالبحر ... يدعى محيميد ... تهامس الناس فى العذاء عن عودته صباح نفس اليوم الذى غرقت فيه مريم .
                  

العنوان الكاتب Date
العانس (قصة قصيرة ) بابكر عثمان مكي08-14-06, 04:07 AM
  Re: العانس (قصة قصيرة ) أبوبكر حسن خليفة حسن08-15-06, 04:25 PM
    سلامتك، أبابكر ابي عزالدين البشري08-16-06, 07:36 AM
      Re: سلامتك، أبابكر بابكر عثمان مكي08-16-06, 11:57 AM
        Re: سلامتك، أبابكر Gafar Bashir08-16-06, 12:13 PM
          Re: سلامتك، أبابكر غادة عبدالعزيز خالد08-16-06, 01:22 PM
      Re: سلامتك، أبابكر بابكر عثمان مكي08-17-06, 01:18 AM
        Re: سلامتك، أبابكر بابكر عثمان مكي08-17-06, 04:06 AM
          Re: سلامتك، أبابكر بابكر عثمان مكي08-19-06, 01:19 AM
  Re: العانس (قصة قصيرة ) ملاذ حسين خوجلي08-19-06, 02:16 PM
    Re: العانس (قصة قصيرة ) بابكر عثمان مكي08-20-06, 10:05 AM
      Re: العانس (قصة قصيرة ) على محمد على بشير08-20-06, 10:15 AM
        Re: العانس (قصة قصيرة ) بابكر عثمان مكي08-21-06, 04:09 AM
  Re: العانس (قصة قصيرة ) أبوبكر عبد القادر العاقب08-22-06, 03:18 AM
    Re: العانس (قصة قصيرة ) بابكر عثمان مكي08-23-06, 04:37 AM
  رمضان كريم... ابي عزالدين البشري09-25-06, 05:08 AM
  Re: العانس (قصة قصيرة ) مريم بنت الحسين09-25-06, 11:39 AM
    Re: العانس (قصة قصيرة ) بابكر عثمان مكي11-02-06, 03:31 AM
  بمناسبة عيد الفطر ،أعاده الله علينا وعليكم بالخير ابي عزالدين البشري10-23-06, 02:03 AM
    Re: بمناسبة عيد الفطر ،أعاده الله علينا وعليكم بالخير بابكر عثمان مكي11-02-06, 03:34 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de