علي عثمان محـد طـه فـي رد مبطـن علـي البشيـر: لن نكسـب شيئـآ من اطــلاق الشعـــارات الحماسيـــة

Quote: لاثـاء 29 جمـادى الثانى 1427 هـ 25 يوليو 2006 العدد 10101 طه في رد مبطن على البشير: لن نكسب شيئا من إطلاق الشعارات الحماسية الرئيس السوداني يعتذر عن عدم حضور مباراة لكرة القدم بسبب أحداث لبنان الخرطوم: إسماعيل آدم قال نائب الرئيس السوداني علي عثمان محمد طه، إن الصراع مع العالم في ظل هيمنة القطب الواحد لن يكسب بـ«الشعارات والنوايا والحماسة»، في خطاب له أمام حشد طلابي، اعتبره المراقبون بمثابة الرد المبطن على الرئيس عمر البشير، الذي ظل يصعد من رفضه لترتيبات نشر القوات الدولية في إقليم دارفور، منتهزا المنابر المتعددة لحزبه المؤتمر الوطني. وتتواتر الأنباء في الخرطوم بوجود خلافات كبيرة بين الرئيس البشير ونائبه طه حول ملف دارفور، وعلى وجه الخصوص حول قضية نشر القوات الدولية في الإقليم المضطرب، غير ان المسؤولين في حزب المؤتمر الوطني ينفون بشدة وجود تلك الخلافات، كما نفى طه نفسه في تصريحات سابقة تلك الخلافات. وقال طه «علينا ترتيب الأمور ووضع السياسات المحكمة لمواجهة التحديات التي تواجه البلاد»، وأضاف إن التحدي الذي يواجه السودان، هو كيفية بناء مجتمع أفضل وحياة أحسن من دون ان يؤثر ذلك على إرادتنا السياسية الحرة في ظل هيمنة القطب الواحد. وأكد أن ما يحدث الآن في لبنان من قتل للأطفال أسقط كل الشعارات المرفوعة، مشيراً الى أن ما يحدث هناك صورة تجسد ما يحدث في كثير من البلدان التي تحاول أن تخرج من إطار الهيمنة. وقال «رغم إننا صنعنا السلام في الجنوب ودارفور واننا نفاوض في الشرق، إلا أن ذلك لم يعجب كثيراً من القوى التي تريد أن تكون هذه الاجابات والترتيبات موظفة ومصوبة لخدمة هيمنتها، لكننا نريد أن نصل الى هذه الغاية، ونحن نحتفظ بإرادتنا السياسية الحرة، وعلينا ان نفهم ان هذا جزء من صراعنا مع العالم الذي لن نكسبه بالشعارات وهي مطلوبة، ولا بالنية الحسنة وحدها وهي مطلوبة، ولا بالحماسة وهي مطلوبة جداً، لأنه من دون حماسة ومن دون نية خالصة ومن دون شعارات لا يمكن أن تحدث تعبئة، ولا يمكن أن نحرك الناس». وقال «ليس هذا كل العتاد ولا كل العدة، وانما علينا ان نحكم ترتيب أمورنا ووضع السياسات»، وأضاف ان البلدان والحركات التي أحسنت تدبير رؤيتها من دون الاندفاع وراء الشعارات، استطاعت ان تقلب الموازين. وقال إن ما يقوم به «حزب الله» في لبنان، ما كان من الممكن ان يحدث لو أنه تسلح بالشعارات وحدها، لكنه استطاع ان يمزج بين الشعار والإرادة والكرامة، وبين النية الصادقة وبين حسن الترتيب الذي أعطاه والمبادرة في ادارته للمعركة. الى ذلك، اعتذر الرئيس السوداني عمر البشير عن حضور مباراة لكرة قدم بين فريقي قمة سودانيين، بحجة ان العدوان الاسرائيلي على لبنان يمنعه من ان يذهب الى الملاعب لمشاهدة أي مباراة. ونقلت مصادر في القصر أن البشير اعتذر عن عدم حضور مباراة بين فريقي «الهلال والمريخ» ليل اول من امس، قائلا «يعز علي ان اذهب الى الملاعب الرياضية في الوقت الذي يعاني فيه الشعب العربي من التقتيل والتشريد في فلسطين ولبنان». وكانت المباراة بين الهلال والمريخ بمناسبة أعياد السلام في البلاد والخاصة بالذكرى الاولى لتوقيع أحد اهم بروتوكولات السلام بين حزب الرئيس عمر البشير والحركة الشعبية لتحرير السودان. الى ذلك، خرجت الآلاف من قطاعات الشعب السوداني في العاصمة الخرطوم في تظاهرة غضب على الحرب الاسرائيلية على لبنان. وردد المتظاهرون شعارات معادية لإسرائيل وأميركا، وتدعو لنصرة لبنان و«حزب الله». وسلم المتظاهرون مذكرة تحمل احتجاجاتهم الى ممثل الأمين العام للامم المتحدة بالخرطوم.