|
الملك عبدالله والملك فهد ..طالبان بالدويم الريفية
|
قول على قول:
حكايات عن خادمي الحرمين الشريفين فهد وعبدالله بالدويم الريفية
الامين عبد الرحمن احمد عيسى
في صحيفة «الرأي العام» الصادرة الاثنين 17 يوليو 2006 وفي مقال بعنوان حكايات منسية جاء ذكر دراسة الملك فهد بن عبد العزيز في بخت الرضا بالسودان ..كان ذلك في مقال للسيد خالد البلولة افاد فيه عن محدثه الاستاذ حسن محمد النعيم وهو من خريجي بخت الرضا الاوائل، ونقل عنه بعضا من ذكرياته في معهد بخت الرضا التي اشارفيها الى وصول الامير فهد في صغره للدراسة هناك.
ورأيت استكمالا لمقاله ان اروى بعضا مما سمعته من والدي الاستاذ عبدالرحمن احمد عيسى المعلم آنذاك بمدرسة الدويم الريفية والمشرف على مناشط الطلاب المسائية وعلى الداخليات.
يحكي الاستاذ عبدالرحمن- رحمه الله- عن تلك الاشهر القليلة التي قضاها الاميران فهد وعبد الله معه بالدويم الريفية الزمان العام 1945 .. المكان الدويم الريفية.. الاميران فهد وعبدالله يبعث بهما والدهما الملك عبدالعزيز الى السودان ليلتحقا بمدرسة الدويم الريفية ببخت الرضا حتى ينهلا من العلم ويتزودا بالمعرفة والتجربة .
يتولى الاستاذ عبدا لرحمن احمد عيسى ضمن مهامه رعاية الوافدين الجديدين على تلك المدرسة ذات النظام التأهيلي الخاص اذا كان يتوجب على الطلاب بجانب تحصيل العلم ان يتدربوا على الحياة الريفية غير السهلة وعليهم خدمة انفسهم ومجتمعهم .. على الطلاب احضار الحطب.. واشعال النار وتفوير اللبن. وغسل الاواني.. عليهم ايضا ان يتناولوا طعاما بسيطا وان يتبعوا نظاما صارما في تنفيذ هذه المهام..
كانت المهمة التي آلى الاستاذ عبدالرحمن على نفسه تنفيذها بنجاح هي تدريب الطالبين الجديدين لتقبل هذه الحياة القاسية نوعا ما عليهما...
ولم تكن المهمة ميسورة.. ففهد يصيبه الممل.. ويسأله استاذه ان كان قد كتب خطابا لابيه يخبره عن حالهما.. فرد بانه لم يفعل.. يقول له استاذه.. اذن اكتب له وقل له نحن بخير.. فرد الامير الصغير « والله ان كتبت له اقول له اننا في شقاء وعناء».
لكن استاذه في محاولته تلك لا يكل ولا يمل... يستمر في اقناعهما باداء دورهما في المدرسة كبقية الطلاب... عليكما يا فهد ويا عبدالله ان تشاركا بقية الطلاب في جمع الحطب وتفوير الحليب وغسل الاواني، فهد يجيب انه لا يعرف كيف يفور الحليب.. ابوه واستاذه عبد الرحمن يأخذ بيده ويعلمه كيف يشعل النار وكيف يكمل مهمته.. والصبي ينظر ويتعلم، ثم على مضض يرد« والله لولا أنت يا ابويا عبدالرحمن نحن هذه الاشياء ما نفعلها».
استساغة طعام الداخلية كان امراً صعباً عليهما.. لكن الاستاذ عبدالرحمن يكلف زوجته باعداد طعام خاص لهما.. وهكذا شيئا فشيئا يتقبل الاميران الحياة في الدويم الريفية ويتعلمان.. واول ما يتعلمانه هو حب ابيهما عبدالرحمن.
ثم بعد بضع اسابيع تقرر ان ينقل الطالبان الى الاسكندرية وعند وداعهما يهدي الامير عبدا لله ساعته لاستاذه وابيه ولما يعتذر عن قبولها يقول عبدالله « والله ان لاتقبلها اضربها بالارض» فيأخذ الاستاذ هدية ابنه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله.
ظل الاستاذ عبدالرحمن يتذكر بكثير من الود والحب كل طلابه الذين درسهم ومن بينهم فهد وعبد الله... وقلنا له ذات مرة وهو في آخر ايامه الا تذهب الى السعودية فتقابل ابنيك فهد وعبدالله فيسران برؤيتك ويجزلان لك العطاء « فرد باسما.. لا . لكنه استدرك والله اود ان اراهما».
ثم بعد ان توفاه الله قابلت البروفسير عبدالله الطيب وقلت له معرفا شخصي له انني ابن الاستاذ عبدالرحمن احمد عيسى فقال لي: انني اعرف والدك لكني لم اعمل معه.. ثم تذكر امرا وقال يحكون عن والدك انه افسد الود الذي بيننا وبين السعوديين، فقلت كيف ذلك؟ قال انا لم اقل هذا الحديث لكن الذي قاله هو شخص الان في رحاب الله ..ثم ذكر لي اسم احد الصحفيين المشهورين .. قال لي ان اباك كان صارما في تعامله مع الاميرين فهد وعبد الله عندما كانا يدرسان بالدويم الريفية مما جعلهما ينفران من البقاء بالسودان.
رددت تأدبا على المرحوم عبدالله الطيب ان ما اعلمه انا شخصيا عن معاملة ابي لفهد وعبدالله في صغرهما ما كانت الا لتجعلهما اكثر الناس حبا للسودان والسودانيين.
واني اعتقد جازما ان هناك مودة خاصة يتحدث عنها معظم السودانيين المقيمين بالسعودية عن حب خادم الحرمين الملك عبدالله لهم..
ولربما جاءت هذه المحبة الخاصة وفاء لذكرى تلك الايام التي قضاها الملك عبدالله بالسودان .. ومودته الخاصة لوالدنا الاستاذ عبدالرحمن احمد عيسى .
ولا يخبرنا عن حقيقة هذا الامر الا خادم الحرمين الشريفين نفسه..
اطال الله عمره.
الراي العام - حكايات
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الملك عبدالله والملك فهد ..طالبان بالدويم الريفية (Re: luai)
|
الاخ لؤي
كنت شاهداً على جلسـة عامـة بمدينة الدويم
حضـر لزيارة المدينة وتفقد معهـد التربية بخت الرضــا الاستاذ بكري أحمـد عـديـل وزير التربيـة والتعليم في العهد الديمقراطي الثالث وفي جلسـة استقبال للوزير أقامها الاتحاديون تلقاه زمـيـل دراسـته الشاعر السوداني المشهور الاستاذ فاروق سلمان محمـود رحمه الله بقصيدة طويلة وبليغـة وذكر فيها من الود العظيم والذكرى التي تجمع بينهما,
وفي رد الوزيـر الاستاذ بكري عـديل على ترحاب الشاعر فاروق سلمان, جاء الحديـث عن دفعـة كلها من الأفذاذ أصبح أحـد طلابها عاهلاً للمملكة العربية السعودية هـو الملك فهـد بن عبد العزيز, وذكره الاثنان بكثير من الخير والود والذكرى الطيبة والاخلاق العربية الاصـيلة.
المهم أن تلك الفترة كانت فترة حكم الاستعمار الإنجليزي للســودان, وكان التعليم الصــارم جـدا أحـد سـمات النظام الإنجليزي في إدارة العملية التربويـة. كما كان التعليم نفسـه فرصـة نادرة لا يقبل إليها إلا المبرزين والمتفوقين جدا من المراحل الأدنى للمراحل الأعلى ويمارس فيها الاستعمار كل سياساته الإنتقائية . ربما كانت الصدفة أن يدخل الأميران إلى معهد التربية بخت الرضـا وهـو الذي رتبه مؤسـسـه المستر قريفيث بنظام غاية في القسـوة بغرض تربوي هـو إعداد الكوادر التي ستنشر المناهج في كافة أنحاء السودان الريفي وكان ينتظر أن يخرج كوادر تطيق العيش في كافة الظروف الريفية القاسـيـة.
لذلك السـبب علمت أن المستر قريفيث غضـب جداً حينما زار السودان بعد الاستقلال في أحد أعياد بخت الرضا وعـلم أن محافظة الدويم أوصلت خدمات الكهرباء للمعهـد.
هـذا المقال من الذكريات الودودة والتي تدعم العلاقات الإنسانية بين الشـعـوب والأفراد وتماثله الكثير من قـصـص الوفاء التي نسـمعها من العديد من الزملاء الخليجيين عن أساتذتهم السودانيين الذين عـاشــوا معهم في بواديهم وقراهـم أيام الشـظف وضـيق العيش وكانوا صارمين معهم جداً في المناهج والتحصـيل العلمي مما جعلهم يذكرونهم بالخير عندما تخرجوا وايقنوا أن كل الذي ينعمون به من ثقافة وعلوم إنما كان يعود لجهد وصـرامة معلميهم السودانيين بأسمائهم فرداً فرداً.
لك الشكر أستاذ لؤي,
أحمـد الشايقي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شكر لك وأنت توثق (Re: ابي عزالدين البشري)
|
الاخ احمد الشايقي الاخ نزار الاخ ابي عزالدين البشري سلام وتحية لكم ..
وشكرا لكم على تواصلكم وكتابة المزيد عن المعلومات ومعلومة ان الملك فهد درس ببخت الرضا كنت اعرفها من زمان -اظن ان ذلك الزمن كان ابلجا ويانعا ومخضرا حتى يرسل الملوك ابناؤهم للتعلم في السودان . وحين كانت للاساتذة هيبتهم ووضعهم الاجتماعي لذا نرى ان تعليم الاجيال السابقة كان مميزا حدثني والدي - رحمه الله - انك تتخارج من الشارع الذي تمشي فيه اذا رايت فيه استاذك - وحدثني ان المدير كان يمر عليهم في الطابور بنفسه حاملا قطعة من القماش (يدعك) بها رقبة الطالب ليرى ان كان نظيفا ام لا
اما ما اود قوله لكم ان الاستاذ المذكور في المقال والذي كان مشرفا على الاميرين فهو جدي-رحمه الله -والمقال وجدته بالصدفة امس في الراي العام .
لكم ودي ،،،
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شكر لك وأنت توثق (Re: luai)
|
الاخ لؤي
Quote: ورأيت استكمالا لمقاله ان اروى بعضا مما سمعته من والدي الاستاذ عبدالرحمن احمد عيسى المعلم
آنذاك بمدرسة الدويم الريفية والمشرف على مناشط الطلاب المسائية وعلى الداخليات. |
قلت ان المرحوم عبد الرحمن احمد عيسي جدك
فابن من في اولاده انت؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
Quote: اما ما اود قوله لكم ان الاستاذ المذكور في المقال والذي كان مشرفا
على الاميرين فهو جدي-رحمه الله -والمقال وجدته بالصدفة امس في الراي العام .
|
الله يرحم جدك العظيم,الذي كان يحضر لقضاء الاجازه عند ابنه المرحوم كابتن كامل عبد الرحمن
ونحن جيران,وابنتها البكر اشراقه كامل عبد الرحمن صديقتي,ورايت معظم اهلكم في زيارة لهم.
ولازلت اذكر كيف ينضبط الجميع في حضور جدك الرجل الصارم والذي كنت اراه طيبا ومتفتح.
رحم الله عمي كابتن كامل فقد كان رجلا عظيما سمح النفس كريم جم التواضع,اذكر يوم استقال
من رئاسة الميناء,احتاج على ماقاله له( صلاح عبد السلام )الوزير آنذاك الذي صار مرحوما من البارحه...
وكيف تجمهر عمال الميناء واضربوا عن العمل احتجاجا على استقالة كابتن كامل وظلوا
مرابضين امام داره الي ان قبل رجائاتهم واعلن عودته فدوت الهتافات بحياته.
كل هذا امام منزلنا ومنزلهم.
وزوجته الرائعه خالتي الاستاذه فردوس مكي الفحيل,وما قدمته ولازالت تقدمه لاهل الشرق
وكيف انتمو للشرق ولا يرضون عنه بديلا.... اتمنى ان يوفق الله ابنائه زهير ومعز وعماد في دراستهم.
وبالله تلفون اشراقه اذا كات لازالت في قطر.
تخريمه:
بعدين بطل حركات الكيزان دي اهلك ما كيزان اطلاقا.
تراجي.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الملك عبدالله والملك فهد ..طالبان بالدويم الريفية (Re: luai)
|
انا حكى لى القصة التى اوردها الاخ لوى الاستاذ الطيب عبد الله رئيس نادى الهلال السابق فى احد زياراته للسعودية وحكى انه كان يجلس معهما فى كنبة واحدة واورد نفس تفاصيل ما حكاه لوى والرجل حى ويمكن الاتصال به وسماع المزيد من الروايات الشيقة عن تلك الايام الجميلة عندما كان يفد للسودان خيرة الرجال وكان السودان قبلة العرب ومهبط محبتهم،،،
| |
|
|
|
|
|
|
|