موظفي الامم المتحدة السودانيين وجهاد النفس ..... مشاركتي الاولى

Quote: تأملاتى تشير الى ان هذه المنظمات تفتقد للرؤية وتنقصها ارادة التصدى لمجابهة السياسات الاقتصادية والاجتماعية العالمية والتشوهات الناتجة عنها- وحديثى هنا يتركز عن بنية ومنطلقات هذه المنظمات وليس عن العاملين بهاأو معها والذين لا اشكك فى مشاعرهم الانسانية او الوطنيةولكنهم بالضرورة سيعبرون بشكل او باخر عن هذه البنى التى تحكمهم - ومن اهم النواقص من هذه الناحية هو تبنى معظم هذه المنظمات على المستوى الفكرى لمنطلقات وأوهام العولمة ونظامها المهيمن دون التساؤل عن هذا النظام فى ذاته وجوهره فتساؤلاتها دوماً تدور حول طريقة عمل هذا النظام فى جانب من جوانبه فقط (مجال العمل المتخصص - باهداف محددة وقابلة للقياس و... و... و... ، وبالتالى مشروع محدد ومحدود وهى بالتالى تتناقض مع طموحات خطابها المعلن عن " محاربة الفقر" و"تحقيق التنمية المستدامة" أو غيرهما من غايات نبيلة فالاتساع الممتد لدائرة الفقر وشيوع انتهاكات حقوق الانسان والنزاعات المسلحة والتعدى على البيئة وغيرها من ظواهر مؤسفة ليست نتائج عرضية للنظام الراسمالى المهيمن عالمياً انما هى نتيجة لطبيعة بنيوية فى هذا النظام ونتيجة لعمله فى ذاته وهذا وضع لايمكن معالجته بذهنية(التجزئة ) و(القطاعى) التى تعمل بها هذه الوكالات الدولية انما يتطلب رؤية شاملة قادرة على اعادة النظر فى الكثير مما يتم تصويره لنا كحقائق وفى كثير من المفاهيم والمعانى المستهلكة ومصطلحات كالتخلف والتنمية والتقدم والتغيير وعلومها ونظرياتها ونماذجها والتى للأسف يلتهمها الكثير من "الاكاديميين المهنيين " بنهم مفرط فى حالة من "التبعية والاستلاب الذاتى" وهى حالة كرس لها بصورة كبيرة نظامنا التعليمى العقيم وهذه النواقص التى قد نشعر بها كعيوب فى مسار عمل المنظمات الدولية ومنظمات مجتمعنا المدنى هى ليست فى حالة سودانية صرفة فهذه الوكالات كمثيلاتها من المنظمات التى تجرها خيول راسمال اوربا وامريكا تحاول جاهدة بناء علاقات جديدة فى مجتمعاتنا قائمة على نهج ماهو قائم فى العالم " المتقدم " ونماذجه وتهيئ الاوضاع لتوازنات السوق العالمى بتشجيع الاستثمارات الصغيرة هنا وهناك وخلق زبائن مضمونيين بعد احتلال عقولهم ................ عفواً انها ليست نظرية للمؤامرة تمتلكنى ولكنها افتراضات لمحاولة وقراءة فى الاقتصاد السياسى لصناعة العون الانسانى ...... ونواصل متى ما كان ذلك ممكناً وتحياتى