|
Re: ثورة 23يوليو 1952 (Re: محمد عادل)
|
عبد الناصر كان يخشى تحرك الإنجليز ونجيب حذر من إطلاق اسم الثورة على يوليو!
الوقوف عند ما حدث في 23 يوليو 1952م له أهمية قصوى ليس لأهمية الحدث وتأثيره القوى على شطرى وادى النيل وعلى المنطقة بأكملها، وانما لدوره الخطير على المسألة السودانية والظروف التى احاطت بها وافضت الى المفاوضات المتعجلة حول الحكم الذاتى للسودان.
في اعقاب سيطرة الضباط الاحرار يوم 23 يوليو 1952م بمساندة تامة من الوحدات العسكرية للجيش المصرى على مقر القيادة العامة وقرار ابعاد الملك فاروق ملك مصر والسودان عن مصر وتشكيل حكومة برئاسة علي ماهر لتصريف شؤون الدولة.
فإن المشهد في يوليو 1952 كان على الوجه التالى: مجموعة الضباط الاحرار في مقر القيادة العامة، وكان هنالك اللواء محمد نجيب واجهة حركة الضباط الاحرار والجيش ويمثل الوجه المقبول المطمئن بالنسبة للشعب المصرى، للسودانيين على حد سواء.
وكان هنالك علي ماهر رئيس الوزراء في مكتبه، ورجال القانون عبد الرازق السنهورى وسليمان حافظ، وكان هنالك مجلس وصاية ملكية. وكان هنالك الشعب المصرى كله يتطلع للتغيير الذى لم يعرف كيف يتحقق وفي أي اتجاه؟
كان الضباط الأحرار قد فوجئوا تماماً للسهولة التى تم بها الأستيلاء على القيادة العامة ومعنى ذلك أن الجيش اخذ موقعه الأمامى وله الكلمة الأولى.
واكتشف الضباط الاحرار، ورئيس الوزراء علي ماهر، واللواء محمد نجيب الذى كان ينبه على الصحفيين عدم اطلاق كلمة ثورة على الحركة حتى لا تثير الانجليز او الامريكان، أنه لا يوجد غطاء دستورى ولا قانونى لترتيب الأوضاع على النحو الصحيح في مصر وان تعيين علي ماهر كرئيس للوزراء جاء بتكليف من حركة الضباط الاحرار وليس بأمر دستورى او ملكى، لأن الملك فاروق عزل وابعد عن مصر كلها.
كان رأي البكباشي جمال عبد الناصر، واللواء محمد نجيب ان مهمتهم الأولى تصحيح أوضاع جيش مصر، ليصبح جيشاً قوياً واستعادة مكانته بعد ان هزم في حرب فلسطين لانه اكتشف بانه كان يحارب باسلحة فاسدة تمت بصفقة مريبة، وكان رأيه اجراء انتخابات عامة حرة ونزيهة تخوضها احزاب مصر وبوجه خاص حزب الوفد باعتباره صاحب سجل نضالى وشعبى فى مصر، ولكن رأي عبد الناصر أو رؤيته في تلك المرحلة وجدت مقاومة خفية من رئيس الوزراء علي ماهر الذى وجد نفسه «الحاكم المطلق» فاذا فتح الباب للانتخابات العامة النزيهة فسيفقد فرصة العمر التي اتاحها له الضباط الاحرار، أما القانونيان، عبد الرازق السنهورى وسليمان حافظ قد استشعرا أن حاضر ومستقبل مصر كله مرتهن بما يتوصلان إليه من قوانين، وصياغة قانونية ترتب للعهد الجديد، ولكن معنى ذلك، وفى حالة قيام أجهزة تنفيذية ودستورية جديدة فانهما سيتواريان بعدها عن المشهد ثم كان هنالك الاضراب، وقطاع الباشوات الذين كانوا يسيطرون تماماً على ثروة مصر، ارضاً ومالاً وعقاراً.
وحسبما قال الاستاذ محمد حسنين هيكل في شهادته للتاريخ، وهو الشاهد على تلك الاحداث من موقع الصحفي الذى كان يغطى الاحداث والتطورات، لقد غاب وقتها تماماً شكل الحكم أو ملامحه، أو ما أسماه بملامح المولود الجديد، وحاول رئيس الوزراء علي ماهر ان يتقرب لمجموعة الضباط الاحرار، فهم الذين عينوه، وهم وحدهم بمقدورهم احداث التغيير وفى ذهنه تعيين بعضهم كوزراء، ولكنهم رفضوا المشاركة، وطالبوا بالوصول الى الصيغة القانونية التي تكفل اجراء انتخابات عامة في مصر، وكذلك حاول القانونيون التقرب اليهم باعتبارهم الجسر القانونى للوضع الجديد، فقط انهم يريدون ان يعرفوا تماماً ما يدور في فكرهم ويتصرفوا على ضوئه، كان البكباشي جمال عبد الناصر رئيس تنظيم ضباط الاحرار الذى وضع الخطة النهائية للاستيلاء على القيادة العامة 23 يوليو 1952م حريصاً على لقاء شخصيات بعينها كالدكتور محمد صلاح الدين آخر وزير خارجية في حكومة الوفد عام 1950م ليستمع منه من مفاوضاته مع الانجليز حول الجلاء وحول السودان، وكان يريد ان يعرف بوجه خاص كيف يفكر الانجليز تجاه الوضع الجديد بعد ابعاد الملك فاروق، وهل يتدخلون فيما يجرى في مصر بحجة حماية رعاياهم والرعايا الاجانب وممتلكاتهم؟ وكان يريد ان يعرف لماذا حركت السفن الحربية البريطانية نحو القناة، ولماذا قطعت اجازة السفير البريطانى للعودة للقاهرة؟، وكان بدوره يبعث برسائل عبر شخصيات مقربة لهم بان يطمئنوا تماماً، فان ما يجرى هو أمر داخلى بحت، وأنه لا خوف على الاجانب ولا ممتلكاتهم. واستقبل مع اللواء محمد نجيب السفير البريطانى رالف استيفنسون لتأكيد هذا المعنى، وارســـــــــل السفير لرئاسته في لندن يؤكد بدوره اطمئنانه لهؤلاء العسكر الجدد، ولكن تطور آخر فاجأ مجموعة الضباط الاحرار وخاص بالاوضاع في السودان
|
|
|
|
|
|
|
|
|