برمجة العقل ... درس في أبجديات أدب الخلاف

Quote: لكنني أبرز للسطح حقيقة أننا شعب هكذا ، نهوى الخلاف ونشخصنه ، أى خلاف في أى تفصيل مهما دق فهو إنهيار للمعبد بمن وما فيه . كيلا أرمي الكلام على عواهنه ، أطلب منك صديقي ود قاسم أن تبحر في تاريخ أحزابنا السياسية ( وأنت من تملك أدوات الإبحار ) ، نشأتها وانفصالاتها وانشقاقاتها وإعادة إندماجها ثم إنفصالاتها مرة أخرى وليت ذلك كان يتم لخلاف على المسائل الجوهرية في الأفكار التي بنيت على أساسها الأحزاب . فذلك كان و ما إنفك وسيظل يحدث لخلاف في غالبه خلاف ( أو إتفاق ) شخصي بين رأسين من الرؤوس . دائرة تتسع رأسياً وأفقياً . هل يستطيع الآن أحد أن يحصي لنا بسهولة عدد ( أحزاب ) الأمة ويحصي لنا ( الأحزاب ) الإتحادية ولم تسلم من التشظي الأحزاب العقائدية شيوعي وحق الأولى وحق الثانية ومؤتمر وطني وشعبي ولم يسلم من هذا التشظي حتى أكثر الجماعات الفكرية إنضباطاً مثل الأخوان الجمهوريين فيوم نسمع بظهور تنظيم سياسي يحمل هذا الإسم ويأتي الرد سريعاً من فصيل آخر بعدم وجود تنظيم وأن أى واحد يتكلم بصفته الشخصية. أعرج بعد ذلك لما يحدث في منبرنا هذا الذي أسميناه ( بحق ) وطناً . الخلاف الفكري أو إختلاف زاوية الرؤيالأى موضوع أياً كانت درجة أهميته تقود حتماً لخلاف شخصي تستخدم فيه كل الأسلحة والعبارات وتنتهك فيه الأعراض .( نظرة للخلافات الشهيرة التي تسود صفحات المنبر قل لي بربك فم كان أصل الخلاف وكيف تدرج وإلى ماذا وصل ) ما يزيد الأمر ألماً أن ذلك يحدث من نخبة أو صفوة المرجو منها أن تقدم ( مثالاً ) لأدب الخلاف . هذا أمر حدا بكثيرين ممن يرجون لأنفسهم وقاراً أن يبتعدوا أو يقصروا مداخلاتهم مع قلة يثقون في اتساع درجة الوعى عندهم للدرجة التى تمكن من تقبل وجهة النظر الأخرى .و أصدقك القول إنني لم أكن ( لأتجرأ ) وأكتب هذه المداخلة لو لم تكن أنت ( ود قاسم ) صاحب البوست ، فأنت من مجموعة ( أتفسح ) في إبداء الرأى المغاير دون الخوف من ( شكلة جاهزة ) . ما أود أن أخلص له أن الخلاف موجود فينا وفي ( جيناتنا ) وهو طبع من طبائع الحياة فالله تعالى قد خلقنا من ذكر وأنثى وجعلنا شعوباً وقبائل لنتعارف لذلك يكون الصحيح هو أن ننتقد الأفكار وليس الأشخاص فذات ( الشخص ) الذي تنتقد رؤيته في موضوع ما اليوم قد تتفق معه في رؤية أخرى لموضوع آخر غداً فالأصوب إذاً أن نوقر الشخص أياً كان إتفاقنا أو إختلافنا لما يحمل من فكر ( اليوم ) .