|
Re: لماذا نعشق القراءة (Re: Ali Alhalawi)
|
"تاريخ القراءة" لألبرتو مانغويل
هذا الكتاب ليس تاريخ القراءة فحسب، انه تاريخ القراء العاديين أيضاً أي أولئك الذين أظهروا على مر العصور شغفهم بهذه الكتب أو بتلك انه تاريخ انتصاراتهم الصغيرة وآلامهم المحجوبة عن الأنظار، أخبار عن أناس عاديين، تقارير عن الحياة في أماكن قصية وأزمنة بعيدة، كتاب مستمد من مصادر مختلفة، ويقدم فيه ألبرتو مانغويل نخبة من عظماء العالم الذين كانوا يكتبون ويحبون القراءة مثل أرسطو ولوفكرافت وابن الهيثم وأولفر ساك وماريا المجدلية والقديس أوغسطين وريلكه ويحدثنا كذلك عن قصة الأمير الفارسي الذي كان يصطحب مكتبته المؤلفة من 117000 كتاب على ظهر قافلة من الجمال مصنّفة بحسب الأحرف الأبجدية، ولا ينسى أيضاً حكاية أكبر سارق للكتب في العالم (الدوق ليبري) أو قصة عمال التبغ في كوبا الذين كانوا يحبون الاستماع الى قراءة الكتب مما جعلهم يطلقون أسماء أبطال الروايات الأدبية على أنواع سيجارهم.
يقسم الكاتب الأرجنتيني ألبرتو مانغويل كتابه الشيّق هذا (تاريخ القراءة) الى فصلين رئيسين، الأول بعنوان (فعل القراءة) والثاني بعنوان (سلطان القارئ) وبينهما يأخذنا في رحلته عبر مجاهل الكتاب والقراءة والقارئ والكتابة، كيف نفهم الكتابة وكيف تقرأ عيوننا الكلمات المدوّنة على الصفحات، وهنا يشير الكاتب الى ان البروفسور أندريه روش لكور توصل، تماشياً مع نظرية ابن الهيثم، الى ان عملية القراءة تشمل على الأقل مرحلتين: رؤية الكلمة ومن ثم معالجتها وفق قواعد تعلمها الانسان، والمؤلف يقف هنا أمام الكلمات كما كان الكاتب السومري يقف قبل آلاف السنين أمام ألواحه، يراقبها، يراها، ثم ينتظم ما رآه وفق رمز أو نظام كان قد تعلمه وتقاسمه مع آخرين من عصره ومحيطه، رمز قبع في مراكز معينة من الدماغ، ومع ذلك فإن التوصل الى تحليل كامل لما نفعله عندما نقرأ سيكون غاية المنى بالنسبة الى البحوث السيكولوجية لأن ذلك سيعني وصف الكثير من الأداء المعقد للعقل البشري كما يشير الى ذلك الباحث الأميركي "إي بي هوي"، لكن الغريب في هذا الأمر هو أننا لا ننقطع أبداً عن ممارسة فعل القراءة على الرغم من اننا لا نملك تفسيراً مرضياً لما نفعله.
وكما هو فعل القراءة فإن تاريخ القراءة يقفز نحو الأمام الى وقتنا الحاضر، إلينا، الى تجربتنا كقراء، ومن ثم الى قرن بعيد مندثر، إنه يتجاهل فصولاً، ويستعرض كتباً ويعود الى موضوعات معينة، ويرفض الانصياع للنظام المتعارف عليه، وحول هذا يشير مانغويل عبر تجربة حياته الى انه من المفارقات ان الخوف من وجود تناقض بين القراءة والحياة الذي كانت تنطلق منه أمه عندما كانت تنتزع الكتب من بين يديه وترسله لاستنشاق الهواء هذا كله كان يتضمن حقيقة جدية: ان المرء لا يستطيع ان يبدأ الحياة، هذه الرحلة الوحيدة، من جديد بعد ان تكون قد انقضت، مستشهداً بقول الكاتب التركي أورهان باموك في روايته (الحصن الأبيض) لكنه يضيف: انه عندما نمسك كتاباً بيدينا، أياً كان هذا الكتاب معقداً أو صعباً على الفهم، فإننا نستطيع بعد الانتهاء منه، العودة الى البداية إن أردنا ذلك، وان نقرأه من جديد، كي نفهم ما هو صعب وبالتالي فهم الحياة أيضاً.
في فصل القراءة الممنوعة يشير مانغويل الى تاريخ منع العبيد من تعلم القراءة ويورد على ذلك الكثير من الأفكار والملاحظات والرؤى والحقائق فهو يقول مثلاً: "ان مجرد التفكير في شعب أسود متعلّم كان يبعث الخوف في قلوب المستعمرين البريطانيين من احتمال عثور عبيدهم على أفكار انقلابية في الكتب"، لكنه أيضاً يشير الى جانب آخر في هذا الفصل، إذ يرى ان القراءة لا تقدم دوماً إثراء داخلياً، ذلك ان العملية نفسها التي تملأ نصاً ما بالحياة، نستخلص منه ما يوحي به، وتضاعف من معانيه، وتعكس فيه الماضي والحاضر والمستقبل، يمكن أيضاً من أجل تشويش النص والقضاء عليه، فكل قارئ من القراء يحقق لنفسه طريقة قراءته الخاصة به التي تنحرف أحياناً عن النية الأصلية للنص، لكن التي لا تمثل بالضرورة تزويراً، غير ان القارئ يستطيع تزوير النص عن قصد ان أراد، عند وضعه في خدمة عقيدة معيّنة، وإساءة استعماله في تبرير الاعتباطية، والغبن والعنف، وإن كان ذلك للمحافظة، على منافع شخصية، أو لإضفاء الشرعية على النظم الدكتاتورية أو الرق.
في العديد من فصول هذا الكتاب الضخم الشيّق والممتع، يتم وضع مهمة رواية الأحداث مقابل تصوير الحقائق، إن الفصول عن أدب الوقائع والتي تشمل نظريات أفلاطون والملاحظات النقدية لهيغل وبرغسون وغيرهم جافة بعض الشيء، أما الفصول التي تتحدث عن الروايات الأدبية فشيّقة أكثر لأنها تتضمن رأيين متناقضين وملحّين في الوقت نفسه، أما الطريقة التي يؤثر فيها إيقاع قراءة النصّ على الآخرين، فتجري معالجته في الفصل الحادي والخمسين. إن تاريخ القراءة لا نهاية له في الواقع، كما هي الحال في قراءة هذا الكتاب أو الكتابة عنه، فمانغويل يتحدث عن القراءة بهيام كبير كالذي نشعر به نحن معشر القراء في جميع أنحاء العالم، ويقدم لنا مفتاح فهم العالم من خلال القراءة، إنه يتذكر الكلمة الأولى التي قرأها، وشغفه بالقراءة منذ نعومة أظفاره، ويروي علاقته بالكاتب الكبير الكفيف خورخه لويس بورخيس الذي كان يقرأ عليه في بيونس آيرس ولمدة عامين كاملين ويومياً الكثير من الكتب والحكايات والقصص والروايات، إنه باختصار كما جاء على غلافه الأخير حكاية حب كبير، انه كتاب جدير بالقراءة. ولا ضير ان أورد هنا بعض ما جاء في أقوال لكتاب وصحف حول هذا الكتاب الممتع والشيّق:
- كتاب يفتح الأبواب من أجل الدخول الى عالم محفوف بالأسرار، كتاب لا يترك القارئ لحظة واحدة وحيداً على الرغم من كثرة المعلومات والاقتباسات والملاحظات القيّمة التي يتحفنا بها. (أو غلوبو، ريودي جانيرو)
- لقد تبنى ألبرتو مانغويل تعطشنا الى الكتب وحوّل هذا الموضوع بنجاح باهر الى كتاب رائع. (نيويورك تايمز)
- وأخيراً وصلتنا الحكاية: حكاية الحب العظيم بين الإنسان والكتب. (لاربو بليكا، روم)
الكتاب: تاريخ القراءة الكاتب: ألبرتو مانغويل المترجم: سامي شمعون الناشر: دار الساقي/بيروت/لبنان
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
لماذا نعشق القراءة | Nana | 07-19-06, 01:18 PM |
Re: لماذا نعشق القراءة | Mustafa Mahmoud | 07-19-06, 01:37 PM |
Re: لماذا نعشق القراءة | Nana | 07-19-06, 01:46 PM |
Re: لماذا نعشق القراءة | احمد معتصم الطيب | 07-19-06, 01:58 PM |
Re: لماذا نعشق القراءة | Nana | 07-19-06, 02:09 PM |
Re: لماذا نعشق القراءة | احمد معتصم الطيب | 07-19-06, 02:25 PM |
Re: لماذا نعشق القراءة | Nana | 07-19-06, 02:51 PM |
Re: لماذا نعشق القراءة | Muna Khugali | 07-19-06, 02:29 PM |
Re: لماذا نعشق القراءة | احمد معتصم الطيب | 07-19-06, 02:34 PM |
Re: لماذا نعشق القراءة | احمد معتصم الطيب | 07-19-06, 02:38 PM |
Re: لماذا نعشق القراءة | Nana | 07-19-06, 03:11 PM |
Re: لماذا نعشق القراءة | بدر الدين الأمير | 07-19-06, 02:52 PM |
Re: لماذا نعشق القراءة | Nana | 07-19-06, 03:26 PM |
Re: لماذا نعشق القراءة | Nana | 07-19-06, 03:03 PM |
Re: لماذا نعشق القراءة | احمد معتصم الطيب | 07-19-06, 03:58 PM |
Re: لماذا نعشق القراءة | Ali Alhalawi | 07-19-06, 04:13 PM |
Re: لماذا نعشق القراءة | احمد معتصم الطيب | 07-19-06, 04:19 PM |
Re: لماذا نعشق القراءة | حيدر حسن ميرغني | 07-19-06, 04:30 PM |
Re: لماذا نعشق القراءة | غادة عبدالعزيز خالد | 07-19-06, 05:53 PM |
Re: لماذا نعشق القراءة | ابوعسل السيد احمد | 07-19-06, 09:42 PM |
Re: لماذا نعشق القراءة | Nana | 07-20-06, 00:53 AM |
Re: لماذا نعشق القراءة | Nana | 07-20-06, 00:40 AM |
Re: لماذا نعشق القراءة | Nana | 07-20-06, 00:38 AM |
Re: لماذا نعشق القراءة | Nana | 07-20-06, 00:36 AM |
Re: لماذا نعشق القراءة | احمد معتصم الطيب | 07-20-06, 02:08 AM |
Re: لماذا نعشق القراءة | احمد معتصم الطيب | 07-20-06, 02:14 AM |
Re: لماذا نعشق القراءة | احمد معتصم الطيب | 07-20-06, 02:18 AM |
Re: لماذا نعشق القراءة | Nana | 07-19-06, 11:55 PM |
Re: لماذا نعشق القراءة | عبدالغني كرم الله بشير | 07-20-06, 00:23 AM |
Re: لماذا نعشق القراءة | عبدالغني كرم الله بشير | 07-20-06, 01:18 AM |
Re: لماذا نعشق القراءة | Nana | 07-20-06, 01:35 AM |
Re: لماذا نعشق القراءة | Nana | 07-20-06, 01:28 AM |
Re: لماذا نعشق القراءة | Nana | 07-21-06, 12:11 PM |
Re: لماذا نعشق القراءة | النسر | 07-21-06, 12:18 PM |
Re: لماذا نعشق القراءة | Nana | 07-21-06, 01:30 PM |
Re: لماذا نعشق القراءة | Adil Osman | 07-21-06, 02:06 PM |
Re: لماذا نعشق القراءة | Omar Bob | 07-21-06, 02:51 PM |
Re: لماذا نعشق القراءة | Nana | 07-22-06, 08:57 AM |
Re: لماذا نعشق القراءة | Nana | 07-22-06, 08:50 AM |
Re: لماذا نعشق القراءة | عبدالغني كرم الله بشير | 07-23-06, 03:26 AM |
|
|
|