|
Re: عِبيلة و يُمْنة ... قصص سودانية من السلف و الخَلَف (Re: ابو جهينة)
|
القصة الأولى : ( من فات قديمو ... تاه )
قالت (عِبيلة) و هي تروح و تجيء بأصابعها على ( مسيرة ) شعرها المنسدلة حتة كتفيها و ما تحتهما :
حكى أبي عن جده ( العَنَجي ) عن جدته ( الأكسومية ) عن أبيها المسمى ( الطمباج ) :
نظرتْ نملة إلى جسدها النحيل على صفحة بركة ماء قرب مضارب قومها .. تململتْ .. و تنحنحتْ .. و إمتعض وجهها .. و وقف قرنا إستشعارها في حالة إستنفار .. ثم أضمرتْ أمراً ..
إنسربتْ من بين أغصان الدغل و أشجار الأحراش حتى وصلتْ إلى مملكة النحل. و هناك إشتكتْ لذكر النحل بأنها منبوذة لصغر حجمها و سواد لونها .. و أن ما تجمعه .. يدوس عليه الفيل و ما دون الفيل حجماً و شأناً .. أشفق عليها ذكر النحل و قال لها : كيف لي أن أخدمك ؟ قالت على إستحياء : تزوجني على سنة الغاب و وحوشه. فعاشرها معاشرة الغريب للغريبة .. حتى إنتهى موسم الفصال ..
وضعتْ بيضها و إنتبذتْ به ( حفرة ) قصية .. تشرنقتْ البيضات .. ثم تيرْقنتْ .. ثم خرجتْ جموع النمل الصغيرة ... تنادى معشر النمل .. تجمعوا حول هذا الجنس الجديد .. ذو الأجنحة .. ثم قال ملك النمل كلمته : يا معشر النمل .. بإسم جدنا الأكبر الذي نادى جموعنا خوفاً من أن يحْطمها سليمان و جنوده .. فقد قررتُ بأن تأخذ هذه النملة هذا المسْخ من ديارنا و ترحل عنا ..
فحملها أبناءها و طاروا بها .. و في الطريق تفرق شملهم في أركان المكان الأربعة ...
و تلك حكاية أخرى.
|
|
|
|
|
|
|
|
|