ولا يزال التعذيب مستمراً_ الصادق الشامى المحامي يوثق لتجربته فى بيوت الاشباح

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-04-2024, 04:21 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-09-2006, 11:17 AM

عبدالعزيز حسن على

تاريخ التسجيل: 05-02-2005
مجموع المشاركات: 1078

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ولا يزال التعذيب مستمراً_ الصادق الشامى المحامي يوثق لتجربته فى بيوت الاشباح (Re: عبدالعزيز حسن على)

    الحلقة الثانية
    ولا يزال التعذيب مستمراً_ الصادق الشامى المحامي يوثق لتجربته فى بيوت الاشباح



    * التعرف على موقع احد بيوت الأشباح:
    في إحدى المرات وأنا ذاهب إلى دورة المياه تلك رفعت عن عيني عصابتها لأتعرف على موقع الاعتقال فلفت انتباهي عدد كبير من الصناديق الصغيرة مكتوب عليها "لجنة الانتخابات القومية" فعلمت إننا معتقلون في مقر لجنة الانتخابات القومية وهو المنزل الذي يقع جنوب غرب المصرف العربي للتنمية وحتماً كان هذا احد بيوت الأشباح.
    وما يثير الاستغراب إننا طوال تلك الفترة لم يتم التحقيق معنا سوى مرة واحدة وكانت اسئلة شكلية عن الاسم والعمر والمهنة ومقر السكن والمعتقدات السياسية ولا شيء غير ذلك.
    وكنت اعجب من ذلك التحقيق فكلها معلومات معروفة لجهاز الأمن وكنا نشعر بوجود معتقلين آخرين ولكن لم نكن نراهم وانما كنا نسمع اصواتهم وحركاتهم وبما ان جميع الحرس كانوا يرتدون تلك الطواقي الصوفية الكاسية حتى الذقن ولم نكن نراهم ولا نرى المعتقلين الآخرين وانما نسمع أصوات وهكذا جاء "مصطلح بيوت الأشباح".

    * وجبات التعذيب:
    كنا نسمع مخاطبة الحرس للمعتقلين في الغرفة المجاورة وكان أول اليوم يبتدي بالمناداة على المرحوم بدر الدين لأخذ الوجبة الأولى وبالطبع لم نكن نعرف أي نوع من التعذيب يتعرض له ولكن كنا نشعر به يعود متألماً متأوهاً.
    ثم كانوا ينادونه عند المغيب لأخذ وجبة المساء. ثم يخاطبونه بقولهم تشتكينا لعمر البشير خلي عمر البشير ينفعك هنا.

    وفي إحدى المرات جاء متألماً ويبدو نازفاً وسمعنا طرقات على باب الغرفة المجاورة والحرس يخاطبونهم بعباراتهم المعهودة "مالكم يا وهم" فنلقوا اليهم حال بدر الدين وجاء الرد "ما معاكم دكتور فاروق محمد ابراهيم خلو يعالجه" فرد عليهم فاروق بأنه دكتور في الزراعة وكان ردهم العجيب "ماكلوا واحد".
    ولم نكن نسمع طوال تلك الفترة من أولئك الحراس سوى هذه العبارة الفارغة "يا وهم".

    * السخرية المؤلمة:
    كما ذكرت فقد كنا نعيش في ذلك المرحاض النتن بمساحته البالغة الضيق وافتقاره إلى التهوية ومع بواقي الفاصوليا المتراكمة واجسامنا المتسخة وملابسنا القذرة ولم نكن قد سمح لنا بالحمام او الاغتسال طوال تلك الفترة بخلاف ما قد نغسل به أفواهنا من ذلك الابريق الملوث. ولا شك ان رائحتنا كانت منفرة ولكن أشد ما كان يحز في نفوسنا سخرية اولئك الحرس منا عند فتح الباب لمناداتنا لتناول (السندوتشات) أو لأخذ أحدنا لدورة المياه فكانوا يجعلون اصابعهم على أنوفهم ويخاطبوننا بقولهم "أنتم بني آدمين أم جيف"؟ وهم يعلمون انهم سبب كل تلك القذارة وما نكابده من ألم ومشقة.

    * الحرمان من الراحة أو النوم:
    بالرغم من أننا كنا معتقلين في ذلك المرحاض الضيق والذي لا تزيد مساحته عن متر ونصف المتر مربع وبالرغم من أننا كنا أربعة معتقلين في ذلك الحيز الضيق منعدم التهوية، وكانت تلك المساحة لا تسمح بأن نجلس جميعاً فيها ناهيك عن الرقاد او النوم، إلاَّ أن أولئك الزبانية وللمزيد من ارهاق اعصابنا فقد حرصوا على القرع على الباب في فترات قصيرة متفاوتة وبصفة خاصة اثناءالليل كل ذلك بغرض ان نظل يقظين طوال الوقت ولا ننال حتى تلك الغفوة القصيرة. ومن المؤكد أنهم قد درسوا كل أساليب وأصناف التعذيب قبل أن يطبقوها علينا.
    أضف إلى ذلك عصب الأعين في فترات الخروج البسيطة لدورة المياه مما يعني حرماننا طول فترة الاعتقال من أشعة الشمس وانعكاس ذلك على صحتنا.

    * منع العلاج:
    أنا شخصياً أعاني من ارتفاع في ضغط الدم ومن تضخم في عضلة القلب وأواظب على الكشف الطبي والعلاج من الدكتور القدير سراج أبشر.
    ومنذ اليوم الأول اخطرتهم بذلك وبأني لم يسمح لي بأخذ الأدوية معي وطلبت منهم الاتصال بالأسرة لاحضارها ولكنهم رفضوا بصورة قاطعة وفي احدى المرات اصبت بإغماء بسبب ارتفاع درجة الحرارة وانعدام التهوية فخبط الاخوة في الحمام على الباب بشدة حتى اتى من ينادي "مالكم يا وهم" فاخبروه بالحاصل فقال "يعني ايه ما يموت او تموتوا كلكم بتساوا شنو يا وهم".
    ومع الاصرار على خبط الباب والقرع بشدة فتحه لبعض الوقت إلى ان افقت من تلك الغيبوبة وعلمت منهم تفاصيل المواقف التي ذكرتها وتم قفل الباب بعد ذلك ولكن لم يسمحوا لي بأي علاج أو باحضار الأدوية المطلوبة.

    * منع العبادة:
    ومنذ اليوم الأول طلبنا منهم السماح لنا بالوضوء واخراجنا في أوقات الصلاة سواء فرادي او جماعة لآداء الصلوات في أوقاتها فكان الرد "انتم مالكم ومال الصلاة وهل انتم مسلمون" يا سبحان الله ورددنا بتذكيرهم بقول الحق سبحانه وتعالى في سورة العلق:
    (ارأيت الذي ينهي، عبداً إذا صلى، ارأيت إن كان على الهدى)
    ولكن ذلك لم يحرك فيهم ساكناً بل زادهم إصراراً واستكباراً على منعنا من الوضوء والصلاة. ورفعنا أمرنا إلى الله وشكوناه له سبحانه وتعالى. ونعلم ان الصلاة لا تسقط عن المسلم في كل الأوقات ولكن لم يكن من الممكن ادؤها في ذلك المكان القذر وعلى غير طهارة فأديناها في قلوبنا وقمت بقضائها بعد ان انتقلنا إلى سجن كوبر.

    * اللهم لا غل ولا حقد:
    نحن نتعرض لك تلك المعاني وتلك الانتهاكات والآن وبعد كل هذه السنوات لا أجد في نفسي أي غل أو حقد على أولئك الحراس.. فقد كانوا أدوات وقطعاً من رقعة الشطرنج وأشعر أنهم ضحايا مثلنا تماماً لقد غسلوا ادمغتهم وسيطروا على عقولهم ومسخوا شخصياتهم ونزعوا عنهم آدميتهم وأفهموهم إن كل الذي يقومون به انما هو من اجل تمكين الاسلام والاسلام برئ مما يفعلون.
    أنا أقول هذا ولا أعفيهم من المسئولية ولكن أشعر ان المجرم الحقيقي والمسئول الأول هو الذي يحرك تلك الدمي الخشبية وهو الآمر بكل تلك الأفعال والموجه بفعلها وأياً كان موقعه في تراتبية نظام الانقاذ وهرمه وكل القابعين في قمة ذلك الهرم لانهم هم الذين اختطوا منهجاً يستحل كل حرام في سبيل استدامة سلطتهم. وأولئك المسئولون هم الذين يجب ان تطالهم المحاسبة هم الذين وجهوا اولئك الصغار بلبس تلك الاقنعة واعدوا تلك المنازل "بيوت الأشباح" لممارسة ابشع اساليب اذلال الناس واحتقار آدميتهم، وقد كانوا يحضرون بأنفسهم ويشاهدون تلك الانتهاكات ولعلهم كانوا يستمتعون بأنين المعذبين وآهاتهم.



    * قوة العزيمة والإرادة:
    لقد تمكن أولئك النفر من الجلاوزة والعسس والجلادين من تعذيب أجسامنا والحاق الأذى بها ولكنهم فشلوا في قهر ارداتنا أو النيل من عزيمتنا وكبريائنا والحق أقول إننا كنا كل ما زادت المعاناة والقهر قويت عزائمنا وازداد ايماننا بقضيتنا وازددنا اصرار على التمسك بكبرائنا وعجبنا لتلك القوة الخفية في الإنسان التي تجعله يصمد كل الصمود وينتصر على كل الأهوال والرزايا.

    * الانتقال إلى كوبر:
    وكما دخلنا تلك البيوت في منتصف الليل خرجنا منها في منتصف الليل في يوم 11/12/1989م فقد حضر الحراس في أول المساء وأخبرونا بأن أجلنا قد دنا إذ جاء وقت أخذنا إلى الدروة وتنفيذ الاعدامات، وجمعونا في تلك الليلة ولأول مرة عرفنا أسماء جزء ممن كانوا معنا واحضروا حافلة ووضعونا فيها ونحن لا نزال معصوبي الأعين وتحركت العربة لا ندري إلى أين؟ وكنا نسمع أصوات البنادق وأصوات حراس آخرين حتى لقد صدقنا لأول مرة أن تلك هي الدروة وعندما طلب منا رفع عصابات الأعين وجدنا أنفسنا في بوابة سجن كوبر.
    هل تصدقوا إن أحداً يفرح لدخوله السجن كما يفرح لذهابه لمنزله؟ والله لقد فرحنا عندما علمنا أننا انتقلنا لسجن كوبر فقد كان في ذلك خلاص لنا من ذلك العذاب المقيم، فنحن نعلم أن ضباط السجون كما عهدناهم أكثر التزاماً بقوانين السجون وأكثر حرصاً على انفاذها ولن ينالنا منهم أذى او اهانات او انتقاص من اي من حقوقنا كافة.

    * المفاجأة داخل سجن كوبر:
    في الساعات الأولى من الفجر حضر مدير سجن كوبر اللواء م. الكامل محمد سليمان وعندما قدم له الحرس الأمر بإدخالنا سجن كوبر وشاهد حالتنا رفض استلامنا. وقال انه لا يمكن استلام معتقلين بهذه الحالة وبعضهم مشرف على الموت وهذه مسئولية بالنسبة له وبالنسبة للسجن لذلك أخطر حرس الأمن بإرجاعنا من حيث جئنا.

    وكنت أعرف الكامل معرفة شخصية امتدت منذ تزاملنا بالدراسة في مدرسة مروي الوسطى وأنا في ثلاثة دفع قبله دفعه في المدرسة وتربطني به صلة قربى، وعندما كنت أعمل قاضياً مقيماً في مدينة الدامر سنة 1970م كان هو ملازماً أولاً في سجن الدامر فاخذته جانباً وشرحت له أين كنا وبايجاز ما تعرضنا له من صنوف التعذيب والانتهاكات وانه اذا اراد أن يخدمنا فعليه أن يقبل بإدخالنا سجن كوبر.

    ففكر ملياً وتشاور مع نائبه العقيد م. موسى أحمد الماحي ثم اجاب حرس الأمن بأنه سيقبل بإدخالنا السجن ولكن شريطة أن يتم كشف طبي علينا جميعاً بواسطة أطباء السجن وكتابة تقرير طبي عن حالة كل منا.

    وبالفعل قام بإجراء بعض الاتصالات وحضر طبيب السجن على عجل وقاموا بإجراء الكشف الطبي على كل منا ووصف الحالة ولقد تحصلت منظمة العفو الدولية على نسخة من ذلك التقرير وقامت بنشره وتوزيعه بواسطة فروعها في كل العالم مع صور لبعض من كانوا في بيوت الأشباح. ولا يفوتني في هذا المقام إلاَّ الإشادة باللواء م. سجون الكامل محمد سليمان ونائبه العقيد م. موسى الماحي فقد كانت معاملتهم لكل المعتقلين تحفظياً بسجن كوبر يسودها الاحترام وتوفير كل الحقوق من غذاء وعلاج وكتب ورياضة بل ادخل التلفزيون وكانت النتيجة إحالة كل منهما للمعاش المبكر بحجة معاملتهم الطيبة للمعتقلين.

    التقرير الطبي:
    بناء على طلب سلطات سجن كوبر الخرطوم بحري- قمت بالفحص على المعتقلين الذين ادخلوا سجن كوبر بتاريخ 11/12/1989م وجاءت حالتهم الصحية كما يلي:

    1. د. حمودة فتح الرحمن: جروح وكدمات ورضوض "كلمة غير مقرؤة" على الرجل اليمنى واليد الشمال والفخذ اليمين.
    تجدر الإشارة إلى أن حمودة طبيب وقد ساءت حالته الصحية للغاية بعد دخوله سجن كوبر من آثار ذلك التعذيب وكاد يصاب بالشلل الكامل وأصبح لا يقوى على السير بالعصى وعند سفره لخارج السودان أجريت له عمليات. ولقد قابلته قبل عامين بالمملكة المتحدة ووجددته لا يزال يعاني من تلك الآثار.

    2. هاشم بابكر رجب: جروح ورضوض على الظهر والأرجل.

    3. الشيخ قمر احمد: كدمات ورضوض على الرجلين.

    4. إبراهيم نصر الدين هاشم: جروح وكدمات ورضوض على الرقبة والفخذ الأيمن.

    5. منصور اسحق اسرائيل: جروح وكدمات على الظهر والرجلين من آثار ضرب بالحذاء "وهو صيدلي سوداني ويتميز بالروح العالية والابتسامة الدائمة في احلك الظروف".

    6. د. فاروق أحمد ابراهيم: كدمات ورضوض على الظهر والفخذين وجروح على اليدين.
    7. الصادق سيد أحمد شامي: كدمات ورضوض على الظهر والفخذين واليدين.

    8. عبد المنعم عبد الرحيم: آثار ضرب بالأحذية على الظهر والفخذ اليمين.

    9. جعفر بشرى علي: آثار ضرب بالأحذية على الظهر والفخذ اليمين.

    10. عباس حسن وهبة: آثار ضرب بالسوط على الظهر وكدمات ورضوض على اليد اليمين والفخذ اليمين.

    11. د. طارق إسماعيل: آثار ضرب بالسوط على الظهر واليدين والفخذ اليمين.

    12. عبد الله بشير ابو ساق: كدمات ورضوض "وكلمة غير مقرؤة" على اليد اليمين والفخذين.

    13. هاشم محمد احمد: مهندس "آثار ضرب بالسوط بالفخذ اليمين ورضوض وكدمات.

    14. محجوب احمد الزبير: كدمات ورضوض على اليدين وآثار ضرب بالسوط على الظهر والفخذ اليمين.

    15. عبد المنعم محمود صالح: آثار ضرب بالأحذية على الظهر والفخذ اليمين.

    16. قاسم محمد عبد الله: آثار ضرب بالسوط على الظهر ورضوض وكدمات على الفخذ اليمين.

    17. الأمين سليمان عبد الله: آثار ضرب بالسوط على الظهر

    18. عز مرقص: آثار ضرب بالأحذية على الظهر

    19. صالح عبد الرحمن أبو نائب: آثار ضرب بالسوط على الظهر.

    التوقيع الطبي: سجن كوبر الخرطوم بحري
    من التوقيع القسم الطبي- بسجن كوبر الخرطوم بحري "وتجدر الإشارة إلى أن الذي تولى ذلك الكشف الطبي هو دكتور حريز ومعه آخر وقد حرر التقرير في 11/12/1989م.

    * استمرار الحجز ببيوت الأشباح:
    نحن الذين نقلنا في سجن كوبر من مقر اعتقالنا بمنزل اللجنة القومية للانتخابات كان عددنا تسعة عشر. ولكن من المؤكد ان ذلك العدد كان جزءاً يسيراً من العدد الكلي للمعتقلين في ذلك الموقع. ففي دورة المياه تلك كنا أربعة أشخاص وقد خرجت أنا فقط في ذلك اليوم. وبقى بنفس الموقع كل من المرحوم المهندس/ عبد الله السني والمحامي/ عبد الرحمن الزين والمهندس عبد الجليل محمد حسين ناهيك عن باقي المعتقلين ببيوت الأشباح الأخرى. ورغم كل ذلك فلا تزال اجابات المسئولين عن بيوت الأشباح انها مجرد اشاعات ولذلك تأتي أهمية مطالبة استاذنا/ محجوب عثمان بضرورة التدوين والتوثيق.

    أساليب وأصناف التعذيب:
    لقد تعددت وتنوعت أساليب التعذيب في بيوت الأشباح ونقول عن تجربتنا أنها شملت:

    * الحجز في دورة مياه ضيقة وبها مياه آسنة ولا منفذ للهواء.

    * ضيق المكان لا يسمح للمعتقلين وعددنا أربعة بالجلوس في وقت واحد ناهيك عن النوم والراحة والحرمان من النوم بالضرب على الأبواب في أوقات مختلفة بالليل وبالمناداة على الأسماء

    * عدم توفير الغذاء وذلك بالاعتماد على سندوتش واحد طوال اليوم وملئه بالشطة مما يجعل الوجبة الأساسية هي رغيفة الخبز الجاف طوال اليوم.

    * عدم توفير المياه النقية والشرب مرة واحدة من مياه ملوثة ومرة واحدة في اليوم.

    * الحرمان من الدواء والعلاج والكشف الطبي.

    * عصب الأعين في فترة الخروج البسيط مما يعني الحرمان من أشعة الشمس طوال فترة الاعتقال.

    * التعرض للاهانات والاساءات الجارحة والسب والنداءات بصورة مستمرة.

    * الضرب بالسياط والركل بالأرجل وبمؤخرة البندقية "الدبشق"

    * الحرمان من الاغتسال او النظافة او استعمال المعجون او السواك او الصابون والحمام.

    * الحرمان من الراحة والنوم او حتى مجرد الغفوة القصيرة ذلك بالطرق المستمر على الباب وبصفة خاصة اثناء الليل.

    * صب المياه الباردة والثلج في برد الشتاء علينا.

    * الحرمان من الحق في العبادة.

    * السخرية والاهتزاء بعد تعرض المعتقلين لمواقف صبيانية.

    الملاحقة داخل سجن كوبر:
    بعد الشكف الطبي وقبول مدير السجن ادخالنا لسجن كوبر كنا نعتقد أننا سوف ندخل في عنابر السجن العادية وكنت أسأل عن موقع اعتقال الصديق/ سيد عيسى ولعلنا نكون سوياً فأخطرني اللواء م. الكامل محمد سليمان أن الخطاب الذي احضرنا به من بيوت الأشباح به أمر من سلطة الأمن بأن يوضع كل منا في حبس انفرادي لمدة ثلاثة أشهر وبذلك فقط ظلت سلطة الأمن تلاحقنا حتى بعد تحويلنا لسجن كوبر فأخذنا إلى الحبس الانفرادي لنقضي به تلك الفترة.

    ولكن الغريب أن سلطات الأمن أمرت بان يضاف لذلك الحبس الانفرادي معتقلين آخرين لم يكون معنا ببيوت الأشباح وانما كانوا معتقلين في سجن كوبر وبذلك فقد ادخل إلى الحبس الانفرادي كل من الأمير/ عبد الرحمن نقد الله نسأل الله ان يسبغ عليه عافيته ويرد له صحته انه سميع الدعاء.
    كما شملت كل من الأساتذة محمد إبراهيم نقد والتجاني الطيب ولواء شرطة جنوبي أسمه غوردون لا ادري اين هو الآن.

    * النشر والتوثيق:
    ولقد اهتمت منظمة العفو الدولية بنشر وقائع بيوت الأشباح وأصدرت مجموعة متلاحقة من نشراتها عن معتقلي بيوت الأشباح ونبذة عن كل منهم ووقائع ممارسات التعذيب التي حصلت له مع صور أولئك المعتقلين كما قامت بنشر التقرير الطبي الذي أشرنا أليه وارسلت عشرات الاحتجاجات لحكومة السودان وبصفة خاصة وزارة العدل والهيئة القضائية والسلطة التنفيذية.

    كما وأن بعض المعتقلين في بيوت الأشباح قد قاموا بنشر وتوزيع ما تعرضوا له واصدر د. أمين مكي مدني كتاباً بالانجليزية بالمعلومات التي استطاع جمعها وتوثيقها تحت عنوان الجرائم ضد الإنسانية في القوانين السودانية كما وأن القائد النقابي المرحوم علي الماحي السخي اصدر هو الآخر كتاباً نشر بلندن عن تلك الوقائع، وأصدر الصحافي سيد أحمد عتيق آخر كتاب عما استطاع جمعه وتوثيقه حول تلك الوقائع وكل ذلك محمود ومقدر.

    * ثم ماذا بعد:!
    أعتقد أنه آن الأوان للاستفادة من تجارب بيوت الأشباح المؤلمة ووضع الضوابط والضمانات حتى لا تتكرر مثل هذه الممارسات البشعة في المستقبل وأخذ العبرة والدروس والمسائل الجوهرية اللازمة في هذا الشأن.

    1. إلغاء او تعديل قانون الأمن الوطني لسنة 1998م وجعل سلطات الجهاز قاصرة على جمع المعلومات.
    2. منع الاعتقال التحفظي منعاً باتاً وجعل الاعتقال قاصراً على الأوامر القضائية وفي أماكن اعتقال قانونية خاضعة للرقابة القضائية.
    3. تعديل قانون الصحافة ومنحها مزيداً من حرية النشر والحق في تدفق المعلومات.
    4. المزيد من الحقوق والحريات للعمل النقابي ومنظمات المجتمع المدني.
    5. التحقيق القضائي في الانتهاكات التي تمت ومعرفة الحقيقة وبعد ذلك النظر في العفو او المصالحة أو التعويضات أي معالجة شاملة في هذا الشأن تدعيماً لبناء السلام.
    6. تعديل القوانين بما يجعل جريمة التعذيب جريمة غير خاضعة للتقادم ووضع عقوبات مغلظة على مرتكبيها وتعويض المجني عليهم.
    7. دفع حكومة السودان للتصديق على كافة المواثيق والعهود والبروتوكولات الدولية التي وقعت عليها ولم تصدق وبالتوقيع والمصادقة على المواثيق والمعاهدات والبروتوكولات الأخرى المتعلقة بالحريات الأساسية وحقوق الإنسان.
    8. وفي خاتمة هذه الورقة لابد أن أسجل عظيم تقديري واحترامي لمجموعة الرجال والشباب الذين مروا بهذه التجربة والمعاناة القاسية والأليمة ولما أظهروا من صبر وجلد وتحمل للشدائد والظلم والحيف فلم يضعفوا او يستكينوا او تلين قناعتهم ونأمل أن تنتظم كلمتهم وأرداتهم حتى لا تتكرر هذه التجربة على آخرين خاصة وأن التعذيب لا يزال مستمراً.

    المصدر
    http://www.alayaam.info/index.php?type=3&id=2147504171&bk=1
                  

العنوان الكاتب Date
ولا يزال التعذيب مستمراً_ الصادق الشامى المحامي يوثق لتجربته فى بيوت الاشباح عبدالعزيز حسن على08-09-06, 10:49 AM
  Re: ولا يزال التعذيب مستمراً_ الصادق الشامى المحامي يوثق لتجربته فى بيوت الاشباح عبدالعزيز حسن على08-09-06, 10:52 AM
    Re: ولا يزال التعذيب مستمراً_ الصادق الشامى المحامي يوثق لتجربته فى بيوت الاشباح عبدالعزيز حسن على08-09-06, 11:04 AM
      Re: ولا يزال التعذيب مستمراً_ الصادق الشامى المحامي يوثق لتجربته فى بيوت الاشباح عبدالعزيز حسن على08-09-06, 11:17 AM
        Re: ولا يزال التعذيب مستمراً_ الصادق الشامى المحامي يوثق لتجربته فى بيوت الاشباح عبدالعزيز حسن على08-09-06, 11:33 AM
          Re: ولا يزال التعذيب مستمراً_ الصادق الشامى المحامي يوثق لتجربته فى بيوت الاشباح عادل فضل المولى08-09-06, 12:59 PM
  Re: ولا يزال التعذيب مستمراً_ الصادق الشامى المحامي يوثق لتجربته فى بيوت الاشباح Nasr08-09-06, 01:43 PM
    Re: ولا يزال التعذيب مستمراً_ الصادق الشامى المحامي يوثق لتجربته فى بيوت الاشباح Mustafa Mahmoud08-09-06, 01:53 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de