حوار مع القاص عثمان حامد........نقلا عن الراى العام

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-04-2024, 07:27 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-12-2006, 09:48 PM

abubakr
<aabubakr
تاريخ التسجيل: 04-22-2002
مجموع المشاركات: 16044

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوار مع القاص عثمان حامد........نقلا عن الراى العام (Re: mohmmed said ahmed)

    جميل ان تجد كتابات عثمان واسلوب عثمان بعض قليل من تقريظ مستحق ..علاقتي بعثمان قصيرة لكن ان قرات له مرة تجد انك تعرفه منذ عقود ...امل من الجمع الزائر لمنبر محمد سيداحمد هذا ان يعرف الجمع بروائع عثمان وانا هنا اشارككم في احدي روائع عثمان من كتابه مريم عسل الجنوب .. ارجو ان تجد عند المهتميين منكم بالادب والقصة تعقيبا وحوارا يلقي ضوء علي هذا الكاتب الاديب الرائع

    ________________________________________
    الظلام
    -----------------------------------------------------------
    شمس ضامرة أخرى هذا الصباح تستند على قوانم متمالكة .
    بيوت المدينة ساكنة في الرماد، الشوارع مسكونة بالعتمة ، الحواvي بالنحيب المتقطع والنسيم غريب الدار.
    رضعت ليلى من أثداء الظلام وتقرفصت وحيدة في قعر الدار.
    طرقات خفيفة كأنها الفاجعة تزحف على خشب الباب ، كالمكيدة تكمن خلف الأعمدة . نهضت أمها الكفيفة وهي تتحامل على قوائمها . نفضت عنها غبار الفيبوبة . كانت ليلى تقف متحفزة عند الردهة الأمامية ينحدر بصرها نحو الجدار الذي يجرحه الباب .
    انساب فيض من الضباب وتململ الهوا ء المموم ، فرنت ليلى إلى فرجة الخشب ، وعندما لمحته في حلته السمراء توارت مسرعة إلى الداخل .
    بدا الطارق في وقفته الوجلة وكأن الحرب قد لفظته ، بالغبار على سترته ، كأنه ذبابة الخندق ، كأنه جريح عابثة القناصه ومثلوا به في احتفال الرصاص والقنابل .
    "ديفتح بوابة الذاكرة بعد أن نفاه القادة عن وليمة أوسمة
    الذهب وأخرجه الجنود من احتفال نجوم الفضة .
    تدخل أسرابه كترياق المدافع وهي تسقط دخانها فوق ملاجئ العدم . ينفر من ذاكرته كقاتل يتشبث بعظامه يحاصره الفراغ
    يهرب شهوده من أمامه وهو يترافع عن مهمة الصدى والوجوم . يبدو كمن طحن المغيب نهاره فأصبح من طرائد
    اليأس ، يرمي سهام الرماد على منازل العرس وتسقط أشلاؤه في . مجاهل الرمل .
    الحرب تضرم الهذيان فيشتعل مسرح الغابة بحمى السنابل
    ويفر الطير من الأوبئة . يقود القاتل موته فوق جثة القتيل "
    كان للطارق عينان صخريتان ، ربما فولاذيتان . لكن هذه
    السيدة لا تبصر، إنها كفيفة كثيرة التوجس ، تعي الصمت
    وتستظل بشجرته العالية . مضى عليها أكثر من عشرين سنة وهي ساهرة لا تنام تستشعر الهواء الداخل بقرنيها الخبيئين
    - تصوب أنبوب أنفها على شقوق خشب المدخل ، لا يهدأ شهيقها، لاتغفو وهي تحرس بابها .
    تشممت عتبات دارها ومدت أذنيها تتسمع الخربشات على خشب الباب
    أما الفتاة ليلى، فقد كانت جوهرة الدار، يبت ق حسنها في عيني أمها الكفيفتين ، كانت ترفل في حرير الغواية ، زهرة نارية تحرق قلوب الفتيان . تفتحت براعمها الحلوة في أكباد الغزلان . جسدها لدن كطينة الينابيع الأنثوية الطيعة ، نضرة كسنبلة البهاء في رداء الفل والياسمين ، تتدلى عناقيد الأعناب والرمان من أفصانها الريانة ، كوكب ساطع ومضيء في عليائه . طير غريد يتفنى بعافية الفجر الطالع ، حديقة كبيرة أزاهيرها مغموسة في الندى البهمج .
    كانت الفتاة ليلى لا تخرج من دار أمهاكثيرأ ، كانت تخشى النظرات التي تخدش رقتها وخفرها ، تفر من تربص الفتيان بها وتفزع من الوقوع في حبائلهم ، كانت ترى عند كل منعطف فخأ منصوبأ ، فالعيون لا تففل من حسنها الباهر، وكانت هواجسها تصور لها وثوب غاصب بليل .
    الباب قلق بهرج الطرقات . بيد مرتعشه فتحت الام بابها فباغتها الواقف خلفه بجماع كفه تدحرجت منكفئة اثر تصاعد اللطمة الصاعقة علي صدغها.
    خطا فوق جسدها الهامد، كان يحسب أن الحياة قد فارقته . لم يترجل من صهوة الرغبة ، أسرج جوادأ أصهب . تراجعت ليلي وهي تلوذ بحصون من وهم
    انتشرت حمى انتباه الجسد، توترت أقواس واشرأبت نوايا نفثتها تلافيف مشحوذة كالخناجر. أياد مروحية تدور ثملة. مناجل مسننة تشتاق لقطف فاكهة طازجة وحلوة . جسد يقظ يفصح عن عداء ويصرخ بالشرور، يشهر سيفه الشبقي ليقطر به رقابأ محرمة .
    ركض إليها شاهرأ خنجر المجون ، استدارت لتحتمي بالأركان ... حطم أسوارها ومزق الأستار، انقض عليها كذئب لاهث . قاومت اكتساحه بأظافرها وأسنانها ومنعت لنفسها دفاعات ، لكنه أحكم عليها حصار المذبحة المجنونة ، أشعل فوقها نيران عراكه ، اقتنصها بسهامه الجارحة فغرقت ، مزق ثوبها في النزيف .
    تساقطا معأ ، هي في العري والامتهان ، وهو في استراحة الأوردة المهتاجة .
    هبط طائر السكون ، خرجت أبواق الضجير من هيئتها ودخلت
    في معطف الصمم ، هوت الفرفة في بئر الصمت بحوائطها
    الظلام جوف ابن أوي وبوابة الطين الأعمى.
    الظلام سقوف تطبق على أرضياتها بقرات سوداوات بلغت
    سن يأسها وتيبست ضروعها .
    الظلام نقيض حسنها ، نقيض العصافير، الزهور وااحفيف .
    الظلام ثوب من القطران ، دلاءه مملؤء بالهواجس
    على بعد خطوتين من المذبحة نهضت أمها ، قامت من انحنائها ، انطلقت شرارات من عزيمة الجمر، طقطقت النار، كشرت النمرة العمياء عن أنياب كالحراب المسنونة ، أشهرت أظافر ظامئة تشتاق للدم ، عوت عوا ء طويلأ ومجروحأ . دهمته كقاطرة حديدية تندفع بقوة مجنونة . اكتسحته بأعصايرها الغاضبة . عندما ارتطم الجسدان ، أنشبت أصابعها في عنقه وشددت قبضتها على خناقه ، كزت أسنانها . لا فكاك ...تلجلج وارتج جسده متراقصأ .
    هل مات ام هي تستميت في خنقه؟
    بدأ يهبط متأرجحأ بين ساعديها ، هوى على صدرها ، كأنه
    معلق بها، كأن قامته قد ارتسمت في حضنها .
    اخذ جسده يتقلب في تلاحمه بجسدها كمن يريد ان يتوحد بها. لفظ اخر انفاسه مات هناك وهي مدهوشة فزعة وهو قابع بلا حراك يسبح في خضم حبر ظلامها الاسود يشد جسدها الي اسفل يكاد يطيحها بثقله بدات تحس الما مبرحا جسده المتعلق بجسدها ينغرز كانه نصل يمزق اوصالها
    انفطع أنبنه وتلاشت رويدأ رويدأ ريحه .
    عندما خرجت أمها إلى الطريق كانت ترتعش من الحمى وكانت السموم تدخل مدية الريح في رئة المدينة فتنفتح لها بوابات الجهات الأربع ، نثار، اقتحام ، هبوط وايلاج في الأنقاض البائسة البرصاء.
    جلست المدينة على خاصرة النهر وقد غادرتها الخضرة والنضار وزحف الاصفرار على بريتها . جبينها مجدور وعرباتها العريانة تستلقي على أسرة طرقاتها الموبوة ، تقاطعت أرتالها الأولى. تقافزت حسراتها البكماء صوب الهاوية ، تظاهرت باشتعال الغبار وأسقطت أشجارها أجنة الظل ، فعكرت نهار الحديقة ، تعاقب عليها ليال ونهارات كثيرة ة وبللت أقدامها مياه النهر الكبير.
    بركة ماء مسورة بالعشب بصقها النهر، كراكي وبجعات وطيور ملونة لحتقط ديدان الطين . الجسر الحديدي يظلل النهر الهادئ، ينعس على دهانه الأخضر الباهت .
    تتفتح أرحام النهر الهادئ تستقبل لقاحات الطمي الأزرق على مشهدة من الصيادين والأسماك . يخرج أطفال سمر يتعابثون بالأحبال السرية والشباك البيضاء وبأشرعة المراكب وبالخشب الطافي فوق الماء.
    على رقعة متهتالكة من أرض طينية مرتجفة ، شمالأ على مرمى من رؤية النهر والمدينة ، أقعت أم ليلى وأناخت بحملها الذي اهترأت أطرافه وتساقطت . تأوهت ، فامتلات عيناها بالدمع .فاضتا . بكت جسدها الذي أخذ في التصدع ، جروحها المفتوحة النازة ولهاتها التي تشققت .
    خرجت به إلى الطريق وهي تحمله وشاحأ بشعأ وتأتزر بجسده الذاوي.
    هيأ بموته استعراضأ للمارة الذين خرجوا من أقنعتهم لشوارع المدينة ومسحوا جفونهم بزيت الدهشة .
    سفحت عافيتها وهي تخطو به تسبقها عيون الفضول ترقص في محاجرها . يستجمع الصبية المشردون بعض البذا ءات وتقافزون من قدامها ومن خلفها ، كأنهم طيور يتيمة تنقب عن أعشاش الشمس.
    هي ماضية بحملها تؤوي قيحأ في منطاد، تنتفغ بموت الذي تحمله بين ذراعيها ويتورم جسدها يصبر أسيرأ للتفسغ .
    كانت تتجول وفي قيادها رعب الجسد البارد المتحلل ، تحاصرها دهشة المارة وأسئلتهم المعلقة ... اصطبغ جلدها بحناء الجثة والتصاق لحمها الصمفي النتن الذي يطعنها بأشواكه.
    عادت تنشد لروحها ، تقغ على مزمار الدمع والنهنهات المتقطعة
    "خبئي يا بنيتي بذرة الذعر التي ستنتفغ في أحشامك ،
    خبئي لهاتك،
    خبئي انهيارك ،
    جثته تنتفغ هناك في العراء بعد أن رأها أهل المدينة ، قابعة . أنت في قعر الدار تنزفين من اعتداء أشيائه .
    سنعود معأ للجهر بالرائحة , نسدل الأمس لسكون النهر، لتحلل نسيج الماء, لاضمحلال القمر, لتكلس الشمس ،
    لتوحش النجوم ولخيانات الظلام ».
                  

العنوان الكاتب Date
حوار مع القاص عثمان حامد........نقلا عن الراى العام mohmmed said ahmed08-12-06, 01:21 AM
  Re: حوار مع القاص عثمان حامد........نقلا عن الراى العام abubakr08-12-06, 05:13 AM
  رد mohmmed said ahmed08-12-06, 09:40 AM
  Re: حوار مع القاص عثمان حامد........نقلا عن الراى العام abubakr08-12-06, 12:16 PM
    Re: حوار مع القاص عثمان حامد........نقلا عن الراى العام ahlalasrar08-12-06, 12:44 PM
  Re: حوار مع القاص عثمان حامد........نقلا عن الراى العام haider osman08-12-06, 03:51 PM
    Re: حوار مع القاص عثمان حامد........نقلا عن الراى العام abdalla elshaikh08-12-06, 05:48 PM
  حوار مع القاص عثمان حامد (محمد سيدأحمد : Re ) فاروق حامد محمد08-12-06, 07:36 PM
  حوار مع الأستاذ القاص عثمان حامد سليمان فاروق حامد محمد08-12-06, 08:33 PM
  Re: حوار مع القاص عثمان حامد........نقلا عن الراى العام abubakr08-12-06, 09:48 PM
  Re: حوار مع القاص عثمان حامد........نقلا عن الراى العام هشام المجمر08-13-06, 02:20 AM
    Re: حوار مع القاص عثمان حامد........نقلا عن الراى العام abubakr08-13-06, 02:36 AM
      Re: حوار مع القاص عثمان حامد........نقلا عن الراى العام عاطف عبدالله08-13-06, 04:20 AM
  Re: حوار مع القاص عثمان حامد........نقلا عن الراى العام هشام المجمر08-13-06, 04:24 AM
    Re: حوار مع القاص عثمان حامد........نقلا عن الراى العام abubakr08-13-06, 05:35 AM
  حوار مع القاص عثمان حامد سليمان فاروق حامد محمد08-13-06, 05:33 AM
  غيتوهات mohmmed said ahmed08-14-06, 00:34 AM
    Re: غيتوهات abubakr08-14-06, 07:46 AM
      Re: غيتوهات الكيك08-15-06, 01:07 AM
  Re: حوار مع القاص عثمان حامد........نقلا عن الراى العام عبدالله الشقليني08-17-06, 04:38 AM
  Re: حوار مع القاص عثمان حامد........نقلا عن الراى العام abubakr08-17-06, 08:44 AM
    Re: حوار مع القاص عثمان حامد........نقلا عن الراى العام عبدالله الشقليني08-17-06, 10:53 AM
  Re: حوار مع القاص عثمان حامد........نقلا عن الراى العام عبدالله الشقليني08-17-06, 10:56 AM
    Re: حوار مع القاص عثمان حامد........نقلا عن الراى العام abubakr08-17-06, 12:36 PM
  اسئلة mohmmed said ahmed08-19-06, 11:11 PM
    Re: اسئلة Alia awadelkareem08-30-06, 05:27 AM
  حوار مع القاص عثمان حامد فاروق حامد محمد08-30-06, 06:51 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de