الصراع السياسى للصحابة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-18-2024, 09:18 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-31-2006, 05:17 AM

ماجد حسون
<aماجد حسون
تاريخ التسجيل: 01-18-2005
مجموع المشاركات: 1384

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الصراع السياسى للصحابة (Re: ماجد حسون)

    ما أن أزدحم الأنصار على أبي بكر يبايعونه، حتى هرع رجل منهم إلى الإمام ينقل إليه خبر السقيفة، فسأله الإمام: وبماذا احتجوا على الأنصار؟

    قال الرجل: احتجوا بأنهم عشيرة الرسول وأولياؤه والسابقون إلى الإيمان به ونصرته، هنا أطلق الإمام بيانه الأول ضد هذه المؤامرة، قال (عليه السلام): (احتجوا بالشجرة وضيعوا الثمرة)(17).

    2- ما أن أتم الإمام علي تجهيز الرسول ودفنه حتى أنطلق مع زوجته فاطمة الزهراء (عليهما السلام) يستنفران الأنصار لنقض هذه البيعة، ويذكرانهم بتعاليم القرآن ووصايا النبي بجعله إماماً للمسلمين واجب الطاعة والمودة، فما كان الأنصار يزيدون على أن يقولوا: (يا بنت رسول الله، قد مضت بيعتنا لهذا الرجل، ولو أن زوجك سبق إلينا ما عدلنا به أحداً)، فكان عليه السلام يقول:

    (أفكنت أدع رسول الله في بيته لم أدفنه وأخرج فأنازع الناس سلطانه؟) وتقول فاطمة (عليها السلام): (والله ما صنع أبو الحسن إلا ما ينبغي له، ولقد صنعوا ما الله حسيبهم عليه وطالبهم به)(1.

    3- أمتنع الإمام علي عن بيعة أبي بكر، واعتصم في بيته مع عدد من أصحاب رسول الله من مهاجرين وأنصار لا يجاوز عددهم الأثني عشر رجلاً منهم: الزبير وطلحة وخالد بن سعيد والمقداد وسلمان الفارسي وأبو ذر الغفاري وعمار بن ياسر، والبراء بن عازب، وحذيفة بن اليمان وابن الثيهان وعبادة بن الصامت(19)، فقرر أبو بكر وعمر اقتحام البيت عليهم وإرغامهم على البيعة بالقوة والعنف.

    وهكذا حاصروا بيت الإمام علي في جمهرة كبيرة من الأنصار والمهاجرين على رأسهم عمر وخالد بن الوليد والمغيرة بن شعبة وأبو عبيدة بن الجراح وسواهم وقد رموا أكواماً من الحطب خلف الباب يهددون بحرقه ما لم يخرج من فيه من المعتصمين لبيعة أبي بكر(20).

    وجُرّوا من البيت إلى المسجد مرغمين، وبايعوا مكرهين، وامتنع علي عن البيعة رغم التهديد والوعيد والجدال الشديد، ونقتطف جزءاً يسيراً من الحوار الذي دار في ذلك الموقف بين علي وعمر:

    - بايع أبا الحسن وأدخل فيما دخل فيه المسلمون.

    - أكلما دخل المسلمون في أمر طائعين أو مكرهين دخلنا معهم؟ ألا تعلم يا عمر أنه لا يقاس بآل محمد أحد وقد جُعلوا للناس أئمة لا تبعاً؟!.

    - يا أبا الحسن لقد تقدمك المسلمون بالبيعة لأبي بكر فالحق بهم ولا تتخلف عن قومك.

    - ما أبعد ما تقول يا عمر، ألم تسمع رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: (لا تقدّموهم فتهلكوا ولا تتأخروا عنهم فتضلوا ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم)(21).

    - يا أبا الحسن إن أبا بكر في فضله وسنه وسابقته لجدير بالخلافة.

    - أنا أحق وأجدر بها منك ومن صاحبك يا عمر، ولئن كنتم نسيتم أو تناسيتم يوم غدير خم، يوم بخبختم لي وبايعتموني أنت وصاحبك والمسلمون، فإني أحتج عليكم بحجتكم التي غلبتم بها الأنصار، ألستم قد احتججتم عليهم بمكان رسول الله منكم؟ فأنا ألصق به مكاناً وأقرب إليه نسباً وصهراً، ألستم تعلمون أنني أخوه وابن عمه ووزيره وصهره، وأنا منه كهارون من موسى، فأنصفونا إن كنتم تخافون الله، واعرفوا لنا من الأمر مثلما عرفت الأنصار لكم، فوالله لقد احتججتم بالشجرة وضيعتم الثمرة، فأنصفونا من أنفسكم إن كنتم تؤمنون، وإلا فبوءوا بالظلم وأنتم تعلمون(22).

    - بايع يا علي فانك لست متروكاً حتى تبايع.

    - احلب يا ابن الخطاب حلباً لك شطره، واشدد له أمره اليوم يردده عليك غداً. لا والله يا عمر لا أقبل قولك ولا أطيع أمرك، ولا أخاف وعيدك ولا أخشى تهديدك، ولا أبايع صاحبك(23).

    وهنا تدخل أبو عبيدة بن الجراح يلطف الجو المتوتر، ويستأنف الضغط على عليّ لينتزع منه البيعة لأبي بكر. قال أبو عبيدة:

    - يا ابن عم، إنك حديث السن، وهؤلاء مشيخة قومك ليس لك مثل تجربتهم ومعرفتهم بالأمور، ولا أرى أبا بكر إلا أقوى على هذا الأمر منك وأشد احتمالاً له واضطلاعاً به، فسلم الأمر لأبي بكر، فإنك إن تعش ويطل بك بقاء، فأنك لهذا الأمر خليق وبه حقيق في فضلك ودينك وعلمك وفهمك وسابقتك ونسبك وصهرك.

    - الله الله يا معاشر المهاجرين، لا تخرجوا سلطان محمد عن داره وبيته إلى دوركم وبيوتكم، ولا تدفعوا أهله عن مقامهم في الناس وحقهم في الخلافة، فو الله يا معاشر المهاجرين، لنحن - أهل البيت - أحق بهذا الأمر منكم ما كان منا القارئ لكتاب الله، الفقيه في دين الله، العالم بسنن رسول الله، المضطلع بأمر الرعية، القاسم بينهم بالسوية. والله إن هذا الأمر لفينا نحن أهل البيت، فلا تتبعوا الهوى فتضلوا عن سبيل الله وتزدادوا من الحق بعداً(24).

    وإذ يلاحظ عمر تغير وجه المهاجرين وتأثرهم بكلام علي وما أدلى به من الحجج والبينات، يشتدّ على عليّ قبل أن ينقلب الموقف ويتغير الحال لصالح علي فيقول بلهجة غاضبة ولسان متوتر منفعل:

    - لاخيار لك يا ابن أبي طالب، وإنه لابد لك من البيعة.

    - وإن أنا لم أفعل فمه؟

    - إذن والله الذي لا إله إلا هو نضرب عنقك!!

    - إذن والله تفتلون عبد الله وأخا رسوله.

    وشجع كلام عمر وسكوت أبي بكر رجلاً ثالثاً هو خالد بن الوليد، فتنطع للمهمة الصعبة وجرد سيفه من غمده ورفعه بيده وهو يهزه في وجه علي ويقول: بايع وإلا قتلتك.

    وتهيجت نفوس المهاجرين والأنصار وتوترت أعصابهم وماجت قلوبهم وأفئدتهم بالإشفاق والخوف واهتزت وجداناتهم بالقلق والرعب، وبين دهشة الحاضرين، وتحفز فاطمة، وصراخ الحسنين، وتعلق الأبصار بالسيف المصلت فوق رأس علي، امتدت يدا أبي الحسن إلى خالد بن الوليد فأخذتا بمجامع ثوبه ورفعتاه عالياً - كعصفور ضعيف في يدي نسر - ثم ألقتاه أرضا، فوقع خائر النفس واهن العزيمة مرعوب الفؤاد مرتجف القلب فوق سيفه الذي أفلت من يده.

    وهنا فقط تدخل أبو بكر قائلاً: خلّوا عن عليّ أيها الناس.

    واعترض عمر مغضباً وقد أكل الغيظ قلبه: لا تتركه قبل أن يبايع يا أبا بكر. وأسكته أبو بكر حاسماً الموقف: لا والله يا عمر، لا أكرهه على شيء ما دامت فاطمة بنت محمد إلى جنبه(25).

    وأدرك عمر - كما أدرك علي - مغزى ما ترمي إليه كلمات أبي بكر من تهديد ووعيد مؤجل.

    ما أكثر ما ينس عمر وما أسرع ما يذكّره أبو بكرّ!! كيف غاب عن وعي عمر قول النبي (صلى الله عليه وآله) لا بنته فاطمة: أنت أول أهل بيتي لحوقاً بي؟!

    انتهت الجولة الأولى من الصراع، وهرع علي إلى قبر أخيه وابن عمه رسول الله (صلى الله عليه وآله) يبثه الأشجان ويشكو إليه الأحزان:

    - يا ابن أم، إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني(26)، ولولا وصية أوصيتني بها وعهد عهدة به إليّ بالصبر وعدم الاحتكام إلى السيف لما كنت أضعف القوم، اللهم رضىً بقضائك وصبراً على بلوائك.

    وبقي علي بعد ذلك ستة أشهر معتزلاً في بيته لم يبايع لا هو ولا أحد من بني هاشم، فلما توفيت فاطمة (عليها السلام) انصرفت وجوه الناس عن علي، وتغيروا عليه وفقاً لتوجهات الخليفة الحاكم وأعوانه وازلامه، ورأى كذلك تموجات فتنة المرتدين وما رافقها من امتناع أقوام عن دفع الزكاة للخليفة غير الشرعي، فرأى أن ينهي هذا الموقف بعد أن أعذر إلى الله ورسوله وإلى المسلمين، فبايع وبايع بنو هاشم إيثاراً لمصلحة الإسلام العليا بعد أن آثر خصومه مصالحهم الشخصية والقبلية.
                  

العنوان الكاتب Date
الصراع السياسى للصحابة ماجد حسون07-31-06, 05:00 AM
  Re: الصراع السياسى للصحابة ماجد حسون07-31-06, 05:10 AM
  Re: الصراع السياسى للصحابة ماجد حسون07-31-06, 05:17 AM
  Re: الصراع السياسى للصحابة ماجد حسون07-31-06, 05:33 AM
  Re: الصراع السياسى للصحابة ماجد حسون07-31-06, 06:02 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de