|
|
 Re: قالوا ان منى اركو ظل وحيدا تحت حماية قوات اجنبية عندما كان وسط جماهيره وشعبه وقواته (Re: شدو)
|
مهمة صحفية في الميدان برفقة مناوي
كنا مع «اوباسانجو» في دار السلام
أميرة الحبر
وسط اجراءات امنية مشدة بواسطة اكثر من مائة من جنود حركة تحرير السودان بدأ مني اركو نهاية الاسبوع الماضي حملة للتنوير باتفاق ابوجا وسط المواطنين في المناطق التي تسيطر عليها الحركة. وكان برفقته وفد اعلامي في خطوة عدها المراقبون تطوراً ملحوظاً في مسيرة الحركة الثورية التي بدأت تخطو حثيثاً نحو العمل السياسي.
«الرأي العام» كانت ضمن الصحافيين الذين استقبلهم ميدان حركة تحرير السودان على طول الطريق الشهير بين الفاشر- نيالا ورغم انه ميدان دون معركة الا انها كانت سانحة طيبة لمهمة صحفية مميزة وتغطية حدث لا يكون متاحاً لكثيرين.
--------------------------------------------------------------------------------
* بداية الرحلة!!
منذ وصولنا مطار نيالا بدأ الوضع مختلفاً حيث استقبلنا ممثل الحركة في الاتحاد الافريقي القائد نور الدين مكثنا حوالى ساعتين خارج مباني الاتحاد الافريقي.. ريثما تتم ترتيبات العربة التي ستقلنا الى منطقة شنقل طوباية حيث يقام الاحتفال واستقبال رئيس حركة تحرير السودان مني اركو مناوي.. كان التنسيق واضحاً بين الاجهزة الامنية ووفد الحركة المرافق في اتجاه وضع الترتيبات للرحلة فتم استخراج التصريح المطلوب حيث تم استئجار حافلة ركاب عادية بعد ان اعتذر الاتحاد الافريقي على ما يبدو في منح الوفد عربة تابعة له لتبدأ الرحلة عبر طريق النهب الشهير نيالا- الفاشر.. في طريقنا لمنطقة شنقل طوباية.
لا انكر انني أحسست بقليل من الخوف الا ان احساسي بالرحلة المميزة التي اقوم بها طغى على خوفي اضافة رفقة الاعلامي المميز سعد الدين حسن من قناة العربية والزملاء طلال اسماعيل بصحيفة «رأي الشعب» وصالح محمد عبد الله من صحيفة «الأيام».. طوال الطريق كان الصمت اكثر من الكلام والجميع يريد ان يشبع عينيه من اكبر قدر من المناطق التي عرفها العالم اكثر من سكان بلادها الاصليين.. بعد نيالا بعدة كيلو مترات وصلنا منطقة دمة استرحنا قليلاً ثم اتجهنا صوب منواشي موطن د. علي الحاج الاسلامي المعروف ونائب الامين العام للمؤتمر الشعبي.. حيث يظهر وسط القطاطي وبيوت القش قبة مميزة بجامع وسط المدينة فذكر احدهم ان هذا الجامع بناه علي الحاج بمدينته ولكن لا يوجد ماء بجواره للوضوء.. جلسنا تحت الاشجار الظليلة بسوق منواشي العامر جنباً الى جنب مع طواف للجيش السوداني.. في صورة فريدة تجسد معاني توقيع اتفاق السلام على طريق كان هدفاً للطرفين الحكومة والحركات المسلحة. بعد تناول الشاي والراحة قليلاً اتجهنا فوراً في الطريق الى شنقل طوباية التي تقع في المنطقة الوسطى بين الشمال والجنوب بعد ان تلقينا اشارة بوصول رئيس الحركة مني اركو مناوي اليها.
* ليست صدفة!
لم يكن اختيار حركة تحرير السودان جناح مني اركو الموقعة على اتفاق السلام مع الحكومة السودانية منطقة شنقل طوباية كبداية لتدشين حملتها التنويرية وحشد الدعم والتأييد للاتفاق من باب الصدفة.. فمنطقة شنقل طوباية التي يتكون معظم سكانها من قبائل الفور والتنجر الذين تردد كثيراً رفضهم للاتفاقية استقبلت مناوي وجنوده بالطبول والزغاريد وجاءت رسالة رئيس حركة تحرير السودان داعمة لاتفاقه مع الحكومة بخروج جماهير غفيرة من منطقة شنقل طوباية بعيداً عن دار زغاوة حيث التأييد المطلق لرئيس الحركة. بدأ مناوي انيقا بملابسه المدنية وهو يرتدي قميصاً مخططاً وبنطالاً ازرق ومحاطاً بعدد هائل من قواته وسط ساحة كبيرة بمنطقة شنقل طوباية اكثر ثقة بنفسه وهو يخاطب جمع غفير من المواطنين الذين ساندوه وشاركوا حركته النضال لسنوات، طارحاً دفوعات قوية لصالح اتفاق ابوجا مشدداً على ان حركته وقعت وهي قادرة على حماية الاتفاق وصيانته. وانتقد مناوي بشدة مناوئيه بان الاتفاق لم يلب مصالح وطموحات اهل دارفور وقال ان حركته التي يعرفونها جيداً لا يمكن ان تساوم على حقوق ابناء دارفور.
* وحدة مميزة!
وكان مناوي اكثر صرامة وهو يتحدث عن عدم امكانية عودة الحرب مرة اخرى. وقال لقد اوقفنا القتال ولا يمكن لاي احد ان يقود المعارك من جديد كما كانت مبيناً ان حركته قدرت مواقفها جيداً ووقعت الاتفاق من اجل النازحين واللاجئين في المعسكرات ووقف معاناة المواطن البسيط. واكد مني للجميع وطمأنهم بأن التعويضات للمتضررين من الحرب مضمنة في الاتفاقية وقال انها ستكون مباشرة اي «كاش» واخرى ممثلة في التنمية. ودعا اهالي شنقل طوباية للالتفاف حول الاتفاق مبيناً ان الذين يرفضونه لديهم اسبابهم الشخصية ممثلة في السلطة وقال ان السلطة سيتحصل عليها ابناء دارفور عبر صناديق الاقتراع.. ودعا مناوي الجميع لوحدة مميزة ونبذ للقبلية وان تكون دارفور هي القبيلة للجميع.
* معاناة
الامين العام للحركة مصطفى تيراب خاطب جموع مواطني شنقل طوباية ودعاهم لوحدة صفوفهم وتحدث عن اهمية الحوار الدارفوري دارفوري وقال لابد ان نعلم اولادنا القومية وثقافة جديدة بعيداً عن العصبيات القبلية لتكون دارفور هي القبيلة. وقال ان الاتفاقية اوقفت نزيف الحرب ومعاناة المواطنين.
ثلاث ساعات قضيناها في شنقل طوباية برفقة رئيس حركة تحرير السودان وامينها العام مصطفى تيراب وقائدها العام جمعة حقار.. حيث قابلنا المواطنون بترحاب وكرم معروفين لاهل دارفور.. رغم المعاناة الكبيرة التي يقاسونها قدموا لنا المياه التي يجلبونها بعد عناء ولن انسى زميلي ومرافق طلال اسماعيل من صحيفة «رأي الشعب» الذي اكتفى من الماء طوال الرحلة بالشراب والوضوء فقط تقديراً منه للصعوبة في الحصول عليها.
* رمية خطيرة!
بعد اختتام الاحتفال بلقاء رئيس الحركة بمنطقة شنقل طوباية تحركنا صوب منطقة كتال دار السلام حيث رئاسة القطاع الاوسط للحركة وطوال الطريق توقفنا عدة مرات عند منحنيات متفرقة تحت اشجار السيال التي تملأ المكان من كل نواحيه وظل الوفد يتوقف بعد كل فترة لا ادري هل هذا امر مقصود ام انها استراحة محارب كما يقولون.. ورغم ان فترة التوقف هذه لا تستغرق عشر دقائق الا انها كانت فرصة لمراقبة سلوك مرافقي وهم على سجيتهم تماماً وببساطة ولكنها اوضحت لي مدى الاعزاز والتقدير الذي يشعرون به لرجل فضل مشاركتهم المتاعب والصعاب رغم انه رئيسهم. فكان اركو دوما في وسطهم يحيطون به احاطة السوار بالمعصم.
عند منحنى ضيق وفي فضاء واسع توقفت العربات وخلال «ثانية» كان الجميع خارجها بمن فيهم رئيسهم فحمل مني بندقية احدهم وصوبها تجاه حجر صغير على مسافة بعيدة واصاب الهدف بمهارة عالية فصفق له الجميع بمن فيهم أنا فقد كانت حقاً رمية تستحق.. احد الجنود ذكرني ان هذا هو سر تفوق الحركة فالجميع هنا يجيدون استخدام السلاح بمهارة فائقة وسرعة رهيبة فقط يتم تحديد الهدف لينال منه دون معاناة. على الطريق وفي اتجاه اقرب لمنطقة شنقل طوباية رأى الجميع خياماً من بعيد فعرفنا انه معسكر يان برونك.. ولكن تعذر وصولنا اليه بسبب ضيق الوقت ودخول الليل قبل الوصول لمنطقة كتال دار السلام التي وصلناها بعد ان ودعنا الشمس على مشارفها فكان الظلام الذي بددته حفاوة الاستقبال.
* اوباسانجو!!
اوباسانجو الطفل الذي لم يتجاوز عمره السنة ظل قريباً مني طيلة وجودي في منزل اسرته ذلك الصباح بمنطقة دار السلام التي وصلناها بليل.. قالت لي خالته زينب التي تدرس في جامعة نيالا ان والديه استبشرا خيرا بالرئيس النيجيري اوباسانجو بعد توقيع اعلان المبادئ في الخامس من يوليو 2005م. منطقة كتال التي سمتها الحكومة دار السلام تعتبر من اقدم المناطق التي استولت عليها الحركة في 2004م ولم تدخلها القوات الحكومية منذ ذلك التاريخ وعندما استولت عليها الحركة اعادت اليها اسمها القديم ورفرف علمها على رئاسة شرطتها ومدخلها الرئيسي.. معظم سكانها من الفلاتة والتنجر واستوطن بها عدد من الزغاوة بعد اندلاع الحرب وظروف النزوح التي اجتاحت دارفور.. مكثنا بمنطقة دار السلام ليلة واحدة فقط ثم توجهنا صباحا باكراً لمنطقة ابو دليق.
حيث اقيم احتفال مماثل كما تم في منطقة شنقل طوباية.. تحدث فيه رئيس الحركة بذات الحديث.. وكذلك الامين العام.. ما كان لافتاً بمنطقة ابودليق الوجود الكثيف للهجانة بجمالهم واستقبالهم الحار لرئيس الحركة الذي اعلن تبرعه لهم بكميات من السكر اضافة الى مائة جوال لاهالي منطقة ابودليق.. ويبدو ان مناوي حريص على اظهار اهتمامه بالمواطن العادي ويذكره انه يدرك معاناته اليومية من سكر الشاي لبرميل المياه.
* دبجو!
كانت المفاجأة بالنسبة لي شخصياً لقاء القائد الثاني لحركة جيش تحرير السودان بخيت كريمة الملقب بدبجو.. حيث ذكرت لي مصادر اثق فيها كثيراً ان الرجل لديه تحفظات على الاتفاق وان رئيس الحركة قد يتخذ ضده اجراءات قد تصل الاعتقال.. لذلك طلبت من رئيس الحركة مني اركو مقابلة القائد بخيت كريمة لتتكشف امامي حقائق مذهلة اولها اللغة العربية الواضحة للقائد الذي خاطب جماهير منطقة ابو دليق.. في الوقت الذي روج فيه البعض في الخرطوم انه لا يجيدها ثانياً حديثه المباشر من فمه الى اذني انه يؤيد اتفاق ابوجا لصالح شعب دارفور.. وان كان حديثه الصريح عن اهمية العيش بحرية وفي جو ديمقراطي يكشف ملامح من شخصيته القوية. مني اركو من جانبه ذكر لي ان بخيت من اقرب العساكر اليه ولكن البعض يستغل شخصيته لنشر الاكاذيب والاساءة للحركة.
* مشاهد.. مشاهد
كانت الرحلة فرصة للتعرف عن قرب على قيادات حركة تحرير السودان بعضهم سمعت عنه وآخرون ظللت التقيهم عبر الهاتف لسنوات.. القائد العام للحركة جمعة حقار.. صلاح بوب نائب رئيس هيئة الاركان.. علي كاربينو.. محمد خميس كوبيه.. مصطفى تيراب الامين العام للحركة والقائد الثاني للحركة بخيت كريمة.
الغريغري عربة مدججة بالسلاح كانت في السابق تابعة للجيش السوداني يتم تقطيع اطرافها لتحمل اكبر قدر من الركاب يتجاوز الثلاثين تسير بسرعة غريبة في طرق غير مسفلتة.. ومع ذلك لا يتوقع احد ان يقع منها انها وسيلة المواصلات التي يستعملها جنود حركة تحرير السودان في تحركاتهم العسكرية.
رافق مني اركو في جولته حوالى اربعة من عربات الغريغري تحمل ما يزيد عن المائة شخص يشكلون له حماية امنية فائقة وينتشرون حول كل جنبات العربة التي تقله.. تأمين كامل يعتبر من ادبيات الثورة تجاه رمزها القوي مني اركو مناوي.
الحصول على الماء يعتبر المعاناة الكبرى التي يعيشها انسان دارفور.. سمع بها الكثيرون ولكن عايشها القليلون.. فليكن توفير الماء من اولويات التنمية في المرحلة القادمة.
ينتشر الجنود الذين يتركون شعرهم على طريقة «الراستا» كناية عن الرفض داخل الميدان وقد يكون للحياة القاسية في هذه المناطق تأثير ايضاً على هذا الامر
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست