الضحّاكات

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-30-2024, 09:59 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-06-2006, 03:18 AM

Nasruddin Al Basheer
<aNasruddin Al Basheer
تاريخ التسجيل: 12-09-2005
مجموع المشاركات: 4083

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الضحّاكات (Re: Nasruddin Al Basheer)

    وعشان الضحاكات صار الآباء والأمهات يزوجون بنات
    في عمر الزهور لرجال لا يجمع بينهم وبينهن أي قاسم
    مشترك سوى آدم وحواء. الموتى يشيعون إلى مثواهم
    الأخير في مقابر البكري وأحمد شرفي وحمد النيل وغيرها،
    ولكن البنات الصغيرات يزفن يوم زواجهن إلى مقابر الزوجية
    بكل ما تحمل الكلمة من معنى وتعبير. كيف يقبل العقل أن
    تزوج بنت عمرها واحد وعشرون عاماً إلى رجل يبلغ من العمر
    ستين عاماً؟ هذا ما حدث بالضبط لواحدة من الضحايا اللائي
    تم بيعهن بكوم من القروش.
    شذى شابة صغيرة وجميلة وممتلئة بالحيوية والحياة،
    وهبها الله جمالاً نادراً وأخلاقاً رفيعة، وكساها الحياء وقاراً
    وهيبة، من يراها يتمنى أن تكون عروسه أو بنته أو أخته،
    تدرس في السنة الثانية في كلية الحقوق. أبوها أستاذ عمر،
    رجل محترم ومهذب عرف بين ناس الحي بالتواضع والأدب، يعمل
    مستشاراً قانونياً بأحد البنوك، أمها سميرة البوبارة، ابتلاها
    الله بأقبح ما يبتلي به المرء من صفات، الغرور والخيلاء والعجب
    والكذب والبوبار والطمع وسلاطة اللسان. تتمنى أن يموت جميع من
    في الكون، لترثهم وتؤول أملاكهم إليها. عرفت في الحي
    الذي تسكن فيه بسميرة البوبارة لفشخرتها وتباهيها بما تملك وما
    لا تملك، حاول زوجها المسكين كثيراً أن يصلح من حالها ولكن الطبع
    يغلب التطبع، وفي النهاية صبر عليها خوفاً من تفكك الأسرة وتشتت
    البنين والبنات.
    تقدم خالد لخطبة شذى، وهو شاب وجيه ومن أهلها، تخرج قبل أربع
    سنوات مهندس كمبيوتر، ويعمل بشركة خاصة. ولكن رفضت أمها سميرة
    البوبارة هذا الزواج بدعوى أن خالد في بداية حياته ولن يستطيع
    أن يلبي متطلبات الزواج واحتياجات بنتها الخاصة، رغم أن شذى
    تحبه لأدبه وكرم أخلاقه. المهم نسبة لأنهم أهل أخبرت الأم أن بنتهم
    عايزة تقراً وتأمن مستقبلها أولاً، ومع أن خالد حاول إقناعها بأنه
    سينتظرها حتى تتخرج لكن الأم رفضت رفضاً قاطعاً وأنهت موضوع الخطبة.
    وقبل أن تندمل جراح شذى من رفض أمها لعريس مثل خالد، تلقت أكبر
    صدمة في حياتها.
    زارهم يوم رجلٌ بعد صلاة المغرب، لم تره من قبل، ولم تكترث حتى
    بزيارته إليهم. بعد ساعة من الوقت دخلت عليها أمها بفرح غامر
    على غير عادتها وأخبرتها بأن الراجل الزائر ده اسمو محمد أحمد،
    رآها عند الجيران في بيت صديقه إبراهيم، وهو تاجر قدر الدنيا
    جاء عشان يخطبها ومستعد يوزنها دهب ويجيب ليها المعدوم في سوق
    الخرطوم. رفضت شذى أن تتزوج من هذا العجوز حتى لو نزل ليها نجوم
    السماء وحاولت بكل السبل أن تنهي هذه الخطبة واستعانت بأخوالها
    وأعمامها ولكنهم فشلوا جميعاً في إقناع الامبراطور سميرة ، وأخيراً
    رضخت البنت المسكينة لجبروت وظلم أمها الطاغية.
    تم زف شذى إلى عمها أمحمد أحمد تاجر الأسبيرات المشهور في ليلة
    جنائزية بكى فيها كل من كان يحب شذى من أهلها وصديقاتها. نقلها
    العريس إلى سكن منفصل بعيداً عن أسرته الثانية خوفاً من أية
    مضايقات قد تتعرض لها.
    الكلمات لا تكاد تعبر عن مشاعرها في الأيام الأولى لزواجها،
    فقد ساقها القدر لأن تكون زوجة لرجل متخلف، ثقيل الدم، منزوع
    الرحمة، أهوج ومتسرع، شديدة الغباء والحماقة، لم تسمع منه كلمة
    طيبة منذ أن ضماهما بيت واحد، بالإضافة إلى أنه شكاك وبخيل.
    كانت الأيام تمضي بها بخطىً متثاقلة والليالي تزيد وحشتها وكآبتها.
    كان زوجها أو بالأصح قدرها يأتي من عمله قبل المغرب، فيتغدى وينام
    طويلاً، نوماً مصحوباً بشخير هادر، يخيّل إليك أن صاحبه سيشهق شهقته
    الأخيرة تحت كل لحظة، وضراط يرتفع وينخفض بين كل برهة وأخرى، كما
    أن أمحمد أحمد هذا كثيراً ما كان يتكلم في نومه، ولم يكن كلامه في
    النوم سوى هلاويس في محيط عمله، الشيك رجع، الشحنة ما وصلت ليه،
    إسبيرات مرسيدس ما عندنا، اسبيرات اليوكوهاما خزنوها يا عصام.
    وبعد أن يستيقظ سعادتو يأخذ دشاً بارداً ويلبس أجمل ما عنده من
    جلاليب وعمم ويتعطر بأفضل العطور وأغلاها، هذه العطور قد تزيل
    صماحه ورائحته الكريهة، ولكنها لن تزيل رائحة فضائحه المتكررة
    مع النساء والخمر. وجدت نفسها أنها تزوجت برجل زير نساء ورفيق
    دائم لقعدات الخمر والقمار، يأتيها مخموراً عند الفجر في كل يوم،
    فيجدها وحيدة حزينةً كسيرة الجناح والخاطر، فينتزع حاجته منها
    انتزاعا، ويروح في نوم عميق مصحوباً بالزوابع الرعدية التي
    ذكرتها آنفاً.
    مسكينة شذى باعتها أمها وسلمتها لرجل تافه وحقير لا يستحق
    أن يطلق عليه رجل أو زوج.
    في واحدة من الليالي الكئيبة شعرت شذى ببعض الآلام الحادة
    فاتصلت بالخنزير أمحمد أحمد فوجدت هاتفه الجوال مغلقاً،
    وفي دقائق محدودة وصلت أمها وأبوها وأخوها ونقلوها إلى
    المستشفى، وهناك أخبرهم الطبيب بأنها حامل في شهرها الثالث،
    وتلقت العلاج اللازم ونصحها الأطباء بالراحة الكاملة. طلبت منها
    أمها أن تنقلها لبيت الاسرة لتقضي معها أسبوعاً تكون تحت خدمتها
    ورعايتها، ولكن رفض الأب هذه الفكرة بحجة أنها يجب أن تستأذن
    زوجها أولاً وإن سمح لها فلا مانع من ذلك والأصول تقضي بأن ترجع
    إلى بيتها. رجعت شذى إلى بيتها وقضت أمها معها تلك الليلة ولم
    يحضر الزوج السكير حتى الصباح. قبل الظهر استأذنت أمها في الذهاب
    إلى البيت لقضاء بعض المهام على أمل أن تأتي لها في المساء.
    جاء إليها أبوها بعد الظهر في طريقه من المكتب ليطمأن عليها،
    وخرج منها بعد نصف ساعة متوجهاً إلى بيته.
    اضطرت الظروف زوج الغفلة لأن يرجع إلى بيته لأنه نسي دفتر الشيكات
    وبعض الأوراق المهمة الخاصة بواحدة من صفقاته، وقبل أن يصل إلى
    البيت لمح رجلاً يخرج من بيته، فغلى الدم في عروقه وجرى مسرعاً إلى
    سجينته المسكينة، وقبل أن يسألها أخذ يضربها بقسوة ويشتمها بأقبح
    الألفاظ ولم يترك لها فرصة لتشرح له ورمى عليها يمين الطلاق
    في اللحظة وخرج مسرعاً من حيث أتى.
    عند المغرب جاءت أمها فوجدتها ما بين الحياة والموت من أثر
    الاعتداء والضرب، فاتصلت على الأب ونقلوها إلى المستشفى وظلت
    في غيبوبة لثلاثة أيام لم يتكرم خلالها أمحمد أحمد بالسؤال
    عنها أوماذا حدث لها.
    بعد أن أفاقت وعادت الحياة إلى جسدها المنهك، حكت لوالديها
    ما حدث وأنه طلقها بالثلاثة. ذهب إليه الأب في محله ليشرح له
    ما حدث وأن من رآه خارجاً لم يكن إلا هو ، أبوها، جاء للاطمئنان
    عليها، حيث إنها تألمت في الليلة الفائتة ونقلت إلى المستشفى
    وتبين أنها حامل، وأنهم اتصلوا عليه أكثر من مرة ولكن هاتفه
    كان مغلقاً طوال الليل. لم يصدق أمحمد أحمد هذه القصة لأن عقله
    صغير، كما أن شذى كانت تكرهه وتمقته الشيء الذي صوّر لعقله
    المريض أنها تخونه، وأكثر ما كان قاسياً ومؤلماً للأب أن صهره
    رفض أن يعترف أنّ ما في أحشائها هو من صلبه، وقال له:
    خليها تمش تشوف ليهو أبو غيري.
    رجع الأب مهموماً حزيناً يلعن اليوم الذي جمعهم بهذا التور الهائج،
    ولم يطلع أحداً على ما دار بينه وبين طليق ابنته لأن الظرف غير
    مناسب لذلك.
    قضت شذى شهراً كاملاً في المستشفى ثم عادت إلى بيت أبيها محطمة
    باكية وهي تفكر في مصير الذي في بطنها وماذا ستخبي له الأقدار.
    حاولت أسرتها أن تخفف عنها وتدعمها نفسياً ومعنوياً، ولكنها ظلت
    على حالها سارحة مهمومة في الصباح وباكية مغبونة عندما ينام
    الجميع. ولكن سر عدم اعتراف الاب بطفله الذي لم يولد بعد ظل
    حبيساً في صدر أبيها المغلوب على أمره، والذي كان أكثر الناس
    تعاطفاً معها وخوفاً عليها، لأنه يحس بأن بنته الحبيبة تموت في
    كل يومٍ ألف مرة.
    وبعد أن انقضت الشهور التسعة وحانت ساعة الولادة نقلت شذى
    إلى المستشفى، وكل أهلها يدعون لها بالسلامة وهم خائفون من أن
    يحدث لها مكروه لأن حالتها النفسية تنذر بذلك. اشتدت آلام الولادة
    على شذى والجميع في ترقب وانتظار وبكاء خاصة بعد أن طال بقاء
    الطبيب وطاقمه في غرفة العمليات، وأخيراً خرج الطبيب حزيناً متثاقل
    الخطى وأخبرهم أن البقاء لله، فقد ماتت شذى ومات طفلها بالرغم من
    الجهود الكبيرة التي بذلت لإنقاذها.
    شذى لم تمت في غرفة الولادة فقط ، شذى ماتت من يوم أن باعتها
    أمها لرجل أكبر من أبيها، وهي تطمع في المال الوفير والمقابل
    المادي الذي ستحصل عليه من بيعها هذه الجوهرة الثمينة.
    والسؤال الذي يطرح نفسه، هل تستطيع أموال الدنيا كلها أن تعيد
    شذى إلى الحياة؟
    رحمك الله يا شذى فقد كنت ضحية لطمع أمك الأنانية البوبارة.

    (عدل بواسطة Nasruddin Al Basheer on 07-06-2006, 05:01 AM)

                  

العنوان الكاتب Date
الضحّاكات Nasruddin Al Basheer07-04-06, 05:52 AM
  Re: الضحّاكات Nasruddin Al Basheer07-05-06, 02:08 AM
    Re: الضحّاكات Nasruddin Al Basheer07-05-06, 06:03 AM
      Re: الضحّاكات Nasruddin Al Basheer07-06-06, 03:18 AM
        Re: الضحّاكات Nasruddin Al Basheer07-10-06, 01:37 AM
          Re: الضحّاكات Nasruddin Al Basheer07-10-06, 05:08 AM
            Re: الضحّاكات Nasruddin Al Basheer07-11-06, 01:47 AM
              Re: الضحّاكات Nasruddin Al Basheer10-26-06, 05:19 AM
                Re: الضحّاكات شهاب الفاتح عثمان10-26-06, 01:04 PM
                  Re: الضحّاكات عامر تيتاوى10-26-06, 02:42 PM
                    Re: الضحّاكات عبد المطلب خضر عبد المطلب10-26-06, 04:40 PM
                      Re: الضحّاكات Nasruddin Al Basheer10-28-06, 11:43 PM
                    Re: الضحّاكات Nasruddin Al Basheer10-28-06, 05:26 AM
                  Re: الضحّاكات Nasruddin Al Basheer10-27-06, 12:42 PM
  Re: الضحّاكات انعام عبد الحفيظ10-28-06, 03:59 AM
    Re: الضحّاكات Nasruddin Al Basheer10-29-06, 05:44 AM
      Re: الضحّاكات Faisal Fadhlallah10-29-06, 09:15 AM
        Re: الضحّاكات Nasruddin Al Basheer10-30-06, 05:25 AM
          Re: الضحّاكات عادل فضل المولى10-30-06, 07:11 AM
            Re: الضحّاكات Faisal Fadhlallah10-30-06, 07:40 AM
              Re: الضحّاكات Nasruddin Al Basheer11-05-06, 06:41 AM
                Re: الضحّاكات Faisal Fadhlallah11-05-06, 09:28 AM
            Re: الضحّاكات Nasruddin Al Basheer11-04-06, 08:34 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de