|
Re: قصة تيس ستي مريم رضي الله عنها (Re: المسافر)
|
حتى يتضح لهذا الشاب أنه يسخر من موروث أهله وقريته يعرف الجميع أن ما ذكره هنا بأسم السيدة الشريفة مريم ( رضي الله عنها ) لا يمسها شيء من ذكر اسمها مرتبط بالتيس ( الوقف )
لا يخفى على الجميع ما تمثله الأغنام في حياة أهل القرى ، فهي اساس حياتهم حيث تزودهم باللبن يشربون ويأكلون ويدهنون ، ويبيعون من انتاجها ، فهي مالهم وهي حياتهم، وربما تكون عنزة واحدة بمقام رجل يزود عن حياة إمرأة بائسة في دار خالية..
وقد عرف وتكرر أن تكون الفحول التي يتم الإستيلاد منها عند من يمنع الماعون .. وليس كل الناس لديهم المقدرة لكي يوفر المأكل للتيس الذكر الذي لا يدعمه في حياته اليومية وخاصة إن التيس الذكر الذي يخصص لتعشير الماعز يصبح صعب المراس ، يحتاج للكثير من الغذاء.. ولطبيعة حياة الماعز وأنها تغرز عن انتاج اللبن ولابد من يتم ( تعشيرها ) وولادتها لكي تأتي باللبن من جديد وتتكاثر .. فلابد من جلب التيس من مكان ما.. بعض من يهتمون بتربية الماعز يحتفظ بمثل هذا التيس ولكن لا يسمح بذهابه للآخرين.. لذلك أصبح من المتعارف عليه ترك أحد التيوس وقف ملك للجميع يتشاركون في تربيته ويتبادلون المنفعة منه ، وحتى لا يصاب التيس بأذى من الأطفال أو من آخرين يطلق ويشاع بين الناس أن هذا التيس وقف للولي الصالح فلان.. كما هو معروف بعض القرى من عدم إيذاء هذا التيس ( أو ضربه ضرب غرائب الإبل) .. ومعروف أن المزارعين يضربون البهائم الغريبة لإبعادها عن زراعتهم .. ولكن التيس الوقف يحظى بالاهتمام وربطه وتقديم العلف له وذلك تبادلا للمنفعة في تلك المجتمعات الفقيرة التي تتكافل وتتكاتف في أغلب حياتها..
هذا شيئ يتعلق بتراث كان موجود لا ينكره أحد ، وأن العمل على إثارة مثل هذا الموضوع مع الموضوعات الأخرى أعتبره عمل موجه للاستهزاء والضحك على تراث هذه المجتمعات .. فهو من غير ذي نفع
لقد قابلت شخص كبير في السن كان يعمل سائق لدى السيدة الشريفة مريم .. ومن ضمن الحديث الذي دار بيننا سألته .. هل كان يقبض راتب شهري أم أنه يعمل بالسخرة.. وغرضي لمعرفة دوافع العمللديه.. فذكر أنه كان يقبض راتب شهري ، وأنه لا يعتقد مثل غالب الناس بأنه يجب عليه التبرع بعمله من أجل شخص، وأنه لازمها في العمل لفترة طويلة وأنه طوال تلك الفترة كان يعتقد أنها كانت شخص مثل كل الأشخاص، ولكن كان يفضل أن يعمل لديها أكثر من العمل لدى خواجة ينقل الخمر.. وانه يوجد عمل سائق في مجالات كثيرة ن وأن ذلك الوجود والعمل كان يمثل حياة لكثير من الناس ، البعض يرى أنه سخرة والآخر يرى أنه سبيل للحياة.. لأن الفقر كان في كل مكان، وكان الذين يلتفون حول رجال الدين كانو يعيشون حياة تمثل الواقع .. وذكر لي انه ذهب لأغلب بقاع السودان ولم يجد قرية أو مكان لم يقوم على وجود ولي أو عالم دين تجمع حوله الناس .. فكانت تلك إلتفاتة يؤكدها الكثير من الناس..
الآن عدنا لنسخر من شيئ كان يمثل قيمة في حياة الإنسان في تلك البقاع القفر
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
قصة تيس ستي مريم رضي الله عنها | Hassan M Saeed | 08-03-06, 10:33 PM |
Re: قصة تيس ستي مريم رضي الله عنها | Hassan M Saeed | 08-03-06, 11:08 PM |
Re: قصة تيس ستي مريم رضي الله عنها | هشام هباني | 08-04-06, 00:12 AM |
Re: قصة تيس ستي مريم رضي الله عنها | aosman | 08-04-06, 00:09 AM |
Re: قصة تيس ستي مريم رضي الله عنها | هشام هباني | 08-04-06, 09:40 PM |
Re: قصة تيس ستي مريم رضي الله عنها | المسافر | 08-04-06, 11:40 PM |
Re: قصة تيس ستي مريم رضي الله عنها | المسافر | 08-05-06, 01:53 AM |
Re: قصة تيس ستي مريم رضي الله عنها | Mustafa Mahmoud | 08-05-06, 08:23 AM |
Re: قصة تيس ستي مريم رضي الله عنها | Hassan M Saeed | 08-05-06, 10:20 AM |
Re: قصة تيس ستي مريم رضي الله عنها | Hassan M Saeed | 08-05-06, 11:02 PM |
Re: قصة تيس ستي مريم رضي الله عنها | هشام هباني | 08-06-06, 02:28 AM |
|
|
|