|
Re: زهير السرّاج: أفكر في اعتزال الكتابة لشعوري بأنني جزء من خدعة كبري إسمها الإنقاذ (Re: مكي النور)
|
مناظير الثورة أم المتعة؟!
زهير السراج [email protected]
* تظاهروا، اعتصموا، اضربوا، نظموا أنفسكم في نقابات واتحادات وأحزاب..أيها الناس!! كل هذه وسائل مشروعة ودستورية للتعبير عن الرأي!!. * لاتعتمدوا على الصحف فقط... لتنقل اصواتكم وآراءكم واحتجاجاتكم وانتقاداتكم للحاكم والمسؤولين الذين يقرأون الصحف كما يقرأون قصص(أرسين لوبين) للحصول على المتعة والاثارة.. ثم يقهقهون..أو يتجهمون..بدون أن يغيروا ما بأنفسهم من استخفاف بالمواطنين!. * بعض الصحف التي تقرأونها وتراسلونها وتبثونها همومكم وأحزانكم هي صحف الذين ترفعون أياديكم ليل نهار للجبار المنتقم أن يقتص لكم منهم!. * يصرفون عليها صرف من لا يخشى الفقر لتشتمهم..فيتنفس الناس، حتي لا (تفرقع) النفوس المنتفخة، وتحفر للظالمين هاوية عميقة تبتلعهم!!. * هي صنابير تفريغ... لا وسائل وعي ومعرفة.. وتعبير عن الرأي والفكر!. * جاءني قارىء قبل بضعة شهور، واشتكى من ظلم شديد وقع عليه من احد المسؤولين، وطالبني بنشر مظلمته، لا ليسترد حقه الضائع، ولكن لسبب في غاية الغرابة، ليشعر بأن (جهة ما)..قد اقتنعت بالظلم الذي وقع عليه، وانصفته!!. *كانت قضيته واضحة جدا..وكل من يستمع إليها، او يقرأ المستندات التي تدعمها، يتأكد تماما من أنه مظلوم ويتعاطف معه.. *نشرت قصته كاملة، فاتصل بي هاتفيا في نفس اليوم..وجرى لسانه بكثير من الشكر، وقال لي..(الآن ارتحت)..قلت له..(ولكن حقك خرج ولم يعد بعد)..قال لي (ليس هذا مهما، المهم انك اقتنعت بعدالة قضيتي وحظيت بالنشر في عامودك الذي يقرؤه الكثيرون)!!. * وللأسف صار هذا ديدن الكثيرين، وصار النشر الصحفي، في حد ذاته(غاية) وليس(وسيلة)!!. *ولمن لم يتحول لديهم الى (غاية)..فهو وسيلة للتنفيس والتفريغ!!. * قد يقول البعض..ان التنفيس مطلوب..وليس بالضرورة ان تظهر النتائج في وقت قريب.. وان (الكلمات)عندما تتراكم..تكون مثل قطرات الماء..التي يمكن ان ترمي(جبلا) اذا ظلت تتساقط عليه!!. * وأقول..هذا صحيح، ولكن عندما تتحول(الكلمات) الى صنابير تفريغ، أو تصبح هذه الكلمات هي(الغاية) التي يسعى اليها الناس..ولاتؤدي الدور المطلوب منها من رفع درجة الوعي والتحريض..يصبح عدمها افضل من وجودها!!. * قال لي ذات يوم المسرحي والدرامي المعروف الاستاذ على مهدي..بان نجوم المجتمع كانوا في فترة من الفترات هم المدرسون، ثم انتقلت النجومية الي الاطباء، ثم اليى المطربين، ثم الي لاعبي كرة القدم..الآن اصبح النجوم هم (كتاب الأعمدة)!!. * وأضاف انه يشعر بمتعة كبيرة أثناء قراءة العمود الصحفي!!. * أزعجني وأخافني هذا الكلام..فالمطلوب من العمود ليس تحقيق المتعة للقارئ..وانما اشعال فتيل الثورة في نفسه!!. * ولكن عندما ينطفئ الفتيل، وتتحول الثورة الى متعة، فان موضوع الكتابة يحتاج الى اعادة نظر!!. www.alsudani.info
|
|
|
|
|
|
|
|
|