و في صحيفة الرأي العام الصادرة في الخرطوم صباح اليوم السبت الأول من يوليو 2006 أكد القائد سلفاكيير ميارديت على ذات الموقف و القائد ياسر عرمان قال بأن وزراء الحركة الشعبية ليسوا تلاميذ في مدرسة أحد
سلفاكير: الحركة لا تمانع في تحويل مهمة الإتحاد الأفريقي في دارفور للأمم المتحدة
برونك يحث الحكومة على التروى في اتخاذ قرار رفض القوات الدولية
الخرطوم: جوبا- محمد صالح - فتح الرحمن شبارقة
نفضت الحركة الشعبية ثاني اكبر الاحزاب المشاركة في حكومة الوحدة الوطنية يدها عن الموقف الحكومي الرافض للقوات الدولية، واعلنت في مؤتمرين صحفيين بالخرطوم وجوبا مساندتها لتحويل مهمة القوات الافريقية في دارفور الى اخرى تتبع للامم المتحدة، في وقت ازداد فيه تمسك المؤتمر الوطني الشريك الاكبر في الحكومة برفضه معتبراً الموقف المعلن نهائي ولا تراجع عنه رامياً باقوى كروته في اللعبة السياسية قائلاً «الاحتكام لن يكون للتصريحات ولكن للمؤسسات»، وفي الاثناء حثت الامم المتحدة حكومة الوحدة الوطنية على التروي في اتخاذ القرار واخضاعه لمزيد من النقاش، وقالت «ان من مصلحة السودان التعاون مع الامم المتحدة والمجتمع الدولي من اجل حل أزمة دارفور».
ومن جوبا العاصمة الرسمية لحكومة الجنوب أعلن النائب الأول لرئيس الجمهورية الفريق سلفاكير ميارديت مساندة الحركة لمطالبة الامم المتحدة باحالة مهمة القوات الافريقية في دارفور لاخرى أممية وقال في مؤتمر صحفي عقده بالاشتراك مع الممثل الخاص للامم المتحدة في السودان يان برونك ان موقف الحركة هو التأييد لدخول القوات الدولية وزاد، اوضحنا هذا الموقف من قبل لشركائنا في الحكومة وليس لدينا اية مشكلة في دخول هذه القوات، ومضى سلفاكير مبدداً الغموض الذي اكتنف موقف حركته خلال الفترة الماضية ليقول «نحن قبلنا بوجودهم في الجنوب على ضوء اتفاقية نيفاشا وهم موجودون الآن ولا نرى فرقاً بين وجودها في الجنوب ووجودها في دارفور» ونبه كير الى ان القوات التي ستدخل الى دارفور ستقوم بذات المهام التي تقوم بها في الجنوب والمتمثلة في حفظ الامن ومراقبة الانتهاكات التي تحدث، ورفض كير الاجابة على اي من التساؤلات المتعلقة برفض دخول القوات الدولية وقال «ان المؤتمر الوطني هو الرافض وان اي سؤال حول السبب الذي يحول دون دخول القوات الدولية يمكن ان يجيب عليه الرئيس أوالمؤتمر الوطني وليس الحركة».وسارع المؤتمر الوطني الشريك الأكبر في الحكومة لتجديد موقفه الرافض مشدداً على انه رأي حكومي لا حزبي، واكد مستشار رئيس الجمهورية د.مجذوب الخليفة ان الرأي في وجود قوات دولية في دارفور يكون عبر المؤسسات لا التصريحات الاعلامية، وقال ان البرلمان وحكومة الوحدة الوطنية اللذان يضمان معظم القوى السياسية اكدا رفضهما القاطع لوجود قوات دولية في دارفور.وشدد الخليفة على انه لا مجال للحديث عن آراء منفلتة لا تحترم نفسها ولا الرؤى الوطنية، والتعبير المشترك لحكومة الوحدة الوطنية والبرلمان. واوضح ان اتفاق ابوجا لا ينص على وجود قوات دولية في دارفور، ودعا المواطنين الى أخذ الرأي من المؤسسات. وفيما قال الخليفة إن «التصريحات الاعلامية لا تؤخذ بجدية»، نفى المتحدث الرسمي للحركة الشعبية ياسر عرمان بشدة وجود اتفاق على ارسال قوات مشتركة الى دارفور، وقال في مؤتمر صحفي بالخرطوم أمس ان الحركة الشعبية ليست طرفا في اي اتفاق لارسال قوات مشتركة الى دارفور. ونبه عرمان الى ان فكرة ارسال قوات مشتركة الى دارفور طرحت من قرنق ثم سلفاكير «ولم تجد القبول» في وقت سابق، ورأي ان ارسال القوات المشتركة الى دارفور في هذا الوقت سيجعلها تكون جزءاً من الحرب لا السلام، وقال ان الحركة الشعبية والجيش الشعبي لن يخوضا حربا في دارفور. واكد عرمان انه لا وجود لقرار مشترك في الحكومة لرفض القوات الدولية، وقال ان المؤتمر الوطني لا يمكن ان يقرر بدلاً عن الحكومة، واضاف «هذا وضع غير مقبول». واوضح عرمان انه «يمكن الوصول الى حل مع الامم المتحدة عبر الحوار لتجنيب البلاد مواجهة مع المجتمع الدولي، ودعا الى عدم قفل باب الحوار، وشدد على ضرورة استكمال اتفاق أبوجا.وفي اتجاه آخر، قال عرمان رداً على اتهامات بعض الجهات لوزراء في الحركة الشعبية بعدم الانضباط ان وزراء الحركة الشعبية ليسوا تلاميذ في مدرسة اي كائن كان، ويجب ان يعاملوا باحترام يكون متبادلاً بين الجميع، واكد عرمان رفض الحركة الشعبية الاساءة والحديث غير اللائق عن قادتها. من جانبه قال يان برونك مبعوث الامين العام للامم المتحدة في السودان ان السودان دولة ذات سيادة وان الامم المتحدة لن تدخل ضد ارادة الحكومة السودانية.
وأشار الى موقف الرئيس البشير الرافض للتدخل وقال ان الرئيس قد قطع بان لا تراجع لقبول القوات إلا اننا نلتمس من الحكومة التروي، واعرب عن أمله في ان تحدث مشاورات جيدة داخل حكومة الوحدة الوطنية من اجل ان يصدر القرار في الاتجاه المنشود واضاف برونك أأمل في ان ينجح عنان باقناع الرئيس البشير في قامبيا بقبول نقل المهمة الى الامم المتحدة.وقال برونك ان الامم المتحدة ليست مهتمة فقط بالانتقال وانما مهتمة اكثر بتنفيذ اتفاقية أبوجا، التي ترواح مكانها - حسب برونك- والحصول على دعم وتوقيع الحركات الرافضة للتوقيع حتى الآن واضاف ان الحركة الرافضة للتوقيع حتى الآن. وأضاف ان الحركة التي وقعت على الاتفاق لا تمثل الفور ومجموعة عبدالواحد وبدونهم فان هذه الاتفاقية ستظل ضعيفة وغير متوازنة، وتابع حتى اذا استبدلت القوات الافريقية بأخرى دولية فانه سيكون غير ذي جدوى ما لم تدخل المجموعات الاخرى في السلام.من ناحيته، انتقد الامين العام للامم المتحدة بشدة امس تباطؤ قادة دول العالم في حل ازمة دارفور وقال عنان في مقابلة مع تلفزيون هيئة الاذاعة البريطانية الليلة الماضية قبل ساعات من لقائه المرتقب مع الرئيس عمر البشير في بناجول بغامبيا على هامش قمة دول الاتحاد الافريقي ان قادة دول العالم تنقصهم الارادة السياسية لايجاد حل سلمي للازمة في اقليم دارفور.وقال عنان معلقا على رفض الحكومة السودانية السماح بإحلال قوات من الامم المتحدة محل القوات الافريقية في اقليم دارفور ان من مصلحة السودان التعاون مع الامم المتحدة والمجتمع الدولي من اجل حل ازمة دارفور.وأضاف عنان (نحن لسنا غرباء) مذكرا بأن الامم المتحدة سبق ان نشرت قوات في جنوب السودان للفصل بين القوتين المتقاتلتين سابقا هناك. وقال عنان في اشارة للحكومة السودانية لقد سبق ان تعاونوا معنا ونحن بحاجة الى اقناعهم وتبديد شبهاتهم.واشار عنان الى وجود تشابه بين الوضع في دارفور والابادة الجماعية التي شهدتها رواندا العام 1994 وأضاف بما ان هناك تباطؤاً من القوى الكبرى في حل ازمة دارفور اعتقد ان على القادة الافارقة جمع جهودهم واقناع الحكومة السودانية بان التعاون مع المجتمع الدولي سيخدم مصالحها .في الاثناء قال مسؤول امريكي رفيع امس ان الاوضاع في السودان رغم توقيع اتفاق سلام ابوجا ليست على درجة من الاستقرار بشكل يمكن من عودة النازحين واللاجئين الى ديارهم في اقليم دارفور وقال ان بلاده تؤيد نقل مهام قوات الاتحاد الاقريقي في دارفور الى الامم المتحدة واضاف ان واشنطون ترى ان اتفاق سلام دارفور هي السبيل الذي يؤدي الى السلام الشامل في دارفور لذلك تدعمها بشدة.وقال ميشيل رانبيرقر مسؤول ملف السودان في الخارجية الامريكية في تصريحات صحفية امس ان الولايات المتحدة لا تدعم عودة اللاجئين الآن الى ديارهم لان الاوضاع هناك لم تستقر بعد على حد زعمه
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة