|
|
 د مرتضي الغالي يكتب حول مطالبة بعض الجهات إقالة وزيرة الصحة
|
مسألة
مرتضي الغالي
ليس لي ادنى علم حول كفاءة وزير الصحة الاتحادية (السيدة تابيتا بطرس) في اداء مهامها ولكن من الملفت للنظر ان يدور الحديث عن ضرورة اقالتها من وظيفتها بسبب فشلها في مواجهة الاوبئة التي اكتسحت السودان ..! فهل الوزيرة هي التي تدير وزارة الصحة فعلاً ام ان الادارة الفعلية يقوم بها كادر الوزارة بداية من الوكيل والقيادات التي تمسك بكل خيوط السلطة وهي قيادات تابعة للمؤتمر الوطني (تقوم) بفعل كل شئ في الوزارة او (تمنع) عن القيام باي شئ فيها، ولكن عندما تكون هناك محاسبة ومساءلة عن الفشل فان الوزيرة القادمة من الحركة الشعبية هي المسئولة عن الاخفاق ؟! قد يجوز ذلك في الاوضاع العادية باعتبار ان الوزير هو المسئول عن كل ما يجري في وزارته (نجاحا او فشلا) ولكن في الظروف الحالية المعلومة التي ترتبت عليها اوضاع (ما بعد نيفاشا) فان وكلاء الوزارات ظلوا على مناصبهم في كل الوزارات وان الخدمة المدنية وقياداتها ظلت على حالها تحت التسييس الكامل، وملاحظة المراقبين ان وزراء الحركة الشعبية يخضعون لحالة من (الحصار غير المعلن) وقد شكا بعضهم بان ملفات رئيسية خاصة بعملهم يتم استبعادها عنهم فلا يرونها الا كما يرى النائم (اطياف الاحباب) !! ولعل حكاية الدعوة إلى اقالة هذه الوزيرة تكون مناسبة طيبة وفرصة سانحة لمراجعة هذا الملف من اجل طمأنة المواطنين بان كل الوزراء يمسكون بكل ملفات وزاراتهم، ولا نقول ذلك تزكية لوزراء الحركة الشعبية او دفاعا عن وزراء التجمع او (وزراء البرنامج الوطني) الذين يسمون اندغامهم واندماجهم في المؤتمر الوطني هذه (التسمية الطريفة) التي تعني كل شئ ولا تعني شيئا، فالمواطنون لا يعرفون ان هنالك برنامجا لهذه التفريعات التي خرجت عن احزابها وذابت في (حزب المؤتمر الوطني) فهل (بأمانة) تتم استشارة هذه (الرقائق السيلكونية) التي انسلخت من احزابها في اي امر ذى شأن او غير ذى شأن يعرض على الاحوال السودانية من قضية دارفور إلى النفرة الزراعية والاسهالات المائية او ما بين هذه وتلك ؟؟! وعلاوة على ذلك ينبغي ان يكون امر المحاسبة والمساءلة للوزراء والتفكير في اقالتهم (وهو امر محمود) يسري على كل الوزراء، حيث ان الفشل الذي يواجه السودان في اداء الوزارات لايقتصر على وزارة الصحة وحدها وانما ينبغي مراجعة اداء كل الوزارات من الداخلية إلى الزراعة إلى السياحة إلى الاعلام إلى المالية إلى الثروة الحيوانية إلى التجارة الخارجية إلى العمل والاصلاح الاداري، خاصة ونحن نسمع ان وزارة العمل ترى ان مشكلة الخدمة المدنية تتلخص في (كورسات التدريب) ولاتتحدث عن المشاكل الهيكلية و (التسييس)، واذا سار الامر على هذا المنوال فان تدريب المسيسين في الخدمة المدنية يعني بوضوح مباركة التسييس (وتقوية عضلاته) بالتدريب .. ويا لها من معالجة ..!
www.alayaam.info
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست