|
Re: الصبية قارعة الطبل (Re: الزاكى عبد الحميد)
|
-2-
فلو كاريه هو صاحب كتب واسعة الإنتشار مثل "الجاسوس الآتي من البرد" و"بلدة صغيرة في ألمانيا" و "طالب المدرسة المحترم". وكانت دور النشر اليهودية تتسابق إلى نيل حظوة لديه إلى أن صدرت روايته " الصبية قارعة الطبل" التي تناولت قضية الشر الأوسط بموضوعية. حينها كرس والتر لاكير Walter Laquer مقالاً مطولاً في مجلة كومنتاري Commentary لا لانتقاد الكتاب فحسب وإنما لتسليط الأضواء على أعمال لو كاريه برمتها واصفا إياها ب "الأدب الرخيص". ويذكر أن دور النشر "إياها" حاولت, في لهاث متعثر نحو غاية لا تنال ومرغوب لا يدرك, بعد نشر هذا المقال, سحب كل النسخ الموجودة في الأسواق من رواية " الصبية قارعة الطبل" واهمة نفسها بأنها بذلك إنما توقف الرواية من الإنتشار. وذكر لاكير في مقاله أن ما يجعل هذه الرواية بغيضة إلى هذا الحد ليس هو اقتراح لو كاريه بأن للفلسطينيين قضية ولا تصوير قتل العملاء الاسرائيليين (للإرهابيين) بدم بارد, وإنما ما هو ممجوج وفج ومثير للبغض هو ذاك الجو المراوغ للمصداقية الذي يلف جميع الأوضاع غير المنطقية. لماذا إذن مدح نقاد أمريكيون مرموقون هذه الرواية؟ يرى لاكير أن السبب وراء قيام نقاد مرموقين من مجلة New York Times Book Review و Los Angeles Times هو أنهم عرضة وبشكل غريب للحجج الفكرية دون أن يدركوا أن الحجج الفكرية تتهاوى كحجارة النرد أمام القضايا "الأثنية". قيل هذا الكلام وما قبله حين ظهرت رواية "الصبية قارعة الطبل The Little Drummer Girl” قبل أكثر من عشرين سنة وأنتجت فيلماً سينمائياً لاقى رواجاً في بداية الثمانينيات. وبعد أكثر من عشرين سنة من ذلك الحدث, وتحديداً قبل فترة مضت تكرر المشهد إبان زيارة قام بها إلى الأراضي الفلسطينية وفد من اتحاد الكتاب العالمي بينهم ساراماجو و ولي صوينكا. فساراماجو، هو الروائي البرتغالي الذي نال جائزة نوبل عام 1998 في حين نالها الروائي النيجيري وولي صوينكا عام 1986. ووصف الروائيان ما شاهداه من فظائع ترتكب في حق الفلسطينيين بأنها أشبه بالفظائع التي ارتكبها النازيون في حق اليهود. فإسرائيل التي استغلت الكارثة النازية وظلت تزايد عليها على مر العصور لا تريد لأي شخص حتى لو كان كاتباً رفيع المستوى كساراماجو وصوينكا أن يقارن كارثتهم بأية كارثة أخرى، فدماؤهم أغلى كما يتوهمون!! كما تناولت النيوزويك في عدد لها مقالاً تحت عنوان "شبح اللاسامية الجديدة" استعرضت فيه مقالاً كتبيته طبيبة سعودية في صحيفة الرياض السعودية تصف فيه طقوس عيد البوريم وعيد الفصح اليهودي كما تناولت المجلة ما أسمته الحملة التي تشنها الصحافة المصرية على مصداقية اليهود حول المحرقة. وكتبت المجلة في نفس هذا العدد تقول: ".....وكما لو أن القصص التجديفية الشائنة لم تكن كافية فإن أحداث 11 سبتمبر قدمت لنا قصة تجديفية شائنة جديدة. فعبر العالم الإسلامي من أقصاه إلى أقصاه يتكرر نشر رواية أن إسرائيل هي اليد الخفية خلف الهجمات التي وقعت على أمريكا. ففي باكستان, وبعد أحداث 11 سبتمبر أبلغ الجنرال رشيد قريشي وهو مسؤول العلاقات العامة في مكتب الرئيس برويز مشرف, نيوزويك أن الهجمات التي وقعت على مركز التجارة العالمي والبنتاغون كانت منسقة بصورة متقنة وتم تنفيذها بطريقة في غاية الذكاء, بحيث إن من الصعب تصديق أن منظمة عربية هي التي نفذتها.."
(يتبع)
|
|
|
|
|
|