|
Re: القوات الدولية بالسعر المناسب (Re: waleed500)
|
ليس خبط عشواء.. هاتان الزيارتان.. يكشف تواجد كل من رئيس الحركة الشعبية ورئيس حركة تحرير السودان بواشنطن بدعوة من الإدارة الامريكية، نوع الروابط و الأحبال السرية التي تصل الولايات المتحدة الامريكية بأجندتها السياسية والعسكرية التي أوجدتها في السودان لتمثل الوكيل الحصري والمعتمد لسياساتها ومصالحها في البلاد، ولا يخفي على كل ذي عينين أغراض وأهداف هاتين الزيارتين المتزامنتين المتلازمتين المترافقتين.. وأخطر ما فيهما هو التوقيت والترتيب الذي تمتا فيه في ظل وجود توجه أمريكي صارخ وصارم في مسألة القوات الدولية المراد إرسالها إلى دارفور ونقل ملف الأزمة من الاتحاد الافريقي للأمم المتحدة، وتسعى واشنطن من خلال وجود النائب الاول لرئيس الجمهورية، ورئيس حركة تحرير السودان المتوقع تعيينه مساعداً أولاً لرئيس الجمهورية ، إلى محاصرة حكومة الخرطوم بعناصرها ومكوناتها باستخدام مواقف هؤلاء الحلفاء المشاركين في الحكومة المؤيدين لمجيء القوات الدولية بعد إفتراق الطرق والسبل بينهما وبين رئيس الدولة بشأن إرسال هذه القوات. وتبدو الأمور أخطر من هذا بكثير في سياق الزيارتين، فالادارة الامريكية تبدو أكثر حرصاً على ملء أشرعة السيد سلفاكير برياح مشروع السودان الجديد الذي هلك برحيل جون قرنق، وهو مشروع استراتيجي أنتجته من سنوات طويلة مراكز التفكير والدراسات السياسية الامريكية كنموذج لإعادة تفكيك دولة كالسودان وتركيبها على أسس جديدة في إطار مفاهيم وإعتبارات تجد الآن من يتحمس لها في الغرب بوجه عام. وكان الإحباط الذي أصاب واشنطن عظيماً عندما إكتشفت أن هذا المشروع لا يملك خصائص البقاء والنشوء الطبيعي وفق عمليات التنافس والتطور والانتخابات بأدوات سلمية ، وزاد من هذه الخيبات غياب أحد أهم أعمدة مشروعها عن الساحة ، ولم يعد هناك من يعتمد عليه في تسيير الدفة إلى حيث المقصد المراد. ونظراًَ لاعتماد واشنطن على سياسة قضم الأطراف وإشعالها لمحاصرة السودان في قلبه وبؤرة حياته الحية ، فإن تعويلها على حركات التمرد في دارفور وتوترات شرق السودان وصناعة تحالف فعال من هذه المكونات مع الحركة الشعبية قد يكون هو الروح التي تنفخ في جسد مشروع السودان الجديد حتى يكون عجلاً له خوار. ويأتي هذا التعويل بعد تكاتف رغبات الادارة الامريكية في التعجيل والإسراع بتطبيق أجندتها في السودان ، وضرورة ذهاب الانقاذ التي تقف عقبة أمام ثيران السودان الجديد الهائجة. ومن هنا فإن الحركة الشعبية وحركة مني أركو ، هي البيارق الرئيسية في رقعة الشطرنج الامريكية ، والمخطط هو تخطيط خبيث للغاية ، بإحداث إختلال نوعي في تركيبة السلطة الحاكمة وزلزلة مواقفها، ففي مقابل الانقاذ التي لم تزل تتمسك بحزمة مبادئها ومواقفها وبرنامجها السياسي ، تريد الإدارة الامريكية خلق موقف مقابل ومناهض ومتناقض مع حلفاء الانقاذ يمهد لإضعافها والضغط عليها وإشاعة التخاذل والضعف في أوصال الدولة مما يؤدي لسقوطها بالكامل وإزاحة الانقاذ وكل توابعها من المسرح السياسي والحياة العامة وفتح الطريق أمام مشروع السودان الجديد. هذه المحاولات الامريكية قد لا تصطدم الآن بأي معوقات أساسية اذا لم ينتبه المؤتمر الوطني والمخلصين من أبناء السودان والحادبين عليه للمساعي الامريكية لسلخ جلودنا وتغيير هويتنا. وهذا يحتاج منا ليقظة كاملة لإفشال هذا المخطط الخطير. الصادق الرزيقي
|
|
|
|
|
|
|
|
|