|
صلاح الدين عووضة: الوطن ليس هو (الوطني) !!!
|
الوطن) ليس هو (الوطني)!!!
صلاح الدين عووضه [email protected]
الوطنية ليست صكاً يمنحه المؤتمر الوطني لمن يشاء ويحرم منه من يشاء.. ومن قبل حين خرج قادة الاتحاد الاشتراكي في مسيرة سُميت (مسيرة الردع) كال فيها القادة هؤلاء الاتهامات لمن كانوا (ينتفضون) ضد النظام المايوي آنذاك ووصفوهم بالـ(عمالة!!) وبالـ(خيانة!!) وبالـ(ارتزاق) بل وبالـ(عقارب!!) أيضاَ فهل هم كذلك؟!!... هذه واحدة من آفات الأنظمة الأحادية في دول العالم الثالث كافة.. إما أن تكون مؤيداً للنظام الأحادي هذا، ومسبحاً بحمده، ومتغزلاً في إنجازاته، وغاضاً الطرف عن إخفاقاته... إما أن تكون كذلك وإما أن تكون - في نظره - خائناً وعميلاً ومرتزقاً وفاقداً للوطنية.... أي بمعنى أن النظام هو الوطن، فإذا أنت عارضت النظام فكأنما خنت الوطن وإذا أنت أيدت النظام فأنت وطني تستحق أن تمنح وساماً على موقفك هذا... والآن.. أوسمة الوطنية هذه يتفضل بها المؤتمر الوطني على كل من قال كلاماً أو كتب حرفاً أو وقف موقفاً يتسق مع ما يقره من سياسات، ويحرم منه الذين لديهم رأي في سياساته هذه... وبما أننا لدينا رأي.. وألف رأي.. حول سياسات المؤتمر الوطني التي أوصلتنا للحالة هذه فإنه لا يهمنا أن يتفضل علينا من يشاء بصك الوطنية أو يحرمنا منه ويصفنا بالعمالة والخيانة والارتزاق لأننا بدورنا نمتلك الحق هذا ما دمنا ننظر إلى الوطن وقضاياه بغير منظار السلطة والجاه والمال والمناصب.. وما دمنا - وهذا هو المهم - مواطنين سودانيين أصيلين يرفضون أن يبيعوا وطنهم بدراهم - مهما بدت كثيرة - فهي معدودة حسب وقائع تعلمها جيداً بعض (أجهزة!!!) الحكومة.. ويعلمها جيداً بعض منسوبي الأجهزة هذه ممن يغمزون فينا ويلمزون منذ أن (أقسمنا) - بدورنا - أن لا يجد الرئيس إلى جانبه أحدا من (عامة) الناس ما دام في حكومته من يرفض الـ(تصالح) معهم.. نحن نخشى - ولا نتمنى - أن يفاجأ الرئيس بأبناء شعبه يقفون موقف المتفرج حين يحين أوان المعركة التي (أقسم) أن يخوضها.. بل وأن يتولى قيادتها.. لإحساسهم بأن المعركة هذه هي معركة المؤتمر الوطني من أجل الحفاظ على السلطة والجاه والمال والـ(تميز!!)، وليست معركتهم هم من أجل الحفاظ على الوطن ومقدراته ومكتسباته.. وقلنا إن شعب العراق وقف الموقف هذا نفسه حين حل أوان المعركة التي (أقسم) صدام بأن يبيد فيها مغول العصر ويجعلهم ينتحرون عند أبواب بغداد، وما ذاك إلا لأن أجهزة دعاية حزبه أقنعته بأن الذين صوتوا له بنسبة (9999%) - وما هم كذلك - سوف يفدونه بالروح وبالدم... حين بدأت المعركة - معركة بغداد - فوجئ صدام بأن نسبة الذين سعوا إلى أن يفدوه بالروح وبالدم لم تتجاوز الـ(0001%) التي أسقطتها أجهزة حزبه الدعائية (تجملاً!!) لتكون هي النسبة الحقيقية للذين هم معه، ومع سياساته... إننا نخشى - ولا نتمنى - أن يفاجأ الرئيس بما فوجئ به صدام بعد فوات الأوان لأننا ننظر إلى الأمور بمنظار الواقعية وليس بمنظار السلطة الـ(وردي!!) الذي ينظر عبره الذين يقولون له هذه الأيام: (سير ونحن من خلفك) لينالوا بذلك مزيداً من صكوك الوطنية وأوسمتها.. ولينالوا أيضاً - تبعاً لذلك - مزيداً من الذي (يباعد!!) بينهم وبين (واقع!!) الناس... نحن وطنيون من قبل أن تأتي الإنقاذ.. وبعد أن تذهب... فلا يقدر أحد.. ولا يستطيع.. ولا ينبغي له أن يجردنا منها لا لشيء إلا لأننا لا نرى ما يرى المؤتمر (الوطني!!).. فمن قال ان (الوطن) هو (الوطني)؟!!! من موقع السوداني الدولية.
|
|
|
|
|
|
|
|
|