|
Re: ديميتري كولداروف و حكومة السودان ! بقلم الاستاذ محمد سليمان عبد الرحيم (Re: Amjad ibrahim)
|
جلس الشيخ عراب الإنقاذ ذات يوم أمام كاميرات القناة الفضائية الشهيرة، يترنح منتشياً بأعنة السلطة التي كان يمسك بها حينذاك، متبجحاً بأن السودان قد تحول بفضل الإنقاذ من بلد مغمور لا يعرفه أحد إلى دولة مشهورة على كل لسان. أصبح السودان من ضمن المشاهير، تخطف جوازات مواطنيه الأضواء في كل مطارات العالم، وتحتل أسماء بنيه المراكز الأولى في قوائم المطلوبين عالمياً، حينما تحول، بفضل الشيخ وأتباعه، من بلد مسالم إلى قبلة لكل إرهابيي العالم ووكر لكل مؤامراتهم، حتى وطئ حصان الحوذي الأمريكي بحوافره الصاروخية مصنع الشفاء فأحاله أثراً بعد عين. الشهرة قد تكون مجداً وخلوداً، وقد تكون عاراً ومذمة. وهل هناك ما هو أسهل للحصول على الشهرة المجانية من أن تكون على رأس قائمة الدول الأكثر فساداً؟ أن تتصدر قائمة إصابات الملاريا والسل ووفيات الأطفال دون الخامسة؟ أن تحافظ على موقعك المتقدم ضمن (التوب تن) في الأمية والعطالة والفقر؟ أن تواصل تحطيم الأرقام القياسية في عدد سنوات الحرب الأهلية وعدد ضحاياها من القتلى والجرحى والمشردين واللاجئين والنازحين؟ انتهت بنصيحة للبطل الرئيسي أن يبلل رأسه بالماء البارد؟
أستاذي الجميل محمد سليمان .. هو الهوس .. مدرستهم . هوس و شطط في كل شيء .. أولها الهوس الديني ( الكاذب ) .. مرورا بهوس السلطة و المغانم و .. و .. و .. فتوحات الهوس تترى ما تزال .. أما هذا , فهو حقلهم المفضل , هوس البقاء في بؤرة الضوء هو مدرسة لهم دون غيرهم , و يجيدون استحداث الوسائل اللازمة لذلك , ولا تعجزهم الحيلة لها , يقدسون الأضواء و يسعون إليها , و دون هذا الهدف ليذهب كل شيء إلى الجحيم , ميكيافلية قميئة ساقت البلاد إلى كل هذا القيح بعد أن عاثوا فيها فسادوا , و نادوا إلى شهود انحطاط صنيعتهم كل أضواء العالم . ملعبهم يغص بكل بدائع الحثال و الفجور و وضيع الفعل في حق الوطن , ثم إذا ما انحسر الضوء .. أتوا بالجديد الفري , ثم .. يبقى الحبل على الجرار . ابتسمت لتشيخوف حين قالت الشرطة أن يبلل ديمتري رأسه .. مسكين ديمتري .. سحل و ديس عليه و حاقت به المهالك , لكنه سعيد أيما سعادة بالشهرة التي هبطت عليه من سماء إعلام مترنح من غيبوبة , تفوق غيبوبته هو نفسه . لعل في الماء البارد ( إفاقة ) له .. لعل .
بلل الرأس يا تشيخوف له أدب عبقري آخر عندنا .. ( إن أخوك حلقوا ليهو .. بِل راسك , و انتظر ) مَن مِن الناس يا ترى حُلِقَ له شعر رأسه ( و عقله معه ) .. و الآخر يجلس بمحرمة حول رقبته .. في إنتظار الحلاقة ؟؟؟
(عدل بواسطة Emad Abdulla on 07-23-2006, 01:52 AM)
|
|
|
|
|
|