|
امتد خلاف المؤتمر الوطني والحركة الشعبية "شريكا الحكم في السودان" ليشمل كافة المواقف .
|
عماد عبد الهادي-الخرطوم
امتد خلاف المؤتمر الوطني والحركة الشعبية "شريكا الحكم في السودان" ليشمل كافة المواقف حول إدارة الحكم في البلاد، وكشف أن لكل منهما مواقف ورؤى تمثل خطا موازيا للآخر، الأمر الذي دفع إلى الاعتقاد بوجود أزمة حقيقية لم يعلن عنها بعدُ. وقد امتنعت الحركة الشعبية لتحرير السودان عن المشاركة في احتفالات عيد السلام الذي تقرر أن يكون في التاسع من يوليو/تموز من كل عام، وقالت إن الأمر لا يعنيها في شيء وإنما هو عيد من أعياد المؤتمر الوطني. وأكدت على لسان رئيس قطاع الشمال ياسر عرمان أن ما أعلن باسم الحكومة هو جزء من رؤية لا تمثل الحركة الشعبية أو حكومة الوحدة الوطنية، وأن الحركة الشعبية لم توافق على ما عرضه المؤتمر الوطني "لأن الاحتفال بالسلام يجب أن يكون يوم توقيعه وليس في يوم أداء القسم". مواقف انصرافية
تاج السر مكي: "الخلاف الحالي بين المؤتمر والحركة الشعبية جزء من الخلافات حول أبيي وعائدات النفط والنيل الأزرق" من جانبه اعتبر المؤتمر الوطني أن المقاطعة تمثل مواقف انصرافية. وتساءل القيادي في الحزب كمال عبيد "لماذا لا تكون كل أيامنا أعيادا؟". المحلل السياسي تاج السر مكي قال إن مقاطعة الحركة الشعبية للاحتفالات تمثل وجهة نظر معقولة لأنها لم تقرره. وذكر في حديث للجزيرة نت أن الخلاف الحالي هو جزء من الخلافات حول أبيي وعائدات النفط والنيل الأزرق. وأوضح مكي أن تلك المقاطعة ستضع مزيدا من الإشكالات أمام تنفيذ اتفاق السلام "لأنها مقاطعة حادة وتضع علامات استفهام كبيرة حول الجدية في تنفيذ الاتفاقية". رؤى أحادية أما رئيس هيئة المحامين في دارفور محمد عبد الله الدومة فقال إن المؤتمر الوطني ظل يفرض رؤاه الأحادية على الحركة الشعبية رغم اعتراضاتها المتوالية. وأبدى الدومة في حديثه للجزيرة ة نت استغرابه لمقاطعة الحركة, وقال "كان عليها أن ترفض وتعلن موقفها قبل أن تكشف عن مقاطعتها"، وتوقع أن ينسحب تباعد الطرفين على مجمل القضايا الرئيسية في البلاد. بينما قال عضو هيئة التجمع الوطني الديمقراطي فاروق أبو عيسى إن الخلاف بين الحركة والمؤتمر الوطني لم يكن وليد الصدفة وإنما هو متجذر في كل أركان الشراكة بينهما. شراكة غير مؤسسية وأضاف أبو عيسى للجزيرة نت أن هذه الشراكة غير مؤسسية لأنها تفترض أن يتنازل الأضعف ولو كان على حق في موقفه. وذكر أنه من باب أولى أن يكون الخلاف أعمق في القضايا الرئيسية التي تهم مستقبل البلاد, مؤكدا أن الحركة تخلت عن مبادئها تجاه السودان الجديد والمواقف التي كانت تطرحها في الماضي.
علي محمود حسنين:
"يبدو أن التشاور لا يحدث والمؤتمر يسير على النهج والدرب الذي يرى من خلاله أن مشاركة الحركة ما هي إلا إضافة تعزز حكمه ولا تحد منه"
من جهته أشار نائب رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي علي محمود حسنين إلى غياب التفاهم السياسي بين الطرفين. وقال في حديث للجزيرة نت إن الخلاف كان مفهوما قبل توقيع السلام "ويبدو أن التشاور لا يحدث والمؤتمر يسير على النهج والدرب الذي يرى من خلاله أن مشاركة الحركة ما هي إلا إضافة تعزز حكمه ولا تحد منه"، وذكر أن المؤتمر الوطني يتعامل مع اتفاقية السلام بعقلية الشمولية السابقة. وأضاف حسنين أن الحركة أدركت أن المؤتمر ليس هو الشريك الذي يطبق الاتفاقية بالشفافية الكاملة، وأن ليس هناك برنامج وطني للأداء السياسي في المرحلة المقبلة، متوقعا تصاعدا في الخلافات إلى المدى الذي يؤثر على السودان كله لاسيما أن هناك بنودا في اتفاق السلام تؤطر لانفصال الجنوب. ــــــــــــ مراسل الجزيرة نت
|
|
|
|
|
|