|
فتات وأشتات هنا وهناك
|
فتات وأشتات هنا وهناك أمريكا واسرائيل (يا عمي عربي إنت): مدخل لمحمود درويش: القمح مدّ في حقول الآخرين والغيم فولاذ وهذا النجم جارح فعليك أن تحيا وأن تعطي مقابل حبة الزيتون جلدك!!!!!!! بمناسبة الهجمات الأخيرة على لبنان، هنالك تساؤل بريء! من الذي لا يستحي؟ هل هي أمريكا؟ أم إسرائيل؟ أم حكام العرب؟ لو سلمنا بأن إسرائيل هي عدو العرب والإسلام الأزلي، هي تقصفنا ونحن نقصفها، تتمنى موتنا ونتمنى موتها، أعتقد أنها تستحي قليلاً. أمريكا: (التي أكلت ويكتنا)، مع المعذرة على بذاءة المثل ولكني لم أجد تعبيراً أدق من هذا، هي لا تستحي وعندها جنس (قوة عين)، وحكام العرب لا يستحون أيضاً، أمريكة تخلت عن الجزرة التي كانت تتعامل بها معنا واكتفت بالعصا (وعلى عينك يا تاجر). تتفوه أمريكا كثيراً بأصدقاءها (أقصد عبيدها) في الشرق الأوسط والدول الحليفة والمعتدلة (مصر، السعودية، ... وهلم جرا)، والشرق الأوسط والكثير من التصريحات المثيرة للاشمئزاز، والقاصي والداني يعلم حتى راعي الضان في الخلاء أن هذه هي أسوأ أنظمة يعرفها التاريخ العربي منذ زمن الحجاج وما قبله من الأنظمة الجاهلية، وهي أكثر الأنظمة العربية رجعية، وأكثرها ظلماً لشعوبها وأكثر الأنظمة التي لا تعرف الحياء يوماً ما، ولتسقط الديمقراطية الأمريكية المزعومة. وكما قال مظفر النواب (نشاز مكتمل هذا). الأنظمة كوم والشعوب كوم آخر، شعوب كسلانة أحسن ما يمكن أن تسمى به (قطيع)، شعوب أقعدتها كرابيج السلطة وأصبحت كالبهائم تأكل وتشرب وتنام وما من شيء بعد. مصر المؤمنة: شاهدت حلقة أعدها التلفزيون عن ثورة يوليو، كلنا نحيي ثورة يوليو كما قال دقش بأنها أثرت على المستوى الأفريقي والعربي، وقد استضاف البرنامج السفير المصري لدى السودان. عندي ملاحظة بسيطة على البرنامج، وهي أن الضيوف السودانيين (دقش، أمال عباس، مهدي محمد سعيد) يعرفوا عن مصر أكثر ما يعرفه السفير المصري عن مصر نفسها، هذه محمدة تحسب للثقافة السودانية ولكن بعد كل هذا ألا توافقون معي أن حب السودانيين لمصر هو مثل (حب العنب). هل يعرف المصريون ما يعرفه السودانيون عن مصر؟؟؟!!!! وهل يكن المصريون الحب للسودان بقدر ما يكن السودانيين الحب لمصر؟؟ لا أعتقد هذا. ولكني موقن تمام اليقين أن ثقافتنا وجدت نفسها عند الجيران الأفريقيين (أريتريا وأثيوبيا مثلاً). رفرفي رفرفي يا طيور السلام: مدخل لعاطف خيري: المارق منك رجع للغابات العرب العاربة وللعتمور الزنج الهاربة وأدى الكون مفتاح الحل!!!!!! حسب وجهة نظري الشخصية جداً أرى أن لاتفاقيات السلام المتتالية رغم التلكؤ من الحكومة في التنفيذ ومحاولات تذويب حاملي السلاح في بحرها، من اتفاقية إلى أخرى في عهد الإنقاذ حسنة واحدة تلمستها الآن، وهي إن الحكومة أخيراً عرفت أن السودان دولة متعددة الأعراق والثقافات والأديان (وليست هي أمة إسلامية محضة جاهلة بأمور دينها ودنياها وغير ناضجة تحتاج من يحيي فيها المشروع الحضاري الإسلاموي)، وعرفت أيضاً أن للسودانيين من كافة أرجاء الوطن الحق في عرض ثقافاتهم في التلفزيون القومي، وليس هو تلفزيون لاستعراض عضلات الحكومة وحكراً على تيار الحكومة، أدركت أنه ملك للسودانيين أخيراً (بعد ما جابت الزيت) وأخذت هذه النقاط في الحسبان ولو كان أساطين الحكم قد قرءوا العودة إلى سنار قبل عشرات السنين لكفونا شرور كثيرة أرجعتنا القهقرة وأقعدتنا دهراً طويلاً، يقول محمد عبدالحي في العودة إلى سنار: الليلة يستقبلني أهلي: أهدوني مسبحة من أسنان الموتى إبريقاً جمجمة مصلاة من جلد الجاموس رمزاً يلمع بين النخلة والأبنوس لغة تطلع مثل الرمح من جسد الأرض وعبر سماء الجرح!!!!! المعارضة وين: وأخيراً خفت صوت المعارضة السودانية التي كانت معارضة هشة، مشكلتها مشكلة الأحزاب السودانية هشة التكوين وغياب المؤسسية في الأحزاب التقليدية والتقدمية على حد سواء، وأظنها قبضت الريح بعد عودتها من الخارج، وأعتقد علينا أن نبحث عن دماء جديدة لكي تدير دفة السياسة في بلادنا بدل من تلك القيادات التي تعفنت وأودت بنا إلى طرق مسدودة وإلى سرداب مظلم، تلك القيادات التي تتهافت على فتات الأمور وتغيب عند اللحظات التاريخية، لم تقدم المعارضة ولا الحكومة للسودان شيئاً سوا ساقط القول وكثرة التشدق بالأمجاد التي لم توجد على أرض الواقع والصراع المرير على كرسي السلطة، وضرب مصالح الوطن بعرض الحائط، (التغيير مطلوب في الحكم وفي المعارضة على حد سواء) !!!!!!!!
|
|
|
|
|
|
|
|
|